الادب والادباء

نقطة : 39664 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

منذ نعومة أظفارنا وأثناء تسلسلنا الدراسي وفي حياتنا اليومية من خلال الصحف والمجلات والكتب والبث التلفزيوني والإذاعة ، تتردد كلمة أديب أو الأدب 00أو نص أدبي 00 أو مظاهر أدبية ، ونحو هذه التعريفات أو المسميات التي ألفناها واعتدنا سماعها00
يقولون ان الأدب ذوق مشترك تربى مع الجماعة وإن الأديب من خاصة هؤلاء الناس لكنه استطاع أن يبتكر من الأدب ما يلبي ذوق عصره في صورة جميلة جذبت (ربما الأصح جبذت) اعجابهم0
ولكنني دهشت عندنا وقفت على أحد الآراء التي تقول ، إن الأدباء عاجزون عن تعريف معنى الأدب تعريفا جامعا مانعا؟
ويحتج هذا القائل بأن الخصائص والمميزات التي يذكرونها عند تعريف الأدب حسب التعريف الكلاسيكي، ليست جامعة ومانعة! ويدخل فيها ماليس منها0
والأديب الكلاسيكي لايملك القدرة على الإبداع ، لأن عقله وفكره مأسور بمن هم قبله ،وكل همه أن يصل الى مرتبتهم ويعتقد ان هذه المرتبة هي الغاية فحسب0
لأنه سار على مايقتضيه قانون التلقين ولم يطلق لفكره العنان كي يبتكر ويجدد ، فلا بد أن يكون إبداعه بجهد مستثمر من عقله وعلمه ، ونحن لانريد نسخ مادمنا نملك نسخا أصلية ، بل نريد من يبدع ويبتكر ويجدد ، واذا كان الناقد هو المراقب للأديب فيما يقول ، إذ هو المقوِّم للاعوجاج وهو المشجع للصحيح ،فإنه أكبر ذنبا حينما يتقرر الخطأ بمفهوم الأدب0
وليس العيب هنا بالأدب نفسه ، بل في الأدباء ، وكما قال أبو العلاء :
وكم من فقيه خابط في ضلالة * * * وحجته فيها الكتاب المنزل!!
هذه كلمات رسمتها وانا اعترف بأنني على غصن هش في أسفل آحاد العلم ، وما أنا الا قارئ أتلذذ حينما أقرأ في كتب العلماء ما تستطيبه الأفهام0
وكلي أمل بأن يتحفنا أحد الأخوة ممن يملكون علما في هذا الجانب الممتع من العلوم0 المناسبة فأنا سأتكلم عن الأديب وليس الأدب (فلا علم لي إلا ما علمتني) وأقول أن الأديب هو من يجعل غيره يُقدِّر الأدب بما لديه من فصاحة وبلاغة وعلم وأدب، وخير دليل على ذلك أستاذي الجليل (احمدعدلان رحمة الله عليه) فقد أجبرني بما لديه من حجة وبلاغة وتذوق للأدب أن أقدر شعر البحتري وأنا الذي كنت حتى فترة قريبة لا أستسيغ شعره على الإطلاق ولكنه حفظه الله أرشدني إلى مواطن الجمال في الشعر عموماً والبحتري بالذات حتى أصبح ديوان البحتري يرافق ديوان المتنبي و أبو تمام والمعري في مكتبتي فجزاه الله عني خيراً.

وجزاك الله كل الخير أالفاضل (احمدعدلان رحمة الله عليه)مدير الطبري الثانوبة بالانابة

شكرا جميلا جزيلا أيها الاخ المتفرد ,,, الرائع وليد سيد أحمد
حقا لقد هيجت فينا الذكرى وأحييت فينا شجونا وأياما من العمر..مضت
لن ننس ذكراها... وأنت تذكر هذا الهرم العملاق,, ودعدلان _ رحمة الله عليه_
وأزيد على ذلك ودالقاضي العالم العلامه في البلاغة والادب والاستاذ الفذ
صالح ,,, هؤلاء الفطاحلة الذين تشرفت بهم الطبري الثانوية في زمن من
الازمان ونهلنا من معينهم الذي لاينضب اسمى وأرقى اصناف الشعر والبلاغه
والنحو والادب....
يااااه ثم اااه ياوليد على تلك الايام,,,,

**نداء**
اذكر في تلك الايام المنابر الثقافية والادبية والسياسية في عهد أستاذنا
الجليل ودالقاضي وبرعايته وتشجيعه اللامحدود,,, ونتيجه لذلك أنجبت هذه
المؤسسة التعليمية افذاذا متفردين في شتى المجالات وأذكر منهم كأمثلة
الاخ الشيخ الشهيد/محمدسيد حاج,,والشهيد/محمدحسين هيكل والاخ الشاعر/
محمد عبدالقادر الحردلو وغيرهم كثر...
أرجو أن يتحفنا الاخ العزيز ناصر البهدير بحلقات متسلسله عن تلك الفترة
الرائعة وذكرياتها ( المرحلة الثانوية ) وهو حسب اعتقادي من خريجي تلك
المدرسة العريقة... مع خالص شكري

لكن نحن قرينا في الاكاديمية يا عائد سيد مع ذلك عشنا فيها فترة تعتبر من اخصب الفترات التي شكلت وعينا نحو العالم ودهاليز السياسة. ولنا فيها ذكريات طيبة لا تزال تسكن الذاكرة تنتظر من ينفض عنها غبار السنين التي مرت. وسيكون ذلك يوما ما اخي عائد ان شاء الله اذا مد الله في اعمارنا.