جهاز الأمن يعتقل أبي

في ليلة خريفية، وبعد أمطار هطلت بقذارة طوال عصر ذلك اليوم، تركت بعدها برك متقطعة ورائحة الدعاش في كافة أرجاء المصنع مما حدا الى ان تنعق الضفادع طوال ذلك الليل المبلل بماء المطر حيث لا صوت يعلو فوق صوتها ... بل لا صوت أصلا غير صوتها حيث تندر الكلاب في المدينة وذلك للقتل الغير رحيم لها من قبل رجال الشرطة حيث لا رفق أبدا بالحيوان وان أوصانا النبي الكريم.
بعد لعب اضنى الجسد ذهبنا الى النوم وقبل ان ندخل في مرحلة النوم العميق كان هنالك خبط على الباب الخارجي لمنزلنا، وبعنف غير معهود اثار بداخلي الذعر الشديد.
قام ابي بفتح الباب بعد ان استيقظ كل من في البيت.. فإذا بنا أما رجال يبدو الشر والشرر يتطاير من اعينهم انهم رجال أمن مايو .. قاموا بعد ان نشروا الذعر فينا بتفتيش المنزل شبرا شبرا دون العثور على شيء .. وبعد أن خاب ظنهم في العثور على أي مستند يدين أبي.. منشورا كان أم بيان أو حتى كتاب، قاموا باعتقال ابي واقتادوه الى جهة غير معلومة كان معه عدد من المعتقلين أذكر منهم التجاني محمد العوض .. والد زميل الدراسة هيثم .. وسليمان كوكو عليه رحمة الله وغيرهم ..
من يومها وانا اكره حد الكره الأنظمة الدكتاتورية ... عموما، بعد أيام أو اسابيع لا أذكر علمنا بانهم اقتيدوا الى سجن حلفا المدينة ومن يومها توالت الزيارات الأسبوعية لهم .. عدد مقدر من الأسر نتحرك الى المدينة لزيارة المعتقلين استمرت تلك الزيارات الأسبوعية فترة مقدرة من الزمن تجاوزت على ما أذكر الشهر حيث تم ترحيلهم بعدها الى سجن كسلا وهو السجن الذي ظلوا فيه لمدة ستة أشهر، وهي فترة الاعتقال، وتحولت رحلاتنا الى سجن كسلا لمدة ستة أشهر عانينا فيها من صلف واساءآت افراد الامن في السجن ...
في ليلة وكانت الوالدة تعد العدة للزيارة الاسبوعية الى كسلا والتي كانت على ما أذكر بالقطار .. وكانت تساعدها في اعداد الأكل ومستلزمات المعتقل الخالة وداد المصرية عليها رحمة الله فجأة طرق طارق الباب فقمت بفتحه فأذا أنا أمام أبي وجها لوجه .. يا لهول المفاجأة .. الجمتني المفاجأة فظللت صامتا لبرهة من الزمن ثم دون وعي منّي صرخت أبوووووووووووووي جا كانت الصرخة التي أخرجت الوالدة والخالة وداد من المطبخ ..والتي بعدها أطلقت الخالة وداد عليها رحمة الله زغرودة مصرية جلجلت في أرجاء الحي مخترقة سكون ليل المدينة مما أدى الى تهافت الجيران والأهل مهنئين فرحين بسلامة العودة ..

شكرا صديقي ممدوح نسيت أن أذكر تاريخ الحادثة ، وهو في أوائل ثمانينيات القرن المنصرم .. حتما سينجلي الليل وحتما سوف يغور كل من أجرم فينا

لكم التحايا الأعزاء أم تساب والعم عبدالرحمن موسى شكرا لإهداءآتكم الجميلة والتي تعبر عن دواخل أصيلة كالذهب لا تصدأ ... نحن لهم

شكرا صديقي لهذه الكلمات النقية وأهديك هذا المقطع لشاعر شاب جميل

مساء المحبة
وكلام حبة حبة
ملامح الغناوي واحاجي الملمة
بتاورك دحين لسه شوق الحواري
وعصاري الضفاف الحميمة وهلمه؟؟؟

الحمد لله على انتهاء هذه الفترة وأى فترة اليمه .وارى ان التجارب ذادتك شموخا وعزا وانفا الحمد لله.

وهناك ذكرى جميله من الوالده رحمها الله مع العم عمر الجاك متعه الله بالصحه والعافيه ونطراه بالخير دائماً كان عينه تؤلمه وشديدة الاحمرار ولم تنفعه الادويه وفى يوم زارتكم الوالده رحمة الله عليها ونصحت ان يحضروا كوب به قليل من الماء وبه سكر تقيل يقطر فى عينه وبحمد الله اصبح معافى وطلب منها ان تتطلب اى طلب فضحكت امى رحمة الله عليها وقالت انها نذرت ان تزور باولادها جميعا سيدى الحسن بكسلا ولم تستطع ان توفى هذا النذر وما كان منه الا ان وفى لها هذا النذر ومن يومها لم تنذر بشىء لا تستطيعه. بارك الله فيكم واسرتكم جميعا.

رحمهاالله رحمة واسعه .

والله يا أختي منى انا اتذكر هذه القصة كأنها حدثت اليوم ... وكنت بصدد سردها في المنتدى ولأنني كنت شاهد عيان لعلاج أبي على يد الخالة وداد عليها رحمة الله الف رحمة ونور تنزل عليها بقدر ما أعطت من الحب للأهل والجيران ومما أذكره لها ، كانت تدخل بيتنا وهي تنده للوالدة من بعيد بطربقة فيها الكثير من الطرافة وحلاوة المعشر كانت تنادي أمي بشكل درامي.. يا سؤاد.. فإاسم الوالدة متعها الله بالصحة والعافية سعاد