الخطيئة

بالطبع لا انسي اليوم ... انه الاربعاء
الي امي مرة اخري
الي مادلين غوردون في التراب
الي ناصر البهدير مع صحبتي ومودتي التي اهداني لها في كتاب
الي عوض احمد ادريس في سعيه الجاد نحو المفردة الجميلة
خالد حسن بخيت الذي لم يسعفني الوقت لقراءة ارصفته ومحطاته
اقبال ابكر ، مندوكورو، احمد حسن الحلفاوي
الي بنات المصنع الجميلات

الخطيئة
الشمس تمضي نحو الغروب ونسوة المدينة يتهيأن لحضن الليل ودفئه فاليوم هو الاثنين، وعمال شركة البناء القادمة الي المدينة يتوجهون صوب كمبو العشش حيث الفرح المخبأ في القوارير، بعد يوم مضن
وشاق.
ولا يزال هيمو سارحاً بعيدا نحو حلمه والموعد الذي ما فتء ذكراه يمضي الوقت موازيا له.
السادسة مساء و"قبورة" سيجارة اطفأت للتو نظر الي المرآة خلل شعره باصابعه ليستقرانيقا بعض الشي.
ارتدي بنطاله ذات اللون الكحلي وقميصه الاسود.
هيمو شاب اسمر اللون متوسط الطول يهوي كرة القدم اشار نحوه الكثير من اهل الاختصاص واجمعوا بان له ما يقدمه في مقبل الايام في اكتوبر القادم سيكمل العشرون من عمره .. ابواه متوسطي الحال تعمل والدته معلمة في مدرسة السلام للبنون ووالده سائق لمدير شركة المهاجر التي تعمل في تحويل وصرف العملات الاجنبية سيجلس هيمو الشهادة السودانية في هذاء العام.
امتطي صهوة دراجته التي هدية والده بعد حصوله علي مئتان وسبعون درجة في امتحانات مرحلة الاساس محرزا بذلك المركز الثالث بالولاية مما اهله دخول مدرسة الطبري التي تعد من اعرق مدارس حلفا الجديدة، وفي طريقه الي الموعد كانت سهي في الضفة الاخري غارقة في بحر احلامها وتعلم ان موعدها مع هيمو قد اقترب وحتي الان لم تجد عزرا يسمح لها بالخروج من المنزل.
قالت.. لارتكب خطيئتي الاولي, خرجت من المنزل دون ان تخبر, احد استغلت لحظة دخول والدتها الي المطبخ وتاخر والدها الذي من اكبر تجارمدينة حلفا الجديدة مرتدية عباءتها السوداء وكان هيمو قد وصل الي مكان اللقاء الذي اختارانه لسبب يعرفانه وحدهم غرب الترعة الاولي من مشروع قصب السكر في كوبري اسمه (فاطمة حسين) ولا يدريان سبب هذه التسمية التي ظلت مجهولة حتي اليوم وبعض الروايات تقول حينما اسس المشروع تم تعين خفير يدعي حسين وهذاء الحسين بناء له قطية واتي بزوجته واسمها فاطمة وسكنا في هذاء المكان, وفي رواية اخري كما يحكي لنا هيمو وكما سمعها هو من اكثر الناس الذين يثق بهم يقال شهد هذا الكوبري اول قصة حب بين بنت اسمها فاطمة وشاب اسمه حسين حيث تم ضبطهما متلبسين في جريمة قبلة علي ضفة الترعة ومن توها صارت التسمية واصبح هذا المكان مرتعا للعاشقين والحالمين.
سهي التي تصغر هيمو بسنة في العمر وفصل في الدراسة كانت حلم الجميع كبارا وصغار وجسدها الممتلئ يستثير الناظرين وحده هيمو الذي استطاع ان يحلق في فضاء صدرها الناهد ويحتل نواصي قلبها حنكة ووسامة لونها اصفر به درجة من القمحية, السادسة والنصف وصلت سهي المكان تفوح منها رائحة المسوح والركسونا في اللحظة التي فيها اقترب هيمو من ان يرتكب خطيئته الابدية كاد ان ينتحر لتاخرها بنصف الساعة.
كانا مساء الحب الاول، طائران ذابا عناقا وقبل.
التقيا
احتضني احتضني .. قالت سهي
احبك احبك .. قال هيمو
مارسا الحب وقوفا علي ضفة الترعة
غنيت له احبك انت قمرا طل وفرح ناس وخبأ بدمو كلمة ريد
غني لها بحبك حب ثقل موية المطر المن السما بتنزل ..
بحبك حب ما حباه جن لي جن ما حباه زول لبشر ...صمتا لبرهة من الوقت.
اريد قبلة ياتي صوت هيمو طالبا
لك ما تريد حبيبي لك وهبت نفسي
الان خذ ما تريد
غرقا في قبلة حتي جفت انفاسهما
ااااه تنهدا
قالت سهي: انت خطيئتي الاولي اسالك حتي متي سابقي خطيئتك الاخيرة؟
قال: حتي الممات
دخل الليل والنجوم تلألأت في السماء والقمر جهر بضوءه ارجا المكان وكائنات الليل طفقت في نشاطها والضفادع تصدر اصواتها وروائح نسوية قادمة مع الريح من الحي القريب من الترعة
قالت سهي: لقد سرقنا الوقت حبيبي ماذا نحن فاعلون؟ وحبي لك يزداد كضوء هذا القمر
قال هيمو: حسنا حبيبتي الان فالنرحل
لندخر ما تبقي من حب للايام القادمة
حتما اجمل هي كوجهك.