منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة ترحب بالزوار من ابناء المنطقة وجميع الاحباب والمريدين داعين لمد جسور التعارف بين الجميع ودوام التواصل
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة ترحب بالزوار من ابناء المنطقة وجميع الاحباب والمريدين داعين لمد جسور التعارف بين الجميع ودوام التواصل
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولمركز تحميل المصنع     مجموعة الفيس بوك

اهلا وسهلا بناس المصنع عزيزى العضو فى منتدى مصنع سكر حلفا الجديدة تفضل بالدخول الي المنتدي واذا ما مسجل معانا تكرم بالتسجيل والتمتع معنا ولقاء الاحبة والاخوان ومن فرّقتك عنهم طرق الحياةولو ما عارف كيف تسجل في المنتدي فقط إضغط زر ( تسجيل ) واتبع الخطوات ,واحدة واحدة,(الادارة بتفعل حسابك )

 

 دعوة للقراءة والتأمل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ام تساب
مشرفة سابقة
مشرفة سابقة
ام تساب


عدد المساهمات : 1151
نقطة : 10896
تاريخ التسجيل : 14/05/2011

دعوة للقراءة والتأمل  Empty
مُساهمةموضوع: دعوة للقراءة والتأمل    دعوة للقراءة والتأمل  Emptyالأربعاء 11 ديسمبر 2013, 12:35 pm

عذرا اسمحوا لى ان ارهق نظركم بقراءة ما تكتبة انسانة محببة جدا الى نفسى تدوما تشدنى كتاباتها واجد نفسى مشدودة اليها ,,,,,,,,,,,,سودانية ,,,جميله جدا فى طرحها وطريقة تناولها للاشياء  ,,,تناولت المسكوت عنه بشكل روائى جميل عندها كتابات كتيييييييييييييييييييييييرة وسمحة خلاص انها سناء جعفر
انا غايتو عاجبانى ارتأيت ان تشاركونى ما تكتبه وعندها كمان رواية اسمها حوش بنات العمدة اها دى عالم تانى فعليكم كدى اقروا للزوله وهاكم ضربة البداية 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام تساب
مشرفة سابقة
مشرفة سابقة
ام تساب


عدد المساهمات : 1151
نقطة : 10896
تاريخ التسجيل : 14/05/2011

دعوة للقراءة والتأمل  Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للقراءة والتأمل    دعوة للقراءة والتأمل  Emptyالأربعاء 11 ديسمبر 2013, 12:37 pm

الجلوس على الحواف ..




لي صديقة وزميلة عمل تجمعنا احياناً وجبة الفطور .. اغتاظ منها كثيراً عندما ترفض ان تأكل كل ما هو موجود بحافة الطعام .. فتمسك قطعة الخبز وتبدأ بتقطيع أطرافها والتخلص منها طولياً وعرضياً وأحيانا دائرياً وهي تتمتم بالاعتذارات المعهودة بعدم قدرتها على تذوق الحواف لأنها حادة ويابسة وتفتقر للنكهة .. اضافة الى العنت الذي تجده عند مضغها وابتلاعها .. ودوماً تسألني بخجل القطعة التي في منتصف الفطيرة .. كما تختار بعجلة قلب قالب الكيك وهي ترمق حوافه شذراً .. وكنت انا اختلف عنها في حبي الشديد لحواف الخبز بيبوستها .. وحواف الفطائر بقرمشتها .. وحواف الكيك بخشونتها .. 

ثم اكتشفت ان حبي للحواف يشمل كل شي في حياتي .. ووجدتني بلا تخطيط مني اسعى الى مصادقة الحواف اينما وجدت .. 

عندما الجأ الى البحر رفيق وحدتي وكاتم اسراري .. اجلس على حافة أمواجه .. اتفيأ ظل الماء و اؤرجح روحي .. اغمسها تارة تحت مرارة الملح وارفعها اخرى فوق هدير الريح .. فتحملها ضفائر الضوء الى اعلى وتنير عتمتها .. لا اغامر بالدخول الى عمقه .. وأظل اسيرة حوافه حتى وهي تمارس جذرها .. وتتراجع خطواتي خلفاً كلما تآمر المد مع الشاطئ لتظل الحافة على مرمى جلوس .. 

عندما اختلي بذاكرتي .. اتفقد حوافها قبل عمقها .. ففيها تكمن آخر الاحداث التي اختبرتها ... لذلك اجلس هناك فترات طويلة اقوم فيها بعملية فرز وتصنيف دقيقة .. ما اوده ان يبقى ادفعه ليتوغل في العمق الذي اصبح مخزنأ أميناً لتجاربي وخبراتي وأسراري وحكاياتي .. وما لا يلزمني ادفعه خارجاً ليتهاوى في غياهب النسيان الذي بات رفيقي الاثير وبدونه قد تتهاوى صلابتي في مواجهة الاتي الذي يرغب من التخلص من اثقال ما مضى .. فبدون النسيان اغرق في لجة عميقة من التفاصيل والذكريات الداكنة التي تكتم انفاس روحي وتعوق مجسات حواسي وتمنعها من التعامل مع الفرص والاحتمالات القادمة بدعوى الخوف مما سبق .. حافة ذاكرتي هي مكاني المفضل الذي الجأ اليه كل يوم عشرات المرات .. فبرغم مساحتها الضيقة .. إلا انها تسعني وتحتضنني وتضمني اليها بحميمية وسكون ... 

حتى قلبي المسكين الذي حملته اوزار كل هواجسي وتهاويمي هو ايضاً يجلس على حافة كل المشاعر .. الحب بخياراته الصعبة وأمنياته المستحيلة .. الكره بسماته الشيطانية ولونه الكالح .. الفرح بندرته ولطفه .. الود بتهذيبه وكرمه .. الحنين بلوعته ومكره .. الشوق بحدته وعجزه .. هذا القلب المتعب كثيراً ما احسه يرغب بالتدحرج من حافة جسدي ليتركني بلا نبضات ولا رعشات .. احسه يهددني ويتحداني بجلوسه على الحافة .. فاخبره بان الجلوس على حافة جسدي هو قدره .. وقدري .. وهل نستطيع ان نهرب من القدر ؟! .. 

جسدي ايضاً يعشق الحواف .. فلا يستطعم الجلوس إلا في حواف المقاعد المتواجدة في حواف الاماكن .. فأجده تلقائياً وفي أي مكان نقصده يختار المقعد الكائن في حافة الطاولة ... ويتموضع في حافة المقعد كأنه يتهيأ في كل لحظة لمغادرة المكان والصحبة .. حاولت ان اقنعه بعدم الجلوس في الحافة اخصوصاً اثناء ساعات العمل الطويلة رأفة بعمودي الفقري المعتل .. لكنه يرفض .. وقد اضطر أحيانا الى حمله ووضعه في عمق المقعد بالقوة .. فيتظاهر بالإذعان هنيهة .. لكنه وفي لحظات غفلاتي الكثيرة .. ينزلق بهدوء الى حافة المقعد في تحد سافر لأوامري .. فاخرج له لساني واتركه جالساً على الحافة حتى يصل حد من المعاناة يجبره على التراجع الى العمق بلا اوامر مني .. 

على حافة الجوع اجلس وأنا اتهيب الشبع الذي هجرته منذ امد طويل .. لكن جلوسي على هذه الحافة المؤلمة يكاد يعطب امعائي ويصيبها بضرر دائم .. فقد حولها الى مضيف غير كريم لكل انواع الاطعمة .. وباتت تتقلص عند وفود أي زيادة عن المعدل الذي اعتادته .. وحافة الجوع القبيحة التي اصبح طيف الشبع عدوها اللدود تقابل محاولة مكري بها بمكر ادهى وأمرّ .. فعندما تقرصني قسوتها .. احايلها بقطعة جزر امقتها او برتقالة تسلبني حموضتها لذة المضغ .. فتمكر هي بي وتحول جزرتي وبرتقالتي الى فاتحات شهية تصبح هي بعدهما اكثر تطلباً واشد نهماً .. حافة الجوع من الحواف التي تمرتست عليها بمحض ارادتي .. لكنني اكرهها بشدة .. خصوصاً عندما تغازلني رائحة طعام احبه .. او تغريني قطعة حلوى اعشقها .. ايا حافة الجوع .. ايتها الكافرة التي لا تؤمن بالشبع ديناً .. انني ابغضك .. وبشدة .. 

على حافة الفرح اجلس وآنا اتوسم الخير في هذه الحافة بطيبتها ورغبتها في اسعادي .. وانظر بحذر الى هاوية الحزن التي تفغر فاها بنهم لتبتلعني .. واسأل الحافة الطيبة لماذا لا استطيع البقاء فيها الى الابد ؟! ... ولماذا تناوشني حافة الاحزان برغم محاولاتي المستميتة بتجنبها ؟! فتتبسم حافة الفرح هازئة من سؤالي الساذج وهي تأمرني بان ارتقي الى مستوى النضج المتوقع مني في كهولتي البادية .. وان اعتزل التفكير الخيالي عن امكانية الجلوس فيها بلا تداخلات من توأمه الاسود المعروف بالحزن .. فما الحياة إلا خليط من الحلو والمر لا يمكن فصلهما ولا اقصاء احدهما ليبقى الاخر .. 

على حافة الصحة اجلس .. امتطي اوجاعي وامسك بلجامها وأوجهها نحو طريق السلامة وأنا القمها شتى انواع العقاقير الروحية والطبية علها تواصل الركض حتى نهاية سباق الحياة وان لم تفز فيه .. فأحيانا لا يهمنا الفوز بقدر ما تهمنا فكرة الوصول الى النهاية ولو متأخرين عن الركب .. قد تحملني هذه الحافة ردفاً من الزمن بتساهل رحيم حتى اكاد انسى وجود حافة المرض المؤلمة .. ثم فجأة تغدر بي وتقلب لي ظهر المجن .. حافة الصحة هي اشدهن مكراً .. 

على حافة الكذب اجلس وأنا اتلمس صدقي وهو ينزوي خجلاً من تبريراتي السخيفة لبعض اخطائي وزلاتي التي احاول تجميلها وتلوينها حتى تبدو كالحقيقة وهي تجافيها .. هذه الحافة البغيضة الزلقة التي تهددني بعد كل كذبة صغرت ام كبرت بأنني قد اعتاد على تحرى الكذب حتى اكتب عند الله كذابة .. فأخاف وارعوي وأتراجع عن كذباتي التي اصفها بالبياض رغم ايماني بأن الكذب ليس له لون إلا لونه .. وأثناء جلوسي على حافة الكذب يساندني شيطاني الذي يوسوس لي بان بعض الكذب مشروع لدفع اذى او اصلاح ذات بين او معالجة موقف .. وفي المقابل اجد صدقي القابع تحت الحافة يرمقني بإشفاق وغيظ .. يرجوني ان لا امتثل لإغراء حسن النية المخاتل في تبرير كذباتي .. يخبرني بان حبل الكذب قصير وان اصلح اصلاحاً مؤقتاً .. وان الصدق منجي وان اضر ضرراً مبدئياً .. فالعبرة بالنهايات .. والكذب وان بدا عذباً وسهلاً .. إلا انه يضر بي شخصياً قبل ان يضر بالآخرين لأنه ومع كل كذبة اطلقها .. تموت بداخلي بقعة صدق مضيئة وتحل محلها نقطة سوداء .. وناشدني صدقي التمسك بحبله حتى لا يأتي يوم ينتحر فيه على حافة كذبي بعد ان ينشر الاخير سواده ويعبئني دون ان افطن اليه .. ويتحول إلى وحش يعيش بداخلي .. يقتات بنوري ويورثني ظلمته .. 

على حافة الواقع اجلس وآنا اغازل خيالي المسكون ببنات صغيرات شقيات يجلسن على فسحته وهن ينسجن الحكايات ويروين القصص ..ويصنعن الاحداث .. بنات خيالي الضاج بعضهن مطيعات يلتزمن بتعاليمي ويمتثلن لأوامري فيأتي نسيجهن منتظماً وناعماً ومهذباً .. اما الاخريات فهن متمردات عاصيات يفعلن ما يحلو لهن ولا استطيع ان اسيطر عليهن مهما فعلت .. ينسجن ما يرغبن فيه .. فيخرج نسيجهن للعلن باشواكه وخشونته وغباره واعاصيره .. فهن يخلقن ويقتلن ويصرخن ويغنين ويرقصن .. يحببن بجنون ويكرهن بتطرف .. يخرجن إلى قارعة الصفحات عاريات متبجحات متحديات .. لا يأبهن بأعراف ولا تحكمهن تقاليد .. ازجرهن فيتمادين .. اضربهن فينتقمن مني بمزيد من الوقاحة والسفور .. فاتركهن في طغيانهن يعمهن .. وأحاول قدر الامكان ان اغطي على تفلتاتهن بحرج بالغ .. 
احيانا يخرجن حتى من مدى الخيال المعقول .. يختفين عن انظار حواسي .. وعندما ابحث عنهن .. اجدهن قد انتقلن إلى عوالم بعيدة .. وأجدني اغوص معهن في بطن حوت يونس .. او اجالسهن على عرش بلقيس .. او اراقصهن امام نيرون على ضوء نيران روما المشتعلة .. احياناً اجدهن يتدحرجن في تلال متوجة بالثلوج .. او يغلين داخل قدر كبير باعتبارهن وجبة دسمة لاحدى القبائل البدائية .. احيانا اجدهن تائهات مع يهود موسى .. وتارة اخرى جالسات مع صويحبات يوسف وهن يقطعن ايديهن .. بنات افكاري الشقيات يهوين التجول داخل البيوت المسكونة بالبشر والجن على حد سواء .. وويعشقن التلصص ليتسمعن ما يدور خلف الابواب المغلقة .. بنات افكاري لسن كتومات ويعشقن البوح بالإسرار ... 
حافة الخيال تجذبني كثيراً حتى تكاد تنسيني الواقع احياناً .. تمسك بتلابيبي حتى اكاد اختنق من فرط قوتها .. ترفعني إلى عوالم لا يراها غيري .. حافة الخيال تفرحني وتبكيني .. تقتلني وتحييني .. 

على حافة الحب اجلس .. وبالكاد اجد موطئاً يسع احلامي وأمنياتي .. اتسكع على هامش الحواس وأنا انتظر فرصة مواتية اتسلل فيها إلى عالم من احب دون ان اوقظ حرس ابوابه الاشداء .. احيانا انجح فتتراقص حواف الحافة من فرح الولوج .. وأحياناً افشل فيجرحني حزن الحافة حد الادماء .. كثيراً ما تراودني فكرة اعتزال هذه الحافة والبحث عن ارض رحبة اقف فيها بثبات الواثق .. ارض تتمدد فيها اشواقي وتتجدد فيها رغباتي وتتطاول فيها امنياتي بلا خوف من باب موصد او احتمالات مستحيلة .. ارض ازرع فيها بذوري لتنبت حياة كاملة تضج بالبنين والبنات بالحنين والعراك بالخصام والوئام .. 
حافة الحب منحتني سعادة ممزوجة بالحزن .. ورضا مخلوط بالاحتجاج .. ورغبة مغطاة بالانكفاء .. وامل مشوب بالياس .. حافة الحب اعادت صياغة شخصيتي وحولتني من كائن متطلب لحوح .. إلى آخر متفهم صبور .. وعلى عكس المتعارف عليه .. جعلتني حافة الحب اتخلى عن كل خيالاته الرومانسية وأتمسك بواقعه المحاط بسور من شوك ظاهره العذاب .. وباطنه رحمة لذيذة اتوق إلى تذوق ثمارها وارتشاف انهارها وتفئ ظلالها .. 

كثيراً ما اجادلني في بقائي رهينة الحواف واخبرني بمدى سذاجتي بالوثوق فيها .. اخبرني بان الحواف ومهما بدت حسنة النية .. إلا انها بطبيعتها غادرة وتمور بالاحتمالات.. ولا تتوانى عن القاء حملها دون ان تكترث كثيراً الى أي جهة تلقيه .. الحواف بطبيعتها وتكوينها جارحة وهي تعشق حدتها المسنونة ولا يهمها كثيراً ان تدمي الجالس فوقها .. وبرغم جدالي معي .. وجدتني ما زلت اهوى الجلوس على الحواف بل والرقص على سطحها الضيق احياناً .. كأنني في تحد دائم لنفسي وقدراتي .. كأنني أتهيأ لرحيل مفاجئ من الاماكن و المشاعر او المواقف والأحداث سواء بلفظ الحافة لوجودي أو لضمور رغبتي بالجلوس فيها ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام تساب
مشرفة سابقة
مشرفة سابقة
ام تساب


عدد المساهمات : 1151
نقطة : 10896
تاريخ التسجيل : 14/05/2011

دعوة للقراءة والتأمل  Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعوة للقراءة والتأمل    دعوة للقراءة والتأمل  Emptyالأربعاء 11 ديسمبر 2013, 12:55 pm

هذه واحد من قصاصاتها الجميلة ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,


قصـــاصــات ســـريــــة ( مجموعة قصص قصيرة ) 
بقلم سناء جعفر 


في داخل كل منا تكمن نزعة غريبة للتلصص على الآخرين واختلاس النظر من وراء شقوق الأبواب المغلقة ... واستراق السمع خلف الفواصل الهشة .. هناك لذة غامضة يستشعرها المتلصص عندما يرى ما لا يراه غيره أو يتعمّد التنصت على حديث لا يرغب أصحابه في نشره خارج نطاق الموجودين .
أدرك بان البعض منكم قد مطّ شفتيه استهجاناً وهو يقرا كلماتي الصريحة عن فعل يمارسه معظمنا بطريقة مستترة .. وبعضنا الآخر بكل جرأة ... إذن يا قرائي الأعزاء سأطرح عليكم سؤالاً يحتاج لإجابة صادقة .. قولوها لانفسكم وليس لي .. فأنا قد تخطيت مرحلة الخوف من الاعتراف بعيوبي منذ زمن طويل ..
سؤالي لكم ... هل أتتكم فرصة لاستراق النظر أو اختلاس السمع وتهيأت لكم كل الظروف لممارسة هذه العادة المتأصلة داخل النفس البشرية وترفعتم عنها ؟؟ هل أغمضتم أعينكم عن مشهد يستحق المشاهدة ولكن ليس لكم حق مشاهدته ؟؟ هل صممتم آذانكم عن حديث حار وهامس يدور بسرية بين اثنين شاءت الظروف أن تكون أنت ثالثهما الذي لا يعلمان بوجوده؟؟ 
لو تحرى الجميع الصدق في الإجابة يعتريني الشك أنها قد تكون بنعم .. هل تدرون لماذا ؟؟ لأننا بشر .. والفضول جزء من تركيبتنا التي تدفعنا بصورة لا إرادية للتلصص ..أنا اعترف بفضولي الزائد لمعرفة خبايا الآخرين وقد شاءت الظروف أن تضعني في مكان وزمان استطعت فيهما أن استرق النظر وتبحر حواسي في دفاتر يوميات نساء مختلفات لا يجمع بينهم سوى شغفهن الغريب لتدوين أحداث مرت بهن بكل صدق وتجرد لأنهن كتبنها لانفسهن ولم يحسبن حساب الأعين المتلصصة ... لقد قرأت قصاصات غاية في السرية لعشر نساء لا تجمع بينهن صلة غير نون النسوة ... وبما أني أدرك فضولكم ولهفتكم لمعرفة الأسرار التي تم تدوينها في لحظة فرح أو يأس .. حزن أو أمل .. قررت أن اقتسم معكم إثم التغلغل داخل حرمتها ... هذه القصاصات التي كتب بعضها بالدموع ... وبعضها بالدم .
عفواً لقد قمت بتغيير الأسماء والأماكن حفاظاً على خصوصية أصحابها ... وإذا تشابهت الظروف والأحداث مع امرأة تعرفونها .. سيكون الأمر مجرد صدفة بحتة .
قصــاصــة مــن دفتـــر يوميـــــات عــانــس


الاثنين الأول من أبريل .. الساعة السابعة صباحاً ...
يا له من تاريخ ارتبط في أذهان الناس بالكذب المشروع ...اكره هذا اليوم ابغضه أتمنى لو كان بإمكاني أن أتحكم بالزمن فاعيد عقارب الساعة إلى الوراء واشطبه من التقويم .. أن امحي ذكراه من الوجود وامحي وجودي ايضاً ... اليوم يصادف ذكرى ميلادي السادس والأربعين .... هل توافق تاريخ ميلادي مع هذا اليوم دلالة على أن حياتي بأكملها كذبة ؟؟ ربما كانت كذلك .. في كل سنة أكرر نفس السؤال .. لماذا ولدت ؟؟ ولأي هدف أعيش ؟؟ ما معنى حياتي ؟؟ كل لحظة تمر هي إعادة للحظات سابقة أو آتية .. بلا أمل ولا رغبة ... ولا يقين .
الساعة السابعة والنصف...
لابد أن انهض لامارس الروتين اليومي المعتاد قبل ذهابي إلى عملي الممل بالبنك .. ثم العودة منه إلي روتين البيت ... الأكل الذي فقد مذاقه منذ زمن طويل .. النوم الملئ بالكوابيس .. الفراغ العريض الذي يبتلع روحي وهكذا تمر أيامي .في طريقي إلى الحمام سمعت أصوات هامسة تخرج من غرفة أمي .. اندهشت لهذا الهمس المبكر .. نظرت من شق باب غرفتها الموارب لارى أمي بوجهها الصبوح الذي حفر عليه الزمن آثاره وهي تتطلع بانزعاج إلى وجه أخي الأصغر مجدي .. كان الحزن يصبغ ملامحها وصوتها 
" يا مجدي يا ولدي كيفن بس عاوز تعرس وأختك لسة قاعدة ؟؟ 
كان همس مجدي الذي يصغرني بعشر سنوات يتلاشى بفعل العصبية .. وارتفع صوته بحدة خرجت عن حدود السيطرة
" يعني يا أمي عاوزاني اقعد استنى منار لمتين ؟؟ أنا ما صغير عمري ستة وتلاتين سنة .. عاوز أعيش حياتي زي باقي الناس ويكون عندي أسرة وبيت وأطفال ... منار خلاص ما عندها فرصة عرس بعد كدة وهي ذاتها مقتنعة بالشئ دة وما بتفكر في الموضوع خالص .. انتي بس العاملة منو قضية" ..
أغرقني صوت أمي في بحر من الألم " منو القال ليك ما بتفكر فيه ؟؟ يعني عشان هي صبورة وساكتة وما بتتشلهت على العرس ؟؟ مالها ؟؟ ما زيها زي باقي البنات ؟؟ ما نفسها تفــرح ويكون عندها راجــل وبيت وعيال ؟؟ 
كان رد مجدي الساخر كحقل شوك أجبروني على السير فيه حافية " يا أمي الله يخليك راجل شنو وعيال شنو بعد العمر دة ؟؟ إذا كانت مايسة الأصغر منها بخمستاشر سنة بتها قربت تدخل الجامعة .. منار خلاص سنها زاتو ما بقى يسمح بولادة ... وبعدين يا أمي ما أخواتي وأخواني كلهم اصغر منها وعرسوا .. اشمعنى أنا العاوزاني انتظرها ؟؟ ولو في أمل انو يجيها زول ما في مشكلة .. لكن منار خلاص كبرت شديد وبعد كدة ما أظن أي إنسان يفكر فيها .. حاجة تانية أنا البت العاوزها ما بتنتظرني اكتر من كدة .. بقى لي سنتين أماطل في بت الناس لمن حججي كملت لكن هسة هي قالتها لي صريحة لو ما عملت خطوة جادة واتقدمت لاهلها وحددت مواعيد العرس حتخليني وتتزوج واحد تاني .. تغيرت لهجته إلى الاستعطاف " يا أمي أنا بأحب البت دي وهي انسانة كويسة شديد ولو ضاعت مني ما بالقى زيها تاني .. حاولي تفهميني وتقيفي معاي يبدو أن لهجته ألانت قلب أمي الحنون " خلاص يا مجدي استنى بس لغـاية نهـاية السنة دي ولــو ما في زول اتقــدم لمنار امشــي عرس ما باقول ليك لا ..
انفجر مجدي صارخاً بوجه أمي الذي حاكى وجوه الموتى شحوباً " يا أمي خليك معقولة .. إحنا وين ونهاية السنة وين ؟؟ عاوزاني انتظر ثمانية شهور تاني ؟ حرام عليك .. انتي بس همك منار ؟؟ أنا ما ولدك ولا شنو ؟؟؟ وبعدين منار آخر ثلاثة عرسان جوها رفضتهم... نعمل ليها شنو إذا هي عاوزة راجل تفصيل ؟؟ .. مفروض تقتنع إنها خلاص كبرت وفرصها بقت ضيقة وتوافق على أي زول يجيها 
انغرزت كلماته كالخنجر في قلبي ... فحملت قدمي وهرولت عائدة إلى غرفتي خوفاً من التهاوي ألما على عتبة باب أمي الموجوعة .
بداية سيئة ليوم قبيح ... كان مجدي محقاً .. لقد رفضت ثلاثة عرسان أتوني خلال السنة الماضية .. ولكن لاسباب منطقية ومعقولة ... ليس من اجل الرفض .. وليس لاني ابحث عن رجل تتناسب مقاساته مع خيالي .. سأنتقل إلى صفحات سابقة من دفتري لاذكّر نفسي بأسباب رفضي ..
العريس الأول .. عم أحمد .. نعم هكذا كنت ادعوه .. فقد كان صديق أبى المقرب ويكبرني بعشرون عاماً كاملة أي شيخ على أعتاب السبعين .. ماتت زوجته خالتي إحسان .. تزوج الأولاد والبنات فشعر بالوحدة وازدادت أمراضه .. أراد أن يعيد شبابه مع زوجة جديدة تصغره عمراً وتصلح أن تكون خادمة وممرضة في آن واحد رفضته برغم علمي بوجود الفياجرا في الأسواق ...
العريس الثاني .. المهندس أسامة .. كان يشرف على بناء بيت ميادة أختي التي تليني في العمر ومتزوجة منذ خمسة وعشرون عاماً وقد أصبحت جدة منذ فترة قصيرة .. رآني صدفة عندما ذهبت أتفقد سير البناء تحت إلحاح بنات شقيقتي ... عرض علي الزواج شريطة أن اترك عملي .. و...رغ تماماً لرعاية أولاده الثلاثة ... صبي في السادسة عشرة من زوجته الأولى المتوفاة .. فتاتين في العاشرة والسابعة من زوجته الثانية التي طلقها لأنها لم تحسن معاملة ابنه المراهق فتركت له بناته وتزوجت هي الأخرى ..بالطبع رفضته لأنني مقتنعة بعملي كرئيسة قسم الاعتمادات بالبنك الوطني وليست لي رغبة في استبداله بوظيفة مربية بدوام كامل ...
العريس الثالث ... الموظف الجديد تحت إمرتي في القسم .. يصغرني بسبع سنوات لم يتزوج لضيق ذات اليد .. أتاني خاطباً بدعوى الحب كدت اقتنع وأتغاضى عن فارق العمر تحت ضغط أمي وأخواتي .. لولا مكالمة أتتني قبل الموعد المحدد لعقد القرآن بأسبوع من فتاة باكية تخبرني فيها بأنها حبيبة زوجي المنتظر منذ خمس سنوات وانه يعتزم الزواج مني فقط لتحسين وضعه المادي وضمان راتبي الكبير وبيت أسرتي الفسيح وسيارتي الفخمة .. رفضته لأنني اعمل في بنك .. لكني ارفض أن العب دور البنك .الساعة التاسعة ...


ما زلت مستلقية على سريري فقدت الرغبة في الذهاب إلى العمل اليوم .. من حقي الحصول على يوم عطلة امتلك رصيدا هائلاً من الإجازات .. كلما فكرت في اخذ إجازة ينتابني الفزع من فكرة البقاء وحيدة أو تكرار الزيارة إلى بيوت أخواتي المتزوجات .. لم تعد لي صديقات مقربات منذ فترة طويلة .. مع تقدم العمر وزواج الأغلبية وتغير الاهتمامات المشتركة تباعدن عني واحدة تلو الأخرى .. حاولت جاهدة التمسك بروابطنا وان أظل جزء من حياتهن ولكن في كل مرة يأتيني إحساس كريه بأنهن يتعمدن إقصائي والتباعد عني .. في نهاية الأمر حثتني طبيعتي الواضحة على طرح السؤال الصعب عن سرّ التغير في المعاملة .. فكرت في كل الاحتمالات إلا ما صرحّت به تلك التي كانت أقربهن إلى قلبي ... 
" منار ما تزعلي مني ولا من الباقيات .. وجودك في حياتنا بقى مشكلة .. إحنا الولادة والشغل بهدلونا وانتي لسة قاعدة سمحة ومهتمة بنفسك شديد .. بصراحة كل ما تجي لواحدة مننا بعد ما تمشي رجالنا بياكلوا لحمنا بيك .. شوفوا صاحبتكم قاعدة كيف جميلة ورشيقة وانتو بقيتوا زي البقر ومنكشات .. شوفوا صاحبتكم وصلت وين في شغلها وانتو محلك سر .. بعد كل زيارة منك بتحصل المقارنات وبصراحة ما بتكون في مصلحتنا وبعدين يا منار انتي عارفة زوغان عين الرجال .. إحنا واثقين فيك لكن ما واثقين في رجالنا بالذات انتي وظيفتك كبيرة ومرتبك عالي ... ودة في حد ذاته إغراء ما بيقدروا يقاوموه .. إحنا قلنا بس نزح البنزين من جنب النار .. لكن والله معزتك في مكانها ولو عاوزانا نجيك في أي وقت انتي تحدديهوا في بيتك كلنا تحت امرك" 
كانت كلماتها تصيبي بالغثيان والرغبة في تقيؤ كل سنوات الصداقة التي ربطت بيننا فقطعت علاقتي بكل من اسميتهن صديقات .. بدات ادفع ضريبة عدم زواجي .. وصدقوني كانت باهظة ومؤلمة ...وعلمت فيما بعد من أخرى قابلتها صدفة بان قرار إبعادي أخذته تلك التي كنت أظنها الأقرب ألي ّ وحدث ذلك بعد أن عبّر لها زوجها عن إعجابه بي كانسانة محترمة وجميلة ومثابرة في عملها .. فما كان منها إلا أن أعلنت الحرب على وجودي و أقنعت البقية بخطري عليهن .الساعة الحادية عشرة ... 
لبست اجمل ثيابي ..تعطرت بأغلى عطوري وخرجت من غرفتي .. كان الصمت يعم المكان بعد خروج مجدي .. مررت بغرفة أمي ونظرت بحزن إلى وجهها النائم وآثار الدموع ما زالت محفورة على خديها المتغضنين .. مررت بالمطبخ وذكرّت الخادمة بمواعيد دواء أمي ووجبتها .. قدت سيارتي وخرجت .. 
هل تدرون إلى أين ؟؟ 
خرجت ابحث عن رجل بمسمى زوج كي يمنحني أهلية الدخول إلى بيوت صديقاتي ويرفع عني حظر الاقتراب من أزواجهن .. 
رجل بمسمى زوج يمنحني حق الانتماء إلى عالم النساء ... 
رجل يسحق عائق وجودي في طريق مجدي فيتزوج قبل أن تضيع فرصته .. 
لقد سئمت من نظرات الإشفاق في عيون الجميع .. وكرهت الأسئلة المحبوسة في عيون كل من يراني عن سبب عدم زواجي حتى الآن ... سئمت خوف الزوجات وتغامزهن لحظة وصولي إلى أي مجتمع ... وكلماتهن الممطوطة الجوفاء " والله يا منار الرجال ديل عميانين .. معقولة انتي بحلاوتك دي كلها ما شايفنك ؟؟ "... 
" والله يا منار انتي في نعيم .. كدة احسن ليك مرتاحة من قرف الرجال والأطفال .. عايشة حياتك زي ما أنتي عاوزة .. لا راجل يتحكم فيك ولا عيال يستنزفوا عمرك "
من أعطاهم حق تحديد الأحسن والأسوأ في حياتي ؟؟ من اخبرهم أنى سعيدة بحياتي الخاوية من كل انتماء ؟؟ إذا سألوني رأيي سأقول لهم لا أمانع في الحصول على رجل يملاني قرفاً وحباً .. رجلاً يملاني ضجيجاً وحناناً .. أتوق للحصول على أطفال يحملون ملامحي وطباعي وامنحهم مخزون الحب المحبوس في أعماقي ولا أجد له متنفساً ..
أعلنها صريحة ... 
أريد زوجاً .. 
اعرض لقب عانس للبيع ...
وسأدفع كل ما املك لمن يشتريه ... 
فهل من مشتر ؟؟..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دعوة للقراءة والتأمل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» موضوع جدير بالقراءة والتأمل.....
» دعوة فـــــــــرح
» دعوة فـــــــــرح
» دعوة تسامح
» دعوة بالشفاء..

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة  :: المنتديات العــــــــــامة :: الحوار-
انتقل الى: