بنحييك يا غالي.. فالمحبة قدر

بنحييك يا غالي.. فالمحبة قدر
عبرت خاطرة مني وطفرت دمعة وعَبرة على سديم هذا المساء المعبأ بالحنين من أشجار شواطيء أرخبيل زمن قديم موغل في الوسامة والعفوية ومتوشح برداء الإنسانية.. تذكرت مقاطع شعرية لشاعر ما لا أعرفه البتة ربما خالي العزيز عبد الوهاب درو الذي سطرها على جدار الدولاب الداخلي الخاص به يعلم تفاصيلها وأظن انها من أداء الفنان ميرغني النجار.
خلاص أحكم في المصائر... رضيت حكمك وانت جائر
تذكرت تلك المقاطع لأشجان عبرت وخاضت في وحل العلاقات الاجتماعية التي تأثرت بفعل طوفان الأوضاع السياسية والاقتصادية عامة بالبلاد وتأثر الكل بها لأسباب عدة.
ما أصعب اللحظات حين تفقد عزيز ما برحيل الغياب الأبدي أو بفعل ريح الأيام الهوجاء التي تهب دون ان تشتهى رواحلنا وأركان ضلوعنا وقلوبنا الوجلة بمحبتهم وقد نجد العذر لكلانا وسط موجات الغضب والانفعال التي تحدث عفو الخاطر أو بسوء تقديرات خاطئة لم نراجع فيها انفسنا.. فكلنا خطاؤون كما في الحديث (كل بن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) وفي القرآن كقوله تعالى: (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين).
ولعل المصير المقصود هنا في المقطع الشعري أعلاه ليس ما سيدور في خلد البعض حتى خالي ربما يخطأ في النظر الى أبعاد ذلك المقصود بحكم السنوات التي مرت والتي غيرت في الكثير من المفاهيم.
فالحكم فقه ضرورة تتخير أشياء العلاقات الانسانية أياً كان لونها ومداها وبسطتها فالمهم هو ما ينسج نوله على خطى دروبنا جميعا.
عام مضى من الألام والأتراح والأفراح، والأمنيات لا يزال صهيلها في براري الروح يتقدم مدها ويتأخر جزرها سيان في علم الوقت ومنازل القمر والربيع والنوارس تحط بذيلها على يابس البحار لتتنفس بعمق من روائح تلك الكائنات والهدوء الذي يصبغ النهار بتلاوة الرحلة التي مضت ولا يزال الطائر يمني نفسه ببقية في العمر لإكمال المشوار في دولاب الأيام.
نقول للذين غابوا ألف رحمة ونور على أرواحكم التي سافرت وعبرت صراط خياراتنا المرة... والى الذين غابوا بفعل زحمة الحياة، القلوب تفيض بمحبتكم... والى الذين اختاروا طوعا المغادرة، فمكانكم شاغرا الى حين عودتكم بالسلامة وفي كل خير وبركة ولكم تحياتنا وأشواقنا فالقلوب لا تعرف ثقافة الكراهية ورد الصاع بالصاع فأوصال القلب والحنايا تتصدع برحيل عزيز لم نعرف قدره ذات يوم الا بعد مضى في سكة أخرى غير التي نريد.
وأهدي أحبتي جميعا أغنية قديمة لبلابل غناء البلد الجميل بدون المقطعين الاخيرين من القصيدة عساها فسحة عتاب ولوم وصفح لأصدقاء غابوا لأسباب أوهى من خيوط العنكبوت كما نظن.. وفي عودتمه رد روح وحياة.. فالعمر أيام لماذا نضيعه في حياكة التخريب والوسواس!

نحييك ما بتحيينا
ونرضيك مرة أرضينا
احكم فـينا بالدايرو
ده ريدك وانقسم لينا
خلاص اخترت ناس غيرنا
وهـم أغروك تخلينا
بقيت لامن تشـوفنا كمان
بتهرب من تلاقينا
كأنك ما عرفتنا يوم
ولا طليت في عينينا
نلاقيك والصباح نعسان
وتتحاشانا يا زينة
زمان الحال ده ما حالك
ولا طبعك تجافينا

اتاريك كنت خادعنا
سرابك موجو غاشينا

[rtl][/rtl]

محبتك عندى الحبيب ناصر متجزرة وعميقة حد الروح ...

أعلم معدنك الأصيل ..وصدقك الشفيف..وإيمانك المتأصل بالإنسان..
يبقى الأصل ياحبيب ويذهب الزبد جفاء..
لك كل الود...

عبد الرحمن موسي ادريس كتب:: محبتك عندى الحبيب ناصر متجزرة وعميقة حد الروح ...

أعلم معدنك الأصيل ..وصدقك الشفيف..وإيمانك المتأصل بالإنسان..
يبقى الأصل ياحبيب ويذهب الزبد جفاء..
لك كل الود...

شكرا عزيزي الغالي عبد الرحمن..
إنها الحياة حين تركلنا في غيابات جبها اللعين وتحرمنا لأسباب واهية في الغالب من أعزاء أصدقاء وأناس هم رحى انسانيتك ورحلتك في الحياة..
وشكرا لوجودنا عند أرخبيل ذاتك وأعرف انك ما زلت صاحب القلب الكبير الذي يتسع للجميع بصبره وانسانيته وعملك المتصل في المصنع لسنوات طويلة أضحت مثار تركة ثقيلة على أعناقنا جميعا..
شكرا شكرا عميقا من القلب لتساميك على كل الجراحات هنا وهنالك..
لك مودتي ومعزتي وتحياتي للأسرة الكريمة..

» في بعدك يا غالي ..
» الانقاذ الوطني