روائع بت الحاج (روضة)

واظل ارتقب المدى
ويغشني حدسي بأنك في الطريق
قد كنت تأتي حين يمتزج الصباح مع المساء مودعا
وتلوح في الافاق ألوان الحريق
قد كنت تأتي حين ترتاد الطيور بيوتها
وتغط في نوم عميق
قد كنت تأتي حين اغدو ( هاجرا)
والقلب ( كاسماعيل) يستجدي السقى
في ذلك القفر السحيق
واليوم
عادت للبيوت الساجعات
وودع الصبح المساء
وضج بالشوق الفؤاد
وما رجعت أيا صديق !!!

وشك يا وشك ..
تسلم يا جميل

خطأاً خَرجْنَا من مدارِ الروحِ يا روحي
فعُدْ ..بعضٌ من الطرقاتِ تأنسُ بالوحيدْ
عُدْ ..كنتُ أنوي المشيَ حتى آخرِ الشَهقَاتِ
حتى آخرِ الكلماتِ ..حتى أوَّلِ العُمرِ الجديدْ
عُدْ صادقاً كالأنبياءِ وخلِّني
بعضٌ من الأحيانِ نفعلُ سيدي ما لا نُريدْ
عُدْ كي تظلَّ كعهدِ أشواقي إليكَ!!
مسافراتٍ للوريدِ من الوريدْ
الآنَ عُدْ
لا تُفسدِ الوجهَ الحبيبَ بصبرِنا
لا تُرهقِ المُقلَ التي
ما أرهَقَتني قطُّ
ما حمَلَتْ سوايَ
أُريدُها للناسِ من بعِدي نشيد
عُدْ كي تظلَّ على الوفاءِ
فما نقضتَ عهودَنا
من نفسِها أبتِ العهودْ!!

ودبخيت تسلم

لو كنت تعرف كيف ترهقني الجراحات القديمة والجديدة
ربما أشفقت من هذا العناء ..
لو كنت تعرف أنني من اوجه الغادين والآتين استرق التبسم
استعيد توازني قسرا ..
وأضمك حينما ألقاك في زمن البكاء
لو كنت تعرف أنني احتال للأحزان … أرجئها لديك
واسكت الأشجان حيث تجئ .. اخنق عبرتي بيدي
ما كلفتني هذا الشقاء!!
ولربما استحييت لو أدركت كم أكبو على طول الطريق إليك
كم ألقى من الرهق المذل من العياء ..
ولربما .. ولربما .. ولربما

ليومَ دعنا نتَّفقْ
لا فرقَ عندكَ إن بقينا أو مضَيتْ
لا فرقَ عندكَ إن ضحِكنَا هكذا كَذِباً
وإنْ وحدي بكيتْ
فأنا تركتُ أحِبَّتي
ولديكَ أحبابٌ وبَيتْ
وأنا هَجرتُ مدينتِي
وإليكَ يا بعضي أتيتْ
وأنا اعتزلتُ الناسَ
والطرقاتِ والدنيا
فما أنفقتَ لي من أجلِ أن نبقى
وماذا قد جنيتْ ؟
وأنا وهَبتُكَ مهجتي جهراً
فهل سرَّاً نوَيتْ ؟

اليومَ جئتُ لأعَتَرِفْ
والجرحُ في الأعماقِ
بكَّاءٌ نَزِفْ
النفسُ بعثرَها الحنينُ
وشفَّها التذكارُ
والتذكارُ شُفْ
وأنا أُجرجِرُ هيكلاً مُتَعثِّراً
نَخِراً ... تَلِفْ
أقتادُ روحاً
هدَّها الترحالُ صوبَ رُباكَ
أرهَقَهَا التوقُّعُ والأسفْ ...

لو كنتَ تعرفُ أنَّني
من أوجهِ الغادينَ والآتينَ
أستَرِقُ التبسُّمَ
أستعيدُ توازُنِي قَسْرَاً
وأضحكُ حينما ألقاكَ في زمنِ البكاء
لو كنتَ تعرفُ أنَّني
أحتالُ للأحزانِ
أُرجئُها لديكَ
وأُسكِتُ الأشجانَ حين تجيء
أخنقُ عبرتي بيديَّ
ما كلَّفْتَنِي هذا العَنَاء
ولربما استحييتَ
لو أدركتَ كم أكبو على طولِ الطريقِ إليكَ
كم ألقى
من الرهَقِ المُذِلِّ .. من العَيَاء
ولربما
ولربما
ولربما

عِشْ للمساءِ وللنسائمِ والسَحَرْ
عِشْ للعشيِّاتِ المُبلَّلةِ الثيابِ من المَطَرْ
عِشْ للقصيدِ يزورُ بيتَكَ رائعاً
مِثلَ القمرْ
ودَعِ الترحُّلَ في دروبِ الشوقِ
دربُ الشوقِ يا قلبي
وعِرْ !!

وتناثرتْ كلُّ استعاراتِ الكلام
هذا المجازُ المُرسلُ المكسورُ لا يقوى على قولِ الحقيقةِ
فلتَقُلْ يا شِعرُ إنَّ الشعرَ مال
ولتسقطِ الآنَ البلاغةُ كلُّها
وليُرفعِ المفعولُ بِهْ
والحالُ والصفةُ التي قد غَادَرَتْ موصُوفَهَا
ولتتقِ اللهَ القصائدُ إذ تُقال
يا أيُّها الرائي بسمْعِ الشِّعرِ
كيف عبرتَ والجِسرُ انتظاراتُ الإيابْ
كيف انتقيتَ حصانَكَ السبَّاقَ يا زَينَ الرؤى
إذ غبتَ يا رجلَ الحضورِ.....

» هل كان حباً يا ترى ؟ ( روضة الحاج )
» اجمل قصائد روضة الحاج
» روائع حميــــــــــــــــــد
» من روائع الغناء السودانى
» روائع حميد