استاذي ( .. ) لم يكن منصفاً ..

......

قبل ان اعرف الهوي , ويعرف لي الهوي طريقاً وددت ان اكون اكثر معرفة بخبايا النساء .. قرأت كثيرا الشعر , وكنت اعرف ان الالقاء الشعري حينها هو اكثر ما يجذب النساء حولك , كنت اؤمن ان اتساع هوة المعرفة بالنساء يزيد من خصوبة الابداع والرومانسية عند الرجل .. فكانت الكلمات الحبيبات الحنينات تنساب من بين شفتي كأنها الالهام الروحي .. فحينها عندما يشتد كبرياء العشق تراني اجوب شوارع المصنع .. وازقته المظلمة التي تلهمني معاني الحب والعطاء .. وظلمات طرقة تلتهمني كما الجن في تلك الليالي الغابرة والتي خلقت شخصيتي كما خلقت شخصيات كبار .. فمصنع السكر ليس كمثله من الاوطان .. فهو الوحي والايحاء .. والجمال الغناء .. والروعة السرمدية اللامتناهية .. كل شيء فيه يذكرك بشيء جميل .. ويعطيك آلاف الاستفهامات لتبحث انت عن الاجابات .. فتبدع وتنضج بدواخلك كثير من المزايا والاخلاق .. والنخوة .. بجانب تلك الصفات تجد انك تحاول ان تفصل بين ما هو ترهات وبين ما هو سمو وعلو .. ونفس تواقة تبحث عن الاصالة والانتماء .. فتري نفسك في الملمات رجل يساوي الف رجل .. وكذا وذات النفس في الترهات رجلاً كثير التسكع تهوي كالطفل وتعشق كالصعلوك وتبكي عندما لا تجد من يفهم تلك الاجبات علي استفهامات الهوي .. كل تلك المعاني تتجسد في اغلبنا .. خاصة جيلنا الذي نميت فيه .. تحفنا كل الارهاصات والخبايا .. التي تأبي الايام ان تترجمها وتفسرها ولكن العزاء الوحيد انها ارصفة ومحطات مصنع السكر .. التي كنت اقف عندها كثيراً .. وتأتي تلك السمراء .. تسبقها نحوي ابتسامتها الجميله .. ادهشني كثيرا ذاك اليوم .. ونحن قادمون من مدرستنا صوب ( الحِلة ) تأبي خطانا ان تتعجل المشي .. لان البيت لا جديد فيه .. فنترنح كالسكاري في الطريق .. وعودتنا الي بيوتنا خماصا جوعي ..في ذاك اليوم .. كانت ( الضوء ) تجيئ نحو نهاية الشارع المكتظ ..بالصمت .. ذاك الحي الذي يمثل احد اهم اربعة احياء في الحارة الثانية .. انه حي كسلا .. جاءت ( الضوء ) من ذياك المكان تدلف نحو الشارع الآخير .. عبرت الشارع بخطيً واثقة .. وخطيً مدهشة , لم يكن حلالاً عليها عبور ذاك الشارع وهي في هذا العمر .. فمن المفترض انها تكون اكثر حرمة وحياءً .. خاصة ان جسمها الجميل كان يرسل شارات مزعجة لكل المراهقين آنذاك .. خاصة انا وصديقي الرائع ( ... ) عبرت ( الضوء ) الشارع وتلوح بيديها من بعيد .. لا أعلم كيف كان ذاك حيث في مثل هذا الجمال دوما تتملكني البلاهة و كنت امني نفسي بنظرة عن كثب لهذا الساحر الجميل الممتلئ و أخيرا رأيتها بملابسها الجميلة بعيدة عن زي المدرسة ( اللبني ) .. كان شعرها الأسود الناعم مسدلا وهو يصل أسفل ظهرها .. يا لهاتيك الروعة وهذا الجمال .. لم احس بصديقي .. فكان الاحساس بها قد ملأ اركاني .. حتي أنني انسي نفسي .. كانت تشير الي احد تجاهنا .. ظننا انا وصديقي ان تلك الاشارات لنا فتملكنا الفرح وكل منا تمني لو انه كان لوحده .. اللحظة الوحيدة التي تمنيت فيها ان اكون لوحدي .. لا اريد احداً لتشملني رعاية تلك اليد التي تشير نحوي .. وفجاة سمعنا صوت من خلفنا .. كانت احدي بنات الحِلة تأتي توّها من المدرسة , فتهتف :
= ازيك يا ( الضوء )
- اهلين ( .. ) يادوبك جاية من المدرسة ؟
= آأي والله ..
- كيفك ؟
= والله تمام .. شايفاك .. وعارفة حركاتك دي , المرقك في النهار الحار دا شنو ؟
يضحكن ويضربن ابعاضهن بأكفهن ..
- لا والله بس قلت اسلم عليك لاني شفتك من فوق الحيطة قلت اعرف شمارك شنو ؟
= ما عندي شمار ولا حاجة انتي الجابك في النهار الحار دا انا عارفااااااااااااااااهو ..
صرخت ( ... ) وقالت بعبارة كلها مياعة وخالية من الحياء ( دا الشغل ) كانت هذه الكلمة الطامة الكبري عليّ وعلي صديقي .. هرولنا وكأننا سمعنا نفخاً في الصور .. كنا زغباً صغارا , وهذه الكلمة كانت بالنسبة لنا كالخروج من الملة , او اعتبرناه حديث العاهرات , فتفتحت اعيننا وهرولنا واسرعنا في المشي .. ولم نلتفت الي الوراء ثانية , تركناهما لوحدهما , ونحن في دهشتنا هذه إذا بصاحبنا قد جاء من ناحية الري .. ينادي ( ... ) , ( ... ) فتوقفنا .. هتف بإسمينا , توقفنا لننشر له خبر تلك البنت وعبارتها المشئومة ( دا الشغل ) .. فضحك حتي سالت دموعه .. وقال انتظروا ههنا حتي تجيئ نحونا , فانتظرنا .. فجاءت تلك البنت تشق الطريق نحونا شقا , لم تكن تبالي بأي شيئ , إنها اكثر تمردا علي الواقع وعلي انوثتها الفارهة المتدلية من كل ارجائها , وصدرها الذي تنوء بحمله , يا لها من مرعبة تلك القادمة , انا وصاحبي افسحنا لها الطريق , رغم اننا لم نقف في منتصف الطريق ولكننا تركناها لها باكمله , كانت هوجاء .. غير مبالية , ممتلئة من ادناها ومن اعلاها , إنها احدي اكبر الاثافي , مرت كمثل السحابة في عرضها , وهي تنظر الي الاسفل ’ ليس حياءً بل كان كبرياءها , ناوشها ثالثنا بعبارات كثيرة , ولم تعيره اهتماماً , ثم قال في آخر محاولاته لـ لفت نظرها ( دا الشغل ) فتمتمت بعبارات اظنها كانت بذيئة , لم نسمعها جيدا , ثم رماها بميدالية بيضاء هلامية , فنظرت نحوها وحملتها بيدها ومرت كأن لم يحدث شيئاً ..

نواصل

حاجة كده عجييييييييييييييييييييييييييييييييييييبة
احجز لى بى طوبة لقايت ما تخلص من حكايتك دى

شكرا الرائعة ام تساب ..
مرورك مدهش ..
اشكر لك المتابعة ..

اذا لم يكن استاذك منصفا فكن انت منصفا ومراعياً لإشتياقنا وحبنا لقلمك الرائع كروعتك
واصل ما انقطع من ( شمار ) ولا تتركنا نتمتم و (نطنطن ) بعبارات غير مفهومة
ولكن تأكد بان ( طنطنتنا ) ليست على شاكلة عبارات صويحبتكم ( الضوء )

الطبشير كمل ولا شنو يا خالد؟
مسحنا السبورة بى قصب السكر علشان خاطر خطك الانيق وكلماتك السمحة دي
ما تخذلنا والطبشير بنجيبو من مكتبة الاطرش
المهم عندنا نشوف الضوء

شكرا الاخ الجميل الرائع علاء ..
وشكرا يا خال علي الجمال ..
فحتما وبإذن الله العود أحمد ..
السبورة جاهزة ومسطرة تسطير جميل ..
بجيكم قريبا ..

يتبع ..
انا وصاحبي اصابتنا بلاهة الدهشة .. اخذنا ننظر اليها والي ذاك الجسم المترهل المليء بالدهشة , وننظر الي صاحبنا الذي هو الآخر اصابته الدهشة . من يجرؤ علي فعل ما فعلته هذه الطامة ؟ كان يجدر بها ان تترك الميدالية بمكانها علي اقل توقع , ولكن ذاك لم يحدث , فأصابتنا لعنة العشق الاولي .. عرفنا ان هذه بداية لطريق لا ندري له نهاية , نحن ثلاثتنا من اسر محترمة جدا .. لا تتحمل اي شيء من ترهات او ارهاصات صبية نحو النضوج , لم اكن اخاف إلا من ان تحدث طامة كبري وهي ان تقوم هذه البنت برفع شكوي الي ( مديرة المدرسة ) فنكون نحن في قفص اتهام بريئون منه .. وجرمنا الذي ارتكبناه هو اننا كنا نتسكع في الطريق , ولكن فحوي القضية والتحري معنا سيكون غير ذاك .. ستكون اسئلتهم لنا مرة المذاق , كئيبة حزينة , كاتهام امرأة العزيز لسيدنا يوسف عليه السلام , سيكون الجرم كأنه قضية لجريمة ( زنا ) ارتكبناها ثلاثتنا مع تلك الطامة التي اربكتنا جميعاً . وبالفعل ..
جاء الصباح .. بلونه غير الاعتيادي , والشمس ترسل اشعتها وكانها هي الاخري ليست كتلك التي كانت تهبنا الحياة وتبشرنا بيوم جديد .. اليوم كله كان تعيساً فــ رن جرس الطابور , واصطففنا .. ثم بعد ذلك ذهبنا نحو الفصل , وكلنا توقعات لما ستحمله لنا الدقائق القادمة , وبالفعل لم تخب توقعاتنا , جاءت ( مديرة المدرسة ) وهي تحمل معها ( الميدالية الهلامية ) وتفتح ملف عن جرمنا الثلاثة الذي ارتكبناهـ وتغادر . يجيء ( نائب المدير ) وينادي علينا ( .. ) , ( ... ) , ( ... ) .. ونحن هنا علتنا الرحضاء .. تصببنا عرقا .. انه جرم ذاك الذي فعلناه .. كوننا هرولنا لسماع كلمة ( دا الشغل ) يعتبر بمجتمعنا قمة العهر .. وكون ثالثا يرمي لانثي ميدالية هلامية ,, فهذا لعمر ابيك كرمي الكعبة بالمنجنيق ,, تباً لهذا الفهم العقيم من ذاك المجتمع الوادع ... ذهبنا كمساجين غوانتنامو .. نحو مكتب ( نائب المدير ) ووقفنا ثلاثتنا امامه كأكبر مروجي مخدرات في الولايات الامريكية , فنظر الينا وتفحص وجوهنا ثم قال :
- انتو شاغلتو البت دي صحيح ؟
= والله يا استاذ ما شاغلناها ..
ما تكذبوا .. ووالله ابطحكم هنا وادي اي واحد فيكم عشرة سيطان واستدعي اولياء اموركم .. انتو ما عندكم اخوات ؟ ..
= والله يا استاذ نحن ....
- اسكت .. قلة أدب كمان ؟؟ والله لو ما اخاف الله كنت قفلت الشبابيك والابواب وشلّلّتكم هنا في المكتب ..
ران الصمت مليا علينا .. هدأ صوت المروحة .. وكأن احد اغلقها .. بدأت اجسامنا تتعرق . وخشعت الاصوات واستكان ابليس في كرسيه الوفير .. ليري ماذا سيحدث .. كان ابليس يهرول الينا وهو يشمت ثم يذهب الي نائب المدير فيملأه حمقاً علي حماقته اصبحت الانوار والاشعة غير التي نعرفها .. دخان علا اعيننا .. ثم وفي خضم هذه الاجواء المعتمة جاءت ( مديرة المدرسة ) وبصوتها الغليظ ذاك .. سمعناها قبل ان تدخل مكتب نائب المدير وهي تقول :
كل حاجة ممكنة لكن قلة أدب الطلبة ما سمعنا بيها ..
دخلت الي المكتب وكنا نحن ثلاثتنا نصطف امام ( نائب المدير ) وعيوننا يكاد يفيض منها الدمع .. ليس خوفا وإنما لعجزنا عن الدفاع عن انفسنا .. ونحن اولئك الذين تهابنا الكثير من الطرقات والظلمات .. ها نحن اولائ لا نستطيع ان ندفع عنا الظلم ..
تدخلت المديرة قائلة :
اكتب ليهم خطابات استدعاء لاولياء امورهم .. ديل ما جايين يقروا ... جايين يقلوا أدبهم بس ..
يا الله .. الكل لا يرحم في هذه المدرسة .. انها تذكرني بمحاكم التفتيش في اسبانيا ضد الهراقطة .. يا الله الطف بنا .. إذ جاءت الطامة الكبري التي كنا نخاف منها .. ألا وهي استدعاء اولياء امورنا .. ما الذي سنقوله لآبائنا ؟؟ هل سنقول أننا لم نجرم ولم نرتكب جرما ؟؟ فمن الذي سيصدقنا ؟؟ إذاً فماذا نفعل .. ؟؟ لا ندري ..
في هذه الاثناء وبينما نائب المدير يحرر خطابات الاستدعاء كانت الاسئلة مباشرة من المديرة نحونا :
- انتو ما عندكم اخوات في البيت ؟؟
= عندنا ..
- طيب بتشاغلوا البنات في الشارع ليه ؟
= والله يا استاذة ما شاغلناهن .. الموضوع كلو كنا ماشين للبيت وفي الطريق قالبتنا ( الضوء ) .. و ما اتلمنا معاها ولا حاجة .. وسمعناها بتتكلم وعاينا ورانا لقينا ( ... ) وقاموا اتكلموا مع بعض .. وبعديت قامت ( ... ) قالت دا الشغل ..
- شنو ؟؟ بالله يا استاذ ديل طلبة ؟؟ شوف عباراتم التافهة البقولوها دي ؟؟ يا حليل زمن التعليم وحليل زمن الواحد كان بطلع من بيتو منزِّل راسو لغاية ما يصل المدرسة .. لا بيعاين يمين ولا شمال .. وكان لمن يشوف استاذو جايي في الطريق يقع في الواطة من شدة خوفو واحترامو ليهو .. لكن نسوي شنو .. آخر زمن بس ..
هنا كانت آخر بطاقات عندنا قد نفدت .. وكنا عندما سالتنا المديرة وبدأنا الشرح لها .. ظننا انها ستعطف علينا .. وسنخرج سالمين .. ولكن هذا لم يحدث .. وتم تسليمنا خطاب الاستدعاء وكان فحواه :
السيد / .................... ولي أمر الطالب ........................ نرجو حضورك يوم غدا الثلاثاء الموافق 03/12/ 1993م الي المدرسة لامور تخص ابنك .
مدير المدرسة .................................................... التوقيع .......................

ثم خرجنا من المكتب وكلنا هم وغم .. نجرجر اذيال الخيبة والحيرة والحسرة .. قلوبنا منكسرة .. احساسنا بالظلم يجبرنا علي محاولة البكاء ولكن كبرياءنا يرفض .. وعدنا الي الفصل .. وكانت الاستفهامات تدور حول وجوه زملائنا في الفصل .. ولا احد يجرؤ علي سؤالنا .. إلا المقربين جدا .. ثم انتشر الخبر رويدا رويدا في كل ارجاء المدرسة .. فأصبحنا مجرمين من الدرجة الاولي .. ثم وعند انتهاء اليوم الاول من الهم والغم واثناء عودتنا الي ديارنا مزقنا الخطابات وقررنا أن نشرح الامر لاولياء امرنا شفاهة بدلا من الخطاب لعلها تقلل من الهجمة الشرسة التي سينالها كل منا امام ولي امره ..
نواصل ..

ودخلتنا المدرسة ورجعتنا الى زمن باهي وصبي يا جميل
واصل في نثر دررك

اخونا خالد معنى هذا ( المظاهر الكذابة ) جملة حقيقية ربنا يكون فى عونكم من ناس البيت

سرد جميل يجبرك علي ان تقرأ السطور وما بين السطور ..... ويجعلني أتساءل وبحكمي معلماً هل نكون قد أخطأنا في بعض مشاكل طلابنا ولم نتفهمها بالصورة المطلوبة وكانت نتيجة ذلك كما في سرد الاستاذ خالد ولم نكن منصفين ...ارجو ان لا نكون كذلك ... ارجو الإفادة من الأخوين ناصر البهدير وعلاء الدين حسن بخيت ... وفي صف الانتظار يا خالد ... بس ما تطول الغيبة ... ودمتم

الاستاذ نجم الدين ( فشال ) :
والله منور المنتدى واكيد استاذى انت بتكون واحد من الاساتذه اللى سلموا خالد واخوانه خطابات الاستدعاء لاولياء الامور .
مع تحياتى

الحســــــــــــــــــــــــانى انت منصفــــــــــــــــــا
وووحقـــــــــــــــــــــــــــــــــانى,,,,,,,,,,,,,,,

بس بعدين الطالب دة ما يجيب لية اقرب زووول
ويقول دة وااااااااااالدى,,,,,,

اقعدوووو.. عااااااااافية,,,,,

نجم الدين دياب صالح كتب:: سرد جميل يجبرك علي ان تقرأ السطور وما بين السطور ..... ويجعلني أتساءل وبحكمي معلماً هل نكون قد أخطأنا في بعض مشاكل طلابنا ولم نتفهمها بالصورة المطلوبة وكانت نتيجة ذلك كما في سرد الاستاذ خالد ولم نكن منصفين ...ارجو ان لا نكون كذلك ... ارجو الإفادة من الأخوين ناصر البهدير وعلاء الدين حسن بخيت ... وفي صف الانتظار يا خالد ... بس ما تطول الغيبة ... ودمتم

أولا حبابك وسلامة العودة استاذي العزيز نجم الدين دياب ..
حاشاك اللوم يا جميل وكنت خير معين لنا في أمورنا الأخرى وفي كل شيئ ومتفهما لتلك المرحلة الحرجة التي يمر بها الجميع وصراحة لم نجد منك الا التقدير والاحترام والتوقير واحساس الاب والاخ والصديق ولم تتعامل معنا بفوقية او احساس المعلم الصارم .. وفي ذلك الوقت كان الجميع في مستوى المسؤولية والالتزام والأخلاق والمثل وان حدثت اخطاء بلا شك لن تسود صفحة احد من المعلمين في ذلك الوقت ..
لابد من تقديم شكر خاص للاستاذ نجم الدين ورفاقه الميامين على التعامل الراقي والتعاون الذي قادنا الى بر الامن والمستقبل الذي كنا ننشده ..

شكرا لكم احبتي واخوتي واساتذتي علي مروركم الرائع ..
أحمد حسن حلفاوي ... مظاهر خداعة وبس .. كل حاجة في الزمن داك كنا نراها بعين غير العين التي نري بها الاشياء حالياً ..
الاستاذ نجم الدين : استاذي اولاً احييك علي جمالك يا نبيل .. فكونك تمتلك هذه الروح الطيبة فبلا شك انت لست ممن يظلم .. ثانياً اسعدني تتبعك لسردي .. وشكرك اياي .. فهو فخر لي يا جميل ... ثالثاً : اعتقد ان الاشياء التي تحدث بين الطالب والمعلم يكون بها الكثير من الخلط بين ما هو يحدث بالبيت ومشاغل الحياة وكثرة الاعباء .. فتختلط كل هذه الاشياء علي المعلم فيجيئ الي المدرسة مثقلاً بالهموم والديون والمشاكل فتواجهه مشكلة في المدرسة .. فيتصرف ببعض من عدم التوازن فيصب جام غضبه علي الطلاب ... كما يحدث في البيت بين ابنائه وزوجته وبين مشاكل غربته وعمله .... فالحكيم من يفصل بين هذا وذاك ...
قراءتك لما وراء السطور اسعدتني كثيرا جدا .. لان المغزي من المتابعة ليس فقط القصة .. وانما ما تحمله من قضية .. وهذا شيء احمده فيك .. قصتي هذه حدثت .. وعفا عليها الزمان .ز إلا أنني ولغور الجرح لم انساها .. ولن انساها .. فهي مرة المذاق وتستعصي علي النسيان والإمتحاء عن الذاكرة .. ولكني مع ذاك ادرك ان ما قدمه استاذتي لي ولغيري فهو بلا شك اكبر من جبل احد امام ذرة حززن باقية في قلبي .. اشكرك مرارا وتكرار .. يا استاذي الجليل ..

يا وشك تحياتنا ..
حاولنا ان نرسل احد من اصدقاءنا في السوق او الحلة .. بدلا عن آبائنا .. ولكن المصيبة ان كل الاساتذة يعرفون آاءنا حق المعرفة لذلك لم نستخدم هذا الكرت .. ( شكلك جربتو انت )

استاذنا البهدير : انت وغيرك من ذاك الجيل الجميل .. ايضا اسهمتم في بناء الجيل الذي تلاكم .. وكنتم اساتذة ومعلمين .. وموجهين .. فلا يمكن ان ننسي صنيعكم .. وبالتالي اساتذتكم امثال الاستاذ نجم دين هم كذلك .. قمة في العطاء والجمال ..
ارجو ان لا يصيبكم بعض رشاش الحرف يا احبتي ..

لست من المجربين يا خالد بل حقيقة المعلم لم يكن منصفا.
بدليل انو الحاجات دى حاصلة بكثرة وقبل يومين بالتحديد
طالب بحكى لاصحابوا انو جاب لية واحد... بعرفوا معرفة سطحية
قام حكى لية الحاصل واتفق معاة على اساس هو ولى امرو وكدة
المهم مشى معاة وقابل الاستاذ.... والموضوع سار طبيعى لا سؤال لا جواب لا انت ابوة ولا انت عمو ولا ولا ولا......

كالعهد بكم دوناً .... تزدادون القاُ ومحبة كل يوم ... هكذا هم اهل المصنع يجبرونك أن تحب تواضعهم وتماسكهم وكل شيء فيهم ... أمام رقيّ اسلوبهم وتعاملهم ... تعجز الكلمات عن التعبير وقمة التعبير عدم القدرة علي التعبير وانا (مش قادر أعبّر)
قريبنا الباشمهندس احمد حسن ...جميل ان نلتقي في هذه الدوحة الوارفة الظل نستظل بها من هموم الغربة والبعد عن كل من احببنا ... مع كل الود والتقدير ..
الاخ الحبيب ناصر ... الغيبة ما كانت لتطول الا لاسباب تعلمها والحمد لله .... كلماتك قلادة في صدر كل معلم عمل بالمصنع وكنتم انتم طلبته ولكل هذا الأدب والتواضع منكم بعمل ليكم قيام وجلوس ... تقديرا لكم ..
الأخ خالد .... ماذا أقول وكلماتك ألجمت لساني عن التعبير شكراً لكل ما قلته وما لم تقله .. لكن هذا لا يعفيك من تكملة باقي الرواية .... ولذلك طلبنا قهوة ومنتظرين بمزااااااااااااااااج ... يديك العافية

بحمد الله وفضله .. كان يوم الاستدعاء يصادف مجلس الآباء .. انتهزنا الفرصة انا وصاحبايَّ .. و اذكر أمسية الاثنين انني توضأت لصلاة المغرب وكنت اول الحضور في المسجد .. اقف تماما وراء الإمام .. كان توسلي الي الله ألا يفهم والدي الأمر كما فهمه اساتذتي .. صليت المغرب وبعده أديت ركعات من النافلة .. حتي رأيت ابي يخرج من المسجد .. ذهبت نحو وعلي وجهي إبتسامة صفراء .. كنت دائم الابتسامة في وجه أبي .. لأنه كان يحترم الابتسامة ,, ويقول لي ( اها داير قروش ؟؟ ) لان عادتي عندما اقف أمامه لابد من أنني اريد مالا .. قلت له
= لا لا ...
- أها مالك ؟؟
= عندنا مجلس آباء في المدرسة وقالوا لينا كلموا أبهاتكم ..
- يا ولد أمشي بلا آباء معاك ...
= والله قالوا الأبوهو ما يجي .. هو زاتو ما يجي ..
- طيب خلاص بعد انتهي من الشغل بجي ..
اشرق يوم الثلاثاء ونحن ثلاثتنا نبتهل الي الله ان يمر هذا اليوم الاغبر مثل بقية الايام .. ومضي طابور الصباح وبدأت المدرسة تلبس حليها وتتهيأ لاستقبال الآباء .. شرع جميع الطلاب الي احضار الكراسي من داخل الفصول .. وبعضهم ذهب الي قسم الخدمات لإحضار مكبرات الصوت .. وآخرون يجوبون أرض المدرسة تنظيفا وتلميعا .. واشجار الحناء الوريفة تغازل ازياء الطلاب النظيفة وتنحني مع كل طالب يمر تحتها او يجيئ نحوها .. بعض من أطياف الزهور تتهاوي نحو بعضها وكأنها تردد اناشيد الشوق .. المدرسة جميعها في حالة استقبال مهيب لآباء الطلاب .. حتي ( نائب المدير ) في ذلك اليوم ترك عنه عنجهيته و وجهه الشاحب واصبح اكثر شبابا .. الطلاب جميعهم فرحون بكون أن اليوم لا دراسة فيه ولا يحزنون .. حتي جاء موعد الالتقاء .. الآباء كلهم يأتون زرافات ووحدانا .. ويبحثون عن موطأ قدم بين الجموع الغافرة .. كان يوما حزينا علي ثلاثتنا .. حيث الترقب فينا كان حضورا اكثر من هذا الجمع .. كنا نخشي ان يتهور ( نائب المدير ) ويعلن عن ( جريمتنا ) أمام الملأ من الآباء ..
علي كل .. بدأ الإجتماع الضخم .. وابتدر الافتتاحية صوت احد الطلاب بآيات من القرآن .. ثم بعدها تولي ( نائب المدير ) الأمر وأخذ دوره ثم جاء من هم بعده .. كان الاساتذة يجلسون في ناحية واحدة .. واما بقية النواحي الاثنيين فكان الآباء في المقدمة ونحن وبقية الطلاب خلف الآباء ..
فجأة رأيت ابي وهو يعتلي ( عجلته الدبل ) ويرتدي هندامه المعروف .. وينزل ويصافح احد الاساتذة .. تناول كوبا من الماء مقدما مني .. ثم أخذ مكانه في المجلس .. هنا هرولت نحو استاذ ( ع ) لقد كان قريبا مني .. طلبت منه ان يحسم أمر اللقاء والاستدعاء بطريقة لائقة وبعلم ( نائب المدير ) وبالفعل .. نادي أبي تحت ظل ( الشجرة البرازيلية ) التي كانت أمام المنصة الرئيسية لكون أن ( نائب المدير ) سوف يراه .. ثم دعا آباء صاحباي .. ثم بدأ النقاش عاديا .. ومن ضمن مناقشة قضايانا كان هناك موضوع ( .... ) والميدالية المشئومة ..
بحمد الله انتهي الأمر بهذه الطريقة التي قدرها الله .. فعندما سألنا نائب المدير عن آبائنا أخبرناه أنهم حضروا وعقدوا لقاءهم مع ( استاذ ع) استشاط غضبا ولكنه لم يكن لديه سبيل .. وتم استداعؤنا مرات ومرات بمكتب نائب المدير .. وحدثت مناوشات بين الإدارة واستاذ ( ع ) .. واخيرا انتصر الحق .. و اكيد قلم الظلم مكسور ...

أجمل ما تكتب لا تبارح فيه ذاكرة المكان والزمان حين تجيء بأشياء المصنع الجميلة ونضارة تاريخه وأنت تتكئ على خضرة ناعمة وكأنك نلت حصتها من صفق الحناء تلك التي غرستها بيدي ومعي شلة من ابناء الموظفين..
ويا ليت أرى بعيني مرة أخرى الوالد حسن بخيت متعه الله بالصحة العافية وهو ملكا متوجا على دراجته الدبل قادما من مكان عمل ما او عابرا بالسوق..
أرجوك لا تحرمنا ولا تحرم قلبك من نبيذ تلك الأيام وأظن انه مفيد لصحتك أكثر ولنا نحن الكبار يا ابني
شكرا عميقا من الجوف يا جميل..

دة الشقل........... تانى تقولا

وشقلك نظيف يا خلودى
شكرا وووووو بس

شكرا جميلا يا خال علي روعة المرور ..
شكرا لكونك ابن المصنع البار ..
شكرا لكونك تمثل مددا غير منقطع

ووهجا غير منقشع ..
و عشقا غير منتهي ..
بكلماتك الجميلة والمشجعة ..

اوشينا .. دا الشغل .. كلمة عندما ظهرت في بادئ امرها كانت مثل
اقبح ما تتخيله من الكلمات البذيئة ..
كان يمكن ان تقول اي كلمة ولكن لا تقل ( دا الشغل )

ولا ادري ما السر في هذا
عموما ظلت كلمة بداخلي منخورة