زكريات باقية

موضوع: زكريات باقية الخميس 22 سبتمبر 2011, 2:23 pm

مقدمة

أن الأبداع يحتاج لجو متعافى وحرية غير مقيدة الا بالضمير الحى والأدب الرفيع

والأبداع لايمكن أن يكون عفويا وصادقا الا اذا توفرت له الحرية والديمقراطية

نخش فى الموضوع:

رابطة شباب حى الموظفين

فى العام 1985 قامت مجموعة من طلاب الجامعات والمعاهد العليا من أبناء المنطقة بالتفكير فى قيام رابطة للشباب بغرض خدمة المنطقة وانسانها

وبدأت الفكرة فى التبلور وكان لى شرف الأنضمام لها بحكم قربى من هؤلاء الشباب اذ كنت أسكن ميز الفنيين المستشفى الحالى

بدأ الشباب مزاولة انشطتهم من داخل الروضة وكانت أمسيات ادبية وفنية وخلقت تواصل قوى بين الشباب مما دفع الأسر للتجاوب مع هذا الحراك

وتتابع العطاء من دون امكانيات تذكر الا جهد الشباب وايمانهم بالفكرة وعندما أصبحت واقعا معاشا تبنت الادارة فى ذلك الزمان رعاية أنشطة الرابطة ودعمها بل والحضور المتواصل لانشطتها

وكان السيد / عطا محمد الحسن المدير آنزاك على رأس المهتمين بالرابطة أمد الله فى أيامه ومتعه بالصحة والعافية وقسم الخدمات الأجتماعية برئاسة الرائع العم سيد عبده بدر متعه الله بالصحة والعافيةو

والأخ عثمان مدنى متعه الله بالصحة والعافية وكثيرون لايتسع المجال لذكرهم بالتفصيل كان لهم دورهم فى انجاح الرابطة .

أذكر من اللذين ساهموا فى هذا العمل من أعضاء الرابطة وسأذكرهم بالأسر .

أسرة العم محمد الحسن وأسرة العم سيد عبده بدر وأسرة العم طه الصول رحمه الله وأسرة العم عطا محمد الحسن

وأسرة العم عبادى رحمه الله وأسرة أبو قصيصة رحمه الله وأسرة محمد على محمد وأسرة النقر وأسرة يوسف الطيب

وأسرة خليل عبد الجبار وأسرة الناظر صديق الطيب وأسرة محمد مدنى وأ سرة سعد الدين وأسرة محجوب الفاضل وأسرة مدثر ميرغنى

أسأل المولى العزيز أن يتغمد من رحلوا من دنيانا بواسع رحمته ويهب الباقين الصحة والعافية

والعزر كل العزر لمن سقطوا سهوا من الزاكرة وأترك المجال للأخ ناصر محمد الحسن لمتابعة شريط الذكريات

وهو كان من الدينموهات المحركة لهذا العمل الجميل الذى ماكان ليكون لولا توفر الحاضنة المناسبة له ألا وهى الحرية والديمقراطية التى نعمنا بها فى ذلك الزمان

يبدو ان الامر فوق طاقتي وليس بامكاني ان ادلو فيه بدلو كبير كما تتوقع اخي عبد الرحمن ربما لان ذلك الوقت في بداية تبلور الفكرة وانزالها على ارض الواقع اختلفت مع المؤسسين وذلك يعود الى طبيعة التمرد وروح القيادة التي كانت تسكننا وحسبنا بان ذلك سطوة وقضاء على وجودنا الذي كان محصورا في كرة القدم وبعض الفعاليات الصغيرة في الحى بالاضافة الى النشاط المدرسي. بالفعل لقد وقفت ضد المشروع بصورة مخزية وما زلت اتذكرها وهى تصيبني بالالم في مقتل لكن مع ذلك وبمرور الوقت تنازلت وقت ان وجدت ان المشروع اخذ حظه من النجاح وساهمت بطريقة مختلفة وقطعا لست بذات الطريقة والمهام والنبل والشهامة التي دلف بها ابناء الموظفين عن بكرة ابيهم في اول مشروع كبير جمع الناس قاطبة شبابا وشيبا وصغارا.
الغريب في الامر لم يعارض هذا المشروع الكبير سوى شخصي الضعيف والقليل جدا من الاصدقاء. وهذه قناعات تالفة اسال الله الا يعيدها مرة اخرى.
فالمهم في الامر والذي اود قوله ان المشروع نهض بالمنطقة بصورة كبيرة وكان حافزا لابناء البركس ان يقتدوا بذات التجربة ويطوروها على نحو اوسع خاصة بانه كان يشهد نشاطا مكثفا للعديد من الجماعات على وجه الخصوص فرقة حيدر دقاش التي لعبت دورا في الاحياء الثقافي بالمصنع وايضا كانت هنالك جماعات اخرى رفدت البركس بالحراك الثقافي لاول مرة بصورة نقلت الناس الى واقع جديد بدلا من انتظار المواسم الثقافية للمصنع.
على العموم الموضوع طويل واعدك اخي عبد الرحمن موسى بان اساهم فيه كل مرة برفده بشيئا من الذاكرة اذا اسعفتني كلما وجدت متسعا من الوقت.

زائر

: الأخ ناصر

تحية طيبة

أشكرك أجزل الشكر

على الرد الشفاف والذى هو ديدنك

أخى مرت سنوات على هذه الأحداث تربو على ربع قرن من الزمان ،صدئت الزاكرة

الا أن الأحداث الجميلة لاتفتأ تدخل عليك عنوة من غير استئذان أو تصاريح للمرور

اللهم الا قليل من تنشيط الزاكرة

وكنت متحسبا لعلى أكون قد نسيت بعض الأسر الكريمة والتى كانت مساهمة فى ذلك

الجهد البناء

   الشكر للجميع

   ولك خالص الود

في العادة مثل هذه الاعمال التشاركية يقوم بها بعض الناس من فئات المجتمع المختلفة لكن يبقى ان هنالك شيئا كان غريبا في أمر الرابطة التي تدافع اليها جمع غفير من شتى بقاع احياء الموظفين رغم تباعد المساكن والمناطق في نطاقات مختلفة الا ان ذلك لم يبعد احد عن المشاركة او يثني في دفع الحراك الثقافي بالمنطقة.
ولقد ساهمت عدة عوامل بايجابية كبيرة كان من ضمنها كما تفضل الاخ عبد الرحمن موسى بذكره اعلاه، وذلك العامل المهم الذي وفر مناخا مثاليا لنمو مثل هذه الفعاليات. وقد لعبت الفترة الديمقراطية رغم قلتها دورا رئيسيا في ازدهار المنطقة من كل النواحي لم تكن من قبل بذات الحراك السابق والذي كان محصورا في المناسبات الرسمية لادارة المصنع وذلك كان يشحذ هممه العاملين بالمصنع وان كانت تتخلله مشاركات ابناء العاملين على صعيد رياض الاطفال والمدارس مما انعكس بصورة لم تلبي اشواق العاملين الذين شبوا عن طوق هذه المؤسسات فكبر الناس واصبحت مناشط المصنع لا تستوعبهم بالقدر الكافي لانجاز طموحاتهم واحلامهم مما يتيح لهم حركة تواكب ما نالوه من تعليم.
فجاءت الفترة الديمقراطية بنوع جديد من الحراك السياسي وهذا بدوره ساهم في تثقيف المجتمع بمفاهيم جديدة وقيم ومثل انعكست في سلوكهم وعلاقاتاهم البينية وايضا التي خارج اطار المصنع.
تلك الفترة كانت تضج بصراعات الاحزاب وميلاد نجم الجبهة الاسلامية كنموذج جاذب لبعض الشباب من جيلنا وما سبقنا ومع ذلك بقت للتنظيمات الاخرى رونقها والقها خاصة انها عائدة من غربة منافي ومهاجر غيبتها من جماهيرها ويمكن لاول مرة في مدينة المصنع ينفتح وعى الناس وجيلنا على تلك القيم التنافسية الجديدة ووقتها كنا نطلع على صحف جديدة بخلاف الايام والصحافة حيث كنا نقرأ صحف الراية والوان والشماسة والميدان والهدف والسياسة والاضواء وصوت الامة ومجلة الاشقاء وغيرها من المطبوعات الفنية والرياضية والسياسية الاخرى. وصدرت هذه الصحف بعد ان كان المجال محتكرا فقط لصحيفتى الصحافة والايام فقط ابان فترة نظام جعفر نميري. وهذه دلالة كبرى لعودة الحياة الى طبيعتها بعيدا عن اجواء الكبت وتبخيس بضاعة الاخرين وايا كان مقدار اختلافك معهم. ومن نعم هذه الديمقراطية ازدهار نشاط تنظيم الجبهة الاسلامية الصاعد من ركام تنظيم الاخوان الاسلامين حيث انفتح الباب على مصراعيه للكثير من الصوفية وبعض التنظيمات الاخرى وعوام الناس الى الانضمام لذلك التنظيم بصورة اثارت استغراب الناس القادمين من جوف نفق الشمولية خاصة ان التنظيم كان مقصورا على فئة التكنوقراط. وبالفعل صعد نجم هذا التنظيم حتى احتل دوائر كانت محتكرة لفترة طويلة لحزبى الامة والاتحادي الديمقراطي وشكل تحالفا معهم باقتسام كعكعة السلطة وكان له من الامكانية الاستمرار في ذلك الدرب والسيرك اذا ركن وسار في اتون الديمقراطية ولكن هيهات ذلك. ولم تنقضي الفترة الديمقراطية حتى انقلب هذا التنظيم الفتي عليها عبر انقلاب عكسري اعاد البلاد الى المربع السابق وبل اسوأ من ذلك بكثير مما ادخل الناس في متاهة حتى يوم الناس هذا.
الشاعد في ذلك وان كنت لا احبذ تناول السياسة كثيرا لان لها ناسها وفطاحلتها لكن اردت من ذلك ان اشير الى ان رابطة ابناء احياء الموظفين تسنمت طريق مولدها المعافىء من كل مثالب حتى غدت نموذجا يشار اليه بالبنان في ذلك الوقت حتى قضى عليها غول الشمولية بصورة شرهة وادخلها في جب العدم.
وقامت بقوة السلطة ايامئذ على ارواح روابط المصنع منظمة شباب الوطن والتي لم تفلح ان تقدم للناس شيئا مذكورا وملموسا يفيدهم في حياتهم الثقافية والاجتماعية ولا يمكن في ذلك مقارنتها بتلك الروابط التي ملأت سماء المصنع بالعمل الجاد ذات يوم.
وتفرق الناس شتى لاسباب جلها سياسية عبر التطهير السياسي الذي طال الكثير من العاملين بالمصنع. ولقد غادرت تلك الاسر التي ساهمت بفعالية في تكوين رابطة حى الموظفين بدوافع مشينة واخطاء قاتلة ارتكبها النظام وقتذاك بلا سبب سوى ان هؤلاء لهم توجهات ضد الانقاذ.

» تعالوا نعيد زكريات وطنا الحبيب