منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة ترحب بالزوار من ابناء المنطقة وجميع الاحباب والمريدين داعين لمد جسور التعارف بين الجميع ودوام التواصل
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة ترحب بالزوار من ابناء المنطقة وجميع الاحباب والمريدين داعين لمد جسور التعارف بين الجميع ودوام التواصل
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولمركز تحميل المصنع     مجموعة الفيس بوك

اهلا وسهلا بناس المصنع عزيزى العضو فى منتدى مصنع سكر حلفا الجديدة تفضل بالدخول الي المنتدي واذا ما مسجل معانا تكرم بالتسجيل والتمتع معنا ولقاء الاحبة والاخوان ومن فرّقتك عنهم طرق الحياةولو ما عارف كيف تسجل في المنتدي فقط إضغط زر ( تسجيل ) واتبع الخطوات ,واحدة واحدة,(الادارة بتفعل حسابك )

 

 إبرة العجوز

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ناصر البهدير
مدير عام سابق
ناصر البهدير


عدد المساهمات : 3674
نقطة : 16190
تاريخ التسجيل : 30/01/2010
العمر : 54
الموقع : البحرين

إبرة العجوز Empty
مُساهمةموضوع: إبرة العجوز   إبرة العجوز Emptyالثلاثاء 05 فبراير 2013, 9:46 am

إبرة العجوز.. حكاوى العتمة المهولة

التهجير القسري واحدة من الضرائب الباهظة التي دفعها أهالي وادي حلفا بشمال البلاد قسراً دون إرادتهم رغم المحاسن التي حققها مشروع خشم القربة الزراعي بشرقنا الحبيب حيث وسمت الجيل النوبي الذي كان موضوع الترحيل ورسمت على محياه حالة نفسية قاسية لم يخب أوار ضرامها بعد أن وثب وأخضر زرعه وأزهر حتى نَكَصَ المشروع على عَقِبَيْهِ مؤخراً في أعقاب التداعي الكبير الذي هز البلاد برمتها.
جاء أهل وادي حلفا القديمة في عقد الستينات من القرن الماضي إلى سهل البطانة الممتد بمزاج عِكر إلى مدينة حلفا الجديدة الواقعة على مرمى حجر من نهر الأتبراوي الفارع الوسامة. وتوهط القوم في تلك البيوت الأسمنتية التي تشبه علب الكبريت وفارقوا ديار ليلى والريح والحلفا والجبال والرمل والحجر والنخيل ونيل الحياة.
وساهم عهد الرئيس الراحل ابراهيم عبود في هذه المأساة بمساومته التاريخية المروعة في إقتطاع جزءٍ من أرض النوبة الواقعة في شمال السودان لصالح بناء السد العالي في جمهورية مصر مما خلق أجواء عدائية وتوتر بالغ التعقيد وسط سكان المنطقة في تلك الأيام المسربلة بفضيحة بيع بلد بحفنة جنيهات لم تعد للمجتمع المحلي فردوسه المفقود حتى اليوم.
وغادر الناس مرغمين تحت أعقاب البنادق كما حكي لي ذات يوم نفر شرطة من عرب السواراب شاهد على مطر الدمُوع الهَامِيات يوم رحيلهم المر. ولم يلجمهم من هول الفاجعة ومصادمتهم الا ضبط وربط العسكر المقيت حتى وجدوا أنفسهم في قطار الهجرة بين صفحتى سماء تبرق وتتصاعد في البكاء لساعات طويلة من اليوم وتسكب المطر المهول والرعد المخيف، وبذلك شربت قلوبهم كَرَعَ الفجيعة والنُّجَعُ. وأصابهم ما أصابهم من الهلع والجنون والهذيان والذهول من هول الصدمة ووطء الألم وغلواء الأرض الجرداء الموحشة والمتكدسة بالحشائش والحشرات وغريب الطيور والحيوان وطبيعة التربة اللزجة والمناخ المختلف. ولحق بهم أيضا تفرقهم المَشين بين رقاع الأرض الطينية والبيادر. وتفرقت العشيرة الواحدة بين قرية وأخرى في مناطق الإسكان الجديدة وصعب اللقاء بين الأحبة وغاب طِيب معشر وأنس ليال وادي حلفا الحنين وأرتعشت جوانحهم وقلوبهم من ضنك الحياة الجديدة حتى نشأ بمرور الوقت وطول المعاشرة جيل تغلب على مصاعب الحياة الجديدة وأرض البطانة الطيبة وألفها.
وبُعيد هذه الهجرة تحول أهل البطانة؛ رعاة الأنعام أصحاب الأرض وملاكها إلى نوع هجين في سبل كسب العيش. وبين ليلة وضحاها صارت الزراعة حرفة ذات وزن مقدر جلبت الإستقرار لهم إلى جانب الرعي مهنتهم الأساسية. وتأسس مجتمع جديد قائم على قاعدة نوعية جديدة من الإنتاج المركب؛ الزراعي والصناعي في حقول ومصنع سكر حلفا الجديدة؛ تلك الأرض الواقعة شمال مدينة حلفا الجديدة.
ودارت عجلة الإنتاج في المصنع تقريباً العام 1966م، وتقاطر الجميع زرافات ووحدانا صوب الأرض الجديدة بحثاً عن فرص عمل في زمنٍ كانت فيه الوظيفة تمثل كل الجاه والعز والرفاه والعيش الرغد.
جاء أبي ضمن هؤلاء في العام الذي ولدت فيه تقريبا 1969 على وجه الدقة وتناهى ذلك إلى سمعي من خلال حكاويه التي خصنا بها ذات يوم. وحكى لنا كيف ترك وظيفة استاذ الطباعة بالمعهد الفني بالخرطوم في وقت كان بإمكانه شراء المعهد من صاحبه بعد عرضه للبيع في ذلك الوقت. وأنشغل باله المعلق بالوظيفة الباذخة بسكر خشم القربة وقتذاك عن إقتناء وملكية المعهد. وأشكر الله كثيرا على إنصرافه عن هذه الصفقة. بلا شك كانت ستكون خاسرة ووبالاً علي. على الأقل كانت ستحرمني من هذا اللقاء والحديث العذب الذي يجري معكم أهلي وعشيرتي بالسكر.
مّر علينا زمنٌ كنا فيه نعاني أشد المعاناة ونتكبد مرارة وفزع لسع الحشرات الضارة والمؤلمة ورطوبة فصل الخريف في آن واحد. والبطانة - وقتها في ذلك الزمان من العقود المنصرمة؛ السبعينات والثمانينات من القرن الماضي - أرض بكر مبتلة برهق المطر وكرمه الدافق وحشرات يفيض بها باطن الأرض وظاهرها. لا يمر على الناس ليل في سكر حلفا الجديدة في تلك الفلاة الواسعة دون أن ينالوا حصتهم اليومية من لدغة حشرة أبو المقص الموجعة؛ ذلك الماكر في التخفي بين ثنايا الفراش.
وفي عادتنا الطفولية ننشغل بألعابنا وشفيف الأنس البرئ لبرهة من الوقت يومئذ حتى نمنح فراشنا بسطة من الوقت لكى يغرف حصته من الرطوبة والتي حين أوبتنا وخلودنا إلى الموت المؤقت تجعل السرير طازجاً وأروع ما يكون. وفي تلك الأثناء يغافلنا وينسرب أبو المقص الملعون ويجد له ملاذاً في المكان القَفْرٌ من أهله ويكمن بين خيوط القطن حتى يجد الفرصة ويمارس عادة أذاه الليلي المستمر.
وبعد أن تعود منتشياً بعد حفل هذا الليل الدَمِثَ وأنت تتلذذ بندى الفراش مما يعد معه ممكناً أن تغط وتغرق سريعاً في بحر نومٍ عميقٍ وما لحظات حتى تصحو مذعوراً بسبب لدغة. لدغة لا يمكن لك أن تتجاهلها حتى تنتفض تاركاً المكان مهرولاً إلى أين لا تدري في ذاك الليل الملبد بتتابع الغيوم وهزيم الرعد وفيوضات البرق وأطيافه التي لا تنقطع لحظة وظلامه الدامس الذي لا يرحم خاصة أن أكثر أيام الخريف تشهد قطوعات منتظمة في فتائل الكهرباء. رغم ذلك فالمصنع يغمره النور الرباني الذي يضيء عتمات القلوب وينير الدروب أينما سارت الخطى.
وصراحة كان أبو المقص مصدر رعب ليلي كالح يقض مضاجعنا ويهلك شعورنا بوابل من الفوبيا بشكل مريع ومخزي تقشعر له نفوسنا قبل أجسادنا. وتوفر أبو المقص كان واحد من العلامات الدالة على نجاح مَساقِطَ الغيث في خريف العام بالنسبة لنا.
فأبو المقص حشرة صغيرة الحجم شيئاً ما ونحيفة، ومستطيلة الشكل تقريباً، منبسطة ليلية غالباً، تختبيء في أثـناء النهار أسفل الحجارة وبين أوراق النباتـات أو في شقوق التربة؛ وخلف الأشجار وبين الأخشاب، كما تـنشط ليلاً وتـنجذب نحو الضوء. ويبلغ طولها أكثر من سنتيمتر. وتتبع لرتبة جلدية الأجنحة. ولونها بني قاتم في العادة أو مسود، ولبعض الأنواع في المناطق الحارة ألوان زاهية.
ويوجد بمؤخرة بطنها تركيب يشبه الملقط وهو ما يسمى (المقص) تستعمله للدفاع واقتناص الفريسة. وبشكل عام لدغتها ليست قوية كما أنها ليست سامّة. يتميّز الذكر بأن مقصه مقوّس، بينما الأنثى مقصّها مستقيم.
وما بين التقويس والإستقامة تمضي الحشرة تصنع وتصدر إزعاجها الباين في بعض المناطق الريفية التي تتسم بهطول الأمطار الكثيفة في فصل الخريف في الأراضي الرطبة. فهى في الأصل حشرات ليلية أرضية تفترس يرقات وعذاري عديد من حرشفية الأجنحة الموجودة في التربة وكذلك بعض أنواع الديدان والخنافس الأرضية. وتتغذى على النباتات والحشرات وبقايا الحيوانات الميتة وعلى المواد والفضلات العضوية الموجودة في التربة حول النباتات، وتتغذى أيضاً على بعض الأنسجة النباتية كالأزهار والثمار والبراعم فتشوهها. وتظهر ليلاً في الصحراء والحدائق والمنازل القريبة من الحدائق.
ويميزها كلابات صغيرة ممتدة على إستقامة الجسم ترفعها إذا أثيرت لتدافع عن نفسها وقد تستخدمها في الهجوم.
لا يوجد في المصادر العلمية ما يشير إلى سمية هذه الحشرة وتأثيرها على الإنسان سوى أنها تلدغ لدغات مقاربة في التأثير لألم لسعة النحل. لكن تتطفل أحياناً على مساكن الخفافيش والفئران. وقد تكون وسيطاً ناقلاً للأمراض التي تنقلها تلك الأنواع من الثدييات.
صحيح أنه قد تسبب بعض الضرر لبراعم الأزهار والبتلات، انما يعوّض لنا بفائدة كبيرة في قضائه على أعداد كبيرة من المن، اليسروعات، وبيوض بعض الحشرات مثل عث ثمار التفاح. فالفائدة التي تجلبها في مكافحة الحشرات الضارة تفوق الضرر المحدود الذي يمكنك التحكم به أيضاً.
ومن الأساطير والخرافات عند الأوربيين أن حشرة أبو مقص تزحف لتدخل أذن الإنسان وتتغذى على الطبلة ولهذا سميت في بعض المصادر ثاقبة الأذن أو حشرة الأذن. وتذهب الخرافات إلى أن هذه الحشرة لا تدخل سوى أذن كبير السن ولهذا أطلق عليها اسم (إبرة العجوز).
إذن لها كل التقدير والاحترام في دورها الكبير وواجبها الذي تؤديه في عملية التوازن البيئي والقضاء على العديد من الأفات الضارة.
فرب ضارة نافعة وهكذا إبرة العجوز. وما عدمناك على إمتداد حقولنا الغَفِيرَةُ.


إبرة العجوز 29xz1hs

إبرة العجوز 2iw7mac

إبرة العجوز 28gwnpe
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إبرة العجوز
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحزب العجوز
» أرخبيل حصان البصاولة العجوز

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة  :: المنتديات العــــــــــامة :: التوثيق-
انتقل الى: