الكوني...مهري الكتابة الأبلق

الروائي الكوني.. مهري الكتابة الأبلق
شد خيط ألفة البارحة بمحرق البحرين وأضاء نواحيها كاتب كوني بمعنى الكلمة في حكي يأنف عن عبثية التقعير وثقل وطأة المتحذلقين والمشاهير الزبد.
قال ما يكفي عن فلسفته في فن الرواية بكلمات بسيطة وسلسة على اِتئاد إن روايته تتجلى في أنها تستند على الإنسان وليس واقعه.
هكذا تحدث ابن الصحراء مهد الحرية كما الرواية الكاتب ابراهيم الكوني الليبي الأصل والأمازيغي الجغرافي التكوين عن الصحراء مكمن الحياة، وهي عنده مرادف للحرية والسلام والفطرة والنبوءة.
فالمهري الأبلق نقل الرواية من المدينة إلى الصحراء بكل سهولة ودو تنطع ووطدها بين حبات الرمل المتحركة كحال القبيلة الالهية (غير المستقرة) بعيداً عن مضارب القبيلة الدونية (المستقرة).
وبصوته الخفيض تماهى مع أطروحته وفلسفته في فن الرواية التي كتبها بوعي البدوي في محاضرة شيقة طرح فيها ملامح من حصاد ثمار تجربته الثرة التي لا تضاهيها أخرى في تفردها.
واستعرض في محاور محاضرته بمركز الشيخ إبراهيم ضمن تظاهرة تاء الشباب في فعاليتها المستمرة بمملكة البحرين ظاهرة السلطة وهيمنتها وسعيها المحموم للتنكيل بالطبيعة ممثلة في قضية البيئة التي أصبحت مرض العصر ونتاج معاملة الطبيعة كغنيمة دالفاً إلى استخدام الصحاري وتوظيفها كساحات للتجارب النووية ومكباً للسموم ونفايات المصانع مستشهداً بالنووي الفرنسي (اليورانيوم اللئيم) الذي دمر الصحراء الكبرى في تواطؤ مرير شاركت فيه بعض دول المنطقة.
راويٍ عميق رهن قلمه للدفاع عن الصحراء ونضال إنسان النبوءة حيث غاص في جماليات الميثولوجيا (الواقع الرمزي الأبدي) التي صنعت روح اللاهوت بينما الانسان المقيم ابدع في صناعة الأيديولوجيا والتي جاءت بالقوانين وفحش الإمتلاك.
وواصل سيره في تأَنٍ وتمهلٍ في محاضرته، واستدل على عبقرية الصحراء من خلال ثنائية الزمن الاسطوري والذي يقابله الزمن الموجع الدنيوي أي الزمن الأبدي مقابل الزمن التقليدي الزائل، والعبقرية مقابل السياسة، والذاكرة مقابل غياب الذاكرة، والحفظ مقابل التدوين الناتج عن معالجة الانتكاس والهزيمة، وغياب الوسيط مقابل حضور الوسيط، خاتماً بالواقع الذي نسكنه مقابل الواقع الذي يسكننا.
وتبقى الرواية الصحراوية مشروعه الكبير ليس في المكان بل في ما وراء الغيب باعتبار أن الإنسان معجزة ولغز والغاز منتمياً إلى عبارته (من لم يرو لم يعش).
فالكوني تجده في جل رواياته متشبثاً بأرض الصحراء ولعل رواية المجوس بشقيها ناضجة تكشف عوالمه الأسطورية وحيوات الصحراء وفيها يحتدم الصراع الوجودي الكبير بين الصحراويين وبيئتهم الجافة والقاسية والوحش الكبير الذي انتصب كبطلٍ رئيسيٍّ للرواية (القِبلي) وهو الريح الرملية العاتية التي تُدمر كلَّ شيءٍ وأوله الماء والآبار التي عليها تقوم حياة الصحراء والصحراويين.
فالرواية معقدة في تقنيتها السردية وفي الكثير كما قال وتبين في الحقيقة لكل من اطلع عليها سيجد العسر والمشقة في بنائها المعقد وكذلك الوقوف على حقائقها الكامنة في بعد فكرها الأسطوري الملحمي عن الحياة في الصحراء، حيث تطرح أسئلة عن معنى الوجود والمغامرة الإنسانية والمصير والسلطة والحضارة مستخدمة عالم الطوارق بمثابة مادة قصصية تخييلية.
وجاءت المفارقة حول مقروءيته والتي أقر فيها بأن الغرب أكثر من يقرأ له بينما يأتي قراء اللغة العربية في المرتبة الثانية، بينما المعني بها إنسان الصحراء لا يقرأ له في مفارقة واقعية بحكم قرائن الأحوال والظروف التي يعيشون فيها.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

دوماً ياحبيب تتحفنا بالروائع والجديد..ونكتشف معك عوالم الإبداع..شكرا على هذه الروعة..

يا لجمال الصوره ومساهمتها فى توصيل وفهم ما كان وسيكون شكرا جزيلا ناصرنا وكل سنه وانت طيب

شكرا الحبيب عبد الرحمن للمتابعة اللصيقة
وكانك تعيدي لي أجمل أيام شهدتها بالمصنع خلال العديد من الاعمال الثقافية الكبيرة التي كانت براحا للجميع ذات يوم

حبابك أخي عوض وحمد لله على السلامة
كل عام وانت بخير وعافية
عيد سعيد عليك وعلي أسرتك
شكرا للحضور والمتابعة

» الانشطار والانكماش الكوني
» الكتابة
» شرح للوحة الكتابة
» الكتابه في العربات (الركشات +الحافلات)
» العزوف عن الكتابة***ماساة جيل