منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة ترحب بالزوار من ابناء المنطقة وجميع الاحباب والمريدين داعين لمد جسور التعارف بين الجميع ودوام التواصل
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة ترحب بالزوار من ابناء المنطقة وجميع الاحباب والمريدين داعين لمد جسور التعارف بين الجميع ودوام التواصل
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولمركز تحميل المصنع     مجموعة الفيس بوك

اهلا وسهلا بناس المصنع عزيزى العضو فى منتدى مصنع سكر حلفا الجديدة تفضل بالدخول الي المنتدي واذا ما مسجل معانا تكرم بالتسجيل والتمتع معنا ولقاء الاحبة والاخوان ومن فرّقتك عنهم طرق الحياةولو ما عارف كيف تسجل في المنتدي فقط إضغط زر ( تسجيل ) واتبع الخطوات ,واحدة واحدة,(الادارة بتفعل حسابك )

 

 الكذب البواح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
خالد حسن بخيت
مشرف
مشرف
خالد حسن بخيت


عدد المساهمات : 1936
نقطة : 12743
تاريخ التسجيل : 10/02/2010
العمر : 47
الموقع : www.3aza.com/vb
المزاج : مسلم

الكذب البواح Empty
مُساهمةموضوع: الكذب البواح   الكذب البواح Emptyالثلاثاء 09 أغسطس 2011, 11:06 am

سادتي ..
رمضان كريم ..

هنا اقف فقط عند نقطة مهمة وهي نقطة الكذب عند هولاء .. فلا ادري ما الغرض من كل هذا .. كما انني اتمني من المتابع والقاري والمتداخل ان يكون ذا حكمة وذو موضوعية .. او فليصمت ويبقي متابعاً فقط لان الموضوع هو دراسة تحليلية لانسان السودان علي وجه الخصوص .. وانسان العالم الثالث علي وجه العموم .. في ضوء رسالة المبعوث الامريكي السابق للسودان مستر اسكوت غريشان .. واود ان تكون الاقلام بقدر الموضوعية بعيدة عن التشنج والتوتر والنظرة الضيقة ..







كتب السيد عبد اللطيف سعيد : رسالة من اسكوت غريشن يحكي لاحد اصدقائه انطباعاته عن السودان والمنشور ليوم الثلاثاء الموافق 05 ابريل 2010 بجريدة الصحافة السودانية


في رسالة طريفة كتبها مستر سكوت غرايشن مندوب الرئيس الأمريكي إلى السودان،
لأحد أصدقائه في واشنطون يحكي له فيه بعض انطباعاته عن السودان: وقال
غرايشن في رسالته لا أريد أن أشغل بالك بما يجري في إفريقيا، لولا إصرارك
الشديد على أن تعرف مجريات الأحداث في السودان، وكأنك تريد أن تتخصص في هذا
البلد الغريب الأطوار، مع معرفتي الشديدة لأن تخصصك بعيد كل البعد عن
الاجتماع والسياسة والشؤون الدولية.




في إفريقيا السوداء تعودنا على أن نتعامل مع أشخاص مزاجهم قريب من
مزاجنا، وقد صنعنا نحن طريقة تفكيرهم وخطوط نظرتهم للأمور، وفي العالم
العربي لا نتفاهم عادة مع سياسيين، بل مع قادة تتطابق مصالحنا مع مصالحهم،
ولا نجد صعوبة في أن نأخذ منهم كل ما نريد وأكثر، ما دمنا نوفر لهم الجلوس
على العروش وبعضاً من الرفاهية الاستهلاكية لشعوبهم ونخيفهم.
لكن
السودان شيء مختلف جداً، فلا هم يقعون في الصنف الأول ولا يمكن تصنيفهم في
النوع الثاني، فعندهم استقلالية واعتداد بالنفس ربما يرجع إلى بيئتهم
المسلمة العربية المجردة الصريحة التي استمدوا منها هذه الصراحة «لا أريد
طبعاً أن أقول الوقاحة» وأعزو جزئياً تكوين شخصية المثقفين هنا إلى التعليم
البريطاني الذي تلقاه آباء هؤلاء وأجدادهم في كلية غردون التذكارية وبقية
المنظومة التعليمية التي وضعها لهم البريطانيون منذ بداية القرن العشرين
أثناء استعمارهم للسودان.
أصدقاؤنا الذين نعتمد عليهم في السودان هم
الجنوبيون، وشخصيتهم قريبة من صنف الأفارقة الذي ذكرت صفاته آنفاً، لكنهم
يختلفون عنهم بشيئين بالشراسة التي اكتسبوها من خلال حروبهم الطويلة مع
الشمال، وشيء من الأخلاق العربية التي تسربت بطريقة ما من خلال معاشرتهم
لعرب الشمال. وهم مع تناقضاتهم التفصيلية الكثيرة، لكنهم في النهاية كم من
القومية السوداء غير المسلمة التي يمكن توجيهها إلى خط المصالح الغربية إذا
أقاموا دولتهم الخاصة التي تبدو ملامحها في التبلور هذه الأيام، وهم
يستمعون لنا جيداً، وأحسن دليل على ذلك ترشيحهم لأحد العرب المتمردين
«واسمه عرمان» ثم سحب ترشيحه بعد أن شتم حكومة الشمال في الإعلام السوداني
والخارجي بما يكفي لتشويه وجهها، وإحراق عرمان هذا لا يحرج الحركة بشيء فهو
ليس جنوبياً ولا مسيحياً، ونحن والحركة نعرف أنه إذا صمد إلى نهاية الصراع
الانتخابي مع البشير سيفضح حساباتنا كلها. فسحبه يعبر عن زهدنا في التنافس
على رئاسة السودان المتحد، وإبقاء الحركة على عدم الانسحاب النهائي من
السباق الانتخابي يمنع البشير من التمكن من تنفيذ تهديده بمنع الاستفتاء
الذي ستمرر من خلاله دولة الجنوب المستقلة، مع ما في ذلك من التضامن الجزئي
غير المفيد مع الأحزاب الشمالية الأخرى.
أخاف أن أطيل عليك، وساكتفي
بذكر النموذجين الأهم من الساسة الشماليين وهما: الصادق المهدي وعمر
البشير.. فالصادق هو حفيد المهدي الذي قتل غردون، والذي قاد دولة الدراويش
المتوحشة التي قرأنا عنها في بعض مناهج الثانوي عندنا، والرجل مملوء بهذا
التاريخ، ويرى له حقاً ثابتاً في حكم السودان، ولا غرو فقد أصاروه رئيساً
للوزراء ولما يبلغ الثلاثين من عمره، وهو مثقف على طريقتنا، لكن يبدو أن
بعض فلاسفتنا قد أفرط في حقن ذهنه بالجدل الطويل والتوهم، فهو رجل نبيل،
ولكنه ضعيف عديم التصميم لا يكاد يبني فكرة حتى يهدمها قبل أن يمضي في
إنفاذها في الواقع، وهو أشبه بالشاعر وشيخ القبيلة منه برجل الدولة. وحظوظه
في واقع السودان الحالي تكاد تكون معدومة، وقد جلسنا معه طويلاً، ولا أدري
إلى الآن- ولعله هو نفسه لا يدري- هل سيدخل غمار الانتخابات القادمة أم
يقاطعها.. ولا ضير في أن يقوم بدور الزعيم الكبير اسماً من غير تأثير حقيقي
في الواقع... ويكفي أنهم يكتبون وتنقل وسائل الإعلام مع صوره جملة تصعق
الأجنبي الذي لا يعرف السودان، إذ تقول «حكيم السودان»..!!
وعمر البشير
هو المشكلة الحقيقية، وهو في شخصه وحكومته قد تلقوا صفعات منا كثيرة
ولكنها لم تقض عليهم، وحتى مسألة المحكمة الجنائية الأخيرة استطاع تجاوزها،
ومهما يكن فإنا سنشكره إن مضى بالشوط إلى النهاية واستقل الجنوب عن
السودان. وحوله مجموعة من المثقفين المدربين تدريباً عالياً للصدامات بكل
أنواعها، وهم في معظمهم من أبناء المزارعين والرعاة من أبناء الإقليم
الشمالي الذين لهم مراس بشؤون الحياة... وربط أعضاء حزبه مصالح كبيرة هي
بالنسبة لهم الحياة، ويستمدون بأسهم مما بقي من أخلاق تنظيم الإخوان الذي
نشأ في مصر. وأرى أنهم ربما يقودون السودان لعقد أو عقدين قادمين.وتقبل
تحياتي، وسأوافيك ببقية تحليلاتي في خطابات قادمة




في المداخلة القادمة سنري ما هي ردة فعل مستر اسكوت غرايشان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.3aza.com/vb
خالد حسن بخيت
مشرف
مشرف
خالد حسن بخيت


عدد المساهمات : 1936
نقطة : 12743
تاريخ التسجيل : 10/02/2010
العمر : 47
الموقع : www.3aza.com/vb
المزاج : مسلم

الكذب البواح Empty
مُساهمةموضوع: رد: الكذب البواح   الكذب البواح Emptyالجمعة 12 أغسطس 2011, 12:32 am

اهلاً بكم :
الجدير بالذكر ان صحيفة الصحافة اعتذرت لمستر اسكوت غريشان علي لبس قالت انه كان من المفترض ان يضمن ضمن المقال .. وكان اللبس الذي لم يفهمه احد غير الصحيفة هو اهمال او نسيان او سقوط كلمة ( fiction ) والتي تعني خيال او خيالي .. والصحيفة تقول انها سقطت عن المقال .. علي كل .. لسنا في معرض تكذيب الصحيفة او حتي محاسبتها .. ولكن الموضوع كما اسلفت ومن عنوان البوست .. وهو الكذب البواح .. ولا ادري ما الغرض من هذا الكذب ..
واليك عزيزي القائ سؤالين :-
اولاً هل الخطاب خيالي ؟؟
ثانياً : هل سقطت الكلمة فعلاً ؟؟
و لنفترض ان اجاباتنا كلها كانت بنعم .. ونلتمس العذر للصحيفة وللكاتب .. ولكن نأتي لخطاب غريشن ونتعرف علي الحقائق التي
لا تحتمل الاجابة بنعم التي تفترض الاعتذار او اللبس .. وانما هناك حقائق سردها مستر غريشان .. وارجو من المتداخل ان يكون لبقاً .. في هذا الحوار ..




رد مستر سكوت غرايشن المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان على إفتراءات د.عبد اللطيف سعيد





السيد عبد اللطيف سعيد، تحية طيبة





الموضوع مقالك المعنون ب: رسالة من سكوت غرايشن يحكي لأحد أصدقائه انطباعاته عن السودان


والمنشور ليوم الثلاثاء الموافق 05 أبريل 2010 بجريدة الصحافة السودانية.





دعني أولآ أعبر لك عن إستغرابي لما فعلت!. هذه الرسالة مزيفة. إن ما
تفعله غير قانوني وغير أخلاقي. تلك هي مسلمات. أنا بالطبع لم أقم بكتابة
هذه الرسالة. أنت أو شخص آخر ربما إستخدم إسمك في كتابة هذه الرسالة، لا
أدرى. هذا غير مهم، فمهما يكن من أمر تلك تكون مسئوليتك المباشرة في كلا
الحاليين. لقد إنتحلت شخصيتي طبعآ وبجدارة وحاولت جهدك أن توحي للآخرين
بأن كاتب تلك الرسالة ما هو إلا أنا، محاولآ المجيء بأقوال وأراء نمطية
قد يعتنقها البعض منا في الغرب عن عموم أفريقيا ومن ضمنه السودان كما
حاولت أن تقول في لساني "خطط الولايات المتحدة الأمريكية حول كيفية
التعامل مع الأزمة السودانية" وقلت بلساني عديد الآراء والمواقف. سمعت من
قبل بأن اشياءآ مثل تلك تحدث في عالمنا ولكن لم أكن لاتوقع أن تحدث لي!.
شكرآ لك على أن وضعتني في التجربة!.





أنا هنا لا أطالبك بشيء بعد أن بلغني أن الصحيفة التي نشرت الرسالة المعنية
قد قامت بتصحيح ما التبس على البعض من مواطنيك ولو أن نفي الصحيفة
المعنية كما حدثني المعنيون لم يشتمل على إقرارك الشخصي، لست مهتمآ بذلك.
أنا هنا الآن لأبلغك بأنني قد قرأت "مقالك الفكه" عدة مرات نهاية
الإسبوع المنصرم. ورأيت أنه جدير بالتعليق عليه. ليس ذاك فحسب بل رأيت أن
آخذ مقالك مأخذآ حسننآ كونه يصور لي كيف تفكر بعض الأطراف المتصارعة على
قيادة بلادكم بنا وكيف يسيئون ويحسنون الظن بنا كل مرة وأخرى بحسب ما
تمليه عليهم وقائعهم. لا أكتمك سرآ أن مقالك المعني مثل بالنسبة لي مغزآ
كبيرا. جعلني في مواجهة مع نفسي!. لقد صليت ظهر الأحد الماضي وفور
إنتهائي من الشعائر عن لي أن أكاتبك مصارحآ ردآ على ما حملتنيه من آراء
واقوال وخطط هي بالقطع تمثل صورة ما من خيالك الخصب وربما أماني ورغبات
كما هواجس وعداوات آخرين من مواطنيك ولديها في حسباني علاقة مباشرة بما
يدور عندكم من حيرة وصراع في بلادكم بالذات الأزمة التاريخية بين شمال
وجنوب السودان وقضيتي دارفور والمحكمة الجنايئة الدولية والإنتخابات
الجارية الآن. كما أن رسالتك ليست كلها شرآ مذمومآ عندي بل حوت أشياءآ
قمينة بالوقوف عندها. وذاك بالإضافة إلى ما ذكرت عاليه يبقى أحد أهم دواعي
كتابي إليك. وكم دهشني إسلوبك المرح وسلاسة لغتك . ذلك من سحر أفريقيا.
أنتم الأفريقيون دائمآ ما تأتون بالمدهشات!. أذكر على الدوام كيف كانت
طفولتي طيبة ومترعة بالذكريات الجميلة خلال تلك الفترات التي قضيتها مع
أبي عند تجواله بحكم عمله ورسالته في عدة بلدان أفريقية لم يكن "للأسف"
من ضمنها السودان. وكان معظم وقتنا نعيش في الكنغو وحتى بداية السبعينات
حيث نشب الصراع وأشتعلت الحرب الأهلية فرحلت وأسرتي إلى بلادي. الكنغو
بلاد جميلة تشبه السودان في كل شيء تقريبآ: ملامح الناس وطيبتهم، الإتساع
الجغرافي، التنوع البيئي والأنهار، الفشل السياسي، الحروب الأهلية و
الثروات المادية الكبيرة "الكامنة". تستطيع أن تقول أن حبي للسودان يجد
جذوره في حب أقدم لبلاد عشت بها قدرآ من حياتي وأعطتني صورة جميلة للسودان
من حيث ما وجدته من تطابق قبل أن تتجد حياتي في مهمة جديدة في السودان
نفسه. تلك هي أقدارنا في الحياة.





لا أذيعك سرآ إن قلت لك أن علاقتي بالسودان تتعدى بكثير المهمة الرسمية
التي شرفني بها الرئيس باراك أوباما كمبعوث للسلام في السودان. وعندما
أقول لا أذيعك سرآ أعني أن الكثيرين يعرفون مدى شغفي بأفريقيا ونزوعي القوى
لأن يعم السلام أقطارها حتى أن الإدارة في حد ذاتها لا تتفق مع نتائج
آدائي بالكامل وتعتبرني كثيرآ ما أسقط آرائي ومشاعري الخاصة على السياسية
المرسومة. هناك شيء عميق وساحر يجذبني للسودان، لا أستطيع استبيانه
بالكامل!.





أذكر عندما قدمت أول مرة إلى بلادكم في مهمتي الرسمية إلتقيت بالوزير عوض
الجاز وكان في ضيافته مدير جهاز أمنكم السابق السيد صلاح قوش "تشاورنا في
الأمور الملحة" ثم طلبت منهما أن يصحباني في رحلة برية. لقد كنت في أيام
خوالي مغرمآ جدآ بالحياة البرية وإصطياد الوز وأنواع الطيور والأرانب
الوحشية في الكنغو وأرجاء اخرى من أفريقيا الجميلة. وعندما بلغنا المدى
مازحت السيد قوش عما إذا كنا نستطيع أن نصطاد بعض الأرانب البرية فأجابني
بأن كل الأرانب والحيوانات البرية نزحت بفعل الجفاف والتصحر الذي ضرب
البلاد إبان حكومة الصادق المهدي "البائدة" إلى جنوب البلاد. فواصلت في
مزحتي "قل أمنيتي أن شئت الصدق" بأننا نسطيع أن نلحق بتلك الحيوانات
الشهية في الجنوب خصوصآ وأن قوش يعلم أن ظهر الغد سنغادر إلى الجنوب للقاء
سلفا كير. فرد علي قوش بأن "المتمردون الجنوبيون" أكلوها عن بكرة أبيها
"يعني شركاءه في السلطة الآن" فلن تجد ما تقتات به ثم هز كتفيه ضاحكآ
وهازئآ على طريقتكم!. ونمت تلك الليلة في غرفتي في الفندق المطل على النيل
ممنيآ نفسي بلقاء "سلفا" ولقاء الحياة البرية التي هربت من الشمال إلى
الجنوب . غير أن تسابق الأحداث في بلادكم وقف حائلآ في طريق تحقيق بعض
الأماني الصغيرة ك"تلك" خصوصآ بعد بدء تلك العملية المعقدة بالعاصمة
القطرية "الدوحة" والتي أعلم "أنا" والجميع بأنها لن تفضى إلى شئ!. إن
الأمور في بلادكم معقدة بطريقة لا يمكن حلها عبر الوسائل المنطقية المتعارف
عليها عند بقية الشعوب!. أعذرني إن حسبت أن صراحتي وقحة.


ما جاء برسالتك من آراء مثل لي تحديآ حقيقيآ. هل نفكر نحن في الغرب
بهكذا عقلية؟. تلك تكون مصيبة!. والمصيبة الأكبر أن يفكر بعض الافارقة
المتعلمين من أمثالك بمثل هذه الطريقة التي تنطوي على قدر من التبسيط غير
المحتمل!. لكن دعك من عموم الناس في الغرب وفي افريقيا ودعنى اقف في
حدود رؤيتي الخاصة. ولتعلم أولآ أن هدف بعثتي إلى السودان في المقام الأول
هو إنقاذ وإنفاذ إتفاق السلام CPA الموقع بين الجنوب والشمال عام
2005 وإيصاله إلى نهاياته المنطقية مع محاولة تهدئة الأوضاع المتأزمة في
الأقليم الغربي من البلاد. لا أكثر من ذلك. نعم، لدي أرائي الخاصة
وقناعاتي المبدئية لكني أحاول جهدي أن أقتفي أثر المهمة التي أسندت إلي
بواسطة الرئيس باراك أوباما.


وإن جاز لي أن أواجهك ببعض الحقائق "العمومية" و التي ربما لا تروقك فإني
أقول لك أننا في الغرب لا نفرق كثيرآ بين حال الأفارقة والعرب. لا في
سحناتهم ولا حكوماتهم و لا طريقة معاملاتهم ولا مصائرههم. في الحقيقة فإن
العرب في الخليج وشمال أفريقيا يعانون ذات نوعية المشاكل التي يعانيها
الناس في بقية القارة الأفريقية. أنتم جميعكم تعيشون في الماضي السحيق
وتعتنقون السحر. بنيات مجتمعكم الأساسية تقوم على القبيلة والعشيرة
والطائفة الدينية أو الصوفية بل حتى ما يتراءى للعيان من بنيات مجتمعية
حديثة في المدن لا تعدو أن تكون إلا زيفآ في جوهرها. يكاد أن يكون كل شئ
عندكم إما بالي أو مغشوش!. وكلما زاد متعلموكم كمآ كلما إرتفع مستوى الجهل
عندكم. كون مهمة المتعلم الأساسية عندكم هو العمل على إضفاء مزيدآ من
الزيف على الواقع بما يخدم سلطة التخلف والقهر القائمة في بلدانكم.


نحن أيضآ نكذب ونزيف مثلنا والبشر. بل بارعون جدآ في الكذب. غير أن الفرق
الأساسي بيننا وبينكم أنكم تكذبون على بعضكم البعض "الإبن يكذب على أبيه
والزوج على زوجته والأخ على أخته" والمتعلم منكم يكذب على شعبه. نحن عندما
نكذب وكثيرآ ما نفعل نكذب على الآخرين لا على بعضنا البعض. لا، لا نفعل،
لا نكذب على بعضنا البعض "لا على أنفسنا"، هذا في عداد المحرمات، إنه
جريمة يعاقب عليها القانون.





إن أكثر ما أدهشني في بلادكم هو مقدرتكم الفائقة على الكذب. أنتم لا
تستطيعون العيش بلا كذب. بالكذب تحققون أحلامكم. بالكذب تفعلون كل شيء!.
لدرجة يكون عندها الصدق مذمومآ. الصادقون منكم يموتون على قارعة الطريق من
جراء الإهمال والإفقار والنفي والعذاب. الصدق جريمة!. كلما كنت كاذب أشر
تستطيع أن تكون تاجرآ ثريآ أو نجارآ بارعآ أو مزارعآ ماهرآ أو مدير جامعة
أو إمام مسجد أو قس كنيسة أو خطيبآ مفوهأ ومحبوبآ. الكذب، الكذب
والكذب. فعليك بالكذب!. الدولة عندكم لا تستخدم الكذب فقط في تزييف وعي
مواطنيها بل اكثر من ذلك تطالبهم بالكذب عليها وعلى بعضهم البعض. إنه لأمر
مدهش. يكاد أن يقول المرء بإطمئنان أن الحقيقة الوحيدة الثابتة في سودان
اليوم هي "النيل" لدرجة تشعرني بالرأفة على حاله وأخشى أن يغير مجراه!.





في مرة من المرات ذكر لي مدير وكالة الإستخبارات المركزية السابق في حضور
مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) روبرت مولر أن المعلومة الواردة
من السودان تكلفهم من المال أربع أضعاف نفس المعلومة التي ترد من جورجيا
على سبيل المثال كما التندر. وعرفت في وقت لاحق أن السودان سلم طوعآ عبر
السنوات السالفة مجموعة من الملفات التي تبدو مهمة لل "سي آي إيه" غير
أنهم بعد فترة وجيزة توصلوا إلى أن مجمل المعلومات الواردة في تلك الملفات
كانت مغلوطة مما أثار حنق المدير فارسل طائرة خاصة للسيد صلاح قوش فجاء إلى
فايرفاكس (لانجلى) في ولاية فرجينيا وعند التحقيق معه تكشف لنا أن مصادره
الموثوقة التي إعتمد عليها كانت في معظمها كاذبة.





عندما جاء السيد حسن عبد الله الترابي إلى الولايات المتحدة قبل خروجه من
السلطة بقليل أرسل رسالة من باب اللطف والتظارف إلى الرئيس كلنتون مفادها
أنه عندما رفعنا شعار "أميركا دنى عذابها" كان من أجل الموازنات الداخلية!.
فأجابه الرئيس بكلمة وحدة "نعلم". وبرر الترابي شعاره بمزيد من الوقائع
فذكر ان هو شخصيآ اضطر إلى أيداع نفسه مؤقتآ في السجن في سبيل تضليل شعبه
عن معرفة هوية الإنقلاب عام 1989. عن أي أخلاق بدوية وعربية تحدثنا!. وعن
أي جماعة دينية تحدثنا يا هذا!. إن الحياة عندكم عبارة عن مؤامرة بشعة
متصلة الحلقات. لدرجة أنني سمعت مرة أن عبدة الشيطان في الولايات المتحدة
الأمريكية يعلقون خريطة ملتقى النيلين عند أستار معابدهم!. إنكم تسعون
بالكذب حتى على الله!.





.





عندما شرفني الرئيس أبوما بملف رعاية الأزمة السودانية أصابني بعض الخوف
من جراء ما أسمع فسألت مستر كسنجر عن كيف أتعامل في البداية مع هؤلاء
القوم، فقال لي شيئآ واحدآ تأكد صدقه في مقبل الأيام: (إطمئن، إنهم لا
يكذبون علينا يا مستر غرايشن)!. وذاك أهم ما في الأمر وهو الشيء الذي جعلني
أشعر براحة البال.





هناك ايضآ أمور أخر في رسالتك المعنية. إذ توحي بأن مهمتي أو قدرآ منها هي
تسهيل إنفصال الجنوب عن الشمال. ما هذا الهراء يا رجل!. معذرة لقد جعلتني
أنفعل وأصبح أكثر حساسية. هل أنا من أشعل نار صيف العبور؟. هل أنا من أعد
"حورية الشهيد" للمقاتلين المجاهدين؟. أنا يا مستر "لاطيف" أتعامل مع
الواقع القائم بمعطياته الواقعية لا مع السحر والخيال. ذاك الواقع الذي
صنعتموه بأياديكم وقصر خيالكم. معذرة للمرة الثانية. أنت تجعلني أكثر
عاطفية. هل نحن سلحنا الجنجويد؟. نحن لم نقتل أهل دارفور، أليس كذلك؟.
نحن لم نقتل أهل بورتسودان وكجبار وهلمجرا. نحن لم نقم المشانق لأحد. أنتم
القتلة. تلك مسئوليتكم وحدكم. أنتم تحرجوننا كل يوم أمام اصدقائنا في
أوربا الغربية!. وذاك هو سر بقائكم على قائمة الدول الراعية للإرهاب
العالمي برغم الخدمات الكثيرة التي ظللتم تقدموها لنا. ونعلم علم اليقين
أنكم لا ترهبون أحدآ غير الضعفاء من مواطنيكم. ولو جاز لي السؤال عن ماذا
فعل المتعلمين منكم كي تبقى بلادكم موحدة؟. ماذا فعل رجل مثلك؟. أكنتم
تترنحون في حلقات دراويش زمانكم البائس وتدبجون الكتب على أثرهم، أم
ماذا؟. هل وقفت بجانب ذاك الرجل الذي يدعى جون قرانق عندما حلم وعمل من
أجل سودان موحد؟. فإن مات قلتم قتلناه نحن وما قتله غيركم!. وإن تشظى بلدكم
بأيديكم، قلتم قسمه الأمريكان. يا لبؤس خيالكم!.





وتقول ما معناه أن الصفعات التي وجهتها الإدارات الأمريكية للسودان لم تقتل
نظامكم القائم وبالتالي نحن سنتعامل معه كأمر واقع لعقد أو عقدين من
الزمان بحسب ترهاتك (معذرة، أنت خيالي جدآ). لا توجد صفعات ولا يحزنون
(أطنك تقصد صاروخ مصنع الشفاء عام 1998 "صاروخ واحد صغير طوله 17.5 سم.
أهو صاروخ طويل المدى أم أباتشي، عشر سنوات تتجادلون ؟) ها أنا أخبركم! .
نحن دائمآ كعادتنا نتعامل مع الواقع ونمتلك مرونة كبيرة للمضى قدمآ مع
أعاصير الوقائع. دعني أخبرك سرآ (في الحقيقة لم يعد بسر): في عام 1998 قرر
الرئيس كلنتون منفردآ الحراك من أجل فعل شيء لوقف الفوضى التي ضربت أطنابها
في بلادكم. غير أن العقلاء والإستراتجيين من أصدقائنا في الشرق الأوسط
نصحوه بل ذجروه من أن يفعل!. قالوا له هون عليك يا "ريس" هذا هو النظام
الوحيد في العالم الذي سيذهب من تلقاء نفسه بحكم تناقضاته الذاتية من ناحية
ومع والواقع "وشعبه" من الناحية الأخرى. غير أنه مرة ثانية سيكون النظام
الوحيد في العالم الذي سيذهب بأرضه وشعبه إلى غير رجعة. وتلك أصبحت حقيقة.
يا لهم من حكماء!. يبدو ان الأصدقاء ترعبهم هذا الأرض الكبيرة الخاوية على
عروشها والتي تدعى "السودان" إذ يخشون أن يمتلك زمام أمرها في يوم من
الأيام رجال أولئ عزم!. على أثر هذا الحديث، أذكر مرة أن قال لي أحد
الأصدقاء أنه عندما سمع رئيس دولة مجاورة بإستيلائكم على السلطة السياسية
عام 1989 وعلم بتوجهكم السياسي زعج جدآ وإتصل مباشرة على الرئيس "بوش"
الأب وكان فيما يبدو ممتعضآ جدآ، فقال له: "أققماعة طلعو قبهقية يا ريس"
فرد عليه بوش "ما لكش دعوة"!.





وليكن في علمك "نحن لا نزور إرادة الشعوب" أنتم من يفعل بالنيابة عنا. إن
الأشياء عندكم تحدث بصورة تلقائية في الطريق المرسوم. انكم تقتفون أثار
أقداركم خطوة بخطوة دون كثير تدخل منا. إنكم تاتون إلينا بحوجتكم لنا
لننصركم على شعوبكم. ونحن لا نفعل إلا ما نريد. معذرة أنت تجعل عقالي يفلت
مني فآتي بمنهى القول.





وتقول أفارقة وعرب. أنت تضحكني!. ألم أقل لك أن مقالتك فكهة. أعذرني، إن
تجاوزت هذه النقطة بلا كثير تعليق. فربما كان فيها كثير من الحرج لي ولك
على حد سواء!. فأنت "سود اني"، أليس كذلك؟!. غير أنني فقط أو أن أوضح لك ان
الأفارقة هم الأكثر عصيانآ وتمردآ مما جرك خيالك. ولك أن تتصور كيف
يعذبنا الآن رجل مثل روبرت موغابي وقس بالحال اللطيفة التي بيننا وبين
نظامكم الوديع وحدث عن جماعتك الآخرين بلا حرج!. نعم، كنتم يومآ ما، عندما
كنتم دراويش صادقون، فعلتم ثورة هزت الأرض لبعض الوقت (ثورة المهدي) قبل
أن نجهز عليها مرة واحدة وإلى الابد. أنتم الآن ثلة من الكذبة، بلا أخلاق
ولا ضمير، لا تستطيعون فعل شيء!. كلما تفعلون لن يتعدى إرجاع شعبكم وحده
إلى قعر التاريخ. فالحضارات لا يصنعها إلا أهل الصدق والعزم والأمانة.





وفي الختام رأيت أن أشركك رأيي في الأنتخابات التي تجري الآن في بلادكم.
كلما نعمل عليه هو منع الحرب أعنى إشتعال الحرب بين الشمال والجنوب من
جديد. الحرب أمر بغيض حينما تقوم بلا ضرورة إنها تؤثر على مصالحنا بطريقة
مباشرة في الوقت الراهن. نحن لم نعد في وضع يسمح لنا بتجدد الحرب بين
الشمال والجنوب في الوقت الراهن. إن ما تسمونه إانتخابات لا يعدو أن يكون
مجرد مهزلة تضحك صغارنا. وعلى كل حال لا أحد كان يتوقع منكم أفضل مما يجرى
هذه الأيام. غير أن الإنتخابات من الناحية الإجرائية تبقى ضرورية كمحطة
مهمة نحو إنفاذ كامل لإتفاق السلام الذي قام برعايتنا وعنايتنا التامة.
سنعترف بنتيجة الإنتخابات وبشرعيتها في الجنوب. لكن ما جرى في الشمال أمر
لا يمكن غفرانه أو السكوت عليه!. غالبآ ما سيطلع خليفتي بتلك المهمة. خصوصآ
وأن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت أقرب من ذي قبل إلى أن تصبح عضوآ
حسب إتفاقية روما التي تأسست بموجبها المحكمة الجنائية الدولية.





مخلصكم...





سكوت غرايشن ....مبعوث الرئيس الأمريكي إلى السودان.... واشنطن /خرطوم 13 أبريل 2010



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.3aza.com/vb
 
الكذب البواح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المسطول وجهاز كاشف الكذب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة  :: المنتديات المتخصصة :: السياسي-
انتقل الى: