آخر تصريحات المعارضة

الخرطوم - النور أحمد النور

جددت المعارضة السودانية رفضها دعوة الرئيس عمر البشير للمشاركة في «حكومة ذات قاعدة عريضة». وتعهدت العمل لـ «نظام جديد بصورة غير دموية وغير إقصائية يؤدي إلى ربيع سوداني ذهبي». ودعت إلى «مائدة مستديرة» لإقرار برنامج لمعالجة أزمات البلاد، محذرة من تشظي ما تبقى من السودان.

ودعا رئيس «حزب الأمة» المعارض الصادق المهدي نظام الحكم إلى «إنصاف نفسه والتخلي عن الأجهزة والسياسات التي أنتجت حالة مأزومة تعانيها البلاد». وطالب البشير بدعوة الجميع إلى مائدة مستديرة مثلما فعل الرئيس السابق إبراهيم عبود، «وحينئذ سيفاجئ السودانيون العالم بربيع سوداني يضيف طريقاً ذهبياً إلى موسم الربيع العربي».

وقال المهدي في رسالة لمناسبة عيد الأضحى بعث بها إلى أنصاره من الولايات المتحدة التي يزورها حالياً، إن «إخفاقات النظام الحاكم وصمود الموقف المناهض له صنع أربعة سيناريوات» حددها في «طرح البشير حكومة ذات قاعدة عريضة اعتبرها نسخة جديدة من السياسات التي أفرزت الوضع المأزوم، وانتفاضة مع غياب عنصر المفاجأة، واستعداد النظام الحاكم لثورة مضادة مما يمكن ان يستنسخ الحالتين اليمنية والسورية، فضلاً عن تحالف حاملي السلاح في دارفور والحركة الشعبية في الشمال للانقضاض على النظام مع وجود استقطاب سيقود إلى حالة رواندا وبوروندي».

ودعا إلى «طريق آخر عبر توظيف الضغوط السياسية لتأسيس نظام جديد بصورة غير دموية وغير إقصائية باعتباره أكثر ملاءمة للتسامح السوداني». وطالب الأسرة الدولية بدعم هذا الخيار. ورأى أن «الإسلام هو القوة الاجتماعية الأكبر في الشارع السياسي والقوة الثقافية الأكبر في العالم، لكن من ينداحون للتعبير عنه سيكررون التجارب المعاصرة الفاشلة باسم الإسلام».

أما زعيم «الحزب الاتحادي الديموقراطي» محمد عثمان الميرغني، فترك مسؤولية اختيار الطريق في ما يخص مشاركة حزبه في السلطة لمؤسسات الحزب وجماهيره. وقال مخاطباً آلاف من أنصاره، إن «الأمور كلها ستعالج بحكمة وبحزم»، مشيراً إلى وجود لجنة متخصصة في القضايا المطروحة وستعرض مهامها على هيئة الحزب قريباً لتحديد الخيار المناسب.

لكن خطيب الطائفة الختمية التي يستند إليها الحزب الاتحادي، عبدالعزيز محمد الحسن، قال إن من يسعون إلى المشاركة في الحكومة من حزبه «يحاولون إيقاع الفتنة بين جماهير الحزب»، مؤكداً أن حزبه «لا يرغب في وزارة مسيَّسة من المدير إلى الخفير تخدم أناساً بعينهم... إنها جنازة بحر لا فائدة منها». وأشار إلى أن «الحزب الاتحادي يرفع ثلاثة شعارات لا تراجُع عنها: لا للمشاركة في الحكومة ولا للتدخل الأجنبي في البلاد ولا للتجمع العدائي».

من جهة أخرى، تحدث الأمين العام لـ «حزب المؤتمر الشعبي» المعارض حسن الترابي، عن تداعيات انفصال جنوب السودان، محذراً من وقوع انفصال في أقاليم أخرى بسبب توافر الأسباب التي قادت إلى انفصال الجنوب. وأضاف أمام حشد من أنصاره في ضاحية الإنقاذ جنوب الخرطوم، أن «الشعوب بدأت في رجم شياطينها من الحكام والطغاة»، مستشهداً بما حدث في تونس ومصر وليبيا. وزاد: «يجب رجم الشيطان في كل مكان فربما يكون إنساً أو جاناً».
الحياة
{نقلاً عن الراكوبة الألكترونية}

بداية أهنئك الأستاذ الحبيب عبد الرحمن موسى على هذا الخبر المترامي الأطراف المتكامل الأركان بالرغم من عدم وجود ركن رأي الحكومة وهذا ليس بالمهم لأننا نعلم سلفاً ما هو رد صقورها على الطريقة النافعية (العاجبو عاجبو والما عاجبو يحلق حواجبو).

أما الحبيب الإمام السيد الصادق المهدي فهو كما عهدناه يتعامل كما قال (إن المعارضة الوطنية تتعامل مع الأوضاع في السودان بسياسة أم الجنا). وهو يعني بذلك أن المعارضة لو كانت تعلم أن في الإنتفاضة الشعبية خيراً لفعلتها ولكنه يرى أن الإنتفاضة اليوم ليست كالأمس مع وجود الجيش المأدلج والحركات المسلحة التي تنتظر مجرد نفس من الفراغ الدستوري لتنقض على الحكم أجندة أثنية تحمل في ثنايها كل الغبن التاريخي على الشمال - وإن لم يقل ذلك صراحة - فهو يريد من نظام الإنقاذ أن ينقذ نفسه أولاً التنحي السلس مع وجود إرث اجتماعي سوداني ذو ذاكرة انتقامية خربة. وليست عودة الرئيس الأسبق نميري -رحمه الله بقدر ما أفسد- بعد الإنقلاب على الديمقراطية الثالثة ببعيدة عن الأذهان وهو يدرك أن الأنصار ينتظرونه بكثير من (التارات) ولكنهم عفوا وأصفحوا.

أماسيادة السيد مولانا محمد عثمان الميرغني الرغم من تحفظي الشديد في مهاجمته التي تنازعني فيها العاطفة الختمية، فإنه كذلك كما عهدناهو (يأشر شمال ويلف يمين)، وربما زكاؤه الصوفي هو ما يدفعه دائماً لاتخاذ مواقف ضبابية، فهو من ناحية لا يريد أن يخسر مكاسبه من اتفاق القاهرة بمعاداة الحكومة خاصة وأنها تلتزم دائماً بسداد فاتورة جيش الفتح إلى يومنا هذا وكل أفراد الجيش يحملون أسلحة لحراسته ذات نمر عسكرية متسلسلة وتابعه لجهاز الأمن. وفي ذات الوقت يضع ربع قدمه مع المعارضة لشئ من التمسك بالتجمع الوطني الذي فقد صلاحيته منذ أمد طويل وتسلقت به الحركة الشعبية لما تحب وترضى.
وإن سألنا السيد (حدد لنا ... ما هي الأمور التي سنعالجها الحزم) فلن يفلح في ذلك لأنه (يقول ما يرضي نظام الإنقاذ ويترك لإمام مسجد الختمية لأن يقول ما يرضي المعارضة).

أما بالنسبة لشيخنا الترابي فليس منا من لا يبصم بالعشرة على حنكته السياسية فهو يدر ماذا يقول ومتي، ولكن للأسف الشديد فكل هذه الحنكة والثعلبانية يوجهها لصالح فش غبينة شخصية ضد تلامذة الأمس وأعداء اليوم، وهي ليست لصالح أجندة وطنية ولكن في نهاية الأمر فهو يحرض بالطرق المباشرة وغير المباشرة لرجم النظام (ولعل هذا الترابي من الأسباب الرئيسية التي لا تضع في أيدى النظام ضمانات السلامة في حالة التنحي السلس) فيا شيخنا (أمرق منها إنت وهي تحل نفسها).

ومع كل هذا وذاك فإن المعارضة بأجمعها كمن يؤذن في مالطا والنظام عامل (أضان - الحاكم - طرشا).

الله في

الحبيب ضياء
كل سنة وإنت طيب وعيد سعيد
شكراً على المرور الرائع,وأصبت
فى تحليلك للوضع الراهن,ورأى النظام
صرح به الرئيس فى الكرمك, رغم أنها كانت
فرصة تاريخية وذهبية للنظام وخاصة بعد أن أرضى
الرئيس غروره وصلى العيد بالكرمك,كنا نعتقد أن يمد اليد
للتسامح والرجوع للمفاوضات,بدل الإصرار على لغة التصعيد
التى لاتنفع البلد, ولاتسد الرمق,ولكن هذا حال من سبق عليه القول
وما الله بغافلٍ عما يعملون.