عبد الرحمن موسي ادريس المدير العام
عدد المساهمات : 1830 نقطة : 12429 تاريخ التسجيل : 19/09/2011 العمر : 67 الموقع : مصنع سكر حلفا الجديدة المزاج : مسلم/سنى
| موضوع: السودانيون ..أساتذتنا الكبار الأحد 27 نوفمبر 2011, 3:31 pm | |
| السودانيون ..أساتذتنا الكبار
{ نقلاً عن منتديات شبكة طوكر}
ربما رأى الكاتب السعودي الرائع نجيب الزامل من الخصال الحميدة لدى من عاشرهم أو تعامل معهم من الحضارم مادعاه إلى الكتابة يوما (الحضارم أساتذتي الكبار) وقد احدث ذلك المقال صدى لم يقتصر على الجزيرة والخليج بل بلغ مداه إلى جزائر الهند البعيدة عابرا المحيط الهندي..إلا إن مالمسته خلال إقامتي المتقطعة في الخرطوم أن هذه النواحي الشاسعة من القارة السمراء كانت في الظل عن ذلك الصدى وابعد منه عن وثائقي قناة العربية (هجرة الحضارم ) . صحيحاً القول إن العلائق التجارية كانت حاضرة في هجرة الحضارم واستيطانهم للسودان كما هي حاضرة وبقوة في هجرتهم شرقاً أو إلى جوارهم من بلاد الحرمين والخليج العربي . لكن الصحيح أيضا أن علاقتهم بالسودان على وجه التحديد كانت متميزة –أخذا وعطاء- على خلاف سائر هجراتهم الأخرى على ما اعتقد بعلمي المحدود جداً. فان كان للدكتور الزامل شئ من الموضوعية حول أستاذيتهم هناك فهي أستاذية محكومة بظروف بيئة محددة وخصال خلقية محببة . وحتى لا أطيل في المقدمة أو يذهب بي الاسترسال إلى وجهة لا اقصدها . أحاول هنا تقصي علاقة الحضارم بالسودان التي أجد بها مايمكن أن يميزها عن سائر علاقات الحضارم بمهاجرهم الأخرى. في البداية كان لقاء المهاجرين كان أول تواصل للسودان مع الحضارم –على حد علمي- مطلع القرن العشرين المنصرم والطريف أن هذا التواصل لم يكن بين حضرموت والسودان مباشرة, بل بين مهاجري الحضارم والسودان. حيث كان الحضارم المهاجرين في مدينة بتافيا الاندنوسية يبحثون عن من يعلم أبنائهم هناك من خلال مدرسة أقامها الميسورين منهم لتعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية حتى يحافظوا على هويتهم ويربطون أبنائهم –المولدين- بلغتهم ودينهم وتاريخ موطنهم الأصلي في حضرموت .فوقع اختيارهم على الشيخ السوداني احمد السوركتي الذي يبدوا إنهم تعرفوا عليه من خلال رحلاتهم إلى بلاد الحجاز وترددهم لأداء فريضة الحج . فكان لقدوم الشيخ السوركتي وإدارته للمدرسة العربية الحضرمية في بتافيا كبير الأثر على تنشئة جيل متسلح بعلوم العربية ومتشرب للروح القومية العربية وعبر تأثير هذه النهضة الثقافية المحيط الهندي إلى الوطن الأم في حضرموت بواسطة المهاجرين العائدين إليها. حتى أن حركة الأمير الكثيري (بن عبدات) وتمرده ضد النفوذ البريطاني في حضرموت لم يكن بمنى عن هذه الروح الوطنية وكثير من حلفاء بن عبدات في التمرد كانوا متأثرين أو منادين بالأفكار التحررية لجماعة الإرشاد الحضرمية في اندنوسيا التي كان أبوها الروحي الشيخ السوداني احمد السوركتي .وقد نقل لنا الدكتور محمد سعيد القدال في كتابة الموسوم(القدال باشا معلم سوداني في حضرموت) إن قائد التمرد على الانجليز في بلدة( الغرفة) قبيل وخلال الحرب العالمية الثانية (عبيد صالح بن عبدات ) كان لايخفي اعجابة واعتزازه بفضل الشيخ السوركتي على الحضارم. بعثة القدال باشا كانت بعثة الشيخ القدال باشا إلى حضرموت عام 1939م بداية لنهضة التعليم في حضرموت في العصر الحديث. حيث أوكل إليه السلطان صالح بن غالب القعيطي نظارة المعارف في السلطنة وهو بدوره استقدم بعثات تعليمية سودانية من خيرة المعلمين خلقا وعلما .قاد بهذه الكوكبة من السودانيين العصاميين نهضة علمية كبيرة في زمن قياسي ولم يهمل تدريب الكادر المحلي من المعلمين على قلة عددهم بل لقد أدرك بحنكته فن معاملة النفس البشرية لمرؤوسيه وربط معهم علاقات زمالة وأواصر أخوة حتى يتسنى له القرب منهم فيتقبلون الأفكار التحديثية التي يحملها والخطة الطموحة التي ينوي تنفيذها فاضفاء جو من الحميمية بين الكادر السوداني الوافد والمعلم الحضرمي وقد انشد في أول لقاء تعارفي جمعه بالمعلمين الحضارم في غرفة (نقابة) المعلمين:
ياحضرمي هاذي يدي فامدد يدا فالخير في جمع الأيادي
لقد أدرك الحضارم مدى القيمة الحقيقية التي أضافها القدال للتعليم وعاشوا تباشير النهضة التعليمية واقعا ملموسا من خلال انتشار المدارس و ابتعاث نوابغ الطلاب الحضارم للدراسة في المؤسسات التعليمية المرموقة في السودان آنذاك - بخت الرضاء و حنتوب ووادي سيدن وثانوية بورسودان الثانوية وجامعة الخرطوم- كما كان السلطان العالم المثقف يرمق هذه النهضة ويزداد إعجابا بربانها ... وبعد عشر سنوات من العطاء المتدفق في مجال التعليم كان على هذا السوداني العصامي أن يحقق رغبة السلطان في تولي رئاسة حكومة حضرموت التي أدارها بكل حكمة واقتدار حتى حان موعد تقاعده وإحالته إلى المعاش سنة 1957م فيعود إلى السودان تسبقه أنباء نجاحاته في خدمة احد أقطار الوطن العربي الكبير تاركاً خلفه جيل فريد من الحضارم الذين الحقوا بلادهم بركب النهضة العربية الحديثة متقدمين على بقية جيرانهم في الإقليم. إضافة: وللحضارم فى طوكر تاريخ مجيد كما الشناقيط واليمانية والبيوماب والهنود وهؤلاء جميعاً إنصهروا فى مجتمع متآلف ومتحانن فى أرض طوكر وسط أهلها البنى عامر والأرتيقة والأشراف والكرباب.. ونواصل
عدل سابقا من قبل عبد الرحمن موسي ادريس في الأحد 27 نوفمبر 2011, 3:33 pm عدل 1 مرات (السبب : ذكر المصدر) | |
|
عوض احمد ادريس مشرف سابق
عدد المساهمات : 1205 نقطة : 11151 تاريخ التسجيل : 07/11/2011 الموقع : امدرمان المزاج : سودانى
| موضوع: رد: السودانيون ..أساتذتنا الكبار الأحد 27 نوفمبر 2011, 6:19 pm | |
| لماذ الاصرار على الروعه والتفرد والتميز ايها الحبيب المتفرد لا يملك الانسان الا وان يقول لك انه الابداع فما تاتى به يدل على المثابره الدائمه والبحث عن اصل الاشياء وهذه من فعال العظماء ما قدمته يقدم الحلول للكثير من الجدليات التى ستحكى من نكون التحيه لك الحبيب عبدالرحمن ومزيدا من الابداع
| |
|
عبد الرحمن موسي ادريس المدير العام
عدد المساهمات : 1830 نقطة : 12429 تاريخ التسجيل : 19/09/2011 العمر : 67 الموقع : مصنع سكر حلفا الجديدة المزاج : مسلم/سنى
| موضوع: رد السودانيون أساتزتنا الكبار.... الأحد 27 نوفمبر 2011, 9:04 pm | |
| شكراً الرائع عوض دافعى دائماً هو تفردكم وهذا المنتدى هذا من فيضكم أيها الرائعون... ودمتم... | |
|