نقطة : 40098 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: شعراء صنعوا الاستقلال الأحد 25 ديسمبر 2011, 9:05 am | |
| بلا شك أن الأدب السوداني لعب دوراً مهماً ومتعاظماً في إذكاء روح الكفاح والنضال، وبث الوعي للشعب، كما انه - اي الادب ــ استطاع ان يحرض الشعب السوداني علي ادراك معنى الاستعمار بابجديات ومعانٍ بسيطة لدى المواطن السوداني البسيط والمحدود الأفق، ونجد أن الحركة الثقافية كانت هي النفاج الاوحد الذي اطلت من خلاله التنظيمات السياسية، وعملت تحت غطاء الثقافة عقب تشدد المستعمر في ممانعة الممارسة للعمل السياسي في ذاك الوقت. ومن هنا ظهرت الجمعيات الثقافية والأدبية واندية الخريجين التي اتخذت من مدينة ام درمان مركزا لها، وبهذا نلحظ ان النضال السياسي للبلاد أخذ منحى مغايراً لما عرف في بداياته، اي إبَّان السنوات الاولى للاستعمار. وبرزت على سطح المشهد أسماء وشخصيات أدبية ظلت إلى وقتنا هذا تشكل وجدان الشعب، بل جاء آخرون من بعدها ليكونوا امتدادا لها في النضال ومعنى التحرر من غل الاستعمار، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الاديب والسياسي محمد أحمد محجوب والشاعر محمد سعيد العباسي والشاعر حمزة الملك طمبل والشاعر التيجاني يوسف بشير والشاعر إبراهيم العبادي، والفنان خليل فرح عبد الله البنا وآخرون. واحتفاء.. وتجاهل في كل عام يحتفل السودان بذكرى عيد الاستقلال، وتختلف الطرق والوسائل رغم أن بعض المراقبين يرون أن الاحتفال مازال يتم بطريقة تقليدية ونمطية لا تخلو من مبالاة. وينبه المراقبون الى أن هنالك شخصيات أدبية ساهمت بشكل فعَّال من أجل رفع علم الاستقلال، ووجدت حظها من الاحتفاء والتوثيق داخل أسفار التاريخ والمراجع، واصبحت ضمن منظومة التعليم والتربية. وبالمقابل هنالك شخصيات قامت بإدوار خفيفة لاسباب عدة، لم يجدوا التوثيق التام او البحث في سيرهم، وفي هذا الاطار هم كثر، ومنهم وجدناهم بعد بحث اشبه بالمضني وهم الشاعر عبد الله عبد الرحمن، الشاعر حسين منصور، الشاعر حسن طه، عزيز التوم، الشاعر منير صالح عبد القادر. ونورد بعض نماذج من أعمالهم الشاعر حسين منصور ظل على الدوام يتوعد بالثورة وعدم الخنوع للاستعمار فيقول: تأكد يا ابن وافدة البحار بأني ثابت ثبت اليقين وإن سلت على رأسي سيوف جنودكم المزابقة العيون وسددت البنادق نحو صدري وشد لي الرباط على عيوني وإن هددت بالإعدام شنقاً وإن عقلت بالحبل المتين إذا هموا بتعذيبي وقتلي صبرت على مقاضاة الديون فاترك للكلاب دماً ولحماً واحفظ سالماً رأيي وديني ٭ أما الشاعر الشاعر «حسن طه» فقد كان يتساءل باستمرار أسئلته الاستنكارية التي لا تخلو من نضال مباشر فيقول: صرتم ضحايا أماني الانجليز فهل قدمتم الشعب للعزى قرابينا؟ الإنجليز عرفناهم ونعرفكم كالذئب غدراً وكالحرباء تلوينا قد قسموه كما شاءت إرادتهم ٭ أما الشاعر إدريس محمد جماع فقد قالها صراحة بأنه لا فرق إذا وضع داخل السجن أو خارجه، في إشارة إلى أن الاستعمار في حد ذاته سجن: سنأخذ حقنا مهما تعالوا وإن نصبوا المدافع والقلاعا وإن هم كتموه فليس يخفى وإن هم ضيعوه فلن يضاعا أما الشاعر عزيز التوم فقد تأمل كثيراً في تمثال «كتشنر» المنصوب على شاطئ النيل في الخرطوم كناية عن الاستعمار والغزو فقال لكتشنر: ترجل أنا ها هنا السيد ترجل فقد أزف الموعد وهات الحساب.. حساب السنين فإن الجموع غداً تحشد ترجل وسر في زحام العبيد إلى ساحةٍ عندها تجلد وتجدع أنفك الرغام٭ أما الشاعر منير صالح عبد القادر فنجده في إحدى قصائده يخاطب الأزهري فيقول له: دعك عنك فكرة الاتحاد ونحها وناد باستقلالنا فهو أكرم فشعبك خير من شعوبٍ كثيرةٍ وأرقى وأسمى بل أعز وأكرم ٭ أما الشاعر خليل فرح فقد ارتبط اسمه بالاستقلال سيما في قصيدته «نحن الشرف الباذخ» التي يقول فيها: نحن ونحن الشرف الباذخ دابي الكر شباب النيل نحن الصولة نحن الدولة نحن برانا نحمي حمانا سخط وتحسر المؤرخ البروفيسور عبد الله علي إبراهيم أمن في حديثه لـ «نجوع» على الدور الطليعي الذي قاده المثقفون في الحركة الوطنية الثقافية، مشيراً إلى إسهامهم الجاد في نيل السودان استقلاله، وأشار الى أن مقهى الشيخ أمين كان مجمعاً للشعراء والأدباء الشبان، وأوضح أن هذا المقهى تعارف فيه الكثيرون من رجالات ثورة 1924م. وتحسر عبد الله على عدم اهتمام الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال إلى يومنا هذا بهذا الجيل، مشيرا الى أن الساسة هم الذين أخذوا الجمل بما حمل، ولم يتركوا للمثقف شيئاً. ورسم عبد الله صورة قاتمة لهذا الجيل الذي قال إنه لم يجد حظه من التوثيق والتقدير من قبل الحكومات، وقال: «انهارت المعاني التي كان هؤلاء الشعراء ينشدونها»، محملاً الساسة جريرة هذا التهميش، لافتاً إلى ضرورة إعادة القراءة لهذا الجيل. وتأسف عبد الله علي على أن هنالك شعراءً لم تخرج لهم أية إصدارات ولم يوثق لهم أيضاً، منوها إلى أن هنالك لجنة قامت في عام 1967م بطباعة أعمال للشاعرين محمد المهدي المجذوب وأحمد محمد صالح وآخرين. رد اعتبار وطالب عبد الله علي إبراهيم الدولة برد الاعتبار لشعراء الاستقلال الذين ناضلوا بالأدب من أجل طرد المستعمر. واقترح عبد الله عمل دراسات نقدية وتوثيق لهؤلاء الشعراء والوصول الى أسرهم، مبدياً استياءه من الطريقة التي تتعامل بها الدولة مع المبدعين، وقال: «لا أعتقد أن تكريم المبدع بعد موته سوف يعني له شيئاً». خروج اذن نهمس ها هنا في أذن القائمين على امر التوثيق والرصد من مراكز البحوث الى طلاب الجامعات ذات الصلة بأن يعيدوا لنا قراءتهم بشيء من التمعن. ونهمس أيضاً في أذن وزارة الثقافة بأن تبادر بجمع أعمال هؤلاء الشعراء في إصدارة حتى تعرف الأجيال القادم بهم وماذا فعلوا سيما أننا نتنسم هذه الأيام دعاشات عيد الاستقلال.
| |
|
ناصر البهدير مدير عام سابق
عدد المساهمات : 3674 نقطة : 16598 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 55 الموقع : البحرين
| موضوع: رد: شعراء صنعوا الاستقلال الأحد 25 ديسمبر 2011, 10:55 am | |
| شكرا وليد على هذه المادة المهمة والتي جاءت في وقتها تماما ونحن لاهون في شأن اخر من هموم الدنيا ... لقد ذكرتنا بذكرى عزيزة لم يعد يحفل بها الشعب السوداني بالطريقة التي تليق بوطننا على نحو جيد ولكن ماذا نقول؟ لم نعتد على الاحتفال بهذه الذكرى العزيزة بصورة تنمي في اجيالنا حب الوطن والدفع به في الطريق الصحيح بعيدا عن الاختلافات فالوطن هو الوطن وما عداه زائل مهما كانت عظمته وجبروته وقوته .. انعدمت فينا الوطنية بصورة مخيفة وكانت هذه مقصودة حتى يميل الشعب لحكومات ويركع لها للاسف ... فيجب ان نتحسس قيم وطنا الكبير في دواخلنا اينما كانت مواضعنا واختلافاتنا العديدة .. وكلما ارى الشعوب كيف تحتفل باعياد استقلالها اصاب بخيبة امل كبيرة في ضعف ولاءنا وحبنا للوطن ومع ان ما يجمعنا كثير اكثر مما يفرقنا ... نسأل الله ان يجمعنا على حب وطنا مثلما يوحدنا دين واحد وقيم واحدة ... التحية لكل شعراء بلادي الذين ساهموا في دفع الاستقلال الى مقاصده .. اللهم ارحمهم وادخلهم واسع جناتك .. بلادي وان جارت على عزيزة .............................
عدل سابقا من قبل ناصر البهدير في الأربعاء 28 ديسمبر 2011, 9:27 pm عدل 1 مرات | |
|
ممدوح عبد الله أحمد عضو نشيط
عدد المساهمات : 85 نقطة : 9617 تاريخ التسجيل : 18/11/2011 الموقع : الخرطوم المزاج : عادي
| موضوع: رد: شعراء صنعوا الاستقلال الأربعاء 28 ديسمبر 2011, 7:26 pm | |
| مع إني من أشد المعارضين لإستقلال السودان والأسباب كثر أكبرها ما نحن فيه وأقلاها إننا ما بنعرف لغة إنجليزية إلي الآن... ولو صبروا لينا المستعجلين شوية من مسك نواصي أمدرمان وبناء العمارات الفارهات لكان حالنا غير والحمد لله.. يا غريب يلا لي بلدك .. في غريب بشيل معاهو بني تحتية يا متخلفين .. قالو إستقلال إستقلال من منو؟؟ ولي شنو؟؟؟ مالم الإنجليز هسي أي سوداني بتمني يطلع علي بريطانيا.. لكن الشعر فعلاً كان مؤثر
| |
|