كثير هي الاحداث الايام التي تكون مستوطنة في داخل الذات الملتهبة والمتوثبة وهي في انتظار الطزيد ومن اهم الايام التي مرت علينا في مصنع السكر هذا اليوم الصعب
وصعوبة هذا اليوم تكمن في انه جاء بلا انذار وكانت صعوبته علي جميع اجزاء السودان وهو قد كان
واليوم الذى اقصده هو يوم رحيل الدكتور جون قرن وقد حدثت تلك الاحداث الدموية التى كانت متوقعة في نظر المراقب الحصيف والمواطن البسيط ولكن لم تكن متوقعة في مجتمع المصنع الذى كانت النظرية تقول بانه في قمة الترابط والتمازج ولكن وقع المحظور واختلط الحابل بالنابل في لحظة ضغف انساني وبزوغ شمس الفوضى التى كانت موجودة داخل الانسان البسيط والسبب في ذلك هو ان اتفاقية نيفاشا قد احدثت بعض المتغيرات في مجتمع المصنع الذى لم يكن في حالة الجاهزية المطلوبة فحدثت عملية انفتاح سياسي كما هو الحال في جميع انحاء السودان
ما حدث هو اننا ذاك الصباح ذهبنا الى السوق وكما هي عادة اهل المصنع ونحن نحمل ما ياتي عبر وسائل الاعلام التى تنقل ما يحدث بالخرطوم وغيرها من المدن السودانية المختلفة والمضحك هو ما حدث في السوق من بعض الاطفال الذين هم في السوق دائما اذ ان بعضهم قام بقذف الزنكي ببعض الحجارة والذي حدث منا هو الهرولة في كل الاتجاهات خوفا من وقوع المحظور كان الجميع يهرولون وهم لا يدرون ما يحدث ولكن الحدث الحقيقي كان في الحارة الاولى فبالتحديد في مدرسة (ج) بنات ومحاصرة بعض المواطنين لمعلمين المدرسة والتحطيم وحالة النهب التى حدثت بمحتويات المدرسة وما يحدث كان شيئا غريب على هذا المجتمع الفريد ونسبة لمشاهدتي للحدث فقد كنت في قمة الحزن
فماذا تقول عن مواطن يقوم بكسر الشجرة وحملها الى داره ؟
ماذا عن مواطن يحمل الكراسي التي يجلس عليها ابناءه الى داره ؟
وماذا ؟ زماذا ؟
وقد كانت هذه الاسئلة هي التي تشغل بال العاقلين وتطورت الاحداث في زمن وجيز تدخل السلطات وثورة بعض المواطنين لان الاغلبية كانت اثيرة الخوف من العواقب ولا زالت ذكرى الرصاص في بالبي
انهمر الرصاص في كل الاتجاهات والخوف هو المسيطر وبعض الرصاص انتشرت الفوبضى في اغلب اجزاء مدينة المصنع ضربا لبعض المواطنين والسبب وبكل امانة هو اللون والعرق
قد يهرب البعض من هذه النقطة ولكنها الحقيقة
مواطن يضرب لانه ينتمي الى كذا
ولكن الفوضى الحقيقية كانت في سوق المصنع الذي تعرض للنهب والتدمير من بعض ضعاف النفوس وتوقفت الفوضى بفضل تدخل السلطات وفرض الحظر في جميع اجزاء المصنع الذي دخل حالة من السكون
وعند ذكر احداث هذا اليوم يجب علينا ان نتوقف ونراجع ممارساتنا والعمل على كشف المستور بكل موضوعية ومعرفة الدوافع التي ادت الى وقوع هذه الكارثة التي تركت بعض الاثار في داخل هذا الانسان الذي كان لديه اعتقاد بانه منبع المحبة والسلام
مع خالص تقديري