طُوكر .... للشرقِ ربٌ يحميه !! ...
بقلم: أحمد موسى عمر- المحامي
لم نستبشر يوماً بما أفرزته أسمرا من إتفاق بين جبهة الشرق وحكومة الوحدة الوطنية وقلنا ونقول ونكرر حتى يمل منّا السامع أن أسمرا تمخضت فولدت فأراً أو (فأراً ميتاً) كما أضاف صديقي (باسبار) من أقصى بلاد الله , فأسمرا حمّلت الشرق وزر الإتفاق ... ونحن وإن كُنّا قد قبلنا بها كغيرنا برغبة الخنوع لما يُسكت صوت الرصاص ويمنعه حصد أرواح الأخ لأخيه فإننا لم ولن نألو جهد أن نقول أنها الإتفاقية التي وُلِدت ميتة وأفلحت (فقط) في تعويض قيادات الجبهة إسكاتاً لهم .... ليركبوا العربات ويتولوا المناصب السيادية وشبه السيادية ويسكنوا القصور العاليات المُشمخرة ويستاجروا أفخم الدور بأفخم الأحياء بالخرطوم لخدمة الشرق وتنفيذ إتفاقيته !!!!! ونستغرب أن يُحكم الشرق من الشرق بفضل الحكم الفيدرالي وبذات الوقت تقوم تنميته من الرياض أرقى أحياء الخرطوم وتقف ببوابة داره أفخم العربات وتُصرف فيه أعلى الميزانيات للإداريين والتنفيذيين ويموت الشرق جوعاً ومرضاً وجهلاً ....وتغرق بالأثناء (طوكر) درة الشرق وبورصة السودان السابقة للأقطان وتدمع كلمات نائب الدائرة...
بل وتُفجِع حروفه المارة والمتابعين وهو يتحدث عن ردة الفعل الحكومية على مستوى الولاية أو المركز وتسأل عن أهل الشرق من قياداته التي ركبت العربات وتوسدت أفخر المجالس بضاحية الرياض الفخيمة ويرتد إليك حرف السؤال خائباً وهو حسير ولا ترى إلا سياراتهم تثير الأتربة على صدر الحق البجاوي وتتساءل : من أين أتى هؤلاء ؟؟؟!!!! وتحاول أن تُدخل أنفكـ بعش دبور تلكـ القيادات لتلسعكـ رائحة الخزي والخذلان والإنكسار لتتساءل : من أين أتى هؤلاء ؟؟؟؟ لتثير الأجابات غضبكـ عن الوظائف وكيفية توزيعها وعن فرص التعليم والمسئولون عنها وعن وعن وعن مما سنفتحه بحينه .... وكما لدارفور دارها بحي العمارات فللشرق وهيئة تنفيذ إتفاقها دارها بالرياض ولا تعرف كيف يتم تنمية الإقليمين من قلب الخرطوم ومن أرقى أحيائها وكيف لحي العمارات إنقاذ أهل (كلمة) من الجوع والمرض وتحقيق الأمن لهم وكيف للرياض إنقاذ أهل (طوكر) من نكباتها ومآسيه المتجدّدة .... ما لم تكُن المسألة بنهاياتها تعويضات للبعض لا تُسمن ولا تُغني من (حق) وأن تكون تلك الدور معنية بكل شئ إلا ما تعلق منها بتنمية الإقليمين وتنفيذ إتفايات أسمرا وأبوجا !!!! ...
(المؤتمر الوطني) للأسف إهتم بإسكات الأصوات العالية أكثر من أهتمامه بإسكات الأصوات (المحتاجة) فتلك القيادات لا تمثل يقيناً اهل الشرق ولا قبائله ولا مطالبه الحقيقة وقد تحولت بفعل (منصب) إلى جزء من الأزمة فداست أقدامهم على طين مازالت جزئياته تئن بصوت الحاجة ومازال الشرق يبحث في رحم الغيب ومؤملاً دوماً في خصوبة حواء الشرق لتخرج من بين جذور الهمّْ بطل حقيقي يكسر (مربع) الشر (الفقر /الجهل/المرض/القيادات المنهزمة بفعل المناصب) ويحلم الشارع البجاوي بهذا البطل ليسير على درب أبطال الشرق الأشاوس عثمان دقنة وموسى نفل ورفاقهم ممن كسروا (المربع) الإستعماري الشهير وذهبوا إلى أعلى عليين إلى ربهم راضين و مرضياً عنهم ... و(طوكر) يحاصرها السيل ويبيت أهلها بعراء المكان وعراء الزمان وعراء الخذيان بسبب قيادات تأنف حتى أن تزورهم إعتذاراً لهم عن عجزها عن تقديم يد العون لهم شيوخاً نساءاً وأطفالاً ... تحاصر تلك القيادات لعنة دعاء المظلوم ...
وبصيرورة العالم قرية كان بالإمكان طلب يد العون من العالم العربي والأجنبي فعجز الدولة يلقي عليها إلتزام حشد الدعم الخارجي للمنكوبين ولكننا وبكافة دُول العالم الثالث احياناً نسعى لتغطية مشاكلنا الداخلية للظهور بمظهر القادر على تقديم الحل ونحن بأعلى درجات العجز والتكبيل فنضيع على أنفسنا فرص النصرة العالمية رداً لديون سابقة ربما شاركنا فيها مع شعوب أُخرى نكباتهم ومآسيهم الطبيعية .... كل هذا يحدث لتمارس قياداتنا (فقط) رحلة الهجرة إلى الغرب حيث المركز تقرباً للقيادات النافذة وبعداً من الجماهير ...فتزور الخرطوم أكثر من زيارتها لطوكر أو الفشقة أو حلايب أو جبيت لتزيد دائرة الفجيعة بضعف تلك القيادات وعجزها عن إدارة أزمات الإقليم ويبقى الامل في القادمين من أجيال نالت حظها من التعليم الاكاديمي والسياسي لتقود مسيرة نضالها الحقيقية وتبدأها بالقضاء على أخطر أركان مربع الشر (القيادات المنهزمة بفعل المناصب) وهي تعلم أن تلك القيادات لا تمثّل إلا ذاتها المتعاظمة بفعل المنصب ويبقى لأهل (طوكر) الإكثار من الدعاء لله عز وجل فهو القاهر فوق عباده وهو الحق وهو العدل وهو الجبار وهو الذي لا تأخذه سِنة ولا نوم وهو القائل (وعزتي وجلالي لا أظلمن عبداً لعبد) سبحانه وتعالى وليهنأوا فكما للبيت الحرام ربٌ يحميه فللشرق وكل بقاع الأرض وكل عباد الله ربٌ يحميهم .... والله المستعان