مناظير..
زهير السراج..
* اوردت صحيفتنا فى صفحتها الرياضية بعدد الأمس الاثنين 19 مارس النبأ التالى:
( بمبادرة كريمة من رئاسة الجمهورية ممثلة فى الرئيس المشير عمر البشير والنائب الاول لرئيس الجمهورية الاستاذ على عثمان محمد طه ونائب الرئيس الدكتور الحاج ادم رحمة، اتفق الاتحاد السودانى لكرة القدم مع الهيئة السودانية للاذاعة والتلفزيون على منح حقوق البث الحصرى للدورى الممتاز للهيئة بعد اجتماع ناجح ومفاوضات بين الجانبين، وتحدث عقب الاتفاق الدكتور معتصم جعفر رئيس الاتحاد مشيدا بمؤسسة الرئاسة وحرصها الكبير على نقل مباريات الممتاز، وقال بان ذلك يؤكد اهتمامها الكبير بالرياضة السودانية عموما وبكرة القدم على وجه الخصوص ...إلخ ).
* بالله عليكم هل يعقل ان ينشغل أرفع ثلاثة مسؤولين فى الدولة بقضية صغيرة مثل هذه لا تستحق حتى انشغال رئيس اتحاد كرة القدم ورئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون .. ؟! فى جارتنا القريبة مصرالتى لديها انجازات حقيقية فى الرياضة، وجاءت فى ديسمبر الماضى الاولى فى دورة الالعاب العربية بالدوحة محرزة 233 ميدالية من بينها 90 ذهبية، فان مثل هذه القضايا يُوكل امرها لمسؤول التسويق بالاتحاد المصرى وليس رئيس الاتحاد، ويفاوضه من الطرف الآخر رئيس قطاع الرياضة وليس رئيس اتحاد الاذاعة والتلفزيون، بينما فى سوداننا المغلوب على امره تنشغل مؤسسة الرئاسة بكامل عضويتها فى قضية تسويق مباريات دورى كرة القدم .. ماذا يمكن ان نسمى هذا !!
* ثم تمعنوا النفاق الغريب الذى يمارسه جعفر: ( وتحدث الدكتور معتصم جعفر مشيدا بمؤسسة الرئاسة وحرصها على نقل مباريات الممتاز، مما يؤكد اهتمامها الكبير بالرياضة السودانية عموما وبكرة القدم على وجه الخصوص ..) ..!!
* يقول معتصم ذلك ــ بدون ان يطرف له جفن او تعتلى وجهه مسحة حياء او خجل ــ لينافق مؤسسة الرئاسة التى تهتم بالرياضة فى السودان الذى جاء ( طيش الدوحة) ولم يحرز ميدالية ذهبية واحدة يكف بها العين عن (نائب الطيش جيبوتى التى احرزت ميدالية ذهبية) ويبيض وجه آلاف المغتربين السودانيين الذين كانوا يحتشدون فى استادات قطر كل يوم على امل ان ترفع الرياضة السودانية ــ التى توليها الرئاسة كل اهتمامها ــ رؤوسهم وسط اترابهم مرة واحدة فى الغربة ولكنهم لم ينالوا الا المزيد من الفضائح ، بل زادتهم قناة الجزيرة ( ثلاثة كيزان) اخرى بعرض لاعبى السودان وهم يحومون بالعراريق والسروايل فى صالات الطعام وردهات الفنادق وسط لاعبى بقية الدول الذين كانوا ينزلون من غرفهم وهم يرتدون الملابس الرياضية الكاملة ( تريننق سوت ) وعليها شعارات بلادهم .. ثم يأتى سيدنا جعفر المعتصم لينافق مؤسسة الرئاسة على اهتمامها الكبير بالرياضة السودانية التى لم يبق منها شئ سوى دورى الدافورى الذى يُسمى مجازا بـ( الدورى الممتاز) مثل ( أى اسم آخر من غير مسمى) فى بلادنا ..!!
* وأخيرا .. لو اعتقد النظام الحاكم ان دورى الدافورى هذا سيصرف الناس عن المآسى التى يعيشونها فهو واهم .. والدليل ( شافوهو) فى مصر وتونس .. والبقية تأتى بإذن الله !!
الجريدة 20 مارس 2012