عمر فؤادك بالتقي- إبراهيم أحمد هاشم
عـمِّرْ فؤادَكَ بـالـتُّقَى يـا صـاحِ
فعسـاك تحظى بـالـمـنى يـا صاحِ
واذكرْ ذنـوبَك فـي الصـباح وفي الـمسا
وأطِلْ بُكـاك ولا تخفْ مِن لاح
وكـنِ الرقـيب عـلى عـيـوبك واستعــدْ
قبـل الـممـات بــغدوةٍ ورواح
فعـلـيكَ مـن ربّ السمـوات العــلا
يـا غافلاً كـم مـن رقـيبٍ صـاحـي
فتضـاعُفُ الآثـام أوهَى مهجتـي
أبـداً ولستُ مـن الهـوى بـمَرَاح
يـا سـوءَ حظي مـن عـظيـم جـرائمـي
وتـراكـمِ الغمَّا وسـوء مِزاحـي
إن لـم يكـن بـالهـاشمـيِّ تـوسّلـي
يـا طـولَ حـزنـي مـن ألـيـم صـيـاحـي
يـا أفضلَ الرسلِ الكرام ويـا مــنى
روحـي وأحشـائـي وكـنزَ صلاحـي
أنـت الـذي لـولاك مـا كـان الكـمـالُ
مشـاهَداً بعـشـيّةٍ وصـبـاح
أنـت الـذي لـولاك مـا اتّضح الهدى
للعـالـمـيـن وراحة الـمـرتاح
أنـت الـذي بك أشـرقتْ شمسُ الضحى
وبك القـلـوبُ تـنـير كـالـمـصـبـاح
والعـرشُ قـد غبط الثرى مـن حـيث كُنْـتَ
بـهـا كبـدرٍ للغـيـاهـب مـاحـي
واللهُ عـظَّمه بـمقـدمك الشهـيْ
فـي لـيلة الإسـراء والأفراح
وأتى خلـيلك بـالـبُراق فأيـقـظَ الـجسمَ
الشـريف لنـيل كلّ نجـاح
فطفقتَ تقطع للفدافد قـاصداً
رحـبـاً لرسلِ مكـوِّن الأرواح
فأقـام جـبريلُ الصلاةَ وأنـت كُنْـتَ
إمـامَهـم ومـنـيلهـم لربـاح
ودنـا تدلى مـنك معـراج العُلا
فرقَيْتَه بـمعـونة الفتّاح
حتى خرقتَ سمـاءَ بـدرِ دجُنَّةٍ
فلقـيـتَ آدمَ والـدَ الأشبـاح
ولقِيـتَ فـي الثـانـي ابنَ مـريـمَ والـتي
سـادت ويحـيى عـيـنَ كل سمـاح
وبثـالثٍ لاقـيـتَ يـوسفَ ذا الجَدا
والـيُمـنِ والـحُسْن الشهـيِّ الضـاح
وبرابعٍ لاقـيـتَ إدريسَ العـلا
وبخـامسٍ هـرونَ ذي الإنصـاح
وبسـادسٍ مـوسـى الكلـيـمَ وذا الـوفا
والهدْي والإيعـاظ فـي الألواح
وبسـابع لاقـيـتَ إبراهـيـمَ من
عَمَرَ الـبِطـاح بـابنه السيّاح
لا زلـتَ تختـرق العـلا حتى أَتَيْـتَ
بسـاطَ قُدسٍ جلَّ عن إمداح
فرأيـتَ ربَّكَ يـقـظةً مـن غـير كَيْـفٍ
بعـدَ مـا خـاطَبْتَه بكفـاح
فدعـوتَ لله الكريـم عـشائراً
بـمكـارمٍ ومـراحـمٍ وسمـاح
فأجـاب دعـوتَكَ السعـيـدُ وصدَّ مَن
بـالخِزْيِ كـان مقـلَّداً بـوشـاح
وأبـدْتَ جـيشَ أولـي الغبـاوةِ والخنـا
بصـواهلٍ وجحـافلٍ ورمـاح
وأتت لك الأشجـارُ يـا خـيرَ الـورى
تسعى عـلى عجلٍ وفـي استفراح