العمر والعقل
في رؤية لهذه الأمة صار جميع (كبارها) يتحدث عن عقول الشباب الطائشة وقلة المعرفة حتى بات كل منهم حكيم زمانه فتجد مجموعة من الأصدقاء يتوسطهم واحد يتحدث عن مشاهداته حول الشباب ولا يجد مانعا من الإضافة وكتابة النصوص وحتى الاخراج في مسلسلات طويلة متكررة أما البقية فتسمعه باهتمام وتعاضده والأدهى من ذلك أن هذه المجموعات قد تكون مجموعة من الشباب في حد ذاتها
ترتبط في أذهان البعض كلمة الحكمة والمعرفة بالعمر الطبيعي للإنسان ولا الومهم صراحة فتلك افكار تُزرع فينا منذ الصغر فلنحاول العودة الى المصدر لنفهم
يقال ان العلم في الصغر كالنقش على الحجر
فلما الحجر بالتحديد لأنك بنقشه تزيل غبارا وأجزاء منه لا يمكنك إعادتها فيما بعد فما نعلمه لصغارنا هو ما سيشكل أولئك الشباب فيما بعد
لكن فلنتطلع الى الجزء الثاني من المقولة والعلم في الكبر كالنقش على الماء
اختاروا الماء لانك لن تفلح في النحت فيه وبالتالي افادة ذاك المتلقي
يهاجم العديد حول العالم هذه المقولة واقتباسا عن احد هؤلاء المهاجمين
اقتباس:
العلم في الصغر كالنقش على الحجر، والعلم في الكبر كالنقش على الماء، هذه مقولة لرجل يائس فيها الكثير من التدليس، إذ أن القدرات الدماغية ستزداد في تعقيداتها وتتطور بالتالي قدراتها على الإبداع والتفكير بل ويتفوق ذو الأربعين عاما على الشاب ذو العشرين عام في كل شيء، الفرق أن الشاب الصغير قد يملك نقاء في الفكر وقابلية أكبر، ولكن الرجل الكبير إذا استطاع أن ينقي تفكيره ويملك تلك القابلية فهو الأقدر على التعلم .. أهدي هذه الخطرة إلى صديق عزيز جدا.
ونعود لنجد المعرفة ملخصة في العمر الطبيعي للانسان
¤¤¤¤ المعرفة¤¤¤¤
المعرفة كنز لا ينتهي مهما سبرنا منه وماء لا يفنى مهما شربنا
لكن فرضية العطش لهذا الماء لا تتألف الا بالتواضع الفكري
أزمة التواضع الفكري التي تعاني منها أمتنا تقود الى مسالة ربطنا المعرفة بالعمر الطبيعي للانسان وهنا الخطأ الفادح اذي نقع فيه جميعنا من حين الى آخر دون ادراك
فبينما يرى الشاب نفسه حديثا وعالما في مختلف مجالات عصره كالكمبيوتر الفن ....
ويرى الشايب نفسه عالما في تاريخ بلاده وموسيقاه القديمة
وهنا يحصل تصادم الأجيال فكل يرى نفسه افضل من الآخر معرفيا وتحصل قطيعة التبادل المعرفي
أولا احب أن اذكر بأن الشباب والشيب بعيدا عن التعريفات التقليدية والمعجمية هي ثقافة قبل كل شيء
الشباب يعني الطموح لنيل مستوى ارفع فهو يرى مستقبله امامه لا وراءه
بينما الشياب يرون انهم أنهوا المشوار ويدئون نحو النهاية فلا مستقبل موجود بل هو عيش على اطلال ذكريات تعيد لهم مجدهم الغابر
هنا أتحدث عن العمر العقلي ولا الطبيعي أتحدث عن رؤية الانسان لحياته
''اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا و اعمل لاخرتك كأنك تموت غدا''
وأنا اقول لكم عيشوا شبابا عقلا ما استطعتم وخذوا المعلومة من كل شخص كبيرا في عمره ام صغيرا حللوا بما تمتلكون من زاد معرفي وخذوا ما يلزمكم دون أن تفقدوا الثقة فيمن حولكم او في عقولكم
¤¤¤¤النظام الأكاديمي وعلاقته بالمعرفة ¤¤¤¤
طبعا لا يختلف اثنان أنه منذ قديم الزمان فان مصادر المعلومة مختلفة ومتعددة وأنها لا تنقطع مدة 24/24 فحتى في الاحلام قد نجد ما يفيدنا
لكنني سأتحدث عن أكثرها شيوعا في ايامنا هذه اي الطريقة الاكاديمية في بث المعرفة
أقصد بها المدارس والمراكز التعليمية
همسة لمن يهمه الأمر هذا النظام المستعمل اليوم نشيد به كطريقة لكننا نصبو لما هو أفضل ونصبو الى اجيال تحمل عنا المشعل اجيال واعية هذا ما يصنع التقدم حقا وليست الأموال ولنا في بعض البلدان أمثلة فقد تطورت من الصفر في ظرف اعوام قليلة مثل الصين اليابان وغيرها من البلدان التي آمنت بالطريقة الاكاديمية وطورتها لتطابق مستلزماتها وتقاليدها
كلنا مسؤول ايضا عن التكوين كبارا كنا أم صغارا فكل معلومة نحملها في أذهاننا وجب أن نتشاركها مع الآخرين لنطورها سوية
أحبتي في الله كلام كثير أود ان اقوله لكن سيكون ذلك في موضوع آخر ان شاء الله كل ما أدعو له أن تعيشوا شبابا في عقولكم ولتتركوا الباب مفتوحا للمعرفة فهي تأتيكم الى وتطرق ابواب عقولكم الأهم من هذا ان تقبلوه
تحية تقدير اليكم جميعا
في الحقيقة شد إنتباهي الإبن امين كمال حيث سجل عمره (60)سنةولا تقيس عمر ولكن قارنه مع عقلة الراجح ماشاء الله