المستكاوى رِجِع تانى...

زمـن العنـج
السلام عليكم اهلي وقبيلتي بالمصنع

حبينا نشاركم الموضوع الدراماتيكي العجيب وقلنا نبحث في تاريج تلك المنطقة قبل تهجير الحلفاويين لها ونعرف الكانوا مرطبين وداسين 21 طن ديل منوا

والكنز الاثري دة حيضيف للحضارة السودانية الكثير ( بلاد كوش ) و

نعتذر النص طويل لكن يستحق القراءة

المقتطفات من مسودة كتاب (زمن العنج) :

(تحاول هذه الدراسة البحث في مسألة العنج الذين يرد ذكرهم بصورة متكررة في التراث الشفاهي والمخطوطات الوطنية التي تؤرخ لنهاية مملكة علوة وظهور الفونج . والاشارة للعنج تصورهم في الفترة المسيحية المتاخرة بعد سقوط دنقلا واسلامها في النصف الاول من القرن الرابع عشر الميلادي وقبل ظهور دولة الفونج في اوائل القرن السادس عشر الميلادي (لقد لخص محمد عوض محمد -1951 – ان العنج من الاسماء القليلة في تاريخ السودان التي لا يكاد يعرف بها مسمى وانما وصل الينا هذا الاسم نتيجة لسؤال السكان وهم عادة من العرب عن من كان قبلهم في البلاد وممن ورثوا الحكم فيها فيكون ردهم بانهم قد استولوا على البلاد من العنج وان هذا التواتر من جهات متعددة يحمل على الظن بل على اليقين ان امر العنج ليس حديث خرافة او اسطورة بل لابد انه كان يطلق على شعب قديم خضع بالتدريج للنفوذ المفروض بواسطة المهاجرين المتأخرين نسبيا) .

(ان الانج او العنج شعب قديم واسع الانتشار وبعد سقوط سوبا عاصمة دولة علوة المسيحية اول القرن السادس عشر الميلادي اطلق على الانج اسم القدماء او السابقين للفونج) .

(يرى ماكمايكل ان السكان القدماء لسوبا وجزيرة مروي – البطانة – وشمال كردفان مازال يقال عنهم عنج) .

(تطلق كلمة عنج على سكان مملكة علوة عامة وملوك سوبا خاصة وهو ما تؤكده المخطوطات الوطنية) .

(يدلنا التراث المجموع من منطقة النوبة على عدم وجود تراث العنج بتلك المنطقة)

(بدأ تراث العنج في الظهور بكثافة في منطقة الشلال الرابع والخامس ويشير جاكسون ان السكان في المنطقة يرجعون بعض المقابر الاثرية لفترة العنج )

تراث العنج موجود جنوب الشلال الخامس وحتى العبيدية وكذلك هناك اشارات للعنج في ارتولي والباوقة وكذلك في ابي حراز المقابلة لبربر وكذلك في الدامر )

(يقال ان بعض اجداد الفروع الرئيسية للجعليين مثل نافع ونفيع امهم عنجاوية أي بجاوية وكذلك نجد اشارات تراث العنج في شندي وما جاورها ويوجد تراث مكثف عن العنج في الاودية الداخلية والابار بالمنطقة الشرقية لمنطقة الجعليين وفي وادي الكربكان وقد رصدت روايات عن العنج في منطقة الشلال السادس وفي غرب المنطقة في المتمة وما جاورها . وفي منطقة شرق النيل ونجد اشارات للعنج عند البطاحين كما اشار ماكمايكل لرواية عمدة البطاحين . وكذلك يشير تراث البطاحين الذي تم جمعه الى انهم سكنوا المنطقة من عند شندي لغاية ابودليق في زمن العنج . وللشكرية الدور الكبير في انهم هم الذين كتلوا العنج وملكوا البلد – البطانة – ويورد ماكمايكل ان الشكرية حدثوه عن معارك غامضة مع العنج سكان جبل قيلي . وتذكر الروايات ان الكواهلة من اوائل من جاءوا للحلفاية من قبائل العرب ولم يحدوا سوى بعض العنج) .

0كذلك كان هناك وجود للعنج في سوبا وما جاورها وفي العيلفون وفي كترانج ومنطقة اربجي ومنطقة المناقل ومنطقة الجموعية شمال النيل الابيض وكذلك بغرب النيل بوادي المقدم وبغرب ام درمان ومنطقة الكبابيش) .

(في الجزء الشرقي في البطانة نجد مسمى العنج يختفي ليحل محله اسم (البلو) والذي يشير لنفس فترة العنج في المنطقة الوسطى ونجد ان البلو يظهر في تراث المرغوماب ليحل محل العنج في تراث القبائل المجاورة لهم كالشكرية والبطاحين وكلما اتجهنا شرقا وعند القبائل البجاوية عموما نجد ان لفظ البلو يصبح البديل للفظ العنج )

(ان اسم حلنقة وهي قبيلة بجاوية تسكن بمنطقة كسلا قد يكون اسمها ذو صلة باسم فنج حيث جاء في تراث البجا ان القسم الجنوبي من الحلنقة الذي استقر في بلاد الاحباش كانوا دائما يحملون سوطا وبسبب ذلك سماهم الاحباش ( ALANGA ) والتي تعني السوط في اللغة الامهرية ومن الملفت للانتباه ان الحلنقة الحاليين احتفظوا للسوط بمكانة عندهم كاهم رموز السلطة في طقوسهم عند الزواج والختان حيث يقدمون للصبي عند الختان وبطريقة طقوسية سوطا وسيفا وكلمة (الانجا) الامهرية قد تكون هي نفس كلمة (الانج) التي وردت بهذا الاسم عند المؤرخين العرب وقد اشتهر (الانج) او (العنج) ايضا بالسوط وينسب اليهم (سوط العنج) فالعبدلاب الذين يقال انهم ورثوا عن العنج السلطة شارات السلطة احتفظوا للسوط بمكانة خاصة عندهم كاهم علامة في طقوسهم عند الختان والزواج ويشير تراثهم انه في اليوم الاربعين حيث زيارة النهر والاولياء لا بد من غطاء الراس وحمل السوط والسيف ومازال سوط العنج من اهم الرموز في عملية الجرتق في الختان والزواج في منطقة النيل الاوسط عند الجعليين والميرفاب والرباطاب والمناصير ) .

من خلال إشارات المؤرخين العرب للانج نجد ان هؤلاء الانج قد اصبح لهم كيان سياسي حوالي عام 1286م في منطقة البجا الجنوبية وقد اطلق على حاكم المنطقة صاحب الانج)

ان تراث البجا يفيد بان نفوذ الحلنقة في الزمن السابق قد امتد في وقت من الاوقات حتى سواكن ومصوع وامتدت حدودهم الغربية على نهر اتبرا ويقول عنهم اوين ان لابد ان يكونوا قبيلة واسعة الانتشار في ذلك الوقت وانهم قد تم حصرهم في وقت لاحق في محيط منطقة كسلا وان الظاهرة المفردة في تراث كل اقسام الهدندوة في ماضيهم انهم قد هزموا الحلنقة في المعارك)

(في نفس منطقة القاش حل اسم البلو محل الحلنقة في الفترة من القرن الرابع عشر وحتى القرن السادس عشر الميلادي واصبح هو السائد في التراث والمصادر اللاحقة والملاحظ ان ما يرد عن البلو في الروايات الشفاهية للبجا يتطابق مع ماورد عن الحلنقة ويذكر هؤلاء البلو في قصص متشابهة بصورة عامة عند قبائل البجا الجنوبية وتروي الروايات عن البلو في تاريخ الحباب والحماسين وعند الهدندوة والكميلاب والامرأر والبني عامر وحتى عند المرغوماب في شمال البطانة . كل هذه القصص تدور حول محور واحد هو انه كان يسيطر على هذه المناطق في الزمن السابق عنصر حاكم موحد يطلق عليه اسم البلو ويقال انهم سيطروا على المناطق من سواكن الى مصوع في الجنوب وفي المناطق غربا حتى دلتا القاش ونهر عطبرة) .

(قد اشتهر البلو في المصادر بانهم محاربون ممتازون وقد وصفهم (لوبو) الذي قابلهم في سواكن بانهم شجعان ومحاربون اشداء ومشهورون كخيالة وفرسان وتشير اغلب المصادر الى الارتباط الوثيق بين البلو والخيل ويشير (بييز) ان خيلهم احسن من خيل التقري وانها تاتي من منطقة دكين (القاش)

ومازالت بعض القبائل التي ورثت البلو في منطقة القاش وماجاورها مثل البني عامر والحلنقة والكميلاب وبعض فروع الهدندوة تشتهر ياقتناء الخيل واجادة القتال على ظهورها ).

(وقد اشتهر البلو من ناحية اخرى بنوع الحكم الذي فرضوه على الاخرين وهو نوع من التنظيم اشبه بالاقطاع تكون فيه السيادة لفئة حاكمة تخضع لها غالبية السكان بصورة شبه مطلقة ).

من الاشارات التي يمكن جمعها عن نظم الحكم التي ورثها النابتاب في البني عامر والاسر الحاكمة عند الحباب والحماسين تصل الى أن هذا النظام يقتضي وجود فئتين يمثلان طبقتي الحكام والرعايا . ويتم فرض التمايز الاجتماعي بينهما بقواعد سلوك واعراف تحدد حقوق الاحترام لطبقة السادة عبر طقوس منها الاختلاف في الزي وفي المكانة الاجتماعية والقانونية والحق في الحركة وفي حمل السلاح بينما تحدد هذه الاعراف وقواعد السلوك واجبات طبقة الرعايا وانماط سلوكهم وتقيد حركتهم . الهدف الاساسي الذي تخدمه هذه الاعراف هو تمكين طبقة السادة والحكام . بالرغم من الاشارات التي ترجح أن طبقة البلو كانت من عشائر بجاوية وانه لم يكن هناك أي اختلاف يذكر في الصفات السلالية بين طبقة الحكام من البلو وطبقة المحكومين من البجة الا انه كانت هنالك الكثير من الفوارق الاقتصادية والاجتماعية وفي الطقوس والعادات والتقاليد التي ميزت طبقة البلو حتى صارت الكلمة في التراث البجاوي تعني السيد او الحاكم في استعمالها العام ولاحظنا أن مسمى البلو الذي يتواتر في الجزء الغربي من البطانه ثم يسود كلما اتجهنا شرقاً في أرض البجا من نهر عطبرة وحتى البحر الاحمر وكل ما ينسب للعنج في منطقة النيل الاوسط نجده ينسب للبلو واوضح علاقة بين العنج والبلو تظهرلنا من تراث العبدلاب الذي يربط

بين العنج في النيل والبلو في الشرق في كيان واحد تحت مسمى العنج . وتراث العبدلاب يفيدنا اولاً بمحاربتهم للعنج في منطقة النيل وهزيمتهم للعنج وطردهم من المنطقة في عهد عبد الله جماع الذي خضعت له جميع البلاد الا منطقة العنج في جهات البحر الأحمر التي قام بفتحها ابنه الشيخ عجيب بعد ذلك وقتل شيخ عربان العنج انقسم جيش العنج الى طائفتين ذهبت طائفة الى كرسك وطائفة الى مصوع ويحدد تراث العبدلاب ان بعض تلك المعارك وقعت في منطقة التاكا وكسلا وحفرت وبعد هزيمة العنج ولى الشيخ عجيب على تلك البلاد نابت جد النابتات وفي تراث المنطقة النيلية الوسطى أنه العنج عنصر طارئ قادم من خارج المنطقة . وتشير اغلب الروايات على انهم من البدو وانهم عنصر مختلف من السكان النوبة وقد اشار لذلك كاتب الشونه بقوله " أن العنج كانوا قد تقلبوا على النوبة في الفترة السابقة للفونج . وتشير أغلب الروايات الى انهم قد تم طردهم الى الفيافي الواسعة والقفار او من حيث جاءوا والتي يحددها تراث العبدلاب بمنطقة البحر الاحمر وكسلا وحفرت التي دارت فيها آخر المعارك بين العبدلاب والعنج " البلو "

" تراث البجا يذكر البلو في قصص متتابعة تروى في تاريخ الحباب وعند الهدندوة والكميلاب والأمرأر والبني عامر . وكل هذه القصص تدور حول محور واحد هو انه كان يحكم المنطقة في الزمن السابق عنصر يسمى البلو وهذا العنصر تم القضاء عليه على يد العبدلاب ونتيجة لذلك ظهرت رئاسات جديدة لهذه القبائل لها علاقة بالعبدلاب " يرجح بعض المؤرخين أن الالفاظ انج وحلنقة وعنج مسميات خارجية وأن لفظ بلو هو لفظ محلي عرفوا به في تراث البجا "

" البلو او العنج الذين جاءوا للمنطقة الوسطى من النيل كانو كما اوضحنا يجملون ثقافة مغايره للثقافة النوبية التي

عرفت في المنطقة النيلية ويحملون تراثاً مختلفاً للحكم ومؤسساته يبدوا انهم فرضوه على هذه المنطقة الأمر الذي يمكن ان نستشفه في مقارنة النظام الاداري في عهد النوبة الذي عرف بالمنطقة وما حدث من تغيير في المنطقة التي خضعت لسيطرة العنج وهي المنطقة من الشلال الرابع وحتى الشلال السادس في النيل وشمال النيل الازرق وبعض ارض الجزيرة والنيل الابيض وشرقاً البطانة وغرباً منطقة الكبابيش وهي المناطق التي يسود فيها التراث عن العنج واول ما نلاحظه هو اختفاء التقسيم الاقليمي الجغرافي وظهور جديد من التقسيم الاداري الذي يعتمد على التقسيم العشائري القبلي للسكان فنجد أنه التقسيمات اصبحت بداية من الشلال الرابع تسمى بلاد الشايقية ثم المناصير ثم الرباطاب ثم الميرفاب ثم الجعليين ثم الجموعية ، المسلمية ، الشكرية تقسيم يعتمد على السكان مما يوضح بشكل واضح الاختلاف من النظام النوبي الاقليمي والذي ساد واستمر في المناطق التي لم تتأثر بحكم العنج كما اوضحنا . وهدفنا من هذا العرض هو تبيان ان العنج عندما بسطوا سيطرتهم على المنطقة الوسطى من النيل والتي كانت تمثل الولاية الشمالية لمملكة علوة " الابواب " نجدهم قد احدثوا نمطاً ادارياً جديداً لم يكن معروفاً في المنطقة النوبية من قبل وهو نظام معروف عند البجا التي جاءوا منها ويعتمد على ادارة السكان في شكل عشائر وبدنات وحصص ولذلك عادوا تشكيل السكان في شكل مجموعات قبلية او عشائرية .حتى يمكنهم ادارتها على نمط موروثاتهم الادارية والتي تعتمد على موارد السكان وليس على موارد الارض ) .

(هذا التقسيم تميز بظاهرة لفتت انظار الكثيرين وهي انتشار المقطع (اب) في اسماء المجموعات السكانية للمنطقة التي سيطر عليها العنج وهو مقطع يسود في منطقة البجا وقد اصطلح على

انه مقطع بجاوي ويمكننا ان نرصد هذا المقطع البجاوي في منطقة يمكن حصرها وتحديدها (اول ما نلاحظ انعدام هذا المقطع في التقسيمات السكانية لمنطقة النوبة السفلى ثم نجده بكثافة عند المناصير والرباطاب والميرفاب وينتشر في منطقة الجعليين والجموعية ونجده عند المرغوماب والشكرية والبطاحين في المنطقة ما بين نهر عطبرة والنيل ثم نجده عند العشائر التي تسكن في المنطقة الشمالية للنيل الازرق ثم نجده في بعض المناطق الشمالية من الجزيرة والنيل الابيض وظهر لنا هذا المقطع عند نسبة كبيرة من بطون قبائل الكبابيش ويختفي هذا المقطع في مناطق كردفان ودارفور ويكاد ينحصر في نفس المنطقة التي حددناها بانها منطقة شيوع التراث عن العنج) .

(يلفت نظرنا في المنطقة الوسطى الاشارات الكبيرة الى وجود عنصر بجاوي في التركيبة السكانية للمنطقة التي قام بحكمها العنج وخاصة في الاسر الحاكمة . فنجد ان بعض الروايات الشفاهية عند العبدلاب تشير الى ان الشيخ عجيب تزوج من بنت ملك العنج وتزوج عجيب نفسه بمريم بنت عشيب من الامرار وكانت نتيجة هذا الزواج هو ابنة عثمان جد العتامنة والذي آلت اليه مقاليد الحكم بعده ثم عثمان بن الشيخ عجيب المانجلك تزوج من البجه (الكميلاب) بنتهم ايلقد وبهذا نجد ان العبدلاب انفسهم بدأ امرهم بعلاقة قوية مع العنج البجا وان لغة الام بالنسبة لبعض هؤلاء الاجداد اللغة البجاوية وهذه الظاهرة نجدها عند الجعليين ايضا حيث يقال ان نافع ونفيع ابنا الملك ابودبوس كانت امهم عنجاوية أي بجاوية وقد احتفظ فرعهم بالرئاسة عند الجعليين ويقال نفس الامر عن الشايقية يقول حيدر بوجود عنصر بجاوي قوي عند قبيلة الشايقية خاصة في فرعهم من الرعاة الذي يعيش في الصحراء الشرقية والذي يظهر عندهم الاثر البجاوي بوضوح وتقول بعض روايات الشايقية الشفاهية بان الشايقية

والجعليين والجوامعة والجميعاب هم من اصل بجاوي واحد وان جدهم غانم في واحدة من غزواته على البجا صبا الفتاة (قليش) احدى بنات البجا وتزوجها وولدت له جامع وجموع وشائق وعرمان جد الجعليين) .

وقد اشار بوركهارت الى ان الميرفاب في منطقة بربر يرجعون باصولهم الى البجا وقد تمت الاشارة الى ان الرباطاب يظهر في ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم بعض المظاهر التي لا توجد بهذه الصورة الا عند البجا ومنها المعاملة الخاصة للنساء وخاصة تجنب النسيبة ودفع الطيبة عند اغضاب المرأة وحق اولياء المرأة في تأديبها وليس الزوج ونجد نفس العنصر البجاوي عند الكبابيش الذين يقال انهم امتصوا في داخل تشكيلهم القبلي بعض العناصر البجاوية )

(في هذا الصدد قد يفيد النظر الى الاشارات التي وردت عند الرحالة الاوربيين وقد استبعدها البعض مثل ما قاله الرحالة كلوستو من ان الكبابيش يتكلمون نفس اللغة التي يتكلمها العبابدة والبشاريين وهي اللغة البجاوية . ومن جهة اخرى يورد الرحالة قيرن انه في وقت زيارته 1841 وجد الشكرية يتكلمون بلغة مشابهة للغة الهدندوة والبشاريين وفي روايات الجعليين عندما هم الملك نمر بالرد على استفزازات اسماعيل باشا نجد ان المك مساعد تكلم مع المك نمر باللغة البجاوية طالبا منه التريث في الرد .

ويشير دكتور عون الشريف قاسم الى التيار البجاوي في لغة وسط السودان والذي ينساب قويا في صلب لهجتنا ويقف شاهدا على أن الاتصال بين المجموعات البشرية كان منذ القدم وحادا فنحن نتحدث اللغة البجاوية حيث نذكر المرفعين والبعشوم والبعنيب او نستعمل العنقريب والكركب والفندك والدانة للشراب والسكسك والكرورية والنصل او حين ناخذ الشبال في العرس ونستعمل في مجال الاطعمة الدوف والقنقر والعنكوليب او حين نقول لمن لم يحالفه الحظ جلا او ننادي الطفل بالدرفون او نشكوا من الدبس و نبرم

الشنب ونطبل البيت بالطبلة ونقول لمن يرحل قنجر ونصف الشفاء الغلبظة بالشلاليف واصل الشلوفة عند البجا خرطوم الفيل ونرى ان تأثير البجا في لهجتنا اعمق من ذلك بكثير والسؤال الذي يجابهنا هنا هو هل امتد نفوذ البجا الى وسط السودان فأثروا فيه منذ القدم تأثيرا مباشرا كما فعل النوبة والجواب واضح ؟

تدلنا مملكة الأبواب خاصة في المنطقة بين الشلالين الربع والخامس إلى تحول في أنظمة الدفاع عن هذه المنطقة في أواخر الفترة المسيحية حيث لجأ سكانها إلى بناء القلاع والتحصينات وهو ما يعتبر من وسائل الدفاع السلبي مع الاعتماد أيضا على وسائل الدفاع الطبيعية من جزر وشلالات وتخلت هذه المملكة عن دورها في الدفاع الايجابي من خلال جيشها المتحرك والنشط وهذه القلاع والحصون التي ظهرت في أواخر الدولة المسيحية تدل ايضا على حالة حصار وحالة هجوم من عدو قوي ومصمم وعدو خارجي .

والسؤال هو عن هذا العدد الكبير من القلاع في المنطقة من شمال ابو حمد إلى الباوقة في الجنوب وهي مرتبطة بأبراج المراقبة الموجودة في اب سدير ودبليبة وندى ونجد هذه الأبراج على المرتفعات والتلال وفي مواضع إستراتيجية ويبدو إنها محطات للإشارات متصلة بهذه القلاع المبنية من الحجر وأنها لابد تنتمي لنفس الفترة التي بنيت فيها هذه القلاع وان هذه القلاع والأبراج والحصون المتصلة ببعضها البعض كان وضعها مناسبا أما بالقرب من النيل أو في منطقة محمية أو بالقرب من التلال او فوقها بالنسبة لأبراج المراقبة وهي لابد أن تكون للمراقبة والحماية من عدو مرتقب . طبيعة هذه القلاع التي ترجع لفترة المسيحية المتأخرة تثير لدينا ثلاث افتراضات .

1. ظهور خطر حقيقي ومتكرر في الفترة المتأخرة من العهد المسيحي يستهدف مملكة الأبواب ويستدعي بناء قلاع بهذه الضخامة في هذه المنطقة المعزولة والتي لها حماية طبيعية من الجزر والشلالات وان بناء هذه القلاع يدل على وجود خطر متوقع بشكل دائم . وليس خطرا عابرا وإنما خطر أصبح يشكل تهديدا دائما وفي الفترة المسيحية المتأخرة مما يستدعي بناء دفاعات ثابتة

2. أن بناء قلاع بهذه الضخامة في هذه المنطقة يدلنا على أن المجتمع الذي أقام هذه الاستحكامات مجتمع مستقر ومزدهر ومنظم ويحتاج لحماية وقد أشار الآثاريون إلى إن المنطقة في الفترة المسيحية كانت أكثر ازدهارا وتتكون من جماعات لها تنظيم جيد يمكن استخلاص ذلك من آثار المستوطنات

المكونة ومن المقابر والكنائس الكبيرة في المنطقة وان القلاع التي بنيت تحسبا لهجوم متوقع تدل في نفسها على أهمية المنطقة في نلك الفترة . وهذا يقودنا إلى أن هذه المنطقة في تلك الفترة كانت لها إمكانيات مادية اكبر من مواردها الذاتية وإنها كانت تشكل مجتمعا في شكل مملكة صغيرة لها القدرة المادية والقدر الكافي من السكان المنظمين يمكن تفريقهم لهذا القدر الكبير من البناء الذي يحتاج إلى إيدي عاملة كثيرة وقد أشار الآثاريون إلى الكثافة السكانية في هذه المنطقة الناتجة عن لجوء أعداد كبيرة من المسيحيين الفارين من دنقلا أمام المماليك .

3. الفرضية الثالثة بان هذا التهديد بدأ في شكل غارات متفرقة في زمنها أتاحت الوقت الكافي لبناء هذه القلاع التي لابد انها قد أخذت وقتا حتى احس المجتمع بحاجته اليها ثم الشروع في بناءها ويحتفظ لنا الموروث الشعبي بصورة من صور الغارات والتي سميت بزمن القيمان والملاحظة أن هذه القلاع ظهرت في فترة محددة من أواخر العهد المسيحي ثم هجرت عندما اختفت الحاجة إليها بعد السيطرة النهائية للعنج على المنطقة .

تعليق من بامكار (المؤلف يقصد السيطرة النهائية للبجا للمنطقة من منطقة الشايقية وحتى شمال النيل الأزرق والنيل الأبيض وشمال الجزيرة وشمال كردفان منطقة الكبابيش .

ثم يستمر المؤلف في كتابه فيقول :

الملاحظة الجديرة بالاهتمام إن هذه القلاع قد تركزت في الضفة الشرقية للنيل وأنها كانت تحرس الأماكن الضعيفة عند الجزر المأهولة بالسكان ونجد ان هذه القلاع مرتبطة بابراج المراقبة تطل كلها على الصحراء الشرقية حيث لفتت الظاهرة انتباه الآثاريين ان توزع القلاع على الضفة الشرقية من الشلال الخامس جنوبا وحتى الشلال الرابع قد تدل ان الخطر يأتي من منطقة واسعة من الصحراء الشرقية والتي تمثل منطقة البجا والصفة التي أطلقت على أبراج المراقبة قد تدلنا على طبيعة المهاجمين وهذه الأبراج الموجودة في كرتى واب سديرة ودبليبة وفي ندي وفي الضفة الشرقية لاماكن أطلق على الواحد منها اسم برج العنج المهاجمين من الصحراء الشرقية والثانية ان هذه القلاع تتركز في أماكن نلاحظ عليها جميعا انها أماكن ضعيفة في الجزر أو انها تتركز بشكل رئيسي على مصبات الأودية الآتية من الشرق مثل وادي الحمار حيث نجد قلعة العشير وخور الفقيرة عند قلعة الطرفاية ووادي أمور ووادي الكويب بالقرب من قلعة الكويب وخير مثال لذلك نجده في جزيرة إسرى في منطقة

الكربه حيث تم الكشف فيها عن تجمع سكاني كثيف في الفترة المسيحية وأمام هذه الجزيرة في الشرق توجد قلعتان متقاربتان وفي الجبل المقابل لهما برج للمراقبة ويبدوا ان السبب الأساسي في وجود هاتين القلعتين حراسة جزيرة واحدة هو ان هناك مصبين لواديين هما اب سدير واب سميرات مما حتم وجود قلعتين في هذه المنطقة لحراستها وارتباط هذه القلاع بمصبات الأودية يدلنا بوضوح على ان مصدر الخطر المتوقع يأتي من هذه الأودية والخيران وإذا تتبعنا هذه الأودية نجدها تأتي من عمق ارض البجا مثل وادي أمور ووادي الحمار وخور اب سلم .

ومن ناحية ثانية نجد الظاهرة في بعض هذه القلاع ان هناك حجارة مدببة على مسافات متضاربة كما في قلعة العشير وقد أشار كروفورد إلى ان الغرض من هذه الأحجار هو إعاقة الخيل عند الهجوم وتقييد حركتها بما يعني ان المهاجمين كانوا يأتون على ظهور الخيل وهذا يفسر لنا تفضيل هؤلاء المهاجمين لمتابعة الأودية حيث ان الخيل تحتاج إلى الماء والمرعى والذي يتوفر في هذه الأودية والخيران .

في فترات جريانها إلى النيل – فالخيل الآتية من بعيد تحتاج إلى مرعى ومصادر مياه متوفرة ومتقاربة الأمر الذي لا ينطبق على الجمال ولذلك أصبحت هذه الأودية تمثل طريقا ميسرا وسهلا للوصول لهذه المنطقة من داخل الصحراء الشرقية عن طريق الخيل وحتى مصبات الأودية في النيل وقد يفسر لنا هذا ان الغارات على المنطقة كانت متفرقة لأنها متوقفة على مواسم جريان الأودية .

والملاحظة الثالثة في هذه المنطقة وآثارها هي خلو الضفة الشرقية من التجمعات السكانية في الفترة المسيحية المتأخرة وتوضح الآثار ان اغلب المقابر المسيحية توجد في الجزر بما يوحى بان الجزر هي الأكثر سكنا في تلك الفترة . وقد يكون ذلك دالا على ان السكان يشعرون بالأمان فقط ي هذه الجزر وفى الضفة الغربية للنيل . لقد هجرت الضفة الشرقية من السكان تمامًا وتركز السكان في الضفة الغربية وفي داخل الجزر .

ونلاحظ ايضاً كدليل لإخلاء الضفة الشرقية كوسيلة للحماية من هجوم العنج – البجا .

إن أسماء الأماكن في هذه المنطقة في الضفة الغريبة احتفظت بأسمائها النوبية فنجد الأسماء الباقير ، الكدق ، كرقس ، امكى ، أمن ، الكرو ونجد في كل هذه الاماكن اثار للسكن في العهد المسيحي وكانت الغالبية العظمى من الجزر التي كانت مصدر السكن في هذه الفترة قد

احتفظت بأسمائها النوبية ايضاً فنجد أسمائها إسرى ، سبنس ، قنديس ، كرجول ، التنسو ، كجرات ، ارتل ، مرو ...... الخ وهى اسماء ثبت انها ذات جذور نوبية . وتختفى هذه الأسماء النوبية في الضفة الشرقية حيث تسود التسميات ذات الاشتقاق من اللغة العربية . وتصبح الأسماء ابو حمد ، ابوديس ، ابو هشيم ، الشريق ، الطرفاية ، والاودية والخيران اب سدير ، ابا سميرات وادى الحمار وضنب الكلب .. الخ وهذه التسميات قد تدلنا على خلو الضفة الشرقية من سكانها النوبيين في تلك الفترة التي أصبحت معبراً للعرب أو مستقراً لبعضهم .

إن هذه المنطقة التي كانت حاجزاً أمام الهجرات العربية انفتحت في فترة سيطرة الفنج .

هذا الهجوم المتكرر من البجا على منطقة الأبواب يبدوا انه استمر لفترة قبل السيطرة عليها ولا يمكننا تحديد هذه الفترة ولكنهم في نهايتها أصبحوا حكاماً عليها . وقد تكون تمت السيطرة على هذه المنطقة في الفترة ما بين عام 1317م – 1367م حيث كانت في التاريخ الأول مازالت تحت سيطرة مملكة نوبية وفي التاريخ الثاني كان العنج أو البجا مسيطرين عليها وعلى أراضيها ولهم فيها سرايا تحفظ النظام ونفترض انه بحلول منتصف القرن الرابع عشر كان العنج قد فرضوا سيطرتهم على مملكة الأبواب وهى نفس الفترة التي شهدت ازدهار مملكة البلو (الأنج) في الشرق .

في بداية القرن الرابع عشر استطاعت دولة البلو ( الأنج ) السيطرة علي منطقة واسعة من أراضى البجا وعلي ميناء سواكن والطرق المؤدية إليها بالإضافة لمناجم الذهب في الصحراء ويبدوا انها بدأت تمددها تجاه النيل من خلال الأودية والخيران من اجل السيطرة على المنطقة النيلية في مملكة الأبواب المنافس الأول لها في هذا المجال حيث تأتي الإشارة لها من المخطوطات الوطنية عند النبر الذي يقول ان جدهم الشيخ شرف الدين وصل إلى طرف بلاد السودان وحددها بالكاسنجر من بلاد الشوايقه . في هذا الوقت وكان قدومه زمن العنج تم لما مات قدم ابنه عبد الرحمن إلى دار ( التكاكى ( الأبواب ) ووجد انها تحت سيطرة العنج حيث اعطوا كبار العنج اجره على استقلال الأرض فلما أعطوهم تلك الأجرة كاد العنج يجعلونها وظيفة ( أجرة ) عليهم كل عام ويشير النبر الى سيطرة العنج على المنطقة لقوتهم العسكرية في قوله " أولاد مسلم بغوا وتعدوا الحدود التي ليس من شأنها في العادة الجارية حتى أنهم قطعوا الطريق شرقاً وغرباً

واتتهم بسبب ذلك سرية قوم من العنج وقتلتهم كلهم الا اثنين نجوا بفضل الله "

باستيلاء العنج على هذه المنطقة – منطقة الأبواب – الحصينة انفتح لهم الطريق حيث واصلوا توسعهم جنوباً حتى وصلوا سوبا العاصمة والمناطق النيلية المجاورة لها شرقاً وغرباً التي حددناها خلال التراث المنقول عن انتشار العنج .

أول إشارة بطبيعة حكم العنج نجدها عند الفارز الذى يصف لنا المنطقة في أواخر العهد المسيحى وقد تكون فترة العنج حيث يقول ان هذه المنطقة يحكمها عدد من العقداء (CAPTAINS)

يعيشون في حصون وان هناك عدد منهم بقدر ما هناك من حصون وليس لهم ملك يوحدهم ووصف الفارز يحدد لنا ان الحكام يعيشون وسط رعاياهم في حصون ووصفه بأنهم عقداء (CAPTAINS) يرجح انهم ذوى صفة عسكرية قد تدل على انهم يحكمون الرعايا بصورة قهرية تعتمد على القوة العسكرية والتراث الشفاهى يصف فترة العنج بأنها فترة ظلم وقهر وتعدى ومن الصفات المنسوبة إلى العنج وصفهم بالطول والضخامة والقسوة .

وهؤلاء العقداء (CAPTAINS) الذين وصف الفارز انتشارهم بعدد الحصون يجد تاييداً من المسوحات الأثرية لمنطقة النيل الأوسط وقد لاحظ الآثاريون ان هناك عدداً كبيراً من الحصون التي تمثل مسكناً للحاكم أو السيد لفئة سكانية تتجمع حول الحصن والملاحظ أن جل هذه الحصون في المنطقة بين الشلال الرابع والخامس ترجع لفترة ما في تلك المرحلة المقسمة بين أواخر العهد المسيحى وأوائل عهد العنج والتى يرجعها التراث الشفاهى لفترة العنج . وقد نرجح من طبيعة هذه الحصون انها لم تكن من اجل الدفاع أمام عدو خارجى بعكس القلاع المنسوبه لأواخر العهد المسيحي وإنما وسيلة للسيطرة الداخلية لحاكم من طبقة مختلفة ولديه جنود يحمونه . ويبدوا ان هذه الحصون كانت المصدر الأساس لفرض القوة والسيطرة والتحكم في التجمعات السكانية

– والملاحظ علي هذا النمط من الحصون انه بدأ في الانتشار في المنطقة في أواخر العهد المسيحى أو زمن العنج وقد استمر استعماله خلال فترة (الجعل ) التي ورثت عن العنج طبيعة حكمهم .

هذه الحصون التي وصفها لنا الفارز قد تدلنا علي تقسيم المناطق على كيانات إدارية تعتمد علي السيطرة على السكان كما أوضحنا وعلى رأس كل منطقة أو مجموعة سكانية حاكم أو سيد من العنج وإشارة الفارز بان ليس لهم ملك يوحدهم قد تكون مفهومه اذا نظرنا إليها من منظور التراث البجاوي الذي فيه قدر كبير من الاستقلال للحاكم ولكن من الراجح ان واحداً من هؤلاء يمثل الرئاسة على نمط ما عرف من نظام البجا الذي أشار إليه ابن سليم الجغرافي والمؤرخ العربي بقوله عن البجا وأنسابهم من جهة الأم وهم يورثون ابن البنت وابن الأخت دون ولد الصلب .

ولكل بطن منهم رئيس وليس عليهم متملك .

لقد عرف عن البجا عموماً أنهم يحكمون في شؤونهم رؤساء البيوت ويخضعون إلى رئيس كبير يحتكمون إليه عند الملمات وقد نستدل على هذا النظام الذي ورثه ( الجعل ) من (العنج ) والجعل كانوا يحكمون في القضايا المهمة مجلس مطارق وهو بمثابة جمعية دستورية من سبعة فروع سنت قانونا يرجع إليه حكامها عند اللزوم .

ومن ما يتطرق إليه هذا المجلس هو حل المنازعات بين أفراده أو حول الأمور العامة وقد تلمح ذلك في بعض ما وصل الينا من أحكام يصدرها مثل الحكم بالتنجيل وهو حكم على بعض السكان لفترة محدودة أو بصفة دائمة ولدينا مثال من فترة العنج حيث يصف لنا النبر إن احد القراوين قتل آخر فنجلوه إلى دنقلا ونجد عند الرباطاب عندما تغاور الفلاليت والديوراب نجلوهم الى اتبرا والتنجيل كلمة بجاوية تعنى النقل من مكان الى مكان آخر ونجد نفس هذا الدور تقوم به مجلس المطارق السبعة عند ( الجعل ) عندما تولى الملك سعد بن عبد السلام المكنى بابي دبوس – حصلت في زمنه فتنة بين أيديه من القبائل وبين النافعاب والنفيعاب حتى سفكت الدماء فتحاكموا إلى المطارق السبعة فقضت بين النافعاب والنفيعاب بالانتقال من الدار بعد عشرين يوماً ومازال هذا الامر سائداً في قبائل البشاريين وهو الحكم بالتنجيل خارج المنطقة لفترة تحددها طبيعة الحدث .

من الملاحظ ايضا ان لقب أرباب يطلق على حكام المنطقة الوسطى

التى حكمها العنج ويندر استعماله في خارجها ويبدوا انه في الأصل كان لقباً لحكام المناطق المتفرعة .

فقد ورد هذا اللفظ لأحد حكام الشايقية وكان يطلق على حكام الرباطاب فى زمن الأرباب أبو حجل ونجده عند الميرفاب حتى زمن الارباب نصر الدين وكان ايضاً لحكام الجعليين حتى زمن الأرباب محمد ولد المك نمر ونجده عند ملوك الجموعية وهو يختص بالمنطقة التى حكمها ولد عجيب ويندر استعماله لحكام المناطق الاخري التى حكمها العنج مباشرة المعروف ان ( ولد عجيب ) او ( الجعل ) كما ورد عند النبر ( ولاهم العنج بالتقديمه على ما كان بايدى العنج من البلاد ) وهذا يعنى ان ( ولد عجيب ) و ( الجعل ) قد ورثوا المناطق التي كان يحكمها العنج ويبدوا ان من ضمن ماورثه العبدلاب من العنج بالإضافة للتقسيمات الإدارية ايضاً رموز السلطة ( تاج الملك وعقد الهيكلى المرصع بالدر والياقوت ورموز السلطة الأخرى من الدناقر والشراكى والمزامير وربما ايضاً لقب المانجلك .

من المرجح أن الطبقة الحاكمة من العنج احتفظت بلغتها البجاوية في الحكم واورثتها لخلفائها من العبدلاب والجعل واستمرت في الاستعمال لفترة ما حتى أصبحت تياراً قوياً في العامية السودانية عند سيادتها كما أشار لذلك دكتور عون الشريف قاسم .

لم يكن من طبيعة العنج أو طبيعة حكمهم الاهتمام بالمؤسسة الدينية في تنظيماتهم السياسية أو الاجتماعية والتي قسمت المجتمع إلى طبقتين متمايزتين هما طبقة الحكام وطبقة الرعايا وهو نوع من الحكم يجعل من كل فائض الإنتاج المحلى حقاً خالصاً للحاكم وبطانته ومؤسسته العسكرية والتي تسيطر على هذا المجتمع مما يرجح ان ملوك العنج لم يهتموا بأمر الكنيسة كمؤسسة دينية ولم تحظى بدعمهم ولم يوفروا لها الدور المنوط بالحكام كقادة ورعاة للكنيسة ولم يتركوا للمجتمع المحلى فائضاً يذكر لدعم هذه الكناس على المستوى الشعبي .

أخشى أن ينشغل اهل القرية والقرى المجاورة بهذه الوهمة
تاركين زراعتهم وأشغالهم مثلما حدث لسكان الشمالية ونهر
النيل الذين هجروا زرعهم وبهائمهم وهاجروا بحثا عن الذهب
وبالجد اخصب وانجح الاراضي الزراعية تركوها وباعوها لمستثمرين مجهولي الهوية...مزاعم الذهب هذه عبارة عن سوق مواسير كبيرتفشى وضرب باطنابه غالبية شرائح الشعب السوداني المقهور...

يسعد صباحك عمنا الامير ود موسى

اها ما زلنا ننتظر ماذا بشأن الكنز ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اليس من الهطل والعبط والجنون عمنا الامير تصديق مثل هؤلاء الدجالين والذين يقتاتون من الكذب والنفاق ؟؟؟

اما آن الاوان للقضاء على تلك الظواهر التى تسببت فى تعطليلنا اكثر مما يجب ؟؟؟؟

بافتراض ان هنالك كنوز حسب الحقائق العلمية او آثار منذ الحضارات القديمة ان وجدت اصلا فى هذه المنطقة اما كان من الاجدر ات تتصدر مصلحة الاثار لمثل هذه الاثار ؟؟؟؟اما كان من الافضل للجميع ان تتم عمليات الحفر باساليب علمية مدروسة تتم فيها الاستعانة بذوى الخبرة من علماء اثار وجيلوجيا وغيرهم ممن لهن دراية ؟؟؟؟

غايتو يا الامير الله يكضب الشينة فنحن ما زلنا ننتظر

شكرا الاخ ياسر ابراهيم على السرد التاريخى لتاريخ منطقة ذهب القرية22

اخونا عبد الرحمن هل اسدل الستار على مسلسل دهب القرية 22 ام ان هنالك الجديد خلال الايام القادمة الرجاء شاكرا مدنا اذا ظهر الجديد فى هذا الموضوع الذى اصبح حديث المدينة

سلام الله عليكم جميعا بالامس جانا خال بالدرجه من السودان وحبيت اساله عن ذهب القريه 22 قال انا سمعت لكن مامشيت عشان اشوف وسرد قصه مفادها ان زماااااان فى 22 اشترى رجل وابنه بيت من واحده(وماتت وليس لها وريث ) واراد ان يبنى بيت دجاج وهو بيحفر وجد كميه من الدهب مدفون واخذه وكان يبيع كل مره لصائغ من صياغ حلفا واتعرف الموضوع حين ظهرت ابنه او حفيده لتلك المرأه تطالب بدهب والدتها وكانت قضيه قال شاهدتها وكنت ارى جميع الصياغ وهم يدلون بافادتهم ولم يحكموا للابنه بشىء.
ربما ما يحدث الان من نتاج قصه كهذه والله اعلم.

وتدلي الاخت منى بافادة مهمة وتشعب الموضوع الى طرق عديدة ومختلفة
ويبدو ان دهب القرية 22 بمكان من اللعنة سيصيب اهلها
ونسال الله اللطف بهم وان يتركوا المسألة لجهات رسمية ومعروفة بعيدا عن الطلس ملس الجاري الان

الأحباب الأعزاء...
الموضوع لاجديد فيه ويبدو أن فقدان الأمل بدأيسيطر على الجميع ... وقد حزرنا فى بدايات الموضوع من مابدأ يظهر الآن ... وقلنا لو تزكرون كلما إمتد زمن التنقيب عن هذا الشيئ ودعونا نسميه بالشيئ ...كلما فقدت الثقة بين الأطراف وكثر سوء الظن وخوفنا الكبير على أهلنا فى22 بحكم التواصل والقرب خوفنا كان من الفتنة... نسأل الله أن يجنبهم الفتن ماظهر منها وما بطن...
أصبحت الإشاعات هى سيدة الموقف منز اليوم الذى إنكشف فيه الستر عن الموضوع وتقول بعض الإشاعات أن الشخصين الرئيسيين فى الموضوع .. المحافظ الأسبق والفكى الضرير إختلفا وصار كل منهم يعمل بطريقته وأنفتح المجال لأهل الجدل والشعوزة الزين راحوا يجيئون ويذهبون كل يعرض بضاعته وقدرته على تطويع الجان... وتمت محاولة لإحضار المرأة التى إتضح أنها تمثل رأس الرمح فى مسرح اللامعقول فى القرية الوادعة.. إلا أنها رفضت المجئ حسب أقوال الناس فى القرية..
نشير لقصة الأخت منى وهذه حادثة حقيقية كانت إمرأة مسنة تسكن لوحدها وعندما شعرت بدنو أجلها دفنت ماتملك من ذهب فى حوش المنزل .. وبعد وفاتها باع ورثتها المنزل إذ لم يكونوا يقطنون القرية ووجد المشترون عن طريق الصدفة الذهب المدفون وهو حيازة شخصية ولا علاقة له بموضوع ذهب المحافظ والجان الحارس له...
لاأريد الإنسياق وراء الإشاعات لأننى منز البداية كنت أتحرى الحقائق والمنطق فى الكتابة عن هذا الموضوع الذى أظن أنه فارق المنطق والعقل وانغمس فى متاهات الباطن والخيال وهناك الكثير من القصص التى لاتمت للمنطق والعقل بصلة...
وسنواصل إن جد جديد فى الأمر....
ولكم كل الود...

الحبيب عبد الرحمن

شكرآ لكل جهودك المقدرة في ربطنا بأحداث هذه

القصة المشوقة والتي أصبح الناس يتابعونها وكأنها مسلسل درامي

أعتقد بأن الموضوع لا يعدو أن يكون مجرد خرافة ودجل والواحد يتأسف

لحال هؤلاء المتعلمين المثقفين أصحاب الوظائف المرموقة بأن يعميهم الطمع

وأن ينجروا خلف مثل هذه الخرافات

لك التحية وياها المحرية فيك

بالجنبة: ياخي درءآ للفتنة المعتمد دا شوفوا ليهو أي واحد من قرية22

يكون إسمه دهب وأدوهو ليهو .... Very Happy

.

والله لكن يا المستكاوي حكايتك حكاية ..
يعني بعد دا كلو بقي ويكيليكس ... لا جديد ولا يحزنون ..

شكراً لكل المتابعين والحضور .. وترفع القبعات لسيد العارفين ابونا عبد الرحمن موسي ..

شكرا اخونا عبد الرحمن على الحلقه الاخيره من مسلسل المستكاوى رجع

موضوع: رد المستكاوى الأحد 17 يونيو 2012, 8:12 am

شكراً ياأحباب على المرور والمتابعة...
وحلوة حكاية دهب يامندوكرو...
الحبيب خالد..أحمد حسن...
لاأعتقد أنها الأخيرة فمازال الدجل يمارس على عينك
والجديد الآن أن هناك أنطون متخصص فى ترويض
الجان سيحضر من الخرطوم وحسب الأقوال المتداولة
أنه لم يطالب بأى مقابل مادى قبل أن يقوم بترويض هذا الجان
الذى أتعب كل الأناطين المحليين والولائيين...
ومن الأشياء المضحكة المبكية أنه بعد تفكيك المنزل تفرق بين المنازل
وتوزع البلك والعرش على عدة منازل وسرت شائعة أن أصحاب هذه المنازل
سمعوا أصوات غير عادية وصراخ أطفال من وسط بقايا المنزل المهدم ...
وقال أحد الظرفاء الجان دا ساكن فى البيت الواحد دا من بنو القرية...
كسرو بيتو وزع أسرته على بيوت القرية... موش نحن غلطانين عليه..
وقام الجار الملاصق من جهة الجنوب بعمل عريضة بسبب تأثير الحفريات على جدار منزله
وربما تتأثر الأساسات بسبب المطر الذى أوشك على الحلول..
ويطالب بردم الجهة التى تليه من المنزل المعنى وهى إحدى الجهات الأساسية
فى البحث عن الذهب...

ياجماعة تعالوا نستفيد من الحفر ده ونعمل مترو انفاق يكون منفعه ولعل وعسى نلقى الدهب فى طريقنا ايه رايكم Very Happy

المشكلة حاليا فى تشتت اسرة جانية كانت سكنه ومرتاحه وما يقوموا ينتقموا من اهل القرية بدلا من الفاعلين الاصلين

اين امير المنتدى ان شاء الله ما فى عوجة وين المستكاوى واخبار قريه 22 الناس قنعت ولا شنو طيب البيت اللى اتهد ده ح يبنوا ولا خلاص كل زول يروح يشوف شغله والحكايه انتهت نيابة عن صاحب البيت اللى اتهد اطالب باعاده بنائه طابقين . ودمتم بخير.

تسلمى أخت منى ...
ظروف عمل منعتنى من المداومة على التواجد فى المنتدى...
موضوع كنز القرية 22 لم يطرأ عليه جديد .. سوى أن المحافظ الأسبق
عمر حسن العوض غادر القرية وترك الحال كما هو عليه..
المنزل منزل حكومى ومن الغريب أن يقرر شخص لاسلطة لديه هدم منزل يتبع
للدولة بدون تصريح منها...ولايتعرض لمساءلة...
الأمر مريب وحوله شكوك كثيرة جداً..
الأيام كفيلة بكشف المستور..

لجديد شنو يا ناس؟

ولا الدهب طلع عماتو نايمين ؟

عاد المعتمد الأسبق مع عودة أنسام الخريف المنعشة...
حسب ماتردد من إشاعات اليومين السابقين أن المعتمد والذى سنشير إليه
إختصاراً {م.س}لكثرة الإشارة إليه ومنعاً من العين..إسم الله عليه..
عاد وفى معيته خبير أجنبى {فكى نيجيرى} يبدو أنه حسب إعتقاده متخصص
فى شئون الجن.. ومن ماتردد أن الفكى الجديد قال لهم إنكم أخذتم بعض الذهب
وقالوا تلك كانت عينة.. مما أدهش أهل القرية الذين كان شبابهم فى حراسة دائمة
للموقع حسب ما يظنون.. وهذه كلها روايات لم يتم التأكد من صحتها ننقلها كما وردتنا
المهم فى الأمر ورغم ظروف الخريف والذى يبدو أنه مبشر بحمد الله.. عاد المستكاوى
ليباشر أعماله ونحن فى الإنتظار لنرى ماتسفر عنه هذه الملهاة التى يبدو أنها لم تنتهى حتى الآن
ولنا عودة....

يقت ليها كمان طلمبة شفط مياه من الحفريعنى زيادة تكلفة لكن ممكن تتخصم من العينة

آخر المستجدات ...
طلب الجان {حسب إفادة المصادر}..
أن يتم ردم الحفر داخل المنزل وإعادة تشييده كما كان..
بعد ذلك سيقوم بتسليم الذهب.. كاملاً....
وسنرى ونوافيكم ...

استعينوا بالصور دي .. ممكن تعين الجماعة علي استخراج الذهب

» المستكاوى رِجِع تانى
» تانى جابو سيرة البحر