الشاعر السوداني محمد سعد دياب
ولد محمد سعد دياب بمدينة امدرمان عام 1945م ويوم كان للمعلمين معهدا التحق به محمد وتخرج منه متخصصا فى اللغة الانجليزية وكان مجيدا لها تحدثا وكتابة وقراءة وملما بادابها..كان محمد اصغر مبتعث سودانى الى جامعة ليدز للدراسة وتحصل على دبلوم تدريس اللغة الانجليزية لما وراء البحار ومكنته دراسته فى انجلترا من تعميق رؤيته للادب الانجليزى واستيعابه..عمل محمد سعد مدرسا للغة الانجليزية فى كل من حنتوب ونيالا والجنينة واخيرا استقر المقام به فى مدينة سنجة ..
ومن اجمل ماكتب...شاعرنا الذواق ..... واسال عنك......
وأسالُ عنكِ
لا هدأتْ جراحُ العُمْرِ
لا فى رحلةِ السنواتِ ماتتْ
جذوةُ الشَّوقِ العنيدْ
وأسألُ عنكِ
عن كلِّ اللحيظات العُجَالَى
كم سقيناها جوارحَنا
سرقناها من الزَّمَنِ العَصِىِّ .. ونحن عشناها..
كأَشْهَى ما نُريدْ
أكادُ أَراكِ فى نبضِ الحروفِ
وفى تَنَهُّدِ كلِّ داليةٍ
وفى وَهَجِ الثَّوانى المبحراتِ
من الوريدِ الى الوريدْ
يُخاليُلنى رؤاكِ
وحينَ يجىءُ طيفُكِ عبرَ ذاكرتى
أَرى الأشياء حينَ يفيضُ ريَّاها
عصافيراً ملوَّنةً .. وجدولَ ماءْ
أكادُ أراكِ فى كلِّ الدِّنانِ
أُصافحُ صوتَكِ الآتى
كأنْ لا عاشق’’ إلاىَ ذابَ حُشاشةً
كأَنْ ما امتدَّ فى الأرجاءِ غيرُ حًنانى
أيا حلماً نَقِيَّاً
أنبتَ النجماتِ فى مَسْرَى شرايينى
وضوَّأَ بالبريقِ زمانى
وأَسالُ عنكِ
تسأَلنى المواعيدُ الحَيارَى
وَبَوْحُ الغُشْبِ والليلُ الجريحُ
وأَهجِسُ بالأَماسى .. كنَّ عمراَ
وفى كَفَىَّ وَعْدُكِ يستريحُ
وأَسالُ عنكِ
وكالغيمِ المولَّهِ صبوةً
أُسافرُ والمرائى فى عَيانى
الى حيثُ الزمانُ بنا لقاءْ
ولما تلتقى الأنفاسُ بالأَنفاسْ
ونَفْنَى طائرَىْ وَجْدٍ
نحسُّ بأَنَ أَحداقَ النجومِ هناكَ
فاضَ بها الرُّوَاءْ
وكيف .. وكلُّنا بحرُ انتشاءْ
وماذا قد تَبَقَّى فى المآقى
سوى الأَحزانِ تورقُ
والعشيَّاتِ العطاشَى ما لهنَّ من ارتواءْ
فَلَيْتَكِ تدركينَ الشَّوقَ فى كَبِدِى
وَلَيْتَكِ تعرفينَ مدى احتراقاتى
فمأساتى...
بانّكِ أَنتِ كنتِ العُمْرَ
أَنْ أَنساهُ ..فوقَ المستحيلِ
فَوَيْحَ مأساتى