الصدفة وحدها كانت السبب في أن يلتقي بها .. عندما كان في زيارة أم صديقه التي كانت طريحة المستشفي .
ومن الوهلة الأولي شعر بإنجذاب نحوها ..فيها ملامح زوجة المستقبل التي رسمها في ذهنه .. سأل عنها صديقه
وباح له بسر إهتمامه بها .. شجعه صديقه بأن ذكر له صفات عنها كانت كفيلة بان تجعله يتمسك بقرار الإرتباط بها
وحدثه صديقه عن أسرتها المحافظة ومكانتها الإجتماعية ..
لعب الصديق دور الوسيط بينه و بين أسرتها .. كلمهم عن وضع صديقه صاحب الوظيفة المرموقة . وعن أسرته
المعروفة .. و تحقق حلم صاحبنا بالإرتباط بمن إختارها قلبه ..
تسارعت خطي السنين بينهم وكانت هي بكل صفاتها الجميلة نعم الزوجة .. وأنجبت له بنينآ وبناتآ منحوا حياتهم
كل السعادة والهناء ..
في ذات مساء رجع الزوج مهمومآ من العمل . سألته فأخبرها بأنه أحيل للصالح العام .. وفقد بذلك وظيفته التي
كانت هي مصدر دخله الوحيد ..
لم تبدي الزوجة أي تبرم أو ضيق .. بل قالت له : لاعليك إن الأرزاق بيد الله .. فأنت بخبرتك الطويلة ستجد عملآ
آخر يوفر لنا الحياة الكريمة ويعيننا علي تربية الأبناء .. وحتي ذلك الحين فأنا قد إدخرت مبلغآ من مصاريف كل
شهر سيوفر لنا مصاريف البيت والأولاد ..
بداء الزوج في رحلة البحث عن الوظيفة .. وتعبت قدماه من مشاوير البحث التي كانت تبداء من الصباح وتنتهي مساء
يعود منهكآ حزينآ .. فتستقبله الزوجة بإبتسامتها التي لم تفارقها رغم هذه الظروف التي تمر بها الأسرة ..
كانت تدير شؤون المنزل كاملة .. وتهتم بأمر أولادها ومصاريف دراستهم وصاريفهم الخاصة .. لم تشعرهم يومآ بان
والدهم بلا عمل .. صرفت كل ما إدخرته طوال هذه السنين .. باعت صيغتها الذهبية قطعة بعد قطعة ..
جاهدت بكل قوة أن تحافظ علي تماسك أسرتها .. والوقوف مع زوجها أبو أولادها في هذه الظروف حتي يكتب الله لها
الفرج ويتحصل الزوج علي وظيفة أخري ..
صرفت كل ما عندها .. ولجأت لأخوانها تقترض منهم علي شرط أن لايعلم زوجها بهذه القروض ..
قامت الزوجة بدورها كاملآ تجاه زوجها وأولادها ..
كانت دائمآ تحثه علي الصبر وعدم اليأس وتقوية إيمانه وتقول له إنها لابد أن تفرج وأن الله لن يتركهم في محنتهم هذه
كثيرآ ..
إستمر هذا الحال .. الزوج يبحث عن الوظيفة .. والزوجة تكافح من أجل سد الفجوة المالية .. لتحافظ علي نسيج أسرتها ..
ولم تتوقف عن الدعم المعنوي لزوجها .. ولم تفارقها إبتسامتها أبدآ ..
جاءها يومآ فرحآ وهو يحمل بشري أنها قد فرجت .. وأن الله قد إستجاب لدعائهم وعوضها صبرها.. و إخلاصها لأسرتها
خيرآ .. فقد تقابل مع أحد زملاء دراسته وقريبه في نفس الوقت .. وهو قد عاد من غربة طويلة .. و أقام مشروعآ ضخمآ
قد أوكل إليه إدارته .. وأن راتبه ومخصصاته ضخمة .. وأنه سيعوضهم عن كل الأوقات العصيبة التي مروا بها .. سيعد لها
مصوغاتها التي باعتها .. وكل المبالغ التي صرفتها من مدخراتها ..
عادت عجلة الحياة تدور بكل سعادة مع هذه الأسرة .. تنفست الزوجة الصعداء .. وبداءت في تسديد ديونها من مدخرات مصاريف المنزل .. بعد أن أقنعت الزوجة بتأخير شراء الذهب لأنها تدخر مبلغ لتجهيز بنتها الكبري والتي قد أكملت تعليمها
وقد يأتيها عريس في أي وقت ..
بعيدآ عن الأسرة و زوجته كان الزوج يأثث في عش زوجية آخر .. كانت سكرتيرته في عمر بنته الكبري ..
أقنعها بالزواج سرآ لفترة مؤقته .. طلب منها الزواج لمساعدته علي الهروب من جؤ أسرته الطارد و من تصرفات زوجته التي حولت حياته وحياة أولاده لجحيم .. هكذا وبكل بساطة أقنعها بالزواج منه .. قبلت السكرتيرة وفرضت شروطها ..
شقة مؤثثة .. سيارة .. وظيفة مرموقة لأخوها بالشركة .. حساب في البنك براتب ثابت .. و .و.و
كثر غياب الزوج من منزل أسرته الأولي .. وكان يتعلل بزحمة العمل وأن كل شيء علي رأسه هو . و الزوجة تهون عليه
بأن أصبر .. و أنها لا تريده أن يشيل هم إدارة المنزل و الأولاد ..
عاد الزوج بعد غياب ثلاثة أيام .. قضاها في تجهيز الشقة والإستعداد للزواج .. أخبرته الزوجة بان جارتهم جاءتهم اليوم
تسأل عن بنتهم الكبري .. وإنها تريد أن تخطبها لأبنها الذي سوف يحضر في إجازة قصيرة من عمله في الخارج .. والأسرتان بحكم الجيرة يعرفان بعضهما .. والولد هو الذي أختار البنت ..
قال الزوج بانه لا يمانع .. فهو يعرف الأسرة و الولد ..
جاء العريس .. تم تحديد موعد الزواج .. الأم لا تسعها الفرحة .. هذه بنتها الكبري قد أزف زفافها .. ويا لها من فرحة
قالت له : يجب أن نبداء في تجهيز البنت .. ونحتاج لمبلغ من المال .. الفترة قصيرة .. رد عليها : أين المبلغ الذي
إدخرتيه في الفترة الماضية .. لم تقل له إنها سددت بها ديون الفترة العصيبة التي مرت بهم .. سكتت .. جاءته مكالمة علي
هاتفه .. إنتفض .. وخرج من الغرفة .. كانت العروس الجديدة .. أخبرته انه إذا أراد الزواج منها عليه أن يفعل ذلك بصورة
رسمية .. وانها لن تتزوجه سرآ .. وأن أحد أقرباء أمها سوف يحضر لطلب يدها . و ..
وعدها بأن يكمل معها الحديث غدآ في المكتب ..
تعلل الزوج لزوجته بعدم توفر المبلغ لتجهيز بنته خلال هذه الفترة القصيرة .. وطلب منها أن تذهب لجارتهم وتأجيل الزواج
إندهشت الزوجة لكلام زوجها .. كيف وقد تم الإتفاق علي كل شيء ؟ والعريس ليس لديه الوقت لهذا التأجيل ..
خرج الزوج .. تاركآ الزوجة في دهشتها .. ركب سيارته فهو علي موعد هام لايحتمل التأجيل .. موعد صرف فيه مبالغ طائلة .. موعد يريد أن يهرب
به من جحيم زوجة وعزابها .. موعد مع عروسه الجديدة ..