تلك قصة تصلح لتروي لاجيال مضت عبر حقب التاريخ في مدينة المصنع وكان الوقت عصرا بحضرة الاخ طارق يوسف كتائب تجولنا في اخر شارع بحى خمسين بيت والذي يطلق عليه شارع البان ... هرولنا في ذلك المساء الممطر والمعتق برائحة اهل المصنع نحو هذا الشارع تدفعنا اشواقنا القديمة وطلة شقاوة الطفولة لتعبئ ذاكرتنا بالحنين والشوق والايام الخوالي التي مرت خلسة ... تلفت القلب بين اطلال المكان وشخوصه الحية وبعض الذين يقطنون هنالك الان ... فجاءة بينما نحن ندقق في المنزل هرول صغار الاخ سليمان الشريف نحو بيتهم مخلفين فينا الحيرة والتعجب ولحظات خرج الاخ سليمان متزامنا من المنزل المجاور الاخ صلاح بدين ابناء المصنع الذين تربوا في كنفه ... سليمان قال لنا: ابناءه هم الذين استدعوه لرؤية الغرباء الذين حضروا لتصوير المنزل .. ما بين الدهشة وعمق زمن سحيق ولى .. تعمقنا ببصرنا في منزل العم جمال محمد احمد والد الاخ محمد جمال ابن المصنع الشفيف الذي كلفنا بهذه المهمة ...
ابناء سليمان الشريف في لهو الطفولة بين الطبن وماء المطر يصنعون حيالتهم
ابن سليمان الشريف مهرولا من امام عدستنا ليحدث والده عن الغريب الذي جاء ليصور منزلهم
جزء من منزل العم جمال محمد احمد والذي فيه الباب الكبير لا يزال صامدا في وجه التغيرات والسنين العجاف
جزء من منزل العم جمال محمد احمد والذي يمثل الواجهة الاساسية لمدخل البيت
الاخ صلاح بدين امام منزله المجاور لمنزل العم جمال محمد احمد سابقا ومنزل الاخ سليمان الشريف حاليا من الناحية الغربية
الوجيهان صلاح بدين وسليمان الشريف
ما بين الطين والمطر مساحة عميق من الود لتلك الارض الطيبة التي ربتنا على كنفها سنينا ما كلت ولا شاخت ... شمال خمسين بيت وحلة الهدندوة ..
لا تزال حلة الهدندوة بشموخها تقف عتيدة وصلدة في ظل الهجمة الشرسة ضد احياء العشوائي ... وفي بالي زميلي وصديقي ادمو والمرحومان جعفر وهاشم والاخ فقيري وشنقراى واونور وغيرهم من ابناء الحى
يرقد الجبل هنالك في صمت مهيب كما عرفناه في طفولتنا وامامه الترعة العفنة
تفتيش الجبل من على البعد شرق خمسين بيت