ان طبيعة البشر والمجتمعات المختلفه هى وجود اناسا يزرعون البهجه والابتسامه لمن هم حولهم يشئ ربانى وهبهم اياه ربهم الكريم
ومجتمع المصنع واحد من المجتمعات التى عرفت هذه الظاهره وبكثره
فتجدهم فى مكان السكن والعمل والسوق والمناسبات يزرعون ويوزوعون افراحهم التى يحملونها لمن هم حولهم
لذلك فهذه محاوله بسيطه جدا للتوثيق لهم وكل من يعرفهم او يعرف عنهم فلياتى وهنا طبعا من هم اكثر معرفه ودرية ومعايشه لهم
فالبشريه توثق فى بعض الاحيان لمن يقتلونها ومن يسرقون قوتها فكيف لا نوثق لمن يعطونا البهجه والابتسامه التى نبحث عنها
دوما فلنوثق لهم ولنجعلهم قدوة للاجيال القادمه حتى تكون مثلهم
والبدايه ستكون لرجلا نعرفه جميعا وعشنا بظرفه كثيرا
وكل من يعرف عنه معلومه فلياتى بها
انه محمد طاهر الذى ينتمى الى شرق السودان وبالضبط هو من قبائل الهدندوه كان يسكن الحاره الثانيه شارع الردميه
بالقرب من الاميه
ومنزله الان اصبح دكان محمد دين ثم انتقل الى البركس حى الهدندوه وابنه الوحيد هو محمد دين الذى يعمل الان بشرطة المصنع
كان يعمل فى السابق خفيرا بمستشفى المصنع على ما اعتقد ثم انتقل الى داخل المصنع
وما يجعلنى اكد عمله فى مستشفى المصنع هو اننى وعندما كنت طفلا وانا احمل تلك الروح التى تسجل كل ما هو حولها هو تذكرى لصورته
وهو يوزع سخريته ونكاته لمن هم حوله لذلك رسخت شخصيته فى دواخل نفسى
واهم ما كان يميز محمد طاهر ورغم تشدده فى اداء عمله هو حب الجميع له فى كل مكان يذهب اليه فتجد الجميع يسعون الى جعله يتحدث
وفوق ذلك كان يحمل نفس مرحه لابعد الحدود يحبها الجميع
وما زلت اذكر تلك الاجازه التى عملت فيه داخل المصنع فى قسم القيزانات حيث كنت انتظر وردية الظهر التى اهرب فيها عصرا الى المسجد او المنطقه
الواقعه فى محيط المخزن العمومى حتى استمع الى مداعبات محمد طاهر وود نبار وغيرهم مما ساتحدث عنهم لاحقا
كان يقتل ضجر وردية الضهر الشئ الوحيد القبيح فى مدينة المصنع الجميله
ومن الاشياء التى جعلتنى اهتم به الى هذه الدرجه هو اعجاب شخص محبب الى نفسى وتعلمتا منه الكثير بهذا الرجل الاوهو العم المرحوم سليمان
كوكو كان معجبا به لدرجه بعيده وكثيرا ما كنتا اجده معه فى المكتب وهو ينثر نكاته وقفاشته
فكان عمى سليمان عليه الرحمه يقول لى ماذا كان سيكون وما هى مكانته لو اتيحت له فرصة الدراسه مثل اخرين
وما زلت اتذكره وهو يقدم التعازى فى رحيل الغالى علينا سليمان
فمحمد طاهر يستحق التقدير والتوقف فى محطات حياته البسيطه لذلك فالدعوه لمعارفه والذين عايشوه بالكتابه ومدنا بما يعرفونه عنه
حتى تكتمل الصوره ونكون بذلك قدمنا له القليل وهو الذى قدم الكثير
مع خالص تحياتى واشواقى للجميع