منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة ترحب بالزوار من ابناء المنطقة وجميع الاحباب والمريدين داعين لمد جسور التعارف بين الجميع ودوام التواصل
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة ترحب بالزوار من ابناء المنطقة وجميع الاحباب والمريدين داعين لمد جسور التعارف بين الجميع ودوام التواصل
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولمركز تحميل المصنع     مجموعة الفيس بوك

اهلا وسهلا بناس المصنع عزيزى العضو فى منتدى مصنع سكر حلفا الجديدة تفضل بالدخول الي المنتدي واذا ما مسجل معانا تكرم بالتسجيل والتمتع معنا ولقاء الاحبة والاخوان ومن فرّقتك عنهم طرق الحياةولو ما عارف كيف تسجل في المنتدي فقط إضغط زر ( تسجيل ) واتبع الخطوات ,واحدة واحدة,(الادارة بتفعل حسابك )

 

 شارع الاربعين

اذهب الى الأسفل 
+3
حسن محمد خير جبارة
علاء الدين حسن بخيت
ناصر البهدير
7 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ناصر البهدير
مدير عام سابق
ناصر البهدير


عدد المساهمات : 3674
نقطة : 16598
تاريخ التسجيل : 30/01/2010
العمر : 55
الموقع : البحرين

شارع الاربعين Empty
مُساهمةموضوع: شارع الاربعين   شارع الاربعين Emptyالجمعة 31 أغسطس 2012, 7:10 am

غيوم الذاكرة ..
بطون وتخوم شارع الاربعين

ربع قرن من الزمان تقريباً ولم توشك الذاكرة على مخاض النسيان .. بعد نهار يوم طويل قضيته في رحاب وربوع المصنع تسللت من مرقدي بدافع نزق الصبا وجنونه غداة إنثيال (صوت كرن) على مسامعي قادم من بعيد.. وحينها إخترت أن أخرج للشارع من مهاد بيتنا عسى ولعل أن أفوز بنداوة الصوت.. وقد كان حتى كنت بين يدى صديق عزيز وجدته جاثماً على طرف الشارع يغالب وحدته من أرق غشاه..
أذكر جيداً والوقت صيفاً لمحته في وجوه صبايا (الحلة) حالاً بايناً ومترعاً بالبِشر والحفاوة، والساعة وقتها تشير إلى الساعة الواحدة صباحاً إن لم يخن مكيانزم الذاكرة ويصيبها العطب..
مضينا في ليل داكن وبهيم وملبد بغيوم حرارة مرتفعة تشوي مناخ نشوتنا الخجول .. وفي غفلة عن دِنان رحلينا الماطر في أجواء المكان إمشتقنا طرق جنوننا حتى عبرنا كبرى الرى وكل ما يشغلنا إيقاع قادم من مسافة نحسبها قريبة وهكذا بانت لنا في رؤى أحلامنا الفطيرة .. والإيقاع يقترب من مسامعنا ونحن نلهب أرجلنا بالحماس للسير والتوغل في أرجاء الحلة والناس نيام إلا من وسوسات وهمسات خجولة تشق جفون الليل بخفر ودلال لا يمكن تجاوز سماعها ..والإيقاع تكاد أن تلمس تلالبيبه وهزته في وجوه البيوت ونوافذها والأزقة التي تمتد بطول مشوارنا وهى تغط في نوم عميق.. فما بالك بأجسادنا وأرواحنا العطشى لأناشيد المساءات المترعة بفيض الأشواق وعطور الصبايا المندلقة على صدورهن ..!!
بعد ما قلت خلاص من الغرام توبة
شوف الزمن ساقني مشيت جبال نوبة
قبضت لى ظبية سموها زنوبة
شالت خلاص قلبي وحبيته زنوبة
عيونه زنوبة .. تشبه عيون الريل
ماشه تتنى .. خلت قليبي يميل
شالت خلاص قلبي
وحبيته زنوبة
يوم في عز الليل
صوت الكرن جاني
وفي طريق عبورنا إلى مفازة الطبول التي كانت تتهادى وتزمجر بأصوات جميلة وإيقاعات متناسقة ومتقاربة تملأ فراغ الليل المهول، نضطر مسغبة بالمرور بكلاب حلة الهدندوة الواقعة شمال غرب حى خمسين بيت كما إعتدنا أيضا على كلاب حلة الهدندوة القابعة على إستحياء شمال بيوت الرى وشرق الحارة الثانية والرابعة بالحلة كما أظن ذلك، وفي خاطري ميدان الربيع المنقوع والمعطون بحراك أولاد الجابري (عبد الله وانور وعادل وعامر)، وأولاد السر (على وخالد والصادق)، والشاب الخلوق حمزة والشاب المهذب والممتليء أدباً وخلقاً سيد عبد السلام، ومحمد جمعة ابوبكر المتسع لكثير من مهارات كرة القدم، وأخرين لم تتسع ذاكرتي لضمهم لهؤلاء العمالقة ...
وفي مرورنا لم نهتم كثيراً بهوهوات كلاب الهدندوة بقدر ما كان يشغل بالنا ويضج أنينه أمل اللحاق بتلك الحفلة التي نجهل منابعها .. وفي عبورنا شارع الردمية ساورنا قلق مستبد وهاجس هجم علينا بغتة بنفس إصرار حس الطبول عن الإبتعاد رويداً رويداً عن إرهاف سمعنا وكأننا في أفياء حلم يمضي إلى أواخر نشاطه وشوطه الأخير في حمى الصراع المتقد بين الصبية للظفر بصيد ثمين .. وكأن الصوت يقول لنا بأن مصدره قادم من بعيد .. وبعيد عندنا لم تتجاوز المصنع كله حتى أحراش حى كمبو (الكاو) كان في أطار خيالنا الشارد بحثاً عن النغمات الحنينة التي تأخذ بالباب صبانا الباتع في الجنون وتهب لنا نسيم يرطب حلوق أذواقنا الهيمانة بصوت الإيقاع المضطرد عمقاً في الإقتراب منا ..
يبدو أن البعض قد جاع حتى إضطر إلى قضم هيكل الكبري الصغير الذي كان موجود على الترعة العفنة الأولى، ونال وجبته من الحديد بكل شراهة ونهم، وفي ذلك يتنافس لصوص النصوص والفصوص في إزدراد حلوى الإهمال.. وكل يوم يتناقص في حجمه بنفس المقدار تزداد صعوبة عبوره، ولكن كان الناس يمضون حتى إضطروا مؤخراً إلى العدول عنه لكبرى السكة الحديد الوحيد للعبور بين المنطقة الشرقية والغربية وتلاشى هذا الهرم الصغير إلى زوال، بيد أن كبرى الرى على الترعة الثانية ظل صامداً رغم تصاريف الزمن..
وفي غضون زحفنا المتواصل للوصول إلى الصوت البعيد، يقول لي مرافقي قائلاً: "لا تقلق .. يمكننا الوصول سريعاً قبل أن تنتهي ضربات الإيقاع -التي تزداد ضراوة في اللهيب نحو الإيغال في عصب الحنايا كلما عبرنا شارع تلو الآخر -ولسنا بحاجة إلى الإسراع أكثر مما نحن فيه". ومرافقي يتحلى بالصبر الجميل والممدود– والذي إنتخبني لتزجية الوقت– بالثقة التي تعكس راحته في نشدان ضائعة حفلة في هذا الليل. وهكذا كنا بعض أبناء حى الموظفين في ميعة الصبا ندلق الامال صوب الريح والمطر والليل وسديم السماء والسراب وأعشاش طائر السمبر وطيور أخرى صارعناها في منازلها ومخادعها حتى (بوري) المصنع لم ينجو من هزلنا المعهود فكان له ميقات فيه نضج ونثور لإنتهاء أمد ألعابنا وميعاد أوبتنا القسرية إلى البيوت بعد نهارات مضنية في مصارعة شُعب طفولتنا وأرتال شقاوتها..
كل كلمة في ذلك الليل الهميم تحسب بأنها ستدخل بعض البيوت إذا أفرطت في إعطائها حجماً أكبر عند خروجها للحياة .. ولكن أطمئن بشدة كلما تحدث مرافقي وصديقي نبيل الصادق ود الزين وتوغل في الحكي، فأرهف السمع إليه على نحو كبير، فالصوت أكثر من خفيض وممعن في الخصوصية كتلك الأصوات التي تخرج عادة في نهار يومها غير متبرجة بين شقوق أسوار البيوت كحال أهلها وعفتهم، وهم جميعاً أسرتنا وأسرة الجميع.
لا مندوحة إذا عبرنا على غير وجل والبيوت بيننا تتوسط قلوبنا قبل أن نتوسطها عبوراً إلى مراجل مبتغانا .. مررنا على الكثير من البيوت وكذلك الشوارع حتى أرتاحت خيول صبرنا الجامحة بعد تعب على فضاء وسيع في شارع كبير يمتلئ بفيوض الناس وشباب غض منهمك في الرقيص بصحبة فتيات ماجدات كظباء كراكير الجبال رشاقة يخبطون الأرض بحيوية ونشاط جم حتى تخال نفسك في هديرهم ..
والشارع يتسع للغناء الباذخ كما للرقيص الصاخب .. وقفنا لبرهة مشدوهون ومشدودون بهذا الحفل خاصة إيقاعه الهاطل الذي يتدرج صعوداً وهبوطاً في التنغيم حتى إنغمست عيوننا وقلوبنا في مطاردة حركة الصبايا والصبية متزامناً ذلك مع إيقاع طبل متزن يشد أوصال الجسد والروح بعضه أو كله إن جاز لنا التعبير كحال الرعشة بصورة شحذت فينا نشوة الفرح الغامر في حضور حفل كهذا بدون سابقة دعوة .. وأفراح البلد ولا أتراحها تحتاج إلى بطاقة دعوة أو إذن عبور حتى من عسس اللجان الواهنة والواقفة ضد منطق الأشياء والطبيعة والناس كما يجري الآن..
والوقت يمضي سريعاً بين الإيقاعات التي لم تتوقف البتة عن أزيزها وشغبها على الفضاء بجانب سور إحدى البيوت حيث يقبع عتاة الطبول وجوقة المغنون، وبين سعادتنا الطاغية والتي ولغت حد الثمالة في إتون المكان ..
المغنون كانوا في حالة من النشوة التي لا توصف وبينهم وبين المساء مقدار مسافة إشتهاء العبور لدنيواتهم الفتية .. وما برحوا يعطرون سوح المكان بمزاجيتهم العالية والتي تلخصها حبيبات عرق جبينهم الفياض على وجوه الصبايا كـ(نز) يرسم أجمل المساءات وأعطر المناديل المطرزة بسيماء عشقهم النبيل ..
رغم براح المكان إلا أنه يضيق بحضوره والسلاسل البشرية التي تتراص في دوائر وحلقات واحدة إثر الأخرى كما دوائر المياه المنداحة موجة فوق موجة تشكل لوحة بديعة تتسق والوجوه التي تضيء المكان بدلاً عن كهرباء المدينة والقمر شاهد على ذلك العسف وليل أسود يلف المكان..
وبهذا تحول شارع الأربعين في المنطقة الملاصقة لحى (كمبو مجان) إلى أرخبيل من الحب والتداعي السهل والبوح الشفيف في أفراح لا تنقطع ولا تغيب عن البلدة مهما تأخرت المقادير في الإستجابة .. والأيام لا تجري سفنها بالتمني والإنتظار ولكنها هنا تمضي بكل سلاسلة ويسر ..
وغصنا في سرابيل صمتنا نرتشف بعض رحيق اللحظة وسحر الأرواح التي تسري فينا كما قوس قزح في إفتتانه الناضر بتراتيل عوسج مساءات بلادنا الفتية .. ومن يسقي مد البصر إخضرار المكان وصبايا الأزاهر غيرك يا شارع الأربعين؟ وبلا مزاج قهوتنا النهاري متعسفاً في الإنتماء!! ..
وفي البال أصدقاء كثر كانوا وما زالوا في أودية القلب يسقون ما جف بفعل الزمن والاعيب الدهر العجوف ويرسمون ملامح هذه الأفراح .. ولعل ألا ننسى، وحتما ذلك ليس بوارد، مناسبة زواج الجميل والأخ الصديق وزميل الدراسة يونس محمد ادم في ذات المقام والشارع وفي ذات السنين العامرة بالشفافية وحكم الساسة مجتمعون على مضض في منتصف ثمانينات القرن الماضي من الزمان المنسرب ..
ويبدو أن يونس ما زال يذرع الشارع جيئةً وذهاباً بذات الحب الذي عرف به للحلة والمصنع وهو يحمل مزمار التواصل بين البيوت والشوارع في أجمل ما يكون .. وأرى زهوره أينعت وقطف ثمارها .. شباباً وشابات ينضددن عقد الشارع وحراكه الذي لا ينتهي في وصل ممتد وموفور الأخاء والإنسانية والعافية بقامة جبل مرة وجمال نيرتتي ..
والغناء يشتد بالدائرة والتي تضيق وتئن من فرط الحداة والحضور معاً .. والرقص موصول بذلك في صلة متشابكة ومتشابهة في نصوصها الليلية .. وإيقاع الكرن كان حاضراً بقوة مجسداً تاريخ وجغرافيا وسوسولجيا قومية أمة هزت الأرض بأرجلها وعقلها الراجح ولا تزال تواصل صعودها في الحياة بنفس الروح والشكيمة التي جبلت بهما ..
وفسطاط أهل الجبال كبير في البلاد على إمتداد التاريخ إتسع من قبل لـلمناضلة (مندي بنت السلطان عجبنا بن أروجا بن سبا، السلطان الثالث عشر لمنطقة الأما (النيمانغ)، وأيضاً هو كذلك الرمز: السلطان عجبنا، والمناضل القديل، والثائر دارجول .. وأيضاً ذاكرة التاريخ اتسعت بعمق لثورة المناضل الفكي علي الميراوي، وقائد المهدية حمدان أبوعنجة، والضابط علي عبد اللطيف، والزعيم الأب فليب مضوي غبوش آدم وغيرهم من الأشاوس الذين أنجبتهم صلابة الجبال ووضعوا بصماتهم على ذاكرة التاريخ.. ولهذا يتسع الفسطاط طالما نحن في الوطن الصغير..
وفي ذلك المنحنى الليلي المتخم بنخب الود وبقايا خطوط نار الحنين المشتعلة ونثيث الذكريات التي تنهك البال وتنهش الخاطر وتهشمه أشلاء على مرمى حجر من ذلك البيت الذي عرفته وما زال عندي (نشوق ودمر) في حلي وترحالي على حواف شارع الأربعين العظيم ..
أحياناً الأيام تسوق إليك أقداراً باهرة في الجمال وصادقة في معانيها لا تتوقع عبورها يم حراكك على الإطلاق لظروف ووقائع شتى وأنت في يدك لا شيء سوى جبرية تسد طيوف الأحلام والأماني..
وبما إننا في حوض شارع الأربعين وعلى مقربة من بيته العتيق كان لابد لنا من أن نورد تفاصيل ما حدث في حضرة عمي النجيب الذي أعرفه منذ صغري كعلاقتي بالعم على سلك وأن لم أكن وقتها على معرفة بـ(كرانك) روحه الوهيطة و(كراكيره) الماهلة..
والأزمنة ليس بعيدة .. في إجازة في مطلع تسعينات القرن الماضي صادفت العم (النجيض) كما يحلو لأسرة خمسين بيت منادته في وجبة إفطار عادية جرت مقاديرها في بيتنا على نحو عابر .. تعرفت عليه عن قرب وإستمرت علاقتي به منذ ذلك الوقت خلال تلك الفترة .. وسمت بنا علاقة نبيلة تجاوزت كل الحدود .. كنا نلتقي يومياً على أريج من ندى صباحات البلد الطيبة والمفعمة بالود ونتواصل عبر يومنا في حقول مزارع خمسين بيت عبر علاقة عمل وإنتاج في مزرعة الوالد الواقعة على مدرج مطار المصنع السابق..
وكان (النجيب) بسيطاً ورقيقاً يفضح صمتك وقبحك المخبوء مثل البتلات والسبلات التي يرعاها بصبر وتودّةٍ وهدوء يخالطه وقار يسكن كل أطرافه وتهويماته التي يوزعها بلا مقابل حين يكون مزاجه عكراً أو صالحاً للفضفضة وسيان ذلك وهذا حاله لا يتدثر ولا يتجمل خلف صدفية ظروفه ولا تعليم أبنه في حدائق الحقوق ولا عمل زوجته في حقول السكر ..
وهكذا يتمرس حيناً في بعض (بنبون) أهاته التي تطول وتقصر حسب الموقف ولكن سرعان ما يتجاوزها بضحكة مجلجلة ونوبة تعصب عابرة أو توتر عارض يعقبها بقول نشاز .. (حسين ولدي يتخرج يحكم ولاد عرب جت) .. والدنيا عنده حسين وأم حسين وبعض مشاوير رزقه وكفى وفيها لا يزيد قيد أنملة ولو نضبت مياهها أو فاضت!!.. بيد أنه لا ينفك يحكي بفرح طفولي طاغي عن بعض أهل بيته في نواح قضروف سعد في حميمية تعادل غزارة المطر الهامي هنالك .. وأظنه هنالك يمضي بذات النهج والحبور والبساطة تحت ظلال قوس قزح وسماء تضج بالرعود..
وذات ضحى يوم بارد ورطب كالعادة إجتمعنا على مائدة إفطار طيب مبذول من خير المصنع .. وتبادلنا القفشات في حضرته البهية رغم ألفاظه الخشنة التي ينثرها بكل إريحية وبلا عواقب لمآلاتها وهكذا يبدو صلباً في مراسه وكلامه وحروفه المنثالة ..
انت عندك مرة؟..
لا لسه يا عم النجيض!!
انا عندي ليك بت نضييييييييييييف..
دي منو؟
بت نضيييييف ساكن هنا جنبكم ..
وين دي البتقوله دي؟
ارح اطلاعاك برة انا اوريك بيتن..
لكن دي يمكن مخطوبة..
انا بشوفه ليك .. انت راجل تقرا قانون ما ساهل زى ولدي حسين ..
ويستمر السجال خلال سمر النهار الحافل بينه وبين شقيقي الأكبر ياسر الذي يجله لزمن طويل حتى غادرنا مختاراً رحيله دون أن نصل لإتفاق في عقد قرآن تلك البنت اللطيفة والمليئة بالبياض كما يرى عمي النجيض ونرى نحن كافة..
وكثيرا ما كنت أرافقه في رحلته المنتظمة من بيتنا إلى السوق أو بيته ونحن نتاوب إفطاراً هنا أو هنالك عند أم حسين .. وفي ذلك نمر بالسوق وعلى وجه الدقة محل الجزارات ليبتاع كمونية نادرة كأقصى طعام يشتهيه لا يتجاوز نقده حدود الـ(200) قرش في ذلك الزمان المتخم بجلالات المشروع الحضاري وصيحات المخبول المسمى: إنقاذ ..
وما لم يخطر على بالي أن تستمر علاقتي بعمي النجيب على أحسن ما يرام حتى غيابه الفاجع الذي هز البلد بُعيد خروجه من بيته منذ أكثر من عقد من الزمان وعدم عودته حتى الآن ...
وعندي سيان الأربعين والنجيب كلاهما زهرة أرعاها على تخوم ذاتي كلما أجدبت حياتي وأقفرت من إخضرار أيامها وهذا واقع لا مناص منه إذ لابد من إستنشاق عطور هذا المكان وذلك الرجل الذي علمني معنى التسامح والزهد في الدنيا حيث إتخذ من سعف النخيل وساق الشجر آلة لكسب سبل عيشه الكريم باعدت بينه والحرام ومفازات الرزق الضنين .. لم تشغله الدنيا ولا زخرفها .. يقطع فيافي البلد راجلاً من أقاصى المصنع إلى أدناه في رحلة مكوكية تجري على مضمار رهق متصل وبينه وبين بيته العريق يقف فيها سوق المصنع شاهداً على كل وجوده حيث يغشاه لضرورات أغراضه اليومية فقط ..
وعلى خصر الشارع ذاته كنا نرى سيدنا يوسف بهمته الوضيئة وقامته القصيرة والمربوعة يغازل شوارع المصنع بكل حيوية وصبر جميل وقسمات صارمة وصدر يتسع لكل ضيق الدنيا كما كنا نظن من فرط صعوده الأعالي .. كلها صفات تؤكد بأنه النبي المذكور في حصص التربية الاسلامية ولم تعترينا أدنى شكوك تقصم ظهر حجتنا حتى بلغنا مصاف التكليف الشرعي .. وهكذا يوسف كنا نراه منذ أن عرفنا باكراً في طفولتنا طريق منهل أمنا بدرية المصباح ورفيقتها الأخرى أمنا عائشة سعد الله (ماما عشوبة) على ملاعب جنتنا الأولى في دروب المعرفة والعلم .. وعلى تلك الدروب حاك لنا العم يوسف وصنع أفخم ثياب الايمان بشغف وإخلاص منقطع النظير يعز الآن أن تجد مثله بذات الهمة والسؤدد ..
وأيضا على ذات المنوال وتخوم الاربعين كان سيدنا سليمان الوسيم ذو الرأس الأشيب والقامة الرفيعة والمديدة التي تشبه نسل العظماء حتى هدهده كنت أراه على حزام صف الأشجار الممتد على شارع (حداشر بيت بحى خمسين بيت) وكان يتخذ متكئ على الشجرة الأخيرة والتي تقع في الجزء الجنوبي الشرقي لخمسين بيت المجاور لزريبة أشجار (الكتر) .. وعند هذه الشجرة هنالك منفذ لطريق صغير يؤدي الى رئاسة المصنع ومكان توزيع لبن الخدمات الزراعية لأولئك العابرين من أهل خمسين بيت ..
وكان الهدهد يعتلي المكان في مقاربة لم تنفصل عن مهمة سليمان في هذه الإنحاء مما أذكت وميض الرواية وإشتعال وريفها الكامن فينا .. هدهد منعماً بتاج لم نحظ بالامساك به رغم محاولاتنا الكثيرة والتي خابت في ظل الغموض الكثيف الذي يلف الحكاية بأكملها وإمتزاجها بالدين .. وهذا ما كان يشدنا إلى الهدهد وهندامه الراقي وبعض تفاصيل عمل العم سليمان الممهور بعرق الشغيلة ونبل تضحياتهم لأرض المصنع ..
وما بين الكتاب المدرسي الذي يؤكد وأرض خمسين بيت التي تثبت بالبرهان القاطع صحة الوقائع المتمثلة في مشهد الهدهد وسليمان .. كنت على يقين كامل بصحة ما يختمر في باطني من حقائق.. وهكذا جاء نبينا سليمان وهدهده في مخيلتي وقريحتي لفترة من الزمان .. وبهذا تدخل لغة الهدهد مسامات وعينا وتحيله الى إشلاء قاصرة في المعرفة ولكنها البدايات التي جاءت مفصلة على واقع رجال قدموا للمصنع الكثير والكثير من الجهد الباذخ .. والأجمل أنهم كانوا من بطون وأعالى شارع الأربعين مبعث فخرنا وعزنا ..
والشارع لا يزال يسرف في كرمه ويسند حاجات رواده وقاطنيه بالثقافات الشعبية من كل صوب وحدب ممثلة لكل لقوميات الوطن الكبير .. وليس بعيد عن مكان ذلك المهرجان الليلي الحاشد حيث يقبعن فتيات صغيرات ونساء طاعنات في السن يتسنمن ذُرى المكان متراصات لبيع ما تجود به أرض الجبال وجبل مرة وسمائها المطيرة بالخير وأرض جنوبنا الحبيب والتي أُقطتعت بفعل ساسة قُصر والغون في الدم والفضيحة.. وأيضاً سوق القش شاهداً على نشاط اقتصادي كبير ينتظم ويمسك بزمام وخاصرة الشارع والذي تدب فيه الحياة المتصلة بأهل الحلة في غدوهم ورواحهم العتيق من كل يوم يمر بهم من أيام الله السبعة ..
(انقلو تية) واحد من هؤلاء العمالقة بجسده الشامخ وعضلاته المفتولة .. يذرع أرجاء المصنع بلبسته البلدية المحببة إلى نفسه والتي لا تفارق هيكله العظمي المتين والأقرب للبدانة حيث ينقصها صديري بجاوي أنيق يزين محياها. فالناظر إليه من خلال جلبابه (العراقي والسروال البلدي) يظن أنه أمام نخوة بجاوي أصيل على نواح القاش بين تلك الرمال الناعمة والمطهمة بطمي الخصوبة وأعشاب ضاحكة بغمر النهر وبركة السماء.. وهذا على خلاف العادة وعرف أهل الجبال في ملبسهم الأنيق والمميز بتنوعهم بتعدد جبالهم الوافرة يكون حضور (انقلو) هكذا متسربلاً بتلك الثياب..
وشارع الاربعين مثل البذرة يختبئ في حقول المصنع وبيادره وفي كل رقعة من الأرض الطيبة وكما في أرواح الناس تتداخل فيها المسرة مع المشقة .. هو درب الاربعين: لم يتخلَ عن أناقته المفرطة وجماله حتى وهو في شظف العيش ومغالبة أحلك الظروف، كالورقة الخضراء لا يسقط في ميعة الشدائد مهما هبت العواصف والأنواء.


شارع الاربعين 2jfk66x

شارع الاربعين 24cb11c

شارع الاربعين 2uxuvs6

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علاء الدين حسن بخيت
مشرف سابق
مشرف سابق
علاء الدين حسن بخيت


عدد المساهمات : 625
نقطة : 10626
تاريخ التسجيل : 14/05/2011

شارع الاربعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: شارع الاربعين   شارع الاربعين Emptyالسبت 01 سبتمبر 2012, 1:38 pm

معجب حد الدهشة وجايك بي روااااااااااااقة
تخريمة:
بس تعال هـِنا شنو الزوغانات دي تخليني في صيدلية جدو مواطن وتمشي شارع الاربعين براك؟ ولا دا يوم جلابيتي الأتملت طين .... كويس الاجازة الجاية قربت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ناصر البهدير
مدير عام سابق
ناصر البهدير


عدد المساهمات : 3674
نقطة : 16598
تاريخ التسجيل : 30/01/2010
العمر : 55
الموقع : البحرين

شارع الاربعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: شارع الاربعين   شارع الاربعين Emptyالسبت 01 سبتمبر 2012, 2:01 pm

الاربعين وما ادراكما الاربعين العظيم ذلك البحر الجميل يا صديقي علاء الدين ..
لو تذكر جيدا عندما افترقنا عند مداخل شارع الردمية والوقت (ماشي مغريب) وعندها لم نلتق حتى هذه اللحظة لادركت ساعتها إني لقد غشيت دروب الاربعين العظيم والصدفة قادت الى ذلك رغم اني مبيت النية لزيارة حضرة (كوراع باسو) والاخ يونس محمد ادم وبقية الرهط الجميل بحضرتك وحضور الجميل معتز محنه ولكنها الأقدار لم ترد لنا ذلك الليل الباتع الذي كنا نتمناه .. انه المطر الذي فرق بيننا ومحبة الناس هنالك وسعادتهم وسعادتنا جميعا بهذا اللقاء الجميل الذي جمعنا بأهلنا بالمصنع بعد سنوات غياب طويلة ..
وداهمنا الليل والمطر والغمام حتى غابت ملامح الاربعين عن عدستنا غيابا لم نكن نتوقعه البتة ..
وطبعا بكون كاتلك الشمار نحن مشينا وين؟ ...
كنا حضورا في دكان باشكوال ذلك الجميل والممشوق بحب المصنع حد الثمالة هو واسرته في كمبو مجان (شفت كيف حظي جميل اشوف البلد كلها .. لكن السقا ما صادفني يا علاء الدين)..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ناصر البهدير
مدير عام سابق
ناصر البهدير


عدد المساهمات : 3674
نقطة : 16598
تاريخ التسجيل : 30/01/2010
العمر : 55
الموقع : البحرين

شارع الاربعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: شارع الاربعين   شارع الاربعين Emptyالسبت 01 سبتمبر 2012, 2:07 pm

اها كمان جابت ليها طين جلابية ...
دي فاتتني طبعا القصة دي عاوزة ليها شد سلك والله واكيد دا حصلت في اليوم الاتفارقنا فيهو قريب المغريب ونحن فتنا بيت آل الامين عبد الله تقريبا وبقينا قريب لجامع السوق..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسن محمد خير جبارة
مشرف سابق
مشرف سابق
حسن محمد خير جبارة


عدد المساهمات : 111
نقطة : 9918
تاريخ التسجيل : 07/08/2011
العمر : 48
الموقع : الرياض
المزاج : حسب الفصول

شارع الاربعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: شارع الاربعين   شارع الاربعين Emptyالسبت 01 سبتمبر 2012, 2:30 pm

مشكور أخي ناصر على هذا السرالمنمق وهذه الصور التي ووالله رجعتني لتلك الايام وما أجملها من مغامرات وأنا اذهب لشراء السمك أو لشراء القش لك التحية والتقدير وهل من مزيد وشايفة جابت ليها جلابية وطين اوعك تكون كنت جاري بس ههههههههه لك التحية علاءد الدين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ممدوح عبد الله أحمد
عضو نشيط
عضو نشيط
ممدوح عبد الله أحمد


عدد المساهمات : 85
نقطة : 9617
تاريخ التسجيل : 18/11/2011
الموقع : الخرطوم
المزاج : عادي

شارع الاربعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: شارع الاربعين   شارع الاربعين Emptyالأحد 02 سبتمبر 2012, 10:41 am

يا للروعة أستاذ البهدير وأنت تمتعنا وتتحفنا بروعة السرد القصصي
متعك الله بالصحة والعافية
وتقبل مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علاء الدين حسن بخيت
مشرف سابق
مشرف سابق
علاء الدين حسن بخيت


عدد المساهمات : 625
نقطة : 10626
تاريخ التسجيل : 14/05/2011

شارع الاربعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: شارع الاربعين   شارع الاربعين Emptyالأحد 02 سبتمبر 2012, 1:08 pm

صح لسانك صديقي العزيز ناصر
يبكي الفلب من الأعماق في حضرة نصوصك الرائعة وبوحك المميز وذكرياتك الحزينة من غير ياس
شكرا لمنتدى المصنع الذي اتاح لنا فرصة التعرف على عميق كلماتك وعميق نصك .
شكرا لهذه السياحة الممتعة وانت تجوب بنا ربوع المصنع من شارع الأربعين وميدان الربيع والحارات وخمسين بيت وحي الهدندوة .
تستهويني قرأة نصوصك لرصانتها وواقعيتها وعزفها على أوتار الحقيقة , وعلى سبيل المثال الفاضل فرن وذكرى أيام مضت , طائر السقد , ودهباية وراق السوق وأرخبيل حصان البصاولة العجوز وغيرها .
أتمنى أن نقرأ لك المزيد والمزيد
سلمت اناملك ودمت علماً في سماء الابداع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علاء الدين حسن بخيت
مشرف سابق
مشرف سابق
علاء الدين حسن بخيت


عدد المساهمات : 625
نقطة : 10626
تاريخ التسجيل : 14/05/2011

شارع الاربعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: شارع الاربعين   شارع الاربعين Emptyالأحد 02 سبتمبر 2012, 1:24 pm

ناصر البهدير كتب:
اها كمان جابت ليها طين جلابية ...
دي فاتتني طبعا القصة دي عاوزة ليها شد سلك والله واكيد دا حصلت في اليوم الاتفارقنا فيهو قريب المغريب ونحن فتنا بيت آل الامين عبد الله تقريبا وبقينا قريب لجامع السوق..

نعم تركتني بشارع الردمية والشمس تودع اليوم الاخير من اجازتنا بأرض المصنع , وكم كنت ساعتها منتشياً بـ( خفيج الطين ) وفجاة وجدت نفسي مطروحاً أرضا ومفترشا الطين بين كومة من البقاس وجدول من أثار عربات الكارو مليء بماء المطر وحينها تلطخ جلبابي بالطين ولحظتها ( كوعت ) وجال نظري على امتداد الردمية بأكملها ولسان حالي يخاطبها ( الردمية ) ويردد:
هل تسمحين
بأن ينام على جفونك لحظة طفل يطارده الخطر...
هل تسمحين
لمن أضاع العمر أسفاراً بأن يرتاح يوماً بين أحضان الزهر
اني لأفزع
كلما جاءت خيول الليل نحوي ..يحتويني الهم يخنقني الضجر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علاء الدين حسن بخيت
مشرف سابق
مشرف سابق
علاء الدين حسن بخيت


عدد المساهمات : 625
نقطة : 10626
تاريخ التسجيل : 14/05/2011

شارع الاربعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: شارع الاربعين   شارع الاربعين Emptyالأحد 02 سبتمبر 2012, 1:32 pm

حسن محمد خير جبارة كتب:
مشكور أخي ناصر على هذا السرالمنمق وهذه الصور التي ووالله رجعتني لتلك الايام وما أجملها من مغامرات وأنا اذهب لشراء السمك أو لشراء القش لك التحية والتقدير وهل من مزيد وشايفة جابت ليها جلابية وطين اوعك تكون كنت جاري بس ههههههههه لك التحية علاءد الدين .

تسلم يا حسن ويا حليل زمن السمك الحي والسمك ( النجيض ) من شارع الأربعين
ويا حليل الجري ...... والله هسي بقينا ناس ركلسة وتكويعة ساااااااااااااااكت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yahya mohammed ibrahim
عضو نشيط
عضو نشيط



عدد المساهمات : 41
نقطة : 9053
تاريخ التسجيل : 21/07/2012

شارع الاربعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: شارع الاربعين   شارع الاربعين Emptyالسبت 08 سبتمبر 2012, 5:13 pm

شكراًلك يا اخي أنا اسكن غرب هذا مباشرة وكل ما ومن ذكرت في الذاكرة ولكني أتعامل مع باسو والآخر لا تذكره بحذر لان الولي تبيع ........و.......... والبنقو والآخر يبيع البنقو فقط
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد حسن بخيت
مشرف
مشرف
خالد حسن بخيت


عدد المساهمات : 1936
نقطة : 13117
تاريخ التسجيل : 10/02/2010
العمر : 48
الموقع : www.3aza.com/vb
المزاج : مسلم

شارع الاربعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: شارع الاربعين   شارع الاربعين Emptyالسبت 08 سبتمبر 2012, 5:36 pm

يا سلام عليك الجميل جدا البهدير والمارين المعقبين ..

كم كانت لنا جولات هناك ..
وكم وقفنا وقعدنا وترنحنا بهذا الشارع ... bounce bounce bounce
ولي عودات كثر .. هنا .. بإذن الله .. فهذه ( طوبة ) للحجز ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.3aza.com/vb
سامر صلاح
مشرف سابق
مشرف سابق
سامر صلاح


عدد المساهمات : 299
نقطة : 9714
تاريخ التسجيل : 12/03/2012
العمر : 35
الموقع : بنغلور ــ الهند

شارع الاربعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: شارع الاربعين   شارع الاربعين Emptyالسبت 08 سبتمبر 2012, 10:42 pm

قبل اليوم كنت اعتقد انني اكتب القصة والرواية وكنت اعتقد ايضا لي موهبة في ذلك لكني اكتشفت الان خطأ ذلك لست سوا متملقا للكتابة . نعم قد اكون قارئ او متلق جيد، اليوم ايضا اجدنفسي اختلف انا واحلام مستغانمي حين تقول القراءة تقودك تلقائيا للكتابة انا لم اكتب مطلقا هي كانت فقط محاولات كي اضاري حنيني للاشياء التي كتبت عنها او اقتل الاشياء والاشخاص الذين اصبح وجودهم عبئا علينا كما تقول احلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شارع الاربعين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شارع العرب
» شارع الردمية
» شارع الردمية
» شارع المصنع - حلفا
» صباح شارع الردمية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة  :: المنتديات الادارية :: مكتبة المصنع :: مكتبة : ناصر البهدير-
انتقل الى: