قصيدة في الوداع للشاعر الجاهلي ( الاعشي ) وهو ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضُبيعة، من بني قيس بن ثعلبة، وصولاً إلى علي بن بكر بن وائل، وانتهاء إلى ربيعة بن نزار. يعرف بأعشى قيس، ويكنّى بأبي بصير، ويقال له أعشى بكر بن وائل، والأعشى الكبير. عاش عمراً طويلاً وأدرك الإسلام ولم يسلم، ولقب بالأعشى لضعف بصره، وعمي في أواخر عمره. مولده ووفاته في قرية منفوحة باليمامة، وفيها داره وبها قبره.
من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية، كان كثير الوفود على الملوك من العرب والفرس، فكثرت الألفاظ الفارسية في شعره. غزير الشعر، يسلك فيه كل مسلك، وليس أحد ممن عرف قبله أكثر شعراً منه. كان يغني بشعره فلقب بصنّاجة العرب، اعتبره أبو الفرج الأصفهاني، كما يقول التبريزي: أحد الأعلام من شعراء الجاهلية وفحولهم، وذهب إلى أنّه تقدّم على سائرهم، ثم استدرك ليقول: ليس ذلك بمُجْمَع عليه لا فيه ولا في غيره.
ودّع هريرة إن الركب مرتحل
وهل تطيق وداعا أيها الرجل
غراء فرعاء مصقول عوارضها
تمشي الهوينا كما يمشي الوجى الوحل
كأن مشيتها من بيت جارتها
مر السحابة لا ريث ولا عجل
تسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت
كما استعان بريح عشرق زجل
ليست كمن يكره الجيران طلعتها
ولا تراها لسر الجار تختتل
يكاد يصرعها لولا تشددها
إذا تقوم إلى جاراتها الكسل
إذا تقوم يضوع المسك أصورة
والزنبق الورد من أردانها شمل
ما روضة من رياض الحزن معشبة
خضراء جاد عليها مسبل هطل
يضاحك الشمس منها كوكب شرق
مؤزر بعميم النبت مكتهل
يوما بأطيب منها نشر رائحة
ولا بأحسن منها إذ دنا الأصل
علقتها عرضا وعلقت رجلا
غيري وعلق أخرى غيرها الرجل
وعلقته فتاة ما يحاولها
من أهلها ميت يهذي بها وهل
وعلقتني أخيرى ما تلائمني
فأجمع الحب حبا كله تبل
فكلنا مغرم يهذي بصاحبه
ناء ودان ومحبول ومحتبل
صدت هريرة عنا ما تكلمنا
جهلا بأم خليد حبل من تصل
أأن رأت رجلا أعشى أضرّ به
ريب المنون ودهر مفند خبل
قالت هريرة لما جئت زائرها
ويلي عليك وويلي منك يا رجل
مواقع النشر (المفضلة)
Digg
del.icio.us
Stum