مابين الرومانسية والواقعية/د-البوني

عندما نشر شاعرنا الكبير محمد المكي ابراهيم قصيدته (اهانات شخصية لابن الملوح) في سبعينات القرن الماضي فتنا بها واحتفينا بها ايما احتفاء لانها كانت مدهشة قدمت طرحا جديدا ضد الرومانسية و(الانبطاح) للحبيب فاسمعه (على ليلي يطول اساك/ منتعلا وسامك قلبك الشاعر/ مطرودا امام الريح / محتملا جراحات الهوى الخاسر/ وممدودا على سجادة التاريخ / مائدة لكل حزين) واتهمه بنشر ( راية العجز الذليل)وو وصفه بالوغد الزنيم واختتمها ب قوله (أهينك ها أنا عبر القرون أهين حلمك بالخلود العذب/أهين نذالة الكسب الذليل على حساب القلب/أهين جميع من باعوا الشباب و فرطوا في الحب/و من خفضوا الرؤوس و طأطأوا الهامات/ و اعتذروا عن الأيام/ أهين لك الرضاء العام ) والله ياستاذنا مافضلت للزول حاجة ولاخليت ليهو صفحة يرقد عليها
تاسيسا على واقعية ود المكي الرافضة للاشتراكية طربنا لثنائية وردي مع اسماعيل حسن( ضيعوك /ودروك/ انت مايتعرف صليحك من عدوك)و (غلطة كانت غرامي ليك / غلطة قلبي سلمته ليك/ ماكان مكانه ماكان يجيك) و (لوحلفت برب البيت / ولو طلعت القمرا جيت / ما بريدك مهما بقيت / غلطة كانت وتاني ابيت) حتى خليل فرح لم يكن بعيدا عن هذة المدرسة بل كان سابقا لها (النفوس ان حبت تستحي وتتكبر)
قبل ود المكي وبعده كانت هناك مدرسة اخرى تدعو ل(لانبراش) للحبيب (للطيش) وابتزال النفس له واراقة الكرامة على اعتابه ف(الرجالة) والحب لايلتقيان وان خفض الجناح للمحبوب هو الحب الحقيقي فعبد الرحمن الريح كان محبا حقيقيا عندما قال (لولاه ما صبرت على ذلي وانكساري/ لولاه ما اشتبهت في يميني او شمالي) وان شاعر الحقيبة كان صادقا عندما قال (بنخوض الرماح لو كان تزيد او تقل/وبنخاف من ضمير الاهيف المنفقل/ بنقابل المدافع بالثبات والعقل/ ونهاب سيف عيونه اللمعه يبرق صقيل) دي الرجالة ولابلاش. سمعنا الكابلي يغني( زيد في غرورك انا عايزك امير / امير على وعلى قلبي الكبير) وذات وردي يغني لمحمد يوسف موسى(عذبني وزيد عذابك ) واحمد المصطفى يعاتب (تجرحني ليه وانا وكلي جراح ) وابراهيم عوض يبدع (جرحي الاليم الشايلو طول حياتي اسى وهموم) وزيدان يشدو (تغلطوا انتو يالحلوين نجيكم نحن بالاعذار) اما العباسي (ساكتم الجراح في كبدي غائرات مالها عدد) بس من فضلك ما تتذكر الغارة الاسرائيلية على بورتسودان وتطلعنا من الموضوع وتجيب سيرة البحر
المدرستين في الحب الواقعية والرومانسية ظلتا في حالة سجال دائم حتى في النفس الواحدة فوردي يغني (كم حاولت اصارحك ياما الا العزة بقت حامياني) والاصرار على العزة عند التيجاني الحاج موسى (وعزة نفسي ما بية على اسلم نفسي ليك تاني) اما ابوفراس الحمداني فيضرب الرقم القياسي في المكابرة ( بلى انا مشتاق وعندي لوعة ولكن مثلي لايذاع له سر) وفي الليل يفضح امره (اذا الليل اضواني بسطت يد الهوى واذللت دمعا من خلائقه الكبر) ثم يعترف (لها الذنب لاتجزى به ولي العذر) ويصل الانبراش مداه بالاعتراف (وقالت لقد ازرى بك الدهر بعدنا فقلت معاذ الله بل انت لا الدهر)
وهكذا تمضي المدرستان لكل روادها ومتعاطيها اما اذا سالتني الي اي المدرستين اميل فاقول لك اولا (قرب اضانك جاي) في تقديري ان الرجالة في خفض الجناح للمحبوب و(الانبراش) له لان الحب حالة غيرعادية تجتاح الانسان وتزلزل كيانه وتغير سلوكه وكل ما يصدر منه من مشاعر واقوال وافعال فالانسان السوي يكون في حياته العادية عاديا وعندما يجتاحه الحب يجب ان يخرج من هذة العادية بحيث يكون (اسد في الحروب وعلى المحبوب نعامة ) فمن لم يحني ظهره لعصافات المحبة فلم يحب حتى ولو كان الثمن ان ينظر لك المحبوب بدونية ويعتبرك مصاب بعقدة الماسوشيزم (تعذيب الذات) وضعيف و(منتهي ) . فياسبحان الله في الشباب كنا مع الواقعية وتحجيم الحبيب في (علبه) واظهار الرجالة له . وعندما كبرنا وكبرت احزانا اصبحنا ندعو لاراقة دماء الرجالة تحت قدميه فهل (هرمنا , هرمنا ) اما انها الفطرة الانسانية السليمة ؟؟؟
وكل جمعة والجميع بخير

يا سلام عليك يابروف دائما رائع بعيدا عن السياسة التى توصف أراؤك فيها باللون الرمادى - أما حيال حالة الحب فهناك مدرسة الرجالة والعزة والمكابرة والتى يمثلها بوضوح دوبيت البطانة الذى يقول - غور يا جرح وانشاالله ماتبرى (غور بتشديد الواو )- أما مدرسة الانبراش والانبطاح والميوعة و الخيابة فتجدها فى أغنية أحمد المصطفى التى ذكرتها أعلاه ( تجرحنى ليه و أنا كلى جراح )- أما مدرسة تعذيب الذات فتلك هي الحماقة بعينها...

موضوع: لا تخاف السبت 09 أبريل 2011, 10:33 am

التحـ للكل ــــــــــــــية
لا تخاف بجانب المستشفيات المنتشرة لمعالجات اصحاب الجروح المختلفة
ننصح بتجهيز مستشفيات ذات طابع خاص لمعلاجة الجروح هذه
وذي ما قال والجروح بتروح ولو دقيقة .
وقال ود ضبعة ( البشيل فوق الدبر ما بيكل ) يعني البشيل الشيل التقيل وهو مجروح على ظهره ( الديرة الجرح القديم )
ولو بتعرف قيمة الجروح المعنوية وهي ذات الالم و عميقة من الجروح الطبيعية
وما لانشاء التوجيهة المعنوي بالقوات المسلحة بدليل قبل المستشفيات التي تعالج الجروح الطبيعية
وما ذلك الا لاهمية الجانب المعنوي سالما وبدون جروح
وهي في النهاية صنع الله الذي اتقن كل شئ
وبين هذا وذاك تكمن سر الحياة للجروح ثمن للجانبين واظن كل منهم بيتغنى لما يحب في سبيله
لك كل الرضي من هذه الاطلالة الرمانسية - والى سكرية اخري

شكرا اخي اسامة على الايضاح وبمناسبة الجروح يقولون :
( كل الجروح بتروح الا التي بالروح )
( ياجرح عزة هوانا ,,, الساكنة في حرف الكتابة)
لكن برضك يااسامة ماوريتنا انت تابع لأي مدرسة في الحب
الواقعية ام الرومانسية... اما بالنسبة لي فأفضل وجود
مدرسة وسطى _وجعلناكم أمة وسطا_ ومنطقة اتزان مابين
العقل والقلب,الانكسار والصمود,الكبرياء والجرح,
والقوة والضعف

موضوع: الرومواقية الإثنين 25 أبريل 2011, 8:48 am

اولا اشكرك على توجيك لي هذا السؤال
لكن قبل الخوض فيها جدير بنا ان نعرف معني الرمانسية والواقعية حتى يتبين لنا كل مدرسة
الرومانسية هو مذهب ادبي نشاء في اروبا في اوخر القرن الثامن عشر بمعني في تلك الحقبة التي قامت فيها الثورات في اوربا .
وظهرت على مسرح الادب حين ترجمت مسرحية شكسبير الى اللغة الفرنسية
ومعنها هو ما تنتجه النفس الانسانية من عواطف ومشاعر مطلقا لنفسه التعبير عنها دون قيد من عقل وغيره لذلك توضع هذه المدرسة بجانب والواقعية بجانب اخر .
فهي بمعني بسيط تتضمن الجوانب الذاتية للنفس من عواطف و حزن وكآبة والامل وهي تحلق فوق الواقع وتهرب منه وتعيش في الخيال والصور والاحلام .
لذا قد تجد في ثنياها في بعض مما ينتج منها جوانب لا يقبلها العقل ولا دين .
ومعنها البسيطة في اللغة الانجليزية بمعنى الرواية العاطفية .
واكتفي بهذا القدر
وتعقيبي على ما تبين مما سبق ان هذه المدرسة لها لظروفها التي ظهرت فيها خاصة بعد تعنت الكنيسة ليس في وجهة هؤلا ولكن حتى للعلماء كما نقل لنا كتاب التاريخ عن تلك الحقبة التاريخية في اوربا .
ولكن نحن كمسلمين اعتقد ان المساحة التي وفرها الاسلام كافية ومشبعة للرغبة الانسانية ولانه اي الاسلام دين خاتم وانه جاءنا من لطيف خبير لقوله تعالى ( الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) .
الكون كونه والخلق خلقه وبقدر التمسك بذلك الهدي الرباني تكون السعادة وبقدر البعد يكون الشقاء فنظر لنفسك اي المدرسة تختار ولا اعتقد ان الاسلام اهمل هذا الجانب الانساني وهو فيه ولكنه هذبه ليخدم الغاية العظمى من قيمة الوجود
لذا اتجدني اخي الكريم الفاضل عائد اتلمس حياتي وبين المدرستين الواقعية والرومانسية بما يتناسب وعواطفي ولا يخدش وجه الادب والاخلاق .
فالناظر في حال تلك المدرسة بما تحمله من فكرة واقعا وتاريخيا يتبين باننا على خير كثير وقيل العاقل من اتعظ بغيره

انا اريد مدرسة بلا بمباني وبلا استاذ وبلا طلاب وحتي بدون طبشير حتى اتعلم بها ولها الرومانسية فهلا لي بتلك المدرسة لكلي اتعلم هل من الضروري للتعليم ان تكون كل تلك القيود والمتطالبات التى يحددها غيري لي بالكيفية التي يرها هو زمانا ومكانا - انا محق فيما اطلب لنفسي ان اتعلمه في ان احدده انا وليس غير هل احسب من الرومانسيين ان فعلت ( ما اوحشك ايتها النفس عندما يصبح الانا متمكن فيك دون غيرك

نقطة : 40098 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

والله اعني ماعني
قمة الرقي عندما تسمع للعلماء امثالك والاخ عائد ( نحن نتشبه بكم ونتشبس ايضاً000تشبهو إن لم تكونو مثلهم إن التشبة بالرجال فلاحة)
الي الامام

نقطة : 40098 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

مشكور المهندس عائد سيد

موضوع: شاعرك الثلاثاء 26 أبريل 2011, 8:49 am

التحــــ للكل ــــية
اخوتي يقول الامام الشافعي وهو المعلوم بعلمه وورعه وفقه السديد نسال الله له الرحمة
يقول هذا الامام الكبير
كلما ازدت علما - ذادنى علما بجهلى
ومن قال علمت فقد جهل
فالنجعل تلك هي الشاعر
ولله قنوات يفتحها لمن شاء من عباده يقول جل جلاله( وتقوا الله ويعلمكم الله )
اذا الكل تلميذ الا من ابى حتى نموت وفي انفسنا حتى كلها وليس شئ منها - الى الامام

لم اكن اعرف باب اتجه اليه صوب العملاق الفني احمد الجابري رغم ان صديقي وزميل دراستي منتصر البربري ذلك الحلفاوي القح والموسيقار وابن صاحب الاستيديو الشهير (استيديو البربري سابقا بالحصاحيصا ومن ثم سوق حلفا الجديدة واخيرا الكلاكلة شرق). منتصر كان موسيقيا بحسه حتى قيضت له الظروف ولوج معهد الموسيقى والمسرح ليدرس الة الكمان. كان لزميلي ياكاديمية حلفا الجديدة ولع غريب وشغف مديد بالعملاق الجابري ومع ذلك لم انجذب اليه ولو مرة واحدة من باب الغناء فقط. وكنت اندهش لهوس منتصر بالجابري. ولكن ذات يوم من مساءات المساء الشفيف استمعت عن قرب الى العم خليفة عطيتو ذلك الرجل الخالد في وقاره. وعن كثب عرفت من هو الجابري ومن يومها فضلت الاستماع اليه. قدم خليفة فاصلا كاملا وهو ممسكا بعود وهمي في يده اعظم اغاني الجابري في الشارع الذي يقع شمال مدرسة (ج) بالحلة وهو واقفا بادب ووقار. يومها عرفت بان كم عظماء اهل المصنع واصحاب مواهب مدفونة. ولقد اجاد خليفة غناء الجابري بصورة ادهشتني وتمنيت لحظتها ان اعود الى الوراء لاستمع اكثر للعملاق الجابري.
هذا اخي عائد جزء منه كثير يدخل في باب الرومانسية وان كنت اميل دائما الى الواقعية وهى مدرستي في الحياة وقد مزجتها بالرمزية وقد كان.
لذا لا يضير هشاشة الغناء كما تزعم ولكن ما يضر فعلا هو مياعة غناء هذا الزمان ولباس هذا الزمان.

التحية للجميع / شكر وعرفان لكم احبتي على تلك المداخلات القيمة لكن استوقفتني بصراحة مداخلة الاخ ناصرعن الاغاني في الزمن العلينا هسه ومستوى الهبوط الفظيع الحاصل في مطربي ومطربات هذا الجيل والحمدالله كثيرا لازالت اذاننا تتمتع بالخير والعافية ولها القدرة على الفرز واستقبال الكلمة الرصينة وحفظها والاحساس بالمفردة الهابطة وقذفها الى سلة المهملات....لايفوتني اخي ان نترحم على العم خليفة عطيطو والذي فارق الحياة من حوالي 3 سنين والرحمة ايضا للعملاق احمد الجابري صاحب مدرسة خاصة ومتفردة في الغناء الحديث,,, انظر اليه حين يترنم مخاطبا قلبه :** جيت لقيت باب الغرام فاتح,,, دخلت** ومن شراب الريد يامسكين,,, نهلت** وابتديت تعشق ياقلبي,,, وانشغلت**كنت جاهل,, والعشق ظنيتو ساهل** الا ياريتك عرفت,,, عرفت وماجهلت** انت ياقلبي المتيم كنت خالي /كنت نائم ومارايت سهد الليالي /كنت قايل كل شئ في الدنيا حالي
وهل هنالك ابداع وفن يضاهي هذا الابداع

نقطة : 40098 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

بسم الله الرحمن الرحيم

الحب إحساسا ..
ما أروعه..
وما أقساه ..
الحب أقرب ما يكون إلى فقد الوعي ..
والعيش بلا هوية ..

" أحبك "

كلمة تخشى عواقبها..

لا تعلم أي وقت هي تلائم..
لذا..
"سامحني إذا لم تكن
في حينها.."
الظروف تبقيك في عالم آخر..
تود الهروب من هذا العالم..
لا تعلم إلى أين؟
تود أن تبقى وحيدا..
لكن الدموع لن تبقيك وحيدا
دائما..
الحب ابتلاء ,,
الكثيرون تمنوا هذا الداء..
حتى ذهبت عقولهم هباء!!!
الكثيرون يغيبون متذمرون من حياتهم ..
وهاربون..
والغريب!
أني أغيب لك لأشتاق..
فما الحب بلا أشواق؟!
نعم الحق له ..
نعم .. لقد كذبت عليه ..
لكن آن الأوان ..
أن تعلم أن هذه الكذبة..
لأجله ..هي فقط !

"أحبكِ"

هناك من تبكي منه وعليه ..
هناك من تحبه وأنت تجهله ..
هناك من تخافه وتذهب إليه ..
نعم .. هذا ما حدث !!
كان لدي سؤال دائما ما يشغل تفكيري ..
ما علاقة الحب بالقلب ؟؟
للعلم أنني لا أعيش بلا قلب !!
هل هذا يعني أني لا أعيش بلا حب ؟!
أم أن الحب يعيش بلا قلب ؟؟؟
عندها اكتشفت ..
أن قلبي نصفين ..
نصف لأعيش ..
والنصف الآخر لأعشق ...

» ما بين بقر المهندس ... وحصان دامر
» عيد الحب (الفالنتاين ) مابين المؤيد والمعارض