خستكة اولي :
قلت له يا صديقي ذو الثلاث عقود الا قليلا ..
الا يكفي ان يكون جمال الزمان القديم هو بحة العشق التي لا تبدو جريئة ..
حين تكون الحبوبات والامهات يحكين عن روائع الزمن السحيق ..
تكون الدهشة والبلاهة نوع من انواع الادمان الشهيّ .. فالرائع يظل رائعا ..
والفرق بين الذات البشرية الآنية .. والذات البشرية القديمة .. كالفرق بين طعم السكر والملح ..
تماماً .. كذات العشق حين يكون جهرا .. ويكون صاحبه مقلدا ..
ربما لا يفهم القارئ ما أقصد ولكنني سأغوص في الفكر الجميل آنذاك .. اكثر واكثر ..
كان احدهم يكتب نصاً أدبياً .. فاضحاً .. قبيحا .. وانت تقرأه تحس أنك تضاجع بغية تحت جنح الليل .. وصراخها يشق صمت ذاك الهادئ المميت .. وربما كتب اشياء لو قالها جهرا .. إصتكت الآذان منها قبل الاسنان .. فهي رغم قبحها ونتانتها فهي تحمل دارجيتها البغيضة .. وكأنه حين كتب نصه ذاك .. كمن كتبه لمجتمع عاهر .. وليزداد الامر سوءا فإنه يستشهد في نصه بنساء غلبت عليهن شقوة الايام .. فكان الطلاق حليفهن .. فاختار لروايته ( القبيحة ) اسم .. المطلقات .. وانهن بموجب تلك القصة مجرد نساء عشقن الجنس مع ازواجهن وبعد الطلاق صرن بغايا .. يمارسن الجنس علنا ..
القباحة في النص الأدبي تأتي عندما لا يمتلك القاص او الرواي ناصية الأدب .. ولا يبحث عن ذات الروائع والمحسنات البديعية .. فتخرج قصته كأنه يريد ان يستثير القارئ .. فبعدما يقرأ القارئ الرواية ( .. ) يقوم من مكانه كأنه قد مارس جنسا .. ان كان قد استجاب لايحاءات الراوي .. او ان كان مراهقا تستثيره كلمات العهر والبغاء ..
وناقشته ودارت معارك كبيرة بيني وبينه .. ومع المدافعون عن حرية الكلمة .. ويقولون انه شبيه الطيب صالح .. فلا ادري ما علاقة القصة الجنسية برائعة الطيب صالح " موسم الهجرة الي الشمال " ؟ النص ذاك ادبي جميل .. رائع .. ليس جنسيا فقط .. فالطيب صالح يقودك لمتابعة القصة .. ويروي لك وعندما يحس بـ مللك يأتيك برائعة جنسية لا تستثيرك وانما تجعلك اكثر وعيا .. إذاً فلماذا هذا التقليد الاعمي ..
خستكة ثانية :
قلت له يا صديقي ذو العقود الثلاثة إلا قليلا ..
ذاك حين جاء آئبا من السودان .. عائد لضلالات الغربة .. وغياهبها .. التي كأعماق البحار بحثاً عن لآلئ الامل من جديد ..
قلت له .. احكي لي عن السودان .. وعن اهلك الطيبون .. الرائعون .. السُمر .. الذين لا تتجافي مجالسهم عن الروعة والدهشة .. اضحكني يا صديقي بروائعكم .. فاهلنا الشوايقة اصحاب بسمة دائمة ..
فقال لي : بينما كنت جالساً ذات مساء .. مع ( حبوبتي ) .. نتسامر ليلا . والكل هجوع .. قلت لها احكي لي يا جدتي عن روائع جدي معك .. وكيف التقيتما .. وكيف كان الزواج .. فهل كنتِ تحبين جدي ؟؟
فاعتدلت في سريرها .. وقالت :
نواصل ..