الحبيب ناصر..
لك الود..هذا الموضوع تغيير البشرة مهما كانت التكلفة والنتائج المترتبة
إنما هو إنعكاس طبيعى لفقدان الهوية لدى مجتمعنا السودانى...وهى أزمة
حقيقية يتحمل وزرها النخبة المثقفة وتماهيها مع الديكتاتوريات..
وإنشغالها بمصالحها الضيقة ..عن قضايا الهوية ومن نكون...
فأنفتح المجتمع على فضاءات الميديا اللامحدود..من غير وعى ولا هوية يعتز بها
ويفتخر ويحافظ على موروثها وثقافتها...
صارت المسلسلات السورية والخليجية والتركية هى مصادر ثقافة المجتمع السودانى
وبالتالى تراجعت السودانوية والتى كانت تعتز بموروثاتها لتحتل مكانها الثقافة الشامية الخليجية..
كمثال: أصبحت زفة العروس عندنا والتى كانت فيها الأغنيات من شاكلة..{ياعديلة يابيضا}
صارت تعزف فيها ألحان وأغنيات شرقية..وفى بعض المجتمعات من أثرياء البترول والفساد
يرقص العروسان على أنغام غربية كلاسيكية ليتها كانت عن فهم وتذوق..ولكنها فقط لزوم المظاهر
والفشخرة..
لذلك نجد أن من الطبيعى السعى نحو تغيير الشكل الخارجى ليواكب الثقافة الوافدة...
كسرة..
بالأمس كنت ذاهبا إلى خشم القربة لمشاركة إجتماعية .. وعند تحركى من البيت قالت لى إبنتى الصغيرة..
{يابابا ..دير بالك من حالك..} أو جملة من هذا النمط...
حقاً هناك مشكلة كبيرة جداً يواجهها المجتمع والخروج من هذا المأزق لايتأتى إلا بصحوة النخب المثقفة
وفتح حوار الهوية ومشاكل الإثنيات المتعددة والهامش ..حوار فى جو ديمقراطى حر وحاضنة مهيئة لتلقى
المخرجات وعكسها على الواقع بمسئولية ونكران ذات.. وإلا الطوفان..الذى لايبقى ولايزر..