منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة ترحب بالزوار من ابناء المنطقة وجميع الاحباب والمريدين داعين لمد جسور التعارف بين الجميع ودوام التواصل
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة ترحب بالزوار من ابناء المنطقة وجميع الاحباب والمريدين داعين لمد جسور التعارف بين الجميع ودوام التواصل
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولمركز تحميل المصنع     مجموعة الفيس بوك

اهلا وسهلا بناس المصنع عزيزى العضو فى منتدى مصنع سكر حلفا الجديدة تفضل بالدخول الي المنتدي واذا ما مسجل معانا تكرم بالتسجيل والتمتع معنا ولقاء الاحبة والاخوان ومن فرّقتك عنهم طرق الحياةولو ما عارف كيف تسجل في المنتدي فقط إضغط زر ( تسجيل ) واتبع الخطوات ,واحدة واحدة,(الادارة بتفعل حسابك )

 

 قوى التفكير النائمة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ناصر البهدير
مدير عام سابق
ناصر البهدير


عدد المساهمات : 3674
نقطة : 16602
تاريخ التسجيل : 30/01/2010
العمر : 55
الموقع : البحرين

قوى التفكير النائمة Empty
مُساهمةموضوع: قوى التفكير النائمة   قوى التفكير النائمة Emptyالأحد 16 يونيو 2013, 11:24 pm


مختصر محاضرة (قوى التفكير النائمة عن الانسان العربي )
للدكتور/ محمد جاسم بوحجي (خبير في برامج التميز والتنافسية وإدارة التغيير والمعرفة) -
بدعوة من جمعية المنتدى ونادي الخريجين بالبحرين- مساء 10/ 6/ 2013م
مقدمة
التفكير هو منطلق العقلاء والحكماء والناجحين والتاركين للأثر.. ومن خلال بناء ثقافة التفكير السليمة تتغير الشعوب ويزيد بإنتقاء عطاءها ويزداد إستقرارها وحسها الوطني المبني على قناعات سليمة ومتجددة.  
أمتنا العربية اليوم تعاني من ضعف منطلقات التفكير المؤثر الذي يهوى صنع التغيير في الأمة ويعيد لها مكانتها بين الأمم أو على الأقل يجعل لها قيمة بين الأمم. الإنسان العربي كذلك يحتاج إلى يعيد التفكير السليم الذي يبعده عن الإنسياق وراء الأحداث وما يحاك له ولأمته .. بدلا من أن يصنع التاريخ ويكون رقما حقيقيا في معادلة التطور البشري.
ولذا جاءت هذه المحاضرة..

قوى التفكير النائمة 2utn6n8


أهم نقاط المحاضرة
بدأ د. محمد بوحجي محاضرته كيف أن التفكير هو مولد لأفكارنا التي تشكل أفضل أصدقاءنا وأشد أعداءنا.. فالفكرة المنطلقة من منطقية وإبداعات التفكير السليم تستطيع أن تحقق لنا أثرا إيجابيا في حياتنا وأما الفكرة السيئة الآتية من منهجية التفكير الخاطئة قد تضرنا أشد ضرر.
التفكير في العالم العربي –ما هي المشكلة ؟
تساؤل طرحه خبير برامج التغيير وحاول يجيب عليه من خلال خبرته التي تجاوزت الخمسة وعشرين سنة في المشاريع التي عمل بها مع الحكومات والمؤسسات والأفراد.. حيث كان العامل المتكرر لديها جميعا هو إشكالية طريقة التفكير، وكلها وجد أنها كانت مترددة في النزول إلى الميدان لمقارعة التغيير، وكما وجد أن هؤلاء المؤسسات وقياداتها وأفرادها لا يعرفون كيف يتعاملون مع الحقائق والأرقام الحقيقية والتي تأتي من الميدان. فاليوم هنالك اليوم تساؤلات كبيرة وحقيقية أين نحن من الإنجازات التي حققها العرب في الحضارات العربية حتى الأندلس؟
والإجابة التي توصل إلى د. بوحجي ببساطة إنه كانت لدى ذلكم القوم من العرب قوى تفكير تساعدهم أن يرون ما لا يراه الآخرون، حيث كان يرون المألوف بطريقة غير مألوفة، ثم كان يعيدون تنظيم الأفكار وإظهارها في بناء جديد انطلاقاً من عناصر موجودة ولذا تميز الدور العربي عن الحضارات السابقة (اليونانية وغيرها).. فالتفكير العميق والمؤثر هو ما مميز أولئك العرب وجعلهم مرجع أساس للعالم ولأوروبا المتحضرة في بداية إنطلاقاتها في مجالات الأدب والفلسفة، والعمارة والهندسة والفنون، والعلوم الدقيقة، والطب وعلوم الحياة، وعلوم الجيولوجيا والزراعة.
ولكن يشرح د. محمد بوحجي كيف إن القناعات في العالم اليوم عن الإنسان العربي تحولت عكس هذه الصورة تماما.. فأصبح العربي له صفات مشتركة من القراءات الإحصائية  الخاصة بنتائج طريقة التفكير وفي كل أنحاء ومستويات الأمة.. حيث وجد العالم إن هؤلاء القوم من العرب اليوم من السهل إنقيادهم للحروب، ويوجد لديهم تسابق في طرق وممارسات التخلف والريعية وحتى لو توفرت بين إيديهم أدوات التقنية، كما أن لديهم مستوى التفكير يجعلهم يزايدون في تعميق الطائفية والتنازعات الدينية والعرقية. كما يرى المحاضر أن هذا النوع من التفكير عند العرب اليوم جعل الأمة العربية هي الأمة الوحيدة التي الخطط عليها تنفذ بها معلنة، وهي الأمة الوحيدة أيضا التي تتميز بها العقول نظيفة وبشكل متكرر.. ولكن فقط عندما تهاجر. وهي من أشد الأمم التي تجدها تتبى الحجر والبناء بدلا من أن تتبنى أثرا بين البشر.
ويصف د. محمد بوحجي أن إشكالية أمة شكليا تخلصت من الإستعمار قبل 60 عاما ولكنها مازال الإستعمار معشش في عقولها، وهي أمة أبعد ما تكون عن التنافسية الحقيقية وكل ما تقوم به إنتاج أرقام على الشمال ليس لها قيمة على العالم (إلا القليل الغير منظم هنا وهناك).
إستعرض المحاضر الإختراعات الذي أتى من تفكير الغربي والشرقي وأعطى مثلا على حتى ما أتى به المحتل الإسرائيلي من مخترعات غيرت التاريخ، وكذلك الإختراعات الذي أتى به التفكير الياباني بعد الحرب العالمية الثانية.. بينما نحن في أمة قلما تسمع عن إختراعات من هنا وهناك.
يستخلص د. بوحجي من الوضع العربي أننا يجب أن لا نتوقع أن المشكلة في الساسة والسياسة فقط، حيث إن وقفة واحدة صادقة وطويلة مع النفس ستكشف لنا.. أن المشكلة فينا نحن العرب جميعا.. في هذا العقل العربي.. وفي طريقة التربية العربية والقناعات التي تتشكل وبالتالي تسيطر على طريقة التفكير. فالأمة اليوم ليس بها تفكير متجدد، وأي أمة ليس بها وبأفرادها تفكير جديد ولا توجد ممارسات بها تحاول أن تعطي هذا الجديد فهي أمة تستحق أن يقال بها تفكير خاطئ وقاصر.
إستعرض د. بوحجي أن من صفات هذا التفكير القاصر عدم التوازن بين مستويات الرضا عن النفس والسلوكيات والفرضيات والتي تؤدي في النهاية إلى زيادة النقاط العمياء التي تزداد كلما لم يتم مقارعة النفس ومحاسبتها وتهذيب سلوكياتها.. وتؤدي في النهاية إلى طريقة تفكير تسيطر عليه القناعات بدلا من أن نسيطر نحن على القناعات من خلال تفكير متجدد ويسهدف التأثير وصناعة الفارق في الحياة ويساهم في صناعة التطور البشري.
كما بين المحاضر أسباب عدم قدرة الأوطان والحكومات العربية في تحقيق دولية في مستوى الإبداع ومن خلال التركيز على طريقة التفكير التي لا تؤدي إلى تحقيق نتائج مهما زادت جهودنا. وأشار إلى أننا اليوم أم عقلية تشكل عدسة تعامل المواطن العربي اليوم مع الحياة فهو ينتظر أن تصنع له حياته في كل خطوة دون محاولات منه أو معاناة في صنعها لتحقيق مستوى تفكير مؤثر. فهو ينتظر الخدمات والموارد أن تقدم له، يقوم على ثقافة النقد والمقارنات واللوم، أما التحلي بروح المسؤولية فتجدها آخر ممارساته. ولذا فهو وصل إلى مستوى التلقيم بالملعقة كما يسميها د. بوحجي. أما عدسة العقلية للإنسان المتطور المتحضر في الدول والشعوب المتقدمة اليوم فتجدها تتركز حول هدف تحقيق أثر في هذه الدنيا، ومن خلال مبادرات مركزة، ونتائج يعتمد عليها.
وهنا أكد د. محمد بوحجي إن نتاج تفكيرنا كأمة يجعلنا خارج منظومة الإبداع العالمي تماما وهي ما تشير إليه التقارير الدول المتعلقة في المحاولات الجادة للأمم التي تسعى لنشر مفاهيم الإبداع ومن أشهر هذه التقارير تقريرKaufman – Global Innovation Index 2013 الذي يستعرض فيه تجارب وقصص نجاح الإبداع للحكومات والمؤسسات والعمليات الرئيسية والمنتجات والخدمات – وقد تبين أنه بالرغم من وجود أكثر من خمسين حكومة في هذا التقرير.. إلا أنه لا يوجد به أي دولة عربية.
عرج د. بوحجي عن كيف إن المنطقية والواقعية والمرتبطة بمعاشرة الناس والتعرف على مشاكلهم وأخذ مشاريع للحياة ميدانية هي التي غيرت  من شخصيات كثيرة في العالم فكان أن تحولوا من أصحاب أفكار إلى أصحاب مدرسة تفكير حيث يصبح لديهم قوة التأثير، وقوة الملاحظة، وقوة البديهيات حيث يصبح لديهم قدرة على أن يروا ليس ما يحدث بطريقة مختلفة، ولكن ما لا يحدث بطريقة صحيحة. أو معرفة ما لا يوجد ويجب أن يوجد وفي الوقت المناسب وهو ما سماه د. بوحجي آلية الـDifferential Diagnosis. وذكر  من الشخصيات التي تغير من هكذا محاولات ميدانية على سبيل المثال مانديلا، وغاندي وحتى كوفي عنان والذي ذكر نجاحاته في إرساء مؤسسات الأمم المتحدة وتطوير أداءها بالرغم من أنه من العالم الثالث من دولة غانا.
ويذكر خبير برامج التغيير الميداني د. محمد مراحل التحول في قدرات التفكير المترابط مع مستوى المعرفة التطبيقية لدى الإنسان والمؤسسات على حد سواء، حيث يذكر أن التفكير العربي اليوم هو في مستوى التخبط وهو المستوى الذي يحدث حينما تتلاقى مستوى المعرفة والمستوى التنافسي. فكلما إرتفع مستوى المعرفة ومستوى التنافسية الميدانية يرتفع المستوى المتحقق فنتحول في قدراتنا التفكيرية من مستوى التوقعات إلى مستوى التنبؤ بما سيحدث إلى مستوى الذكاء في الأعمال التي نقوم بها وتزداد قدرتنا على تحقيق بدقة ما سيحدث في المستقبل.
يسرد خبير التغيير ملاحظاته على الإنسان في العالم العربي من خلال تجاربه الميدانية ويربطها مع الأحداث في السنوات الماضية.. ويعطي أمثلة عن القوى النائمة في عقلية العربي والتي إنعكست على أداء القيادات والمفكرين والشعوب، ويعطي أمثلة على قوة التفكير هذه ومنها قوة التنوع، وقوة الملاحظة، وقوة منطق البديهيات، وقوة القدرة على التأثير من غير سلطة، قوة الإرادة، وقوة الشعور بحاجة للتعلم وبتواضع جم، قوة  التعايش والقبول بالآخر، وقوة الثقة المتبادلة، وقوة التواصل، وقوة التبادل المعرفي، وقوة التركيز، وقوة التواضع، وقوة التقدير للإمكانات، وقوة الجرأة والمصداقية، وقوة الربط بين الأمور، وقوة الحب الخالص للوطن.  
أعطى المحاضر مثال مهم وهو كيف أن التطبيق للتفكير الإبداعي المؤثر سيقلل الكثير من المخاطر في حياتنا فقد من النظرة العميقة التي نزع فتيل المخاطر.. حيث إن هذا النوع من مدرسة التفكير غير الممنهج لديه القدرة على تحقيق إبداع دون الإخلال بواقعية الشئ.. وهو مانحتاجه في العالم العربي. وذكر د. بوحجي إشكالية عدم توفر هذا النوع من التفكير هو سبب رئيسي لما نراه من العقلية العربية اليوم حيث لا يوجد لديها التصور لكل طرق الإستخدام والإحتمالات وبالتالي ليس لها رغبة وإرادة وإصرار على تحقيق نتائج ترتقي إلى ما هو مطلوب في العالم.. فتفتقد التفكير المؤثر مرة أخرى.
ويرى الخبير الميداني بوحجي إن الترابط بين القناعات والتغيير في المجتمعات لا يكتمل إلا من خلال السعي إلى تغيير طريقة التفكير الـ mindset التي تسيطر على التغيير في قناعاتنا. عندما نقول عقلية المجتمع الفلاني أو الفرد الفلاني نقصد بها تلك التصورات (القناعات) التي سيطرت على ذهنه فجعلته يصدر أفكارا معينة أو سلوكيات معينة – تماما كما تسيطر برامج الحاسوب على الجهاز نفسه. كما إن النقطة الحرجة للتفكير العربي هو الثقافات التي تشكله أو يشكلها لنفسه بسبب قناعاته غير المتجددة التي تعتمد على طريقة التفكير وعدم توفر الرغبة في التجربة وصناعة الإرادة من خلال النزول في الميدان.
ما هو التفكير الإبداعي المؤثر الذي نستهدفه ؟
عرض د. بوحجي الناحية العلمية والبيولوجية التي تشكل مستويات التفكير لدينا حيث ذكر إن التفكير يقوم على الترابط بين أربعة فصوص رئيسية في الدماغ تشكل التفكير لدينا، وكلما زادت مستويات الإستخدام لهذه الفصوص حسب تخصصاتها المختلفة كلما زادت مدخلات "التفكير" في دماغ الانسان وزادت قدرته على أن يكون مؤثرا وإبداعيا. فدور الفص الجبهي من الدماغ هو أن يحمل خلايا عصبية حساسة تتميز بالذاكرة القصيرة والتخطيط والتحفيز والإهتمام، وبينما الفص الجداري من الدماغ يهتم بالإستشعار بالأجسام وبالصور والأرقام والمعرفة وتحويلها إلى وضعها النهائي، بينما الفص القذالي من الدماغ يحمل المعلومات المرئية ويحولها إلى تفاعلات حسية لها معنى. وأخيرا الفص الصدغي من الدماغ الذي يهتم بالذكريات المرئية وتحليل المدخلات الحسية وتفسير اللغة وتخزين الذكريات وإصدار أوامر التفاعلات وإستنباط المعاني.
وشرح المحاضر كيف تمارس الفصوص الاربعة المشكلة للدماغ دورا مهما في التفكير والتذكر.. فالتفكير ينطوي على معالجة المعلومات عبر دوائر في منطقة قشرة التي تربط فصوص الدماغ الأربعة حيث تتمكن هذه الدوائر الدماغ من ربط المعلومات المخزونة في الذاكرة، بالمعلومات التي تجمعها الحواس. وبين كيف إننا في تفكيرنا مرتبطين بحجم وطريقة حركتنا لمصادر مثيرة للدماغ (النظر/ السمع/ اللمس..) وهي تأتي وتزداد كلما نزلنا للميدان وعاشرنا الناس وحاولنا التغيير.. من خلال محركات التفكير ودوره في حياتنا.. قناعات تؤدي إلى "تفكير" يحدد مسارات بناء على عمليات ذهنية قناعات تؤدي إلى "تفكير" يحدد مسارات.
المفاجئ كما تبين للمحاضر د. بوحجي.. إننا في العالم العربي بنينا أنواع من التفكير المعوق للعقول العربية فأصبح لدينا تفكير غير إبداعي (غير مرن)، وتفكير متراخي (لا يوجد دافعية)، وتفكير إنهزامي (تراجعي)، أوتفكير مركزي (يحب السيطرة).. وهي كلها أنواع من التفكير إما معوقة أو معوقة نحو التفكير المؤثر في الحياة والمجتمعات والأمم.
وذكر د محمد بوحجي إن مصادر تشكيل قوى التفكير "المعوقة" للعقول العربية هي المدرسة، والأسرة والمؤسسة والمجتمع، والحكومات.. لكن أكد إن قبل كل هذا إن الفرد نفسه مصدر مهم لتحديد مستوى وطريقة تفكيره وإن هذا يعتمد بناء على مستوى (إجتهاده وهمته وطموحه) للخروج من هذه البوتقة والحصار في التفكير، وهنالك أمثلة كثيرة لأفراد في العالم أخرجوا نفسهم من بوتقة التفكير المعوق إلى التفكير المؤثر وبل كانوا إنتقائيين في تفكيرهم.
يرى د. محمد بوحجي من خبرته الميدانية في المؤسسات العربية إن هؤلاء الذين يصلون إلى تفكير مؤثر ويغيرون في حياة الناس ومجتمعاتهم هم أحد نوعين.. النوع الأول هم النوابغ والذين لديهم روح الإلهام والإصرار فيصلون إلى مستوى من العبقرية بسبب القدرة على إستخدام نصفي الدماغ، وذكر على سبيل المثال منهم آينشتاين الذي كان يرى أنه لم يكتشف نظريته النسبية إلا من خلال تفكيره وخياله العلمي وليس من مما تعلمه من دراساته في مجال الفيزياء أو الرياضيات.. وقد أكد الباحثون في أن التفكير المصنوع من خلال النصف الأيسر من الدماغ والتي تحرك الرغبة في عمل الحسابات للأرقام، والتخطيط، والتجميع، والتنظيم، والتحليل، والتحكم، والحل مشكلات، والإستنتاج، عندما يتلاقى مع التفكير للنصف الأيمن والذي يحرك التصور، والتخيل، والتحدث، والربط، وحب الإبداع، والتعاطف، والإلتزام بالمفاهيم والقيم والروح، والنظرة الشاملة.. يخرج لنا نوابغ في التفكير تماما كآينشتاين.
أما النوع الثاني من قوى التفكير المؤثر الإبداعي لكل أولئك الذين يريدون أن يتركوا أثرا في الحياة.. وهو هدف عامة الناس الذي يعرفون كيف يحققونه بسبب عدم معرفتهم بخفايا القوى النائمة في التفكير. ويركز د بوحجي على أربعة أجزاء لو تم تحرك جزئين أساسيين منهما عند الإنسان العربي لحقق نتيجة كبيرة في التأثير في واقعنا العربي وهما الجزء التحليلي: ينظر إلى الحقائق، والمنطق، ويتعامل مع الإحصائيات. يسعى لمعرفة الـWhat ؟ ويضع مسوغات لإعطاء فرصة للتفاعل والإستماع وبناء الرغبة والإرادة + صناعة القرار. وكذلك  الجزء التخطيطي: والذي ينظر للصورة العامة، مع "تصور" عام للمستقبل، وأهداف طويلة المدى تجعله يحب الإستكشاف ويدير الإحتمالات والفرص. ويسعى لمعرفة الـWhy ؟
أما الجزئين الذين يتميز بهما الإنسان العربي عموما فهما الجزء الشخصي والتنظيمي. حيث يساهم الجزء الشخصي على بناء العلاقات العاطفية والتواصل مع الآخرين. يحرك كل ردات الفعل السريعة والتي تسيطر عليها العاطفة. يسعى لمعرفة الـ Who؟  وأما الجزء التنظيمي فهو يطلب التفاصيل، ويحبها أن تكون منظمة ومنتظمة. يحب الأمان والسلامة ويبعد عن المخاطر، والإعتمادية. يسعى لمعرفة الـHow ؟ ويشير د بوحجي إن الجزئين التحليلي والتخطيطي الذين يفتقدهما مصادر التفكير عند العربي هما يؤثران على عقليته وسلوكياته حيث إن أحدهما يؤدي إلى صناعة تفكير ينظر للمستقبل بحكمة، والآخر يؤدي إلى تفكير يتعامل مع الحقائق.
إن الإستفادة من نصفي الدماغ التي يطالب د. بوحجي بها كل إنسان عربي طموح يريد أن يحقق فارقا في أمته ويعمل على بناء تفكير مؤثر يسيطر على القناعات ويجددها لا يأتي إلا من خلال الإستفادة مما يستطيع النصف الأيمن معالجته لكل المثيرات الآنية للأنماط والأشكال يدمج بين الأجزاء المكونة وينظمها ويهتم بالعلاقات، ويربط المهام البصرية والمكانية بالعقل. ومن خلال الإستفادة من رؤية الصورة الكبرى والأهداف لكل مؤثر وليس الإنشغال بالتفاصيل.. بعد أن يقوم دماغنا بمعالجة المعلومات التي يتولاها النصف الأيسر الذي ينظم المعلومات التي تصله على التوالي أو بصورة جزئية معالجة مرتبطة بالتتابع الزمنى. ويعتمد الإدراك اللفظي على الوعي بالترتيب أو السياق الذي تحدث فيه الأصوات.
ويدعو د. بوحجي الإنسان العربي بشكل عام وكل القيادات العربية الوسطى بشكل خاص إلى البدء بالمحاولة في إشعال شمعة بدءً من الذات بدلا من لعن الظلام والواقع العربي. وقال إن فترة التطبيق لآليات التفكير المؤثر سترفع عبر الوقت قدرتنا على زيادة العائد الملموس على تحسن الأثر المستهدف في الحياة.
وقال خبير التغيير إن هذا يبدأ من مرحلة الحضانة للتفكير الإبداعي البديهي والذي ينتقل إلى مرحلة بداية تطبيقات التفكير الإبداعي غير الممنهج إلى أن نصل إلى مرحلة نضوج الموجة الأولى في مفهوم "التفكير المؤثر". هذا النوع من التفكير يصنع طريقة تفكير إبداعي متجدد وفكير ممنهج وتفكير تحولي بشكل مستمر. بداية مرحلة موجة التطور الثانية من خلال محاولات جديد تعزز التفكير الإبداعي المؤثر. كما يؤكد د. بوحجي أهمية بداية مرحلة موجة التطور الثانية من خلال محاولات جديدة تعزز التفكير الإبداعي المؤثر. وأعطى المحاضر أمثلة على ضعف قوة الجزء التحليلي والجزء التكاملي ونظرة الصورة الكبرى في التفكير العربي يؤدي إلى صعوبة تحقيق أي تقدم في مؤشرات الإبداع على المستوى الوطني والتي يرى بالرغم من ضعفها في قياس مستوى التفكير إلا أنها كمؤشرات الدولية تعطينا إنطباع عن وضعنا بسبب مستويات تفكيرنا.. وذكر منها تقرير (المنتدى الإقتصادي العالمي) وكذلك تقرير (البنك الدولي) وتقرير (منظمة الأمم المتحدة للتنمية الإنمائية). ولذا يؤكد د. بوحجي إن التفكير الإبداعي المؤثر على مستويات حياتنا وأوطاننا لا يأتي إلا من خلال التطبيق والممارسة المستمرة في الميدان ومحاولات التغيير في واقعنا. ويرى أنه بدون المعالجة للتحديات في حياتنا من خلال التحول التدريجي لتفكير  عربي يبعد عن الإتكالية الكلية الـ Co-Dependent، ثم مستوى الإتكاليةDependent  ثم مستوى الإستقلالية Independent، ثم مستوى الإستقلالية المقدرة More Inter-Dependent .
وإستعرض الخبير أمثلة كثيرة لمسببات زيادة مستويات الإتكالية، ثم عرج على إن هذا ينطلق من مستويات جاهزية المنظومة التعليمية في العالم العربي والتي يدعمها تقرير لمؤسسة محمد بن راشد في الإمارات يعكس مستوى تدني الجاهزية في ـ 50%  من المواطنين للتماشي مع إقتصاد المعرفة. كما وجد التقرير إن أكثر من 70% من المعنيين يرون أن المناهج التعليمية في العالم العربي هي (نظرية) وليست (عملية)، وبسبب أنه في المعدل 50% من المعنيين يرون أن المنظومة التعليمية العربية (الخليجية) توفر المهارات المناسبة لسوق العمل.
وأستعرض د. بوحجي بحوث أجريت من خلال خبراء في التربية عن أسباب التخلف العربي. فوطفه (2000) استعرض عن دور "المدارس العربية" في تعزيز التفكير الإبداعي فوجد أن هنالك نماذج كثيرة من مدارس التعليم (وبكل مستوياتها) في العالم العربي تدل على أنها تمنع التفكير الإبداعي غير الممنهج والتفكير الجذري والبديهي. وأن معظم المدارس التي تم تغطيتها تعزز التشابه لا التنوع وتتعامل مع الطلبة كأنهم جنود تريد تخريجهم من كلية عسكرية بنفس التفكير حيث تعطى المدرسة قائمة طويلة للآباء "أفعل ولا تفعل". كما إن  الطلبة يشجعون على أن المدرس يفهم ويعلم كل شئ والتدريس يعزز قوى الحفظ والذاكرة ولا يعزز قوى التفكير. كما وجد أن هنالك ضعف في التحليل والربط وأن إستمرار العالم العربي في منهجية الإمتحانات الموحدة تعزز الخوف ويصبح الهدف إجتياز الإمتحانات بدلا من أن تعزز قوى التفكير الإبداعي. وأشار د. بوحجي أن ضياع قوى التفكير تذهب في أن يكون الهدف الأساس لكل المؤثرات الإجتماعية هو نجاح الطالب في الإمتحان، فهو اصبح مرتبط بنجاح العائلة وفشل الطالب في الإمتحان هو نهاية الطالب وأن الفشل مصيبة كبرى وكأنها نهاية الحياة.. وبينما يكون مقدرته على الإتيان بالجديد من آخر الأولويات.
وكما أكمل د. بوحجي إستعراضه للبحوث في مجال مستوى وطرق التفكير المعوق الذي تصنعه الأنظمة التعليمية من خلال إستعراضه لبحث هوفستيد والذي بدأ به في العام 1984- وإنتهى في العام 2001م، والذي تركز عن مدى دور "المدارس العربية" في تعزيز التفكير الإبداعي، فوجد إن حب السيطرة وعلاقات القوى تتشكل لدى الإنسان العربي من خلال العلاقة التي تبنى بين الطالب والمدرس فالصلاحيات المعطاة للمدرس كأنها تقول إن مدى تعلمك هو بيد المدرس، وكلما كان المدرس راضيا عنك كلما كنت ناجحا. من خلال الضغط يتحول التفكير لكيفية إسعاد صاحب السلطة بدلا السعي نحو التفكير جديد يحل به أحد مشاكل الوطن أو يرفع به إسم الأمة أو الإتيان بعمل يحرك الإلهام لديه ولدى من حوله. وذكر المحاضر إن هذه الممارسات التي تبين أن القوة من خلال الآخر أو أن الطالب عليه إرضاء المدرس تذهب قوى التركيز المطلوبة كأساس في صناعة تفكير مؤثر.
ثم قدم المحاضر بحث أجراه ريشاردسون (2004م) وخلص إن طبيعة الثقافة المؤسسية والمجتمعية تجعل الطلاب العرب يفضلون أن يقال لهم ماذا يجب أن يفعلوا، ولدرجة أنهم عادة يرفضون تحمل أي مسؤولية في السيطرة على مستوى تعلمهم. وذكر إن الضغط الذي يجعل التشابه في العادات والسلوكيات شديد لدرجة أنها تلغي مصادر الإلهام والإبداع وحرية التفكير. وكما تبين إن علاقة الطاعة العمياء بين المدرس والطالب واضحة بإسم حماية الأخلاقيات والأعراف المجتمعية، وكذلك العلاقة بين المدرسين والإدارة تعكس نفس مفهوم الطاعة المفروضة على الطلاب، وعدم توفر مساحات لتفكير الإبداعي حتى للمدرسين تنعكس بشكل غير على الطلاب. كما بين أنه قليل ما يربط المدرسين الدرس بالمهارات والأدوات المحفزة للتفكير الإبداعي، كما إن البيروقراطية المدرسية توئد حتى محاولات المدرسين المدربين على التفكير الإبداعي.
التوصيات والحلول المقترحة:
يختم د. محمد بوحجي محاضرته بتوصيات تحفز التفكير العربي أن يتصدى للتحديات فهي المحفزة نحو التحول في التفكير المؤثر، حيث إن طريقة تعاملنا مع التحديات وتحويلها لفرص في التطور الفكري هي التي ستحدد قدرتنا نحو تحقيق تفكير إبداعي متجدد ومؤثر في مجتمعاتنا وفي العالم. ويرى المحاضر أنه كباحث وخبير ميداني مع العديد من المؤسسات العالمية أنه وجد هنالك ترابط بين قدرتنا على التعامل مع التحديات في الوقت المناسب وقدرتنا أن نكون قيمة مضافة ومتميزين في عالم يحسب ألف حساب اليوم للملهمين.. حيث أن المستقبل سيكون لهم ولتلك الأوطان التي ستستطيع أن توفرهم.
ودعا المحاضر على التركيز على المحرك والدينامو الأساسي نحو الواقعية والتنافسية والتعايش ألا وهو الميدان وأنك حينما تنزل الميدان عليك التحلي بروح التواضع، والتحدي والتركيز.. وهو ما سيساعدك على التركيز على الماهيةWhat  أكثر من الكيفية How نحو تحقيق الأث ..
وضع المحاضر خطة عمل لمن يريد أن يبدأ بنفسه في المساهمة في بناء أوطان وأمة ذات تفكير مؤثر، موصيا بأن لا نخاف من الشعور بالضبابية فهو جزء من رحلة التغيير في القناعات.. مع التوضيح أنه من المهم الأخذ والتعامل مع شيئا واحدا وأن تعطيه كل إهتمامك.. حلله وأنتهي منه كاملا وبأفضل ماعندك ثم خذ شيئا آخرا جديدا..  حيث إن هذا ما سيفتح العقول وتجعلها تتحدى الفرضيات الحالية وأسسها، وتقلل من مستوى الإعتداد بالنفس والرضا عن ما تحقق، من خلال إناء العادات غير المفيدة للإنتاج وتقيلل النقاط العمياء.
والعمل على زيادة النماذج الناجحة على أسس علمية ورفع الكفاءة والمعرفة .
رسالة أخيرة .. المسؤولية كبيرة علينا جميعا
وجه د.بوحجي دعوة صارخة "تعالوا لنوقظ قوى التفكير فينا..!"
فأنما تكون أنت.. القائد أو الإنسان متخصص أو صاحب قرار أو حتى مجرد المواطن بسيط، تعال لنوقظ النائم من تفكيرنا والذي هو نتاج عقليتنا العربية لا نتاج قيمنا الأصيلة التي تحثنا على عكس ذلك. عقليتنا تتشكل في البيت والمدرسة والمؤسسة والمسجد والإنتماءات والصحبة قبل أن تتشكل بسبب الحكومة والنظام والإعلام والنشاطات والقراءة والسفر. فأحرص في كل الأحوال أن تكون مصادرها سليمة وغير معطلة ومتنوعة راغبة في التجربة في الميدان وبعيدة عن التعصب مهما كانت الظروف.
خاتما بكلمات جميلة للشاعر العربي في المهجر عمر أبوريشة (من قصيدة أمتي) :
أمتي هل لك بين الأمم         منبر للسيف أو للقلم
أتلقاك وطرفي ...مطرق      خجلا من أمسك المنصرم
ويكاد الدمع يهمي عابثا        ببقايا.... كبرياء.... الألم
أين دنياك التي أوحت إلى    وتري كل يتيم النغم
كم تخطيت على أصدائه     ملعب العز ومغنى الشمم
وتهاديت كأني ..... ساحب   مئزري فوق جباه الأنجم
أمتي كم غصة دامية خنقت  نجوى علاك في فمي 
أي جرح في إبائي راعف       فاته الآسي فلم يلتئم 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نازك يوسف طه
عضو ذهبي
عضو ذهبي
نازك يوسف طه


عدد المساهمات : 553
نقطة : 10333
تاريخ التسجيل : 23/11/2011
الموقع : مصنع سكر الجنيد
المزاج : حــــــــباااااااااابكم

قوى التفكير النائمة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوى التفكير النائمة   قوى التفكير النائمة Emptyالأحد 17 نوفمبر 2013, 12:17 pm

مقال رائع يستحق القراءة شكرا استاذنا ناصر على روعة الكلام .. لكي تكون ناجحا افعل مافعله الاشخاص الناجحون لكي تكون منهمSmile Smile 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://halfasugar.mam9.com/u195contact
ناصر البهدير
مدير عام سابق
ناصر البهدير


عدد المساهمات : 3674
نقطة : 16602
تاريخ التسجيل : 30/01/2010
العمر : 55
الموقع : البحرين

قوى التفكير النائمة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوى التفكير النائمة   قوى التفكير النائمة Emptyالسبت 28 ديسمبر 2013, 8:56 pm

شكرا نازك على الحضور والصبر على القراءة بالفعل مادة ثرة من الممكن ان تفيد على نحو كبير. فالانسان طاقة جبارة للاسف لا يعرف ذلك العديد من الناس وقد تشغلهم الحياة في تفاصيل اليومي وتغرقهم في بحورها لذلك يمضون من ظلمة الرحم الى ظلمة القبر مرورا بعتمة الدنيا..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عائد السيد
الادارة الفنية
الادارة الفنية
عائد السيد


عدد المساهمات : 1020
نقطة : 11388
تاريخ التسجيل : 04/02/2011
العمر : 49
الموقع : سكر حلفا
المزاج : inconsistency

قوى التفكير النائمة Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوى التفكير النائمة   قوى التفكير النائمة Emptyالسبت 04 يوليو 2015, 1:52 pm

كلام عين الحقيقة وبالاخص ماتناوله الكاتب عن العرب
المهاجرين في الغرب وليس أدل على ذلك من هجرة
المبدعين السودانيين (آفروعرب) الى اوروبا وامريكا
واستراليا وتميزهم في مجال الطب او الهندسة اوالعلوم
او الفلك ... لكن يبقى السؤال : لماذا يأتي الابداع في
الغرب وبعيدا عن الوطن ؟؟ هل للبئية المتوفرة شأن
في ذلك ..واذا كان كذلك فلماذا لانرى تميز في الخليج
مع ان البيئة مهيأة تماما ,,, أم هل هنالك تأثير لأنظمة
الحكم الديمقراطي في مسألة الابــــــداع؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://halfasugar.mam9.com/u73contact
 
قوى التفكير النائمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة  :: المنتديات التعليمية :: العلوم-
انتقل الى: