هي مساحات فاغرة فاها تترجاها الانفس الفقيرة الي تلك المعالم العشقية التي تعلمنا فيها ويلات العشق والحب الطفولي منذ ان كنا وكانت الايام الحبلي بالروعة والرعنة , لحظات تقف مندهشا من كل الجمال الذي يحدوك ويحفك . تقاتل وتصارع من اجل ان تبقي انت كما انت ثابتا لا يحركك وخذ الضريسة او حتي ( نكزات ) الحائرات مثلك في نبيذ الهوي , هناك وفي تلك الاقبية المصنعية الرهيبة التي تلد كل يوم آلاف من الدهشة والفكر الجميل . لم تكن مجرد انزواء للفكر او نزوة الهوي وانما هي ارهاصات تبدأ عندما تجمحك نفسك للانقضاض علي طرائد كثر كنا يوزعن ما آتاهن الله من انوثة وجمال وتيه . بالفعل تجد نفسك مرغما علي الافتراس الذكوري ولا تبالي بما هو حولك من ضجيج التواتر انك ابن لفلان او انها ابنة ذاك الذي تحبه من قلبك , ربما الفوارق التي تولد بداخلك آهة العشق تاتي بمجرد صدفة الحب الانثوي الذي يحب وينتهج سياسة التملك وبذلك تكون اناني لدرجة انك ( تاكل وتقش خشمك ) ولا تتحدث الا سرا وسرا جدا , ولكبر الجريمة انك لا تبوح بها حتي لنفسك , فشئت ان اسميها جريمة لكونها تنهتك قانون المصنع الذي يتعاطي النبل في كل اشيائه وبدون توقيت او انتظام , خرجت اذكر مثلك الي دياجر البحث عن الذات الشهوية في ملاذات الصمت بما بعد شارع الردمية هناك حيث تنتصب الاشياء جميعها معلنة لحظات الكبت والسر الذي لا جهر بعده والكل هائم يترقب طريدته التي تجيئ لدكان ( ود التبخ ) او ( ود المعطل او ( ود الكنين ) هناك تجد الجميع اما ذئبا جريحا او طريدة تقصد ان يراها من حولها , او انها تهوي اظافر الذئاب الجريحة . خرجت هي مسرعة من ( دكان ود التبخ ) تمور كقط يئن .. وهناك بعد ان تمايل قدها الجميل خرجت كما القمر وسط سحب سماء حلفا هرولت نحوها تماما كما نري نمور افريقيا وهي تتغزل في غزلان البراري كيف تصطادها .. وهناك وعلي شفة الطريق كانت قد غابت عن العين . لشدة الظلام وكأن السحب قد ابتلعتها وغادرت دنيا الضباع الي خلد بيتها . كنت انا امدد لساني واتهلف علي ما ضاع مني ولكنني ابتسم واعود ثانية الي مخبأي في انتظار ما ستسفر عنه ساعات الليل القادمة , لحظات هناك وانا غيري كلنا يملؤنا المصنع حبا وصبابة .