جراثيم .. قلت لها : ما اكثر الفيروسات التي تعتلي دنيانا .. !!! وما اكثرها هتكاً للذات والانا .. ؟؟
فكيف يا تري التخلص منها ؟؟؟
قالت لي : صدقت فانا اعيش وفي قلبي جرثومة اسمها الفشل .. يكاد دوماً يلاحقني في كل تفاصيلي .. ويكاد ما يترك خلية في مكونات جسدي إلا ثقبها .. وجري في جسدي مجري الدم .. ماذا افعل يا سيدي ؟؟ عندما احس بهذا الداء اللعين ؟؟ كأنة يقتلني ؟؟ .. فأحس ان ملامح الاشياء تعتيلها الوانه .. وكأنني اعرف شكله .. ولونه .. وحقده .. واصله .. وفصله .. وكل تاريخ حياته من نعومة اظافره حتي بلغ من الكبر عتياً .. ولكنه لم يكبر في عقله ..
قلت لها : صفيه لي ؟؟
قالت اتريد اكثر ؟؟
قلت نعم ..
قالت :
اما شكله فهو كالمغشي عليه من الموت .. ومع ذلك فهو ضخم .. يصرعني في كل دقيقة .. وكل ثانية .. وكل لحظة .. ولكن رغم جبروته فهو ضعيف هزيل .. اعور ..
قلت لها : اعور ؟؟
قالت : إحدي عينيه مفقوأة ..( مفقوعة )
قلت اليمني ام اليسري ؟؟
قالت اليمني ..
قلت : اكملي ..
قالت اما لونه فهو كالماء .. يستمد لونه من الاشياء التي تعلوه .. اذا علاه السماء كان لونه سمائي .. فيتخذ من لون الاشياء التي تعلوه لونه .. ويظل يحمل الوان الاشياء ..
واما حقده .. فهو يختبئ فيني كما لو كان جزء مني .. وهو غريب الاطوار .. فيكون تارة طارد للفيروسات التي تعيق طريقه فيريحني منها .. واحياناً يكون جالباً لكمية ضخمة من الفيروسات الفتاكة .. التي نقضي علي كل اخضر ويابس .. اراه بين حين وآخر .. وابغضه .. ويبغضني .. واتركه ولكنه لا يتركني .. يحاول جاهداً أن يكونني .. واحاول جاهدة ان افتك منه ..
اصله وفصله .. يأخذ اصل الاشياء .. ويكون كأنه الشيئ نفسه .. يتغمص شكل كل الابجديات فيكونها ويتطور بها .. وينشئ عالمه بدون أدني جهد .. لا يفهم متي يكون صادق .. ومتي يكون جاد .. بل واكثر من ذلك يجيد التملق حتي انني اتخذته في يوم من الايام صديق لي .. حيث لم اكن قد اكتشفته .. فكان يراسلني .. ويقول لي انني لم اخلق إلا لكِ .. ولن احيا بدونكِ .. وبعد ان عرفت انه الفشل .. حاولت الهرب .. ولكنه يجري فيني مجري الدم .. فلا اكاد اذهب الي عمل او مناسبة إلا وحضوره بداخلي مرتب فيني ..
يتبع ...