حــلوم ...

موضوع: حــلوم ... الأربعاء 28 أغسطس 2013, 10:32 am

ذاك البائع المتجول الذي يجوب انحاء المصنع يبيع ( عيدان الطلح والشاف ) وهو يردد بصوته المبحوح :
حطب الطلح بي تلاتة جنيه
حطب الشاف بي تلاتة جنيه
ابوي قال لي ما تبيع اقل من تلاتة جنيه
دي ما شغلتنا
لكيين الظروف جبرتنا
عندما تسمعه ( حلوم ) صاحبة القد الجميل والقوام الممشوق تهرول نحو باب البيت ثم تناديه بصوته المبحوح :
- يا عثمان الليلة سعرك دا ما بنقص ؟
- لا لا يا حلوم انقص كيفن والحاجات كلها زايدة ؟
- هي لكن العيدان ديل مش بتقطعوهن من الشٌدر ؟؟ اها راس مالك بس فاسك الشايلو دا ..
- هيا بت امي الشغلة والله صعبة
تتناول ( حلوم ) طلحا بثلاثة جنيهات ثم ترمي ( عثمان ) بنظرات قاتلة تدعه يردد انشودته الرائعة عن ( حطب الطلح ) ولكن هذه المرة بصوت اشبه بالنواح .. وهو يغالب شهوته التي اماطت ( حلوم ) عنها اللثام ..
عادت ( حلوم ) الي داخل بيتها وكان الوقت ( مغربا ) .. ثم اوقدت نار ( حفرة الدخان ) ولا تدري بأنها قد اوقدت نيرانا اخري عند جارها التقي ( بلة ) الذي هو مؤذن المسجد .. والذي لا يفارقه أبدا ..
فاحت رائحة الدخان وتعالت اعمدته حتي وصل انوف الهائمين .. وكان اول من اشتم عبق تلك الرائحة هو ( بلة ) مؤذن المسجد .. و ( تنحنح ) وحمل ابريقه وتوضأ ثم ذهب الي المسجد لينادي لصلاة المغرب .. وكان صوت آذانه اشبه بالبكاء هذه المرة . وكأنه ينعي حظه البائس حيث ان زوجته قد رحلت منذ عامين تقريا ..
ايضا هناك ( طه ) الذي يغالب عشقه لـ ( حلوم ) وكان يغازلها وهي تتمايل له كل ما تراه وتظهر قوامها الممشوق ولولا انه ( خاطب ) لامرها بأن تطلق زوجها ( النور ) ويتزوجها هو .. لعلمه انها اكثر نساء المصنع القا ونشاطا وجمالا ..
جاءات رائحة الدخان الي انف ( طه ) الذي يغالب عشقه .. وعندما غالبته شهوته النكراء هرول نحو باب ( حلوم ) وطرقه فنادت عليه حلوم :
- منو الفي الباب
- طه .. طه
- ايوا يا طه انا ( بدّخن ) ادخل علي الديوان آمن يرجع ( النور )
- لا لا بس قلت اشوف ( النور رجع ولا لا ؟؟
وعاد الي بيته وهو يجر اذيال الخيبة .. ويحاول ان يبتلع ريقه الذي لا يجده حيث ان رائحة الدخان قد جففت فمه ..
ويردد في سره ( حظك يا النور ) ..
كان النور الذي يجيئ بعد المغرب مباشرة قد اشقاه البحث عن اللقمة الهانئة فهو يجيئ من ( الحواشة ) بعد ان يقضي يوما شاقا في العمل .. وبعد الانتهاء من الزراعة يقوم بجولة في السوق لعله يجد من يستدين منه ما يكفي لعلاج ابنه الاول والصغير الذي يعاني من التهابات حادة ..
عاد النور منهك .. ووجد ان ( حلوم ) قد كساها الدخان طبقة اخري علي جسمها .. ورائحتها التي تسبقها قد ازكمت انف ( النور ) فهو منهك متعب .. لا يقوي جسمه علي ما تريده ( حلوم ) ..
قال لها :
- ( حليمة ) .. !!! انت الولد وينو ؟
- نائم يا النور .. ليه اكتر من ساعة ..
- ما بقي كويس ؟؟ ما احسن شوية من البارح ؟؟
- احسن .. عِلا نائم هسع ..
- خلاس .. خليهو في نومتو دي ... وجيبي لي البطانية ..
نام ( النور ) نوم غرير العين .. ولم يكترث لــ ( حلوم ) وغنجها ودلالها .. ثم قامت حلوم .. وسكبت روعتها علي ابنها الصغير واحتضنته لعل غيظ الدخان ورائحته ودفئها يشفي ابنها من الالتهاب الحاد .. ونام الابن كما نام ابوه .. وغالبت ( حلوم ) النعاس ...

موضوع: رد: حــلوم ... الأربعاء 28 أغسطس 2013, 12:50 pm

الرائع خالد
لك الود والتحايا
اسميها خيبة امل (حلوم)
اسميها ايمانيات امرأة
اسميها مع وقف التنفيذ
رغم الاغراء من سيد الطلح وسيلان لاعبه كان تفكيرها فى فى نور بيتها شمعتها الضاويه كان همها ان تمسح هم النهارات الممزوج بعرق التعب والمعانا بريحة الطلح التى عبقت وعبت ارجاء البيت وانف بله حتى بح صوته بالرغم من جراءت طه الذى اغمض عينه وسار وراء انفه .. رغم انفه وشهواته بالرغم من ذلك همها وتفكيرها واحاسيسها ومشاعرها للنور اين النور تحت البطانيه توسد تعبه وتمطى تحت بطانية الدفء الصناعى وترك بطانيته الطبيعيه تحترق بما تبقى من نار حفرتها لكن رغم الاحتراق والاشتياق احتضنت فى قلبها الاسى وبين زراعيها ابنها ورائحتها ودفئها باذن الله يشفي ابنها من الالتهاب الحاد ولكن من يشفى جراحاتها ..؟؟؟؟؟؟ انه ذكر الله وغابت فى سبات عميق هنيئا لك بنومك يا حلوم وبى ايمانك وخوفك من الله ويا النور خاف الله؟؟؟

موضوع: رد: حــلوم ... الأربعاء 28 أغسطس 2013, 2:33 pm

تحية وصفقة شديدة لحلوووووووووووووووم
ومابزيد تانى

موضوع: رد: حــلوم ... الخميس 29 أغسطس 2013, 10:33 pm

خالد ي حبيب
ياخ انت عجيب ولله
وانا اطالع هذا النص طرا علي بالي تلك الروواية الموسومة بــ(احداثيات الانسان ) لمحسن خالد لا ادري لماذا ربما لوجود بائع الطلح هذا
اكتب ي صديقي مثلما يحلو لك الي ان نسمع بك في سماوات الابداع علي صعيديه المحلي والعالمي
ختاما كما يقول البهدير : الطريق يصنعه المشي وهانت سائر الي الامام
كن بخير

موضوع: رد: حــلوم ... الجمعة 30 أغسطس 2013, 3:53 pm

صديقى واخى الجميل خالد لك الاشواق كلها وشكرا على النص الذى يلبس ثوب الواقعيه
ولم اندهش يا صديقى من روعة النص لان هذا ما اعرفه عن اسلوبك الكتابى وطريقة
البحث عن اوجاع هذا المجتمع بكل شفافيه ودون ضبابيه متعك الله بالصحه والعافيه ايها الجميل

عائدة محمد الحسن كتب:: الرائع خالد
لك الود والتحايا
اسميها خيبة امل (حلوم)
اسميها ايمانيات امرأة
اسميها مع وقف التنفيذ
رغم الاغراء من سيد الطلح وسيلان لاعبه كان تفكيرها فى فى نور بيتها شمعتها الضاويه كان همها ان تمسح هم النهارات الممزوج بعرق التعب والمعانا بريحة الطلح التى عبقت وعبت ارجاء البيت وانف بله حتى بح صوته بالرغم من جراءت طه الذى اغمض عينه وسار وراء انفه .. رغم انفه وشهواته بالرغم من ذلك همها وتفكيرها واحاسيسها ومشاعرها للنور اين النور تحت البطانيه توسد تعبه وتمطى تحت بطانية الدفء الصناعى وترك بطانيته الطبيعيه تحترق بما تبقى من نار حفرتها لكن رغم الاحتراق والاشتياق احتضنت فى قلبها الاسى وبين زراعيها ابنها ورائحتها ودفئها باذن الله يشفي ابنها من الالتهاب الحاد ولكن من يشفى جراحاتها ..؟؟؟؟؟؟ انه ذكر الله وغابت فى سبات عميق هنيئا لك بنومك يا حلوم وبى ايمانك وخوفك من الله ويا النور خاف الله؟؟؟

الملهمة حد الانتهاء عايدة
لا تسميها الا شظف العيش والكبت المهني الذي يعيشة ( النور ) فهو ايضا كاهله مرهق ..
لو لم يكن مشغولا لاعتبرناه مثل ( اسماعيل )
ولكنه مجتهد في الزراعة ..
والكسب الحلال .. وعندما يحين وقت ( حلوم ) حتما سيشبعها حد الموت ...

يعقوب وشك كتب:: تحية وصفقة شديدة لحلوووووووووووووووم
ومابزيد تانى

وتحية وصفقة جميييييلة ليك يا اوشي ..

سامر صلاح كتب:: خالد ي حبيب
ياخ انت عجيب ولله
وانا اطالع هذا النص طرا علي بالي تلك الروواية الموسومة بــ(احداثيات الانسان ) لمحسن خالد لا ادري لماذا ربما لوجود بائع الطلح هذا
اكتب ي صديقي مثلما يحلو لك الي ان نسمع بك في سماوات الابداع علي صعيديه المحلي والعالمي
ختاما كما يقول البهدير : الطريق يصنعه المشي وهانت سائر الي الامام
كن بخير

محسن خالد عدييييل كدا ؟؟
والله شكرك مليون شكر لهذا الاطراء
وساكتب لطالما ان هناك من يعتبرني
في مقام عال مثلك ..
شكرا كتير يا سمممموري

عوض احمد ادريس كتب:: صديقى واخى الجميل خالد لك الاشواق كلها وشكرا على النص الذى يلبس ثوب الواقعيه
ولم اندهش يا صديقى من روعة النص لان هذا ما اعرفه عن اسلوبك الكتابى وطريقة
البحث عن اوجاع هذا المجتمع بكل شفافيه ودون ضبابيه متعك الله بالصحه والعافيه ايها الجميل

عوض يا صديق النبض يا وريف ..
انت جزء اصيل في هذا النص
منك تعلمنا اسس الادب والكتابة
وعندك توقفنا في اندهاش لطلائعك الادبية الرهيبة ..
المجتمع دوما يشكي مر الشكوي عن معضلات
لا يجوز فيها البوح ..
ولكننا من خلال كتاباتنا نحاول ان ننصف الجميع
شكرا لك صديقي ..