لغة الرندوك

موضوع: لغة الرندوك الخميس 05 سبتمبر 2013, 4:41 pm

اليوم وكغير العادة جلست بالمنزل في الفترة الصباحية وضربت خماسي في سداسي وقلت في نفسي ( أعمل طناش من الدوام والزارعنا غير الله اليجي يقلعنا ) وأمسكت بالريموت كنترول لأتجول وأرى ماذا يجري حولي من احداث وكانت ضربة البداية قناة السودان ( سيول وفيضانات وأتفاق وإختلاف مع سلفاكير ) النيل الازراق أغاني والنيل الأبيض أغاني وقون اغاني وانا ما زلت أُعاني وقناة الجزيرة ( السيسي ومرسي والاسد والكيميائي ) وقبل أن تمر الشروق من هنا مررت مسرعا الى قناة البحر الاحمر والتي لها ود خاص في نفسي وربما سر الريدة لأنها شرقاوية وكفى وكان موضوع الحلقة بعنوان ( كلام شباب ) ومناقشة لغة الرندوك وقلت في نفسي هل اصبح للرندوك لغة وتناقش على مستوى الإعلام الفضائي أم انه عدم الموضوع الذي اصاب حتى قنواتنا الفضائية ؟ أم لأنها اصبحت لغة خاصة بالكثيرين من فئات المجتمع السوداني ولذا وجب تسليط الضؤ عليها ؟ وما يهمني في الأمر وبكل صراحة استمتعت بالموضوع ربما لأنه نبش ذاكرة الماضي الجميل رغم الاختلافات والمصطلحات الكثيرة التي دخلت على قاموس الرندوك وعلى سبيل المثال من الكلمات القديمة وما زالت محافظة على موقعها في قاموس لغة الرندوك والتى لم أنساها مثل : الزوغان من العمل كحالتي يوقولوا عمل زوغبير و ( الحفلة ـ الربة ) والصديق الفردة والبنات الجكس وغيرها ولكني وجدت الجديد والمثير مثل :الخمسين جنية يقال لها نانسي عجرم والبنت الخجولة خوجلي عثمان والاخ الكبير ـ الألفة ( أعمل حسابك يا خالد ما تكون مهرجل ) والبنت التي تفرط في استخدام المساحيق ومستحضرات التجميل ـ سحلية والبنت المنقبة ـ مظللة ورافعة القزاز . وبنت الراحات ولكن عويرة ـ بطة ولقت موية و شرطي المرور ـ أبو كباس واتذكر في احداى الحفلات بالمصنع نشبت مشاجرة بين بنتين وتبادلن فيها العبارات التالية ـ هوي يا صفيحة الطماطم المن فوق موجهة ومن تحت مفجخة وترد عليها الاخرى هوي يا كيس النايلو والهواء شايلو وترد الأخرى هوي يا انتي نحنا بنات عوائل وعندنا فايل ولكن مشاجرة بنات هسي بيقولن ( سمعتنا ولا مصاريف جامعتنا ) ومس كولنا وأكل فولنا . غايتو جنس بشتنة !!!! بشتنة ورقاد واطه

وبوست بتاع زول زهجان وعاوز يفرق معاكم يا حبايبنا والعندو جديد ينزلو لينا ويفرق علينا

ساخر سبيل
الحاجة طلعت تفتيحة

الفاتح يوسف جبرا

فى أيام شبابنا الباكر ظهرت فى العامية السودانية بعض الألفاظ التى لم نكن يعرف مصدرها لكننا كمراهقين فى ذلك الزمان الغابر كنا نستخدمها مع بعضنا البعض كلغة شبابية جديدة وهى عبارة عن كلمات متجانسة أذكر منها (السنقة فى الرنقة) و(القزازة فى البزازة) و(والعملية فى النملية) . وعلى الرغم من أن هذه العبارات عبارات خاوية لا تشير أو ترمز إلى شئ معين إلا أن الوالد عليه رحمة الله قد (قبضنى) ذات يوم أردد إحدى هذه العبارات فكاد أن يصاب (بجلطة دماغية) وبعد ان أرغى وازبد قال لى :
- شوف يا ولد ده بيت محترم لو عاوز تتكلم جنس الكلام ده فتش ليكا بيت تانى .
مناسبة هذه المقدمة هو أن جارتى (س) قد حكت لى وهى شبه منهارة أنها لاحظت أن إبنيها المراهقين يتحدثان بلغة غريبة عليها لم تفهم منها شيئاً ، قلت لها إن الأمر بسيط فما عليك لا التوجه للمكتبة القريبة من المنزل وشراء كتاب (القاموس الرائع فى الزمن الضائع) الذى قام بكتابته (واحد من شباب اليومين ديل) .
قامت جارتنا (س) بالذهاب إلى المكتبة وشراء القاموس وبعد أن قامت بتصفحه أصابها الهلع لما قرأته من مفردات ومصطلحات يستخدمها شباب اليوم.
فى مساء ذات اليوم سمعت ابنها الأكبر يخاطب شقيقة :
- أيه رأيك نقوم ندقس الجلكين ونديهو (مكنة) نقول ليهو معانا واحد زميلنا أبوهو إتلحس عشان يعمل لينا (زيدان أبراهيم) للضحاكات نقوم نظبط بيها (عشة الفلاتية).
ما أن إستمعت جارتنا (س) إلى ما قاله إبنها مخاطباً شقيقه حتى قامت بتصفح (القاموس) بسرعة فى محاولة لفك الرموز لتجد أن الترجمة هى :
- أيه رأيك نقوم ندقس (نغش) الجلكين (الراجل الكبير يقصد والده) ونديهو مكنة (كضبة) نقول ليهو واحد زميلنا أبوه إتلحس (مات) عشان يعمل لينا زيدان أبرهيم (زياده) للضحاكات (القروش) نقوم نظبط بيها عشه الفلاتية (العشاء).
بعد خروج ابنيها عشان يعملو (عشة الفلاتية) بعد ان مشت (المكنة) فى (الجلكين) جلست جارتنا (س) ممسكة بالقاموس وقد ألت على نفسها أن تقوم بحفظه (صم) حتى تستطيع أن تتعرف على ما يقوله ابنيها من كلمات وعبارات وتراكيب بعد أن أضحت هذه اللغة هى لغة التخاطب بينهما فى كثير من الأحوال.
فى اليوم التالى بينما كانت (س) وابنيها يجلسون يتناولون الشاى بالمنزل بعد عودتهما من الجامعة سأل الأخ الأصغر شقيقه :
- عملتا شنو مع (الحنان) القاعد (تحنك) معاهو اليوم كلو فى الكافتيريا ده؟ تعرف اليوم كلو أقعد (أحنك) ليك فيها لكن هى عاملة ليا (عبدالعظيم حركة) بس أنا مرات بعمل ليها (الفاتح النقر) ومرات كده بعمل ليها (عمر إحساس) وكم مرة كده عملت ليا (شرحبيل أحمد) لكن أنا ح أقوم أعمل ليك (جوزيف لاقو) واقوم أمشى أعمل ليك (محمود الخطيب) للبقاقة دى قالو أبوها (مقندل) وماسك كهرباء شديده.
- طيب أفرض قال ليك إنتا لسه وعمل ليك (الجزيرة أبا) ؟
- ما مشكلة بعمل للموضوع (كمال ترباس) طوالى
- طيب وكان ورطك وقال ليك عمل ليكم (إيهاب توفيق) ؟
- خلاس أقول ليهو نعمل (عقد الجلاد) بعد ما نتخرج
- طيب أفرض قال ليك تعمل (عرس الزين) طوااالى
- ما (بدق ليهو جرس) طوااالى
- وكان أصر على (عرس الزين)؟
- بسيطة بعمل ليهو (الفتيحاب)
معانى المفردات :
- الحنان = الحبيبة
- أحنك = أقنع
- عبدالعظيم حركة = عاملة حركات
- الفاتح النقر = بيفتح ليها كناية على عدم الإهتمام
- عمر إحساس = يعمل فيها حساس
- شرحبيل أحمد = الشرا وعدم الحضور للمواعيد
- جوزيف لاقو = مجازفة
- محمود الخطيب = الخطوبة
- مقندل وماسك كهرباء شديده = مرتاح وعندو قروش كتيره
- الجزيرة أبا = رفض
- كمال ترباس= يقفل على الموضوع
- إيهاب توفيق = الموافقة
- عقد الجلاد = عقد القران
- عرس الزين = الزواج
- دق جرس = للرفض بشدة
- الفتيحاب = يفتح ليهو
وسط دهشة ابنيها ما أن إستمعت (س) لذلك الحوار حتى هبت واقفة بعد أن تحزمت بثوبها وهى تصيح :
هووووى يا أولاد إنتو قايلينى (فاره) وما (ناقشة) حاجة .. إنتو ما عارفينى خلاس بقيت (تفتيحة) وشايلا (مفاتيحا) .. هوووى يا أولاد أقيفوا بعيد (وجرو شخيط) وأوعكم تقيفو فى الظلط وتتكلمو غلط ، أبوها شنو (المقندل) وماسك كهرباء .. نحن ذااااتو هينين ولا لينين نحمد الله الغدا ضأن و التحلية برتكان والعشا حمام و التحلية شمّام و تربية بيت و فرش موكيت ولدونا فى الإمتداد و حبّينا فى البلاط .. قال شنو يمشى يعمل عقد الجلاد .. إنتا لسه بصرفوا عليك يا الما عارف أيدك من كرعيك .. يودوكم للقراية تحنكو (الجكساية) .. (وهى تجر فيهم نور طويل)
- سجم و كمان عدم فهم ؟!!
- (فى صوت واحد) : معقوله؟ الحاجة طلعت تفتيحة !

كسرة :

أيها الأباء .. إيتها الأمهات .. عليكم بإقتناء القاموس الرائع فى الزمن الضائع حتى لا تكونوا (فارات) ويقوم الأولاد (يدقسوكم) !

ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
لكن يا (عمك ما خليت لينا حنك (نكبوووووووووووووووو)

يافردة والله المجننا مالغة الراندوك..دى مقدور عليها..

المشكلة الكبيرة اللهجة الشامية {الماشة فى البلد دى اليومين دول}.
شو..ميحة..وناطرينك تشرف..وحاجلت تانية مامفهومة زى لغة الطير فى الباقير.
كان قلنا نقفل التلفزيونات مانكون حلينا مشكلة..
العامية السودانية فى خطر مع هذا الغزو الإعلامى بموافقة الدولة..
الأمر محتاج وقفة وتأمل فى الخروج من الشبكة الشبكتنا فيها السياسة الإعلامية
لدولة المشروع الحضارى..

يا يعقوب الرندوك راااااااااااااقد , كب ساااااااااااكت شكرا لمرورك الطيب يا طيب

وشكراً اميرنا عبد الرحمن

فعلا كما نسمع ان اللهجة السورية في طريقها للإنتشار والهيمنة ونتمنى ان لا تؤثر على لهجتنا التي تحمل في طياتها كل ما هو جميل من قيم واخلاق وعادت ويجب علينا ان لا ننسى من نحن وما هي هويتنا وعلينا ان نعتز بها كما هم يعتزون بلهجاتهم

من المؤسف أن نسمى هذه السخافات لغة والمؤلم ان تتداول بين طلبة الجامعة الذين هم مستقبل الوطن والأمل القادم
نامل ان يتدارك الجميع ويتعاونوا للتخلص من هذا ومن كثير من السلبيات والعادات الدخيلة في المجتمع السوداني وخاصة مجتمع الجامعة ويين الشباب... امثله لها
دسيس = امر جميل
أدي الموضوع بنج= طنش الموضوع
نضربها موزه = نمشي بطريق مختصر

الجُلكين والجُلكينه = الوالد والوالده Shocked

قلبي علي كل الشباب
موضوع هام يستحق ان يجد حظه من النقاش
لك التحية أخي علاء

اها انا كبستا يا فرد
وتحياتى لكل الاعزاء وانتم تتحدثون عن واحده من الافات التى تهدد مجتمعنا السودانى
وليتك استعنت بالرائع خالد الجيلى استاذى علاء الدين فهو بحر من بحور الرندوك مما يجعلك وانت تستمع له
فى بعض الاحيان تصاب بالذهول
فلغة الرندوك لغه منتشره وتعتبر من اللغات المتحركه الغير ثابته والتى هى نتاج طبيعى لذلك الفشل الذى ضرب
مكونات المجتمع السودانى فى الفتره الاخيره فاصبحت لغه متداوله بين افراد الاسره وبكل اسف اصبحت هى من اللغات
المعبره فى بض وسائل الاعلام الورقيه والمسموعه مما سهل من عملية انتشارها
فالفراغ الذى تعيشه الذهنيه السودانيه فى الفتره الراهنه هو السبب فى سيطرة مثل هذه المستجدات من اللغات
والسبب هو المناهج التعليميه الهشه وانعدام روية البناء السليم للشخصيه السليمه.............

الحالة شلش