ناصر البهدير مدير عام سابق
عدد المساهمات : 3674 نقطة : 16598 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 55 الموقع : البحرين
| موضوع: يرقات خضراء بلون العشب الجمعة 13 سبتمبر 2013, 10:31 pm | |
| [size=24] يرقات خضراء بلون العشبمضى زمن جميل وتوارى خلف الغياب كنا نستمتع فيه بفصل الخريف في المصنع. ويبدو ان ذلك الزمن قد أفلت شمسه وغربت وجوديته وانعدمت بالمرة في ظل التغيرات البيئية الكبيرة التي ضربت أرض البطانة بعد قيام مشروع تهجير أهل وادي حلفا وقيام مشروع مصنع سكر حلفا الجديدة بالتحديد في هذه المنطقة.. وفي هذا المسرح غابت نبتة الموليتة، وعشب التبر ذو الزهرة البيضاء الذكية، وأظن أن زهرة الباشندي أيضا لقد غادرت وامعنت في الغياب كحال طائر القطا صاحب البيض الملتون والأقرب إلى اللون الداكن المتعدد الدرجات البنية، فثلاثة حبات وأكثر من البيض ترقد باطمئنان على حفرة صغيرة على الأرض المكشوفة التي يتخذها كمرقد أمن من بين الاعشاب العديدة ويبدو انه النال سيد المكان والبطانة صاحب النصيب والفوز بدفء ريش طائر القطا (السمان).. والبلوم ما أروعه على اشجار البان منعما وناضرا في عيون الغمام يشع باهراً كضوء نجمة قريبة على المكان.. والسنبر ما ألطفه صاحب العش الكبير والمنسوج بالعيدان اليابسة وبعض قطع مهملة صغيرة من القماش، ننتظره على أحر من الجمر الحراق، يأتي مبكرا قبل دفقات الغيث ناثراً إلفته على طويل أشجار البان، وما يألفها كل عام من أعالي الرؤوس مثل شجرة سنطة خميس بيت الوهيطة في بيت الراحل المقيم الطيب حسن الشيخ (شجرة القرضة)، فحزام البان كان خير مقام للطائر النبيل وصاحب العشرة التليدة.. وطير الخضاري ما أنضره مفترس الجنادب وصائدها القوي بنوعيه؛ الاحمر والازرق.. وطيرة الكتر ذات الذيل الطويل والمتخفية طيلة العام بين شجيرات الكتر.. وأيضا أضحى من النادر مشاهدة الجراد يعبر تلك الاجواء او مشاهدته من على تحت اعمدة الانارة، وكذلك الصرصار صاحب الحضور الطاغي بصوته الكبير الصاخب.. والضفادع التي تنبت كدبوى بت المطر لا تكف عن تصدير ازعاجها المستمر.. وفرس النبي الذي كنا نخاف منه لانه يطهر كما يقولون.. وابو المقص قاهر الانسان في تلك الرقعة الخضراء خطير في لسعه.. وأم قريفة التي كانت تتخذ مرقدا لها تحت كل شيء جامد وفي مكان واي زمان بحركتها البطيئة وحتى النمل غاب وخبأ نجمه وانزوى.. ماذا دها الأرض المعطاه!وضمن تلك الكائنات الحية وبفعل تغير البيئة انقرضت ديدان الأرض الكثيرة والتي كانت تملأ براح البطانة وعلى وجه الخصوص كانت أرض المصنع حقلا زاهيا بتلك الكائنات في موسم الخريف تجدها في كل مكان بالوانها المميزة والمزركشة..قوموا الى دودكم الأخضر قبل أن تجف (الواطه السمحة).. المصور: بوب فاراواي صاحب الصورة اعلاها.. لاحظت فتحة على رأس هذه اليرقانة تفتح وتغلق وهي وسيلة الحشرة للدفاع عن نفسها حيث يمكنها ان تطلق حمضاً من هذه الفتحة بيض القطا طائر القطا /size] | |
|