حاليا , يعيش إدوارد الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره مع عائلته في إحدى ضواحي هافانا بكوبا. وهو يتكلم دائما عن " , عن الأصدقاء الذين قابلهم , وعن الأشياء التي قام بها .. ويتكلم عن الليلة التي مات فيها !
في البداية تعالت ضحكات الوالدان , وعندما راح إدوارد وهو في الثالثة من عمره يحكي القصص عن أخين له يسميان مرسيدس وجين, وعن أم جميلة ذات بشرة بيضاء وشعر أسود , كانت أمه تقول لأبيه [size]مدهش .. ان الصبي يبتكر الحكايات من خياله.."
لكن مع مضي الأيام , تراكمت حكايات إدوارد عن حياته الأخرى..
حكايات مترابطة ومتصلة , إلى حد أن طبيب الأسرة عندما استمع إلى بعضها , ثار اهتمامه بالموضوع . وأخذ يستجوبه برفق . قال إدوارد إن أمه الأخرى كانت تعمل في صناعة القبعات .. وكانت عادة ما ترسله في مهمات إلى مخزن الأدوية .. وكان يفضل الجولات الطويلة , حتى يستمتع بركوب الدراجة التي كانوا يضعونها في غرفة الدور الأرضي .
وحكى إدوارد للطبيب كيف أصابه المرض الشديد, وكيف بكت أمه , وقال إنه لم يصل إلى المستشفى , فقد مات داخل السيارة في الطريق . قال إدوارد عن تلك اللحظات " أذكر أنني كنت أنظر إلى الأضواء الخاطفة التي كانت تتراقص داخل السيارة . نتيجة لتتابع أضواء الطريق .. بدأت هذه الأضواء تخف تدريجيا .. كنت متعبا .. لكني لم أكن خائفا أو حزينا "
سأله الطبيب " وماذا كان اسمك؟"أجاب الصبي " بانشو سيسو .. كنا نعيش في شارع كامباناريو بمدينة نيو فيتاس.." وهكذا وجد الطبيب أول خيط ..
قامت أسرة الصبي برحلة إلى نيوفيتاس, و صادفوا مخزنا لبيع الأدوية , فقال الصبي هذا هو المخزن الذي كنت اشتري منه ..وانفلت الصبي من بين والديه, مندفعا نحو المنحنى الآخر للطريق , حتى وصل شارع كامباناريو .. وإلى منزل رقم 69 بالتحديد وهو يصيح وهذا هو منزلي لكن أحدا لم يكن بالبيت , فعادت الاسرة تسودها حالة من الإنفعال الشديد إلى هافانا, وجرى الاتصال باتحاد الأبحاث الروحية للاستشاره
هل يمكن أن تكون هذه إحدى حالات تناسخ الأرواح وانتقالها من جسد إلى جسد جديد في حيوات متعاقبة ؟!على الفور بدأت الدراسة للحالة . جرى الاتصال بالسيدة التي تسكن المنزل رقم 69 قالت : نعم ! .. لقد مات طفلها بانشو بالتحديد منذ أربع سنوات !! .. وعندما شرحوا لها, وافقت على مساعدتهم
عاد الصبي إدوارد مرة أخرى إلى نيوفيتاس , برفقة هيئة من الباحثين. وكان هؤلاء يحملون معهم الملف الذي يضم كل الروايات التي حكاها إدوارد عن حياته السابقة .. أمه تدعى سيسو امبارو , والده الذي يدعى بييرو .. يضم وصفا كاملا للمنطقة التي كان يعيش فيها , وقد ذكر أسماء الأمكان والمدن التي سافرت إليها الأسرة و تكلم عن كلب كان يملكه , واسمه تولو , وحكى عن النهاية المؤسفة لذلك الكلب بين عجلات الترام .
وبشكل عام , تضمن الملف 53 واقعة من وقائع الحياة اليومية لتلك الأسرة .. وقد كانت الدهشة بالغة , عندما أفادت السيده بصدق التفاصيل ودقتها .. وأن معظم الوقائع لم يكن في إمكان أحد غير ابنها بانشو أن يعرف تفاصيلها..
تولت هيئة الباحثين تنظيم اللقاء بين إدوارد والسيدة سيسو على النحو التالي :
تقف السيدة سيسو وسط طريق مزدحم بالمارة , بينما يسير إدوارد بصحبة والدته في نفس الطريق . وعندم تم هذا , توقف الصبي عن السير , عندما أبصر السيدة سيسو صاح على الفور بانفعال كبير " هذه هي أمي الاخرى "
بكت السيدة كابربرو , وجرت السيدة سيسو مبتعدة , غير قادرة على مواجهة هذه الموقف الغريب و استطاع إدوارد أن يستدل على عدد من اقارب الطفل الراحل بانشو وأصدقاء عائلته , وسط زخام كبير .. فكان يخاطبهم واحدا واحدا بأسمائهم التي لم يكن يناديهم بها سوى بانشو [/size]