منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة ترحب بالزوار من ابناء المنطقة وجميع الاحباب والمريدين داعين لمد جسور التعارف بين الجميع ودوام التواصل
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة ترحب بالزوار من ابناء المنطقة وجميع الاحباب والمريدين داعين لمد جسور التعارف بين الجميع ودوام التواصل
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولمركز تحميل المصنع     مجموعة الفيس بوك

اهلا وسهلا بناس المصنع عزيزى العضو فى منتدى مصنع سكر حلفا الجديدة تفضل بالدخول الي المنتدي واذا ما مسجل معانا تكرم بالتسجيل والتمتع معنا ولقاء الاحبة والاخوان ومن فرّقتك عنهم طرق الحياةولو ما عارف كيف تسجل في المنتدي فقط إضغط زر ( تسجيل ) واتبع الخطوات ,واحدة واحدة,(الادارة بتفعل حسابك )

 

 وداعأ بهنـــــس

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عائد السيد
الادارة الفنية
الادارة الفنية
عائد السيد


عدد المساهمات : 1020
نقطة : 11012
تاريخ التسجيل : 04/02/2011
العمر : 49
الموقع : سكر حلفا
المزاج : inconsistency

وداعأ بهنـــــس Empty
مُساهمةموضوع: وداعأ بهنـــــس   وداعأ بهنـــــس Emptyالخميس 19 ديسمبر 2013, 3:33 pm

نشرت بواسطة: الأهرام الجديد
توفى الفنان التشكيلي السوداني محمد بهنس بسبب موجة البرد القارصة التى تضرب مصر والشرق الأوسط هذه الأيام وبهنسى من فقراء السودان الذين لا يمتلكون حتى منزل يعيش فيه ، فكانت كل حياته فى الشارع وقام النشطاء بنعى بهنسى قائلين عاش مشرد في شوارع القاهره ووسط المدينه والناس كانت فكراه مجنون مع انه عمره ما أذى حد و دايما ف حاله.. بهنس مات من البرد في الشارع علشان ملقاش حد يساعده وعاش كل واحد مننا في حاله و فى بيته وما اهتمش بالغلابه في الشوارع

استشهاد الفنان التشكيلي والشاعر محمد حسين بهنس متجمدا من البرد على أرصفة شوارع القاهرة


توفي الفنان التشكيلي و الشاعر محمد حسين بهنس متجمدا من البرد على ارصفة القاهرة .. بعد ان عانى من الاهمال و الوحشة.
تاريخ الميلاد: أم درمان، السودان 1972
إنه فنان النفس يدرس مع موهبة كبيرة وعزيمة. وشارك في عدد من المعارض في السودان والخارج؛
منفردا المعارض:
2006، "لايت رسومات" التصوير الفوتوغرافي، وSelle قصر المهرجانات دي البنات، Trascon، Ariege، فرنسا.
2004 معرض مدرسة الفن، أديس أبابا، إثيوبيا.
مجموعة المعارض:
عام 2003، المركز الثقافي الألماني، الخرطوم، السودان.
2002، "لغة الألوان"، وكان والمعرض لمدة 50 الفنانين الأفارقة، بون، Alfter، ألمانيا
1991، أم درمان الأهلية الثانوية، أم درمان، السودان.

من أشعاره :
بهديك الفوضي
شجار طفلين
في ساحة روضة
بهديك الغربة
هتاف الموتي وصمت التربة
بهديك حزنك
وستات الفول أثناء الخمشة
بعد إذنك
بهديك إحباطي
حديث عابر
في مركبة عامة بصوت واطي
بهديك الليل البين جبلين
فقدك لقي دين
بهديك طلة لبيوت الخيش
وخيم تفتيش
واسواق ارخص مافيها
حليفة الله
بهديك متمرد
والنيل في الجركانات باعوهو برد
بهديك ولا شي
واقطع وديان السهو مشي
...........................
وقال الصادق الرضي
أعيش فوضى خرافية- منذ عام وبضعة أشهر
هذا أمر لا يخصّك بالطبع
لكنني أسمع أغنية محددة لـ (بوب مارلي)، هذا المساء
أغنيتك المفضلة
ويزعجني صوت قطرات ماء متقطعة
أنا غريب ي صديقي
والخبر الغريب الذي يتعلَّقُ بموتك
يضطرني أن أبحث عن وسيلة لأتحدث مع (شاكر عبد الرحيم)
صوتك مداد روحك
طريقتك الخاصة لنثر النكات البزيئة
رشفة كأس العرق، بطرف الأصابع
"لفّ السجارة" بطرف الأصابع أيضا
وأولادنا الزرق، نزهو بهم بالأزقة
... ... ثم "عائشة" أمي وأمك
ستظلُّ مضيئاً ببطن الحقيقة
ستظلُّ الحقيقةُ رهناً بصمتك
لن أقول وداعاً
دربنا واحد يا رفيق.
ـــــــــ
الصًّادق الرضي
لندن 19 ديسمبر 2013م
وداعأ بهنـــــس 052b2c88bdda88
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://halfasugar.mam9.com/u73contact
عوض احمد ادريس
مشرف سابق
مشرف سابق
عوض احمد ادريس


عدد المساهمات : 1205
نقطة : 10773
تاريخ التسجيل : 07/11/2011
الموقع : امدرمان
المزاج : سودانى

وداعأ بهنـــــس Empty
مُساهمةموضوع: رد: وداعأ بهنـــــس   وداعأ بهنـــــس Emptyالجمعة 20 ديسمبر 2013, 6:38 pm

الى جنات الخلد يا ايها الانسان بهنس فماذا نقول ونحنا فى بلدا يموت ابنائه متشردين متجمدين
بلدا نزفتهم كجسما غريب كان يسبب لها الاوجاع فكم من بهنس مات بالبرد والجوع
والحسره التى لا تنتهى
فبهنس وموته الغريب يظل عنوانا لانعدام ميزان العداله الاجتماعيه والاخلاقيه التى غادرت هذه البلاد ياصديقى
واخى عائد انا لله وانا اليه راجعون نعيا يشمل كل الاشياء فى بلادى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عائدة محمد الحسن
المراقب العام
المراقب العام
عائدة محمد الحسن


عدد المساهمات : 514
نقطة : 10423
تاريخ التسجيل : 10/03/2011
المزاج : موووو صافى

وداعأ بهنـــــس Empty
مُساهمةموضوع: رد: وداعأ بهنـــــس   وداعأ بهنـــــس Emptyالجمعة 20 ديسمبر 2013, 9:13 pm

ربنا يتعمده برحمته
اكدت وفاته وسائل الاعلام المحلية.
وكان الكاتب والفنان السوداني وصل القاهرة منذ عامين حيث اقام معرضا لرسوماته وكان يعيش في وسط العاصمة المصرية الا ان ‘سوء اوضاعه الاقتصادية جعله يترك منزله ويعيش متشردا في شوارع القاهرة وميدان التحرير’، حسب الصحافية في جريدة اليوم السابع ايمان عادل.
ونتيجة لتعرضه للبرد في موجة البرد التي تعيشها العاصمة المصرية توفي الكاتب والفنان السوداني متجمدا فوق رصيف احد شوارع وسط العاصمة وتم نقل جثمانه الى مشرحة زينهم.
وتناقضت الاقوال حول سبب قدومه الى القاهرة فايمان عادل تؤكد ان الرجل كان يعيش في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وتزوج من فرنسية وانجب ولدا وتطلقا بعد فترة.
وقامت السلطات الفرنسبة بابعاده فلجأ الى القاهرة ليعيش فيها.
في حين يروي ياسر عبدالله في قطعة ادبية مؤثرة كتبها في رثاء بهنسي ان زوجته وابنه ذهبا ضحية حادث لم يذكر نوعه وان هذا شكل سببا من حالة التشرد التي عاشها بهنس في القاهرة. وفي شهادات نشرتها على الموقع الالكتروني لجريدة الوطن من ضمنها ما قاله احد النشطاء في الثورة احمد بهجت ‘كنت اعتقد انه متشردا او شحاتا ولما تحدثت معه اكتشفت انه من احسن الفنانين التشكيليين واقام معرضا ناجحا جدا في فرنسا وكان رسم عددا من رسوم الغرافيتي في مرآب محمود بسيوني’.
وينقل موقع الوطن شهادة لاحمد اسلام تقول نفس المعلومات تقريبا الا انه يؤكد انه ‘كان ينام مع النشطاء في ميدان التحرير وانه رجل محترم جدا’. وذكر الموقع ان بهنس اقام اول معرض له للتلوين في الخرطوم عام 1999 وبعد مشاركته المتميزة خلال ندوة ‘لغة الألوان’، التي نظمت بألمانيا في عام 2000 التي شارك فيها الى جانب خمسين فنانا افريقيا اقام بهنس معرضا بالعاصمة السودانية تبعه آخر باديس بابا في اثيوبيا واقام معرضا اخر في مدينة نانت في فرنسا.
وعلى موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك اشار حمور زيادة انه ‘قابل بهنس في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وكان يختلف عما شاهده فيه في القاهرة فقد كان شابا متعدد المواهب ومليئا بالطاقة والحيوية والابداع المتجدد وقد اهداني خلال هذه الرحلة روايته البديعة ‘رحيل’).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ناصر البهدير
مدير عام سابق
ناصر البهدير


عدد المساهمات : 3674
نقطة : 16226
تاريخ التسجيل : 30/01/2010
العمر : 54
الموقع : البحرين

وداعأ بهنـــــس Empty
مُساهمةموضوع: رد: وداعأ بهنـــــس   وداعأ بهنـــــس Emptyالأحد 22 ديسمبر 2013, 8:36 am

[rtl]بهنس.. عويل حبة الخال
ناصر البهدير
قصص ما بعد منتصف الليل التي تروى على طريقة الهدهدة منذ قرون أجزم بأنها لا تتطهر بهذه الطريقة التي اختار عبرها بهنس أن يخلد بها نفسه في أضابير الوهن الإنساني وضمن زمرة الأدباء الذين رحلوا على قارعة الإنهاك والجدب الوطني وهم يعبرون صراط مخاضهم الكبير بعد ذلك الضنك والوحشة القاتلة وإخوان الانسانية الذين غابوا في غياهب الذات.. ومثلما كل إنسان مشروع مقال أدبي أو مادة صحفية إلا أن بهنس قافلة من دفاتر الحكاوى والروايات المترعة بالتفاصيل التي خطها بيده وختمها بمرافعة مجيدة على أرصفة صديقه النيل في زمن بائس وجاحد.
وغابت النفحة! سيان إن كانت نفخة أو موجة من البرد القارس هى التي أشرقت بحبة الخال الموسوم بها حد العويل والنحيب حيث صنعت من وسامته أرخبيلاً للعزاء والنواح وحائط مبكى لاحزاننا.. كلها الأشياء تتشابه في التساوي بين حقول العهر المريض بوصمة الأنا والتي أكتنزت بعض دم من ضلع فنان وصنعت منه تمثال متيبس في حلقونا سننظر إليه كلما اشتهينا أن نبكي ضمائرنا.
لا تُذكر جامعة أم درمان الأهلية في تسعينات القرن الماضي إلا ويذكر معها محمد حسين بهنس، إذ أضحيا كتوأمين لحالة بديعة من الحرية والإنسجام الإنساني، عاش تفاصيلها جيلنا الذي عاصره في الكثير من مشاوير صور إبداعه المليحة. نتذكره بدون جلبة وهو يتنقل محملاً بأدواته الإبداعية في حقيبة مهترئة ذات ألوان باهتة يضعها على ظهره حيث تفوح برائحة الأوراق والكتب والوان الرسم والزيت وأقلام الرصاص أو جيتاره الأنيق الذي يمتشقه في كل مكان ولا يبالي بالشكليات الرسمية والبرتوكولات المكتبية أو تساؤلات عوام الناس وتأفف نخبة وصفوة المجتمع.. 
كما كنا نراه عن قرب واحتكاك بسمته المهيب وصمته البالغ يومئذ عند دخوله وخروجه بأدب بين بوابات أروقة الصحف اليومية كفراشة تتحلق حول نفسها في هالة من الضوء الشفيف.. ها هو ينسل من عمق شوارعنا المتربة بذات الهدوء والجسارة شاهرا ومفجرا فضحيتنا إثر هروبنا الكبير نحو مرافيء الهجرة والغربة أو كتم الأنفاس وشح الأرزاق بالداخل.
شاب نشيط وهاديء الملامح وخفيف الظل ومتعدد المواهب والمهارات المتنوعة وشعلة من العطاء.. واضح الخطوات والتعابير والهمهمات وتسكنه طاقة متفجرة وحيوية تكاد لا تنضب مع كل ميلاد جديد من الإبداع يمنحه للناس بلا ثمن.. فهو صاحب روح جياشة ومفعمة بالاتقاد ونباهة في قرض الشعر وكتابة الرواية والقصة والنحت والتشكيل والتصوير الفوتوغرافي والعزف الموسيقى والغناء والتلحين والصمت البهي والقلق الخلاق. 
بهنس رحمة الله عليه لم يكن عاديا حتى نصمت عن فاجعة رحيله الأبدي.. ومثله؛ نوافير الدم وطواحين الموت المجانية التي نصبها المناضلون واللصوص والمرابون عند كل حارة وزقاق.. ودعنا بهنس بشارة الهزيمة والمرارة ولكنه أراد أن يقول لنا: كفى نقيعاً ولعباً على المراجيح!.. طالما صاحب الوقت والرفاق إختاروا الخنوع والتمرغ في سجادة العطايا بين رخام الذات المهزومة.. واستلموا كامل مخصصاتهم الوظيفية لجز دهن الوطن.
قال كلمته صاحب الشامة ومضى وقالها من قبل حين إمتطى موسيقاه وفرشاة ألوانه الخالدة وعربد بالشوارع مغنيا وعابسا وضاحكا ومتبرما ومتمردا ورساما ومتشردا في جوف غيمة حزنه وشجنه الخاص والعام وما (راحيل) إلا منطاد صعوده الأبدي إلى السماء وعروجنا الأخير حين عرتنا الجحافل المستنيرة حتى سقطت وأضحت مجرد ذكرى أليمة.
وقالها العبقري وشهق بصوته الجميل وأنامله السحرية والمدهشة أينما وضعها نبتت زهرة ولوحة وطفلة وحبات سمسم.. قالها في حصار ملك الموت وتفرغ الرفاق لوسم بعضهم البعض وكأنهم بجعات برية تحلم بتفريخ البيض الذهبي والريش الناعم المزركش.
فالهزيمة واحدة إن صنعتها السلطة أو أولئك القابعون على برج أحلامهم حتى يزول المشروع الحضاري وأصنام الحسكنيت البغيضة وكل تلك الوجوه القذرة التي سرقت بت أم لعاب والبرغل والبراءة وخصل العفنون وفحل البصل والإنسانية.
كلنا بهنس حين يتقيح الجرح ولا يندمل ولا يجد من يطببه ولو بضمادة من لبن العشر الوطني.. هى حكاية موغلة في البكاء المستغيث لنزالة وطن يحترق من بين أيدينا منذ يوم أن فرطنا فيه.. وبهنس سيفنا المثقف حالة من آلاف المشاهد المخزية التي تكتظ بها دروب الوطن وجيوب الغربة اللعينة حتى طرقاتنا الممتلئة بستات الشاى والفول والتسالي وجذع كل الأشجار العالية التي تستعد للسقوط.. ستطاردنا اللعنة طالما ساهمنا في هذا النزيف والدم المحترق بصهد حجة الانتماء والنضال والتحريض وذلك الزيف.. من قبل أنزووا كُثر- بعضهم رحمة الله عليهم وأكثرهم نسأل الله أن يرد غربتهم الروحية - وغابوا في دهاليز تلك الأنفاق التي بانت لهم أرحم منا جميعا.. كنا قتلة ومأجورين يوم أن قررنا تأجيل التضامن من أجل تناول جرعة الممانعة وهتاف إسقاط الطغمة وصاحب المديدة والصديد وإنشغلنا بتفاهاتنا الصغيرة وتسويق سياسات النضال العاطفي وقبض العمولة وثمن الإعلان البخس تحت طاولة منهج النقد والإستنارة .
يرحل بهنس في عتمة الخوف والهروب الكبير ويترك رسالة قاصفة، وإن تدثرت بالبرد والجوع والتشرد.. سؤال يجب أن نقف عنده في حالة المثقف الطريد بفعل السلطة وفي حالتنا جميعا هنا وهناك وإن ضاقت المعابر والمداخل والأنفاق.
لعلها التراجيديا الفاجعة أن يصادف اليوم العالمي للمهاجرين أوان إعلان رحيل بهنس المتجمد وسط صمتنا المخزي والمزري والعاجز عن الإبانة.. كيف تسرب من بين أيادينا وتفرق في الأعالي منشورا بطعم الفضيحة.. والحية بيننا تمتص رحيق الشوارع ودمها..
فالموت راحة له من تلك الطلاسم والأقانيم التي ترعي ببلاد السباع والضباع والهوام التي إختصرت الحياة في تلافيف الذات.. فالله أولى به منا جميعا؛ حين فشلنا في سترة عرى الوطن المفسوخ والمجروح بحلوق الافندية واللئام.
والمترفون جميعهم يستخدمون الشوكولا في المساج بتغليف الجسد وتدليك الوجه لإزالة الخلايا الميتة والبقع وشلوخ هويتنا وجعل البشرة أكثر نعومة ولمعانا.. هنا وهناك لا يهم طالما هكذا يسترخون في رفاهية مترفة على حساب شيوع الكلأ والماء والنار..
دهنوا رئاتنا وسمموها بالكراهية والموت ودمغوها ودبغوها بشامة الكبريت والبيض الفاسد حتى احتضرنا على دفاتر الهوية الجديدة وما تبقى منا يستهلك يومه في قات الموت البطيء وينتظر حظه الملعون حتى يجد خرقة تستره من البرد والمطر والخوف الوطني وزنابير النمتي اللعينة.
رحيل بهنس صفعة مؤلمة وأكثر من ذلك على الخد الوطني المنصرف للتلميع والجدل والدجل حين فتح الستارة على أوزارنا وتماسكنا الهش والمتضعضع وكشف المخبوء من أسمال وزخومة ونتانة. 
موت كان أرحم.. الموت؛ زائر بهنس على استحياء جعله كائنا حيا بيننا على أكثر من مساحة ومسافة.. فلم يجد في شوارع المنفى سوى الرحيل والسكينة فالموت أولى وسترة قماشة من رهق غربة الذات والمكان وصبية وطن مزقوه إرباً إرباً.
وتبقى الروح التي تمردت على كل شيء إلا فنها الخالد وطرقعة الأصابع المحترمة والمصونة بعافية الحلال حين عافت كل لحوسات الأفندية وكانت في سعة عن اللجاج والغث والبغاث.. وكانت الروح حاضرة في زيت اللوحات وعصب الأوتار وطعم الغناء الشجي.
شمعة وانطفئت وبقى عمودها صلبا ينير حالكات الطريق ومسيرة سنتوقف عندها لمراجعة الذات الثملة.. آن لنا أن نستفيق من سباتنا وغفلتنا وغفوتنا وعزلتنا وموتنا الأرعن! ليس خوفا من الموت الذي سيأتي حتما وانما لنعيش حياتنا كبشر وفي سمو الإنسان.
طوبى لك أيها الراحل النبيل يوم أن إخترت كفنك من الزَّمْهَريرُ في الهواء الطلق.. رحلت ويدك معصومة ومغلولة إلى إبائك وأنت تئن تحت وطأة المسغبة ورهق النفس والصقيع وسطوة القلق ونخوة الأصدقاء الكالحة وفارقتنا على وسادة مطمئنة بطقس موتك الحافل الذي لا ينتظرنا.
لك الرحمة أيها الفنان بهنس صاحب الحضور الذكي والمهذب في كل منابرنا.. لك المغفرة وأنت تسدل طاقة الإمكان في رسالتك الفاحمة؛ لنا ولهم وللغافلون بمعية آله المدينة. 
نْم على أكف الراحة الأبدية وصدر الأمنيات التي أحترقت من أجلها يا سفيرنا النورس الذي مضي وخط بجسده... جسارته وإرتحل.
نْم هانئا ودعنا في حرب (الجرون والقرون) والبتول الجديد نجتر المرارة ونجترع دم الجرح ونجترح الشقاء وفي إنتظار موتنا التعيس.
[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يعقوب اوشى عيدالكريم
مشرف
مشرف
يعقوب اوشى عيدالكريم


عدد المساهمات : 1079
نقطة : 11382
تاريخ التسجيل : 26/08/2011
العمر : 44
الموقع : قلب البركس
المزاج : يتغيرون فقط.عندما نخبرهم اننا نحبهم جدا؟؟؟

وداعأ بهنـــــس Empty
مُساهمةموضوع: رد: وداعأ بهنـــــس   وداعأ بهنـــــس Emptyالأحد 22 ديسمبر 2013, 4:48 pm

لكاتبة السعودية بصحيفة الوطن سالمة الموشي تكتب عن وفاة بهنس:-

أنت مثقف.. مت على الرصيف
كيف سنموت؟ من يعرف النهاية، إن عرفنا كيف سنموت فسنفقد المتعة في العيش، وهو ما لم يعرفه الروائي والشاعر والفنان التشكيلي والموسيقي السوداني مؤلف رواية "رحيل" محمد حسين بهنس الذي مات متجمدا من البرد في شوارع القاهرة بينما عرفه رفاقه ومعجبوه بعدما مات على طريقة الأرصفة الوحشية.
لم يرحل محمد حسين بأناقة كما فعل أينشتاين وهو على فراش الموت، إذ رفض أن يكمل حياته صناعيا قائلا: "أريد الرحيل وقتما أريد ذلك". استكمال الحياة اصطناعيا شيء لا طعم له. لقد قدمتُ نصيبي، آن أوان الرحيل. سأرحل بأناقة.
في عالمنا العربي، ليس بمستغرب أن يموت المثقف بدون أية أناقة، يموت من الجوع، أو من التشرد، أو يقضي بقية حياته مسجونا رهين ديونه الصغيرة، ليس بمستغرب أن يبيع كتبه على أحد الأرصفة ليشتري بثمنها خبزا. ببساطة لأن الكتاب ليس ثمينا في مجتمعاتنا، اللوحة الفنية ليست مطلبا ،الفكر ليس مهما. الكل لا ينظر إلى هذه المعطيات بكثير من الأهمية. وزارات ومؤسسات الثقافة في العالم العربي ليست إلا مكاتب يملؤها الخواء المعرفي.. واجهات شكلية تخدم ذاتها ومركزيتها ليس أكثر. لم نسمع يوما أن أية مؤسسة ثقافية ساندت مثقفا أو فنانا.
نعم، العالم ليس عقلاً.. ليس إلا فما شرها وكبيرا يلتهم الطعام وحسب. ويجب أن يكون لسان حال أي مثقف أو فنان كرس حياته وروحه وفكره لأجل رقي العقل الإنساني: لماذا أحيا وما الشيء الذي يبرر بقائي، وما الذي يستحق أن أفرح به أو يساوي فرحي، بماذا أبرر بقائي أمام نفسي تبريراً عقلياً أو أخلاقياً كإنسان؟
محمد حسين مثله مثل كل الروائيين الحقيقيين الذين لم يعرفوا الطريق إلى منصات التكريم والتصفيق والمنح الكثيرة التي يحصل عليها المزيفون في عالم الفن والثقافة. لقد عاش حياته غريباً عن العالم متمرداً على عدم الفهم.. ساعياً إلى الكمال والمساواة، ولكنه عاجز عن تفسير العلاقة بينه وبين صمت الكون القاتل.. عاجز عن تخيل أن قدره أنه سينتهي بالموت متجمدا بينما لم يبح له بتفسير الموت ومعنى الحياة وما إذا كانت الحياة تستحق أن تعاش أم لا؟
أن يموت مثل هذا الرجل على أرصفة مدينة كالقاهرة التي كانت يوما منارة للمثقفين، ليس أيضا بمستغرب، فقد ماتت لربما على ذات الرصيف مي زيادة. ليس الموت مخيفا اليوم، وأظن حال وصوت كل فنان ومثقف عربي هو لن أهلع قط من الموت.
وإن كان الحديث عنه قد صار أكثر ابتذالاً من الموتِ نفسه وإثارةً للغثيان.
"إن خوفي كله من الموتِ في أرضٍ.. يكون فيها أجرُ حفارِ القبور أغلى من حرية الإنسان.. ومن الإنسان".
سالمة الموشي 2013-12-22 1:27 AM
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يعقوب اوشى عيدالكريم
مشرف
مشرف
يعقوب اوشى عيدالكريم


عدد المساهمات : 1079
نقطة : 11382
تاريخ التسجيل : 26/08/2011
العمر : 44
الموقع : قلب البركس
المزاج : يتغيرون فقط.عندما نخبرهم اننا نحبهم جدا؟؟؟

وداعأ بهنـــــس Empty
مُساهمةموضوع: رد: وداعأ بهنـــــس   وداعأ بهنـــــس Emptyالإثنين 23 ديسمبر 2013, 10:12 am

محمد بهنس أيها السوداني النبيل.. قُل أنّكَ سامحتنا ! على قارعة التجاهل ، تكوّم ذلك الشاعر ، وترك الثلج يُكفّنه في أحد شوارع القاهرة . محمد بهنس ابن السودان الطيّب الكريم ، كان يثق في كرم الثلج ، يُفضّل على حياةٍ يتسوّل فيها ركناً دافئاً في قلوب الغرباء ، ميتةً كريمة ، لا يمدّ فيها يده لأحد . يده تلك التي لم تكن تصلح سوى للعزف وكتابة الشعر . لماذا كابرتَ إلى هذا الحدّ أيها الرجل الأسمر؟ لا أحد كان في بياض قلبك غير الثلج . وما جدوى أن نبكيك الآن ، وما عُدتَ معنياً بدمعنا ، وأن نزايد عليك شاعريّة ، لأنك هزمتنا عندما كتبتَ بجسدكَ الهزيل المُكفّن كبرياءً ، نصاً يعجز كثير من الشعراء المتسوّلين الأحياء عن كتابته . لم أقرأ لكَ شيئاً ، ولا سمعتُ بكَ قبل اليوم ، ولكني صغرتُ مذ مُتّ جائعاً على رصيف العروبة البارد . كلّ كلماتي ترتجف برداً في مقبرة الضمير ، عند قبرك المُهمل . أيها السوداني النبيل ، قل أنّك سامحتنا ، كي لا أستحي بعد الآن كلّما قلتُ أنني كاتبة . في زمن مضى ، كانوا يكتبون على حائط في شارع " اخفض صوتك . هنا يسكن شاعر يكتب الآن " . اليوم يعبر المارة أمام جسدِ شاعر مُتكوّم من البرد ، فيسرعون الخطى كي لا تقول لهم الجدران " أدركوه.. ثمّة شاعرٌ يموت الآن " .


احلام مستغانمىوداعأ بهنـــــس 1528595_616784385023791_1097742837_n
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وداعأ بهنـــــس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة  :: المنتديات العــــــــــامة :: التوثيق-
انتقل الى: