فكرة الكرة نفسها فكرة تستعصي على الفهم .. اذ اننا من الممكن ان نستوعب ان هنالك (22) فرداً يمارسون رياضة الجري خلف جلدة مستديرة .. ونفهم ان توضع لها قوانين تحكمها .. اما مالانستطيع فهمه هو ذلك الضجيج والصخب العجيب والجموع المتدافعة صياحاً وهتافاً فرحاً او غضباً وإشتباكات .. وربما عنفاً لفظياً وجسدياً .. والحكاية كلها جلدة مستديرة والفريقين كليهما حضرا ليكون احدهما الفايز او متعادلين .. وهذه هى النتيجة الحتمية للكرة فى حدود علمى .. اما مايجري فى بلادنا فامره عجب !! فى قمة ماسي شعبنا وشظف عيشه وحكام يزيقونه الأمرين .. والجهاز التشريعي والرقابي (البرلمان) رئيسه يرى ويقرأ تقارير المراجع العام وماتذخر به من ملفات الفساد ..يحاول ان يشغلنا الاستاذ / الفاتح عزالدين عنها بقوله (ان موقعه بالمجلس سيكون محراباً للعبودية لله ) وهل من العبودية لله تقبيل راس الرئيس السابق؟ واذا كان المجلس محراباً للعبادة فماذا سيكون دور مسجد الشهيد سيادة رئيس البرلمان ؟ ماهذا التشوف الذى يلتحف قداسة الدين ؟! والسودانيون لاينتظرون من البرلمان الا الغاء القوانين الاستثنائية والقوانين المقيدة للحريات ومحاربة المفسدين ومحاسبة المفسدين وإقامة موازين العدل ومراعاة حرمة الدستور والغاء كل القوانين التى تسلب مامنحه الدستور.. هذه هى العبادة الحقيقية استاذ الفاتح عزالدين.. وتذكر أن ( الإبل لابى طالب وللكعبة رب يحميها).. واحترمنا كلمتك انك من بيت فقير ( وماكنا بنشبع) حقيقة هو اقرار ممتاز ، لكن كيف انتم الان بعد ان راينا الجماعة تعيش فى سودان غير سودان عامة اهل السودان ؟! بعد لذة وسطوة الحكم خاصة وانكم فجأة تطاولتم فى البنيان .. وافقرتم السودان وحزتم الحسان مثنى وثلاث ورباع ..فكيف هو الحال؟!ومن محرابكم نسالكم ماقولكم فى ان يتم صرف 12مليار جنيه ودفع مليون ونصف دولار ليلعب فريق المريخ امام بايرن ميونخ وتتحرك طائرة خاصة تقل مائة شخص .. فى وقت ماكينات غسيل الكلى متوقفة ومحاليل الغسيل معدومة ، والبنوك السودانية تئن من المصاعب ..والمستشفيات تفتقر للادوية المنقذة للحياة .. بل اجهزة التنفس الصناعي للاطفال يستجدى لها حسين خوجلى المتبرعون .. ووزير المالية قبل كل شئ يصرخ بعجز 12مليار جنيه فى الموازنة .. والخرطوم تملأ شوارعها الحرائر وهن يسألن الناس إلحافاً عن لقمة تسد رمق اطفال اورثهم سوء التغذية الامراض ولامستشفيات تعالج ولاحكومة تعبأ بهم .. وتحدثوننا عن هزيمة المريخ بشرف !! نحن لا ننعى على الرياضة والرياضيين هواياتهم ولكنا نبحث مجرد بحث عن هذه الاصابع التى تحاول إلهاء شعبنا وتلوين الأشياء عنده بمكر خبيث .. وماندركه ان الهزيمة هى الهزيمة .. فمن يريد ان يسوق لنا فكرة ان هنالك ( هزيمة بشرف) واخرى (بلا شرف) ؟ وأية كارثة يريد القوم تمريرها علينا ونحن تنتفخ اوداجنا فى مغالطات الهزيمة بشرف وبدونه وفجأة ننتهى من الخلاف العقيم فنكتشف مصيبة وقعت وكنا عنها من الغافلين .. فقط سؤال للجميع هزائمنا ونحن نحرم من ابسط حقوقنا الدستورية والسياسية والاقتصادية هل هى هزائم بشرف ام بغير شرف ؟ وحتى يبين المستخبي .. سيبقى راينا بان الترف يورث السفه.. وسلاااااام ياوطن..
سلام يا
(شاب سعودي يضرب طبيبة سودانية بالعقال ضربا مبرحاً نومت على اثره بالمستشفى وقع الحادث بالسعودية ..) نهدى الحادث لوزير صحة ولاية الخرطوم الذى قال هجرة الاطباء لاتزعجنا .. ونهديه لوزارة الخارجية لنسمع منها اين هى من كرامة الانسان السودانى وخاصة بناتنا اللاتي شهد هذا العهد البائس اكبر عملية تهجير قهري لشعبنا .. بغلة فى العراق ارقت سيدنا عمر رضي الله عنه فمابالكم بطبيبة سودانية تضرب؟ وسلام يا..
الجريدة السبت 11/1/2014
حيدر أحمد خلف الله