غابتنا الحليقة
عبدالرحيم ذوالنون محمد عثمان
هائمٌ على أطلالِ غابتِنا الحَليقة
أتسكعُ في فسادِ الارضْ
اُكملُ ما تبقى مِن غِناء الريحْ
لم تنجو غير جريدتين شاخصتين
في صبرِ ظِلٍ جميلْ
رياحٌ تتأوه على صحراءٍ غائِظة
في البَعِيدْ أسماكٌ تُهاجِي الشرود الوقِحْ
لِمَجْرى أشدّّّ وقاحةً
لِتُناجِي مِئْذَنةً ترْنُو إليكَ بِلا اسْتِئْذان
تُعانِق الاُفُقْ
تَهديكَ الأمَانْ
وأنتَ كمَا أنتَ لا تَكْتَرِثْ
تُغَنّي لِليلٍ بَهِيمْ
يا حُزْنِي القَادِم مِنْ شَئّ فِي اللاشَئّ
يَا صَوْتِي المَبْحُوحْ
يَا صَمْتِي المَصْلوبَ سِنينَاً فِي شَفَتِي
اتْرُكَنِي لابوحْ
فِي حَضْرة الظَلامْ
عَاصِي الكَلامْ يَتُوقُ لِلهَرب
إلى الذي يَنَامْ
إنّه الظَلام
ُيضْفِي عَلى المَكَان فَوْضَى بإنتِظَام
يُحَاصِر العَمَل
شَبَح الحَياة المَديد
يَغْتال الصَباح بِحَذَر
ويَمْنحَنا قَهْقَهةً تُقَدّر بِثَمَن
ويَصْلينا بِنيران القِيودْ
فأنَا لَنْ أبْكِي
لكِنّي فِي تِلْكَ الأطْلالَ سأتِي
لأودِّع حُزْنَاً يَسْكُن فِي إهْمَال
وأحُلَ طَلاسِم كُتْمَان
يَنْهَلُ مِن إشْلاءِ عبْقَرِيةٍ بَائِسة
سأجِيء لأحْزو حَزو نَهَار
يَمْحُو مِنْ تِلكَ الجُدْران
إبْتِسَامةَ ظُلُمَاتٍ طَائِشَة
أتَحِنُ لِي قََرَويتِي؟
إنَنِي آتِي...