التحيــــ للكل ــــة
اشرق الشمس ذاك اليوم كعادتها وهي ترسل اشعتها الذهبية الى صفحت الاشجار فصحيت في نشاط والى تلك الانعام قامت تعازل اولادها والى حجور الطيور فاطحت ترسل زغاديها يمنة ويسرا
والى غرفتي والتي لم تسمح لها النافذ بدخول اشعتها الا بالقدر الذي يوفره ثقب النجار على النافذه . دخلت تلك الاشعة الذهبية وهي ترى كالخيط يتحرك في تجاه معاكس لحركة الشمس وجعلت من الغرفة وكانها ناس عين تريد ان تقيظ من كان في سبات وبعد همسات اشعة الشمس الذهبية استقيظ كل شي وراينا كل ما اخفاه الظلام في تلك الليلة ولكن لطفه الله ان جعل للروح سياحتها وكل حسب ما تضمره حواشيه وافكاره النهارية وهي ترى رغم الظالم بل وترحل حينا دون استئذان ولا تاشيرة ولا جواز سفر تلك هي الروح
وبعد المراسيم الصباحية من صلاة وشرب الشاي ( شاي اللبن )
ذلكم الشاي الذي تسبقك رياحته الذكية قبل ان يصلك الشاي وكانه يُهايك نفسيا ووجدانيا وايضا انزيمينا لتتهيا له في شراب تتناول وبين كل شرفة منه تنظر الى الكاسه من اعلى الى اسفل مطمينا على الكمية لتحدد وقت ودعاها وخاصة اذا كانت ام الحبايب لديها ( الحلة المقننة للحليب ) وهي معرفة لدينا اهل الشمال الخصيب .
وبين هذا المراسيم يُفتح الباب قبل الموعد المحدد له
رايتها تنظر الى الاشجار بعينين فرحتين وشفتاها مطبقتان كأن قبلة الانتظار طُبعت عليها . كانت لي رفيقة في الصغر تعلمنا شهورا في مدرسة واحدة ، ودرسنا امثولة واحدة ووحدتنا ضحكة واحد وسمعنا ارشادا واحداً . لا نعرف سواء النهار وضوحا والا سواء الليل سكونا كنا كما اردنا درسا ولعبا ولهوا ومرحا.
وكبرنا وكبرة ايضا تلك العلاقة
قالت لي ( ما لي أراك حزينا)
قلت ( يحزنني الربيع )
قالت ( اخبرني ما بك)
قلت ( يحزنني الربيع . يحزنني أن أرى مواكبه الجميلة تسير في الفضاء فلا يراها البشر إلا من كوى ضيقة ثقبت في الجدارالحديدية التى اقامها هو حول نفسه ولكن لا تنطلق الى الفضاء الواسع الا حين ينام
ويحزنني ألا أكون مستقل بحجرتي وأن يكون للآخرين حقوق عليها يفتحونها ويغلقونها كيفما شاؤوا لا مثلما أريد .
قالت ( ما يحزينك )
قلت ( يحزنني الربيع . تحزنني هذه الازهار الزرقاء والصفراء والحمراء . انها تنور على أطراف الأغصان ويبرز جمالها وسط جمال الكون البديع . انها تستنشق الهواء بكل ما فيها من قابلية وتتمتع بالحياة بكل ما فيها من استعداد. فلماذا على بني الانسان ان يحسن تنظيم كل شي في هذه الحياة ويحسب لها الحسابات التي يعلمها والتي لا يعلمها ظنا منه انه لا يمكن ان يستفيد من كل شي مودع في هذا الكون الا بالحساب والنظام . ويفلت هو من النظام ويكون بذلك دون النبات تنعما بهذه الحياة .ودونه حرية ودونه حياة ودونه ودون ودو ود و وو،،،،،