منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة ترحب بالزوار من ابناء المنطقة وجميع الاحباب والمريدين داعين لمد جسور التعارف بين الجميع ودوام التواصل
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة ترحب بالزوار من ابناء المنطقة وجميع الاحباب والمريدين داعين لمد جسور التعارف بين الجميع ودوام التواصل
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولمركز تحميل المصنع     مجموعة الفيس بوك

اهلا وسهلا بناس المصنع عزيزى العضو فى منتدى مصنع سكر حلفا الجديدة تفضل بالدخول الي المنتدي واذا ما مسجل معانا تكرم بالتسجيل والتمتع معنا ولقاء الاحبة والاخوان ومن فرّقتك عنهم طرق الحياةولو ما عارف كيف تسجل في المنتدي فقط إضغط زر ( تسجيل ) واتبع الخطوات ,واحدة واحدة,(الادارة بتفعل حسابك )

 

 ماما عشوبة.. أم برائحة الطفولة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ناصر البهدير
مدير عام سابق
ناصر البهدير


عدد المساهمات : 3674
نقطة : 16604
تاريخ التسجيل : 30/01/2010
العمر : 55
الموقع : البحرين

ماما عشوبة.. أم برائحة الطفولة Empty
مُساهمةموضوع: ماما عشوبة.. أم برائحة الطفولة   ماما عشوبة.. أم برائحة الطفولة Emptyالسبت 08 مارس 2014, 11:50 pm

ماما عشوبة.. أم برائحة الطفولة
ما زلت أتذكر تلك الحقيبة التي اقترنت عندي بالذهاب إلى المدرسة وعهدي بها الأول الزاهر في مصنع سكر حلفا الجديدة جوار زاوية السادة البرهانية. إبتدائية (أ) بنين لم تكن عندي فقط هى المبتدأ والمنتهى لرحلة استمرت ست سنوات فقط إذ إنها كانت البدايات الأولى لأول رحلة انطلقت من عتبات الروضة الشرقية بحى الموظفين الكبير تبحث عن مبتغاها في دروب الحروف تتوه حيناً وحيناً أخر تخلد إلى الراحة، ولا تزال تبحر في عباب المدى والأمواج المتلاطمة.
تلك الحقيبة المدرسية كانت هدية تخرجنا في حفل صغير أقيم في فناء الروضة الشرقية في عصر يوم من شتاء العام 1977 تقريبا. ولم لا أحتفي بها طالما أنها واحدة من أعظم الهدايا التي تلقيتها في حياتي على الإطلاق، ولا تزال عظيمة عندي لدرجة تذكري لكل معالمها وملامحها التي لم تغب عن ذاكرتي حتى ساعتي هذه.
اصطفينا عدد لا بأس به من البنات والبنين في صفين متوازيين ولم يتجاوز عددنا وقتها نحو 15 طفلا. مناسبة صغيرة تحتفل بها الروضة كالعادة بطريقة مبسطة نمضي فيها مع كوكتيل حلويات وفواكه وكوب شاى من الحليب وشنطة صغيرة بلاستيكية وبداخلها قلم رصاص ومسطرة وممحاة (استيكة) ومبرأة (براية) وكراس مقسوم إلى جزئين؛ أحداهما نوتة لمادة الحساب والنوتة الأخرى لحصة العربي.
جو غلب عليه نوع من الارتباك والتوتر والفرح الممزوج بالخوف ونحن لا ندري ماذا سيجري لنا في الغد؟ كل ما أعرف كانت تنتابني أشواق عظيمة وفرح غامر وعارم وعامر بالانتقال إلى صفوف المدرسة والاحتشاد في صف الحلم الكبير الذي انتظره على أحر من الجمر كى يتحقق.. وقد عشت لفترة من الوقت داخل دار الروضة بجسدي فقط وأشجان الروح معلقة بالمدرسة.. تلك الفكرة الصامدة التي لم تنهزم طيلة انشغالي باللعب وحلوى لبان ودربس والنعناع، فالقلب كان معلقاً باستار فصول الدراسة فقط.. لا أدري لماذا كان هذا الولع محتدماً داخلي بتلك الصورة المقلقة لدرجة رفضي مراراً الذهاب الى الروضة؟
لا أعتقد أنني كنت أواجه مشكلة ما بين أقراني ولا معلماتي الفاضلات ولا حتى الذين يعملون داخل الروضة أمثال حاجة خديجة أو عم موسى أو عثمان دبابة أو غيرهم من العاملين. ربما رغبة متحفزة للخروج والاستعجال للالتحاق بالمدرسة شغلتني كثيراً، ولم أجد لها حلاً غير النزوع إليها والركون إلى محيا طريقها المحفوف بالمخاطر.
كان لا بد أن أورد بعض الأشياء التي شكلت وعينا داخل الروضة بكل شفافية حتى أعبر تلك المفازة التي وجدت نفسي فيها.
في تلك الروضة العتيقة نهلنا من معين أمهات من غرس نساء الدنيا وكن أجمل الشابات وقتذاك ونحن في يفاعة الصغر ندور مع العابنا بأزيائنا المزركشة بياقة رقيقة تميل إلى لون غامض والنساء يطلقن عليه اسم الكبدي تيمنا بكبدتهن ربما أو كبد البقر أو الخروف كما أظن، ربما أقرب إلى لون (لسان البقرة)! نعم، كانت كرفتة صغيرة وغريبة اللون ولا تشبه الذوق العام حتى في نوعية قماشتها الترِفيلة كما نعتها رفيق دروبي راشد عمر الجاك.
كلما مررت بسيرة فترة الروضة الشرقية أتذكر (لبسة الروضة القبيحة وياقتها المنقوعة بلون الدم).. ومن شدة غضبي منها وكرهي لها حتى هذه اللحظة يغيب عني لونها ولكن من الممكن أن أصفها بكره عميق وبذات شكلها الدميم الذي كان يشكل في داخلي صدمة عنيفة. هذه اللبسة تتكون من قطعة كبيرة أشبه بجوال السكر الكبير ويبدو لونها متسقاً تماماً مع لون السكر الأحمر وبتلك المقارنة تنعدم فيها روح الطفولة البريئة. ولهم العذر أولئك الذين صنعوا لنا هذه الروضة الجميلة ومهدوا لنا فرص التعلم فيها.
فاللبسة للأسف كانت نسائية كاملة الدسم، كفستان أي طفلة صغيرة، فقط تزينها قطعة ربطة عنق صغيرة وقصيرة على صدرها يختلف لونها عن لون اللبسة وهذا ما كان يميزها قليلا.. وكنت كل يوم أدخل في صراع محموم مع والدتي (ربنا يديها العافية والصحة)، وأظل في صراخ وضجر حتى أغادر البيت مضروباً بالمكنسة أو بغيرها، والدموع تبلل كل مساحة هذه اللبسة اللعينة من الأمام حتى تتسخ بمافيا الدموع والغلب الذي كان يلازمني من لبسها.
على الإطلاق لم ارتاح لها، بل لقد ولدت في نفسي كرهاً بايناً لن انساه وإن طال الزمن، وخلقت بيني وبين الروضة ودروسها والعابها فجوة كبيرة للدرجة التي طالبت فيها أسرتي بتحويلي إلى المدرسة لاني لقد أصبحت قادراً على الكتابة والقراءة، وبالفعل ذلك حدث، فقد أجدتها على نحو مقبول ومحدود، وربما كانت حافزا كبيرا ومهما ساعد في تعلمي بسرعة في فترتي بالروضة.
فالحمد لله بعد عام تقريبا أو اقل من ذلك صدر قرار بالغاء هذه اللبسة الكارثة (الستاتية). في الغالب الأعم يعود الأمر ومرد ذلك إلى الأنطوائية والخجل وهى صفات تلازم بعض الأطفال وللأسف كنت منهم.
وفي دار تلك الروضة وملاعب طفولتنا التي لا تزال تقف بذات المهابة، نهلنا الكثير من معلمات لهن باع طويل في أسس التربية والتعليم.. معلمات شكلنا بواكير الوعى لكل أطفال السكر وساهمن بربطهم بمرحلة الدراسة من ناحية إعدادهم وتدريبهم وتأهليهم في أفضل ما يكون وفق مناهج معدة لذلك رغم أن التعليم وقتها ينحصر في المدارس الحكومية على قلتها والخلاوى غير الرسمية.
الاستاذة منى عبد الجبار حمدي صاحبة الأظافر الطويلة وإن لم تنشبها في جسدي ذات يوم، قادتني إلى تعظيم الاهتمام بالمظهر العام ومحاولة الكتابة مبكراً والتي كانت غير متوفرة وقتذاك في منهج رياض الأطفال كما يبدو، حيث اشتمل المقرر على تدريب على الموسيقى من خلال آلات صغيرة كنوع من اللهو، علاوة على المراجيح والتنزه بالدراجات ولعب كورة القدم وبعض الالعاب وحفظ الأناشيد وقليل من سور القران الكريم. متعها الله بالعافية والصحة إذ لا تزال تعيش بالخرطوم.
أما الاستاذة بدرية المصباح.. زهرة وريحانة رياض أطفال مصنع سكر حلفا الجديدة.. تلك الأم الرؤوم التي احتضنتنا بحب عميق وأدب جم وإخلاص عظيم وافر وتفان منقطع النظير.. وكنا بين يديها كأطفالها تماما، ومنها تعلمنا الكثير، وقد خاطبت مشاعرنا وأذواقنا وكل أدواء النفس بصبر وتقدير لعظم المسؤولية الملقاة على عاتقها. ولا يمكن لي البتة نسيانها.. دائما في القلب تبقى كأعظم معلمة في حياتي تلقيت أبجديات المعرفة على يديها وقلبها الأبيض.. متعها الله بالعافية والصحة.
ولإني دوماً كنت أقول أمي الأخرى دون عسر وإبهام، لذا أجد نفسي مثقلاً بدينٍ تنوء بحمله رأسيات الجبال تجاه الإستاذة ومعلمتي عائشة سعد الله. ولعله إلتزام يبدو غير قابل لقيد التحقق على الأقل في مستواه الأدنى مما يحز في النفس كثيراً، وهذا حزن متقد طالما عجزت عن تكريم أمي العظيمة.
وماما عشوبة إمراة نادرة من النساء الخالدات اللائي شغلن حيزا مقدرا في إثراء الحياة العملية والتعليمية والتربوية في مدينة المصنع بطولها الفارع في وضع اللبنات الأولى لإجيال عديدة تناسلت عبر خبراتها المعرفية الطويلة التي قدمتها في أرخبيل رياض الأطفال. وهذا جهد كبير لا يمكن الوقوف عليه كلية مهما اجتهدنا وتكاتفنا بكثافة عليه.. فمثلها للوقوف على تاريخها الناصع بلا شك دونه خرط القتاد، ولكن مع ذلك نحاول أن نقف على ملامح من تلك السنوات الحافلة بالنشاط والجد والإهتمام بناشئة المصنع.
ما زلت أذكر ذلك اليوم الذي تم فيه تعميدي للمدرسة وهيبة وجلال تلك اللحظات الموسومة بإنتهاء رحلة ممتلئة بالكد والفتور والنفور معا في تضاد يصعب جمعه وكبح جماحه في نفس إنسان جُبل على حياة لا تعترف بالقيود حتى في مقاعد الدراسة فيما بعد أصابني ذات النفور على نحو كبير من تلك الرسميات، وإن لم ينقطع. ولذا لم يكن الأمر متعلقاً بالروضة فقط إذ اكتشفت مللي من قاعات الدرس حتى يوم الناس هذا.
وبهذا أكون محقا فيما سردته في البداية بيد أن الأمر برمته نتاج طبيعة رغم رقة وإهتمام ماما عشوبة وتعلقها بنا واندماجها في أسرتنا في علاقة لا تزال تمضي بذات التراتبية والنظام الذي عرفت به في حياتها.
ماما عشوبة إذ جاز لنا القول يمكن إعتبارها المؤسسة الرسمية التي عبرنا خلالها إلى حيوات مختلفة.. فهي لم تكن تعيش حياتها الوظيفية فقط وتكتفي بذلك، بل عبرت جسر الروضة إلى دنيوات المجتمع ودخلت كل بيوت الأهل كما الهواء العنصر الديمقراطي وتماهت فيها كواحدة من أعظم الأمهات اللائي لعبن دوراً مقدراً في الحياة الاجتماعية لمجتمع المصنع حيث كان يتشكل وقتها على وعى جديد مغاير لبنية الأفراد الذين نسجوا قماشته.
وقد أدت ماما عشوبة دوراً محورياً أخر ومكملاً لدورها الأساسي بقسم الخدمات الأجتماعية تحت رعاية معلمتها الأولى الوالدة وأمنا الكبيرة محاسن الأمين بدري (محاسن المرشدة) رحمة الله عليها.
وتقاسمت الأدوار بذكاء وفراسة، وأذكت نار الحراك الاجتماعي بين نساء المنطقة بكل ثقة واقتدار لم ينفصل عن دورها الكبير الذي قامت به حتى استقرارها مؤخراً بين عشيرتها بالقرية 6 دبيرة من قرى الإسكان.
ومن منا لا يتذكر عطائها الثر وعشرتها النبيلة الممتدة إلى هذا اليوم بين أهل المصنع قاطبة بذات السمت والبهاء المعروفة به منذ أن وطئت قدماها أرض المصنع ضمن الرعيل الأول المؤسس لتلك البلدة الطيبة والزاخرة بالمحبة.
التحية والتجلة والتقدير للأم العظيمة ماما عشوبة التي سقت وروت بدمها شرايين ابناء المصنع في يوم عيد المرأة والتحية مثلها لكل الأمهات والمعلمات اللائي ما زلنا قابضات على جمر قضية تعليم الأطفال بالمصنع بصبر جميل رغم المشقة والتحولات الاجتماعية الكبيرة التي طرأت وغيرت الكثير من ملامح ومعالم وجه المجتمع وبنيته.
[rtl][size=18.399999618530273] [/size][/rtl]
[rtl][size=18.399999618530273]ماما عشوبة.. أم برائحة الطفولة 21ew32g
[/size][/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ماما عشوبة.. أم برائحة الطفولة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عشوبة.. في ذمة الله
» Alrayh Mohammed
» راشد عمر الجاك
» بيتنا .. ضروع الحنين ومراتع الطفولة
» تيمان على يعقوب.. نضار شقاوة الطفولة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة  :: المنتديات العــــــــــامة :: التوثيق-
انتقل الى: