ناصر البهدير مدير عام سابق
عدد المساهمات : 3674 نقطة : 16598 تاريخ التسجيل : 30/01/2010 العمر : 55 الموقع : البحرين
| موضوع: دق السمك بين يدي ود الحلة السبت 12 أبريل 2014, 4:27 pm | |
| [rtl] دق السمك بين يدي ود الحلة[/rtl] على غرار دق السمك بخشم القربة في أغسطس من كل عام، أمتعنا ود الحلة الاخ والصديق والزميل أسامة عبد اللطيف بوجبة شهية ودسمة طارت فيها أناملنا وقلوبنا كما حركة تقاذف السمك بنهر الاتبراوي الرائع أمام عيون وأيادي أبناء مدينة خشم القربة في كل عام من مواسمه المطيرة وفيضان خيره الدافق.وساعات دق السمك بخشم القربة هى يوم مشهود. في منتصف شهر أغسطس، وعندما يتم فتح أبوب السد للنظافة السنوية من الطمي، تظهر كميات كبيرة من الأسماك ويتجمهر أهل البلد منذ وقت مبكر في صباح ذلك اليوم في ضفتي النهر الشرقية والغربية، لصيد السمك. وتعرف هذه المناسبة بيوم "دق السمك" لانه يتم القبض على الأسماك بدون شِباك صيد أو صنارات. وتصادف مناسبة "دَقْ السَمَك" يوم 15 أغسطس من كل عام، أي في قبيل منتصف فصل الخريف عندما تهطل الأمطار في المنطقة وتمتلئ البحيرة بكميات كبيرة من الطمي وقطع الحطب. وفي يوم دق السمك يصطاد الناس الأسماك ليس فقط لاستهلاكه محلياً بل لبيعه في الأسواق وتصديره إلى البلدات والمدن المجاورة.وهكذا عشنا يوم دق سمك آخر بسكر حلفا الجديدة رائع حفته الرحمة، فأندلق سمك أسامة بكميات كبيرة من صيده الوافر في الأسبوع الثالث من مارس 2013م.كنا في دعوة حاتمية خُيرنا في مكانها.. فاخترنا مركز الكمبيوتر إبان احتفالات منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة بالعيد الثالث.ومن السمك ما يدهش ويفتن ويغري ويهلك. ما شاء الله على خبرة الصياد اسامة ود خالتي بدرية المفتون بصيد السمك تماما كوالده عبد اللطيف رحمة الله عليه.ونبض عزيمة أسامة لا يزال حيا وأشواقه في مرمى البصر كلما أشتهى السمك لا يحول بينه مانع. وهكذا عرفناه مجبولا على صنعة أبيه وطريق حرفته من عهد صباه الباكر في ورشة المصنع إلى الاهتمام بصيد السمك على ترع المصنع الوافرة بصيد ثمين منه، ولم يسبقه إلى ذلك غير الحسين محمد الحسين إحد أصدقاء صيد السمك كحال السماكة بحلة كمبو مجان.وعن سمك أسامة لن أقول أكثر من ذلك كما هو واضح ولكن أترككم للصورة وللإخوان عبد الرحمن موسى ومحمود بلال وصاحب الزمان الجميل أسامة الذي برنا بمائدة طيبة من صيد يده الماهرة كما عمله الموزون والمتزن في أشغال الحديد. وللسمك في المصنع سوق لا يعرف بسوق المدينة وهذا من غرائب طبيعة الأشياء في معمار أسواقنا وثقافتها.وعرف كمبو مجان بأكبر سوق للمصنع وهذا حرفة العديد من أهل الحى لذا قوموا عماد صنعته واتخذوا لها مكان بيع عن وعى عميق وبعيدا عن سطوة المدينة وديوان الضرائب والزكاة وقبانة المحلية. لا يدفعون مالاً لأحد طالما حريتهم في أيديهم ورزقهم على الله.. وهل الدولة تطعم سمك الترعة حتى تقبض من مكوس الفهلوة التي إعتادت عليها لرفد خزينتها الخاوية! وهل توفر لهم الدولة مضادات البلهارسيا والقارضيا والملاريا والحميات حتى تسلبهم حقهم الأصيل في رزق أفنوا فيه حياتهم وعرضوها للمخاطر والهلاك وامراض لا شفاء منها؟ وهل الدولة تربي لهم الصارقيل في مزارعها وتمنحهم (الطعم) مجانا لدعم وسائل سبل كسب عيشهم؟فالمصنع مدينة عمادها الأفندية وما تبقى منهم يعتمد في رزقه على سوق المدينة أما صائدو السمك بحلة كمبو مجان حالة خاصة من علاقات الانتاج والتي يتحكم فيها إقتصاد السوق الحر، لذا صنعوا حرفتهم الحرة التي وفرت لهم القوت وبعض أغراض الحياة البسيطة التي يعيشونها بين أكواخهم بسلام دون احساس بحاجة إلى الدولة الغائبة في مماحكاتها وغزلها المنقوض.شكرا عميقا إخي أسامة ودام خيرك الوفير. | |
|