الحبيب عوض لك الف تحية وتقدير
وكما قيل الدرر تبقى صامدة في وجه عاديات الزمان
اخي عوض انت تسحبني من أكمامي وأكوام الغربة النتنة الى عوالم الفرح والوطن الجميل
ها انا اسبح معك بخيالي وانا في طريق العودة العكسية من السوق الى الحلة حاملا بيمناي البرنجية العجيبة التى تعلن نهاية يوم مضمخ بالتعب النبيل وباليسرى كيس الخضار ( طماطم عجور بصل أخضر ودكوة إن استطعت لها سبيلا ) وهي لحظات وأجد نفسي أمام هذا المسكون بالجمال والمحبة , وأبادره بعد التحية ومن باب المحبة لا الكشكرة بأن يتغداء معنا بالمنزل وبدون مقدمات أجده غارقا في ضحكته الجميلة وبلكنته اللطيفة وبكل سخرية يقول لي : ( بدلا من قطع الفيافي والذهاب الى المنزل دعنا نحضر صحنا ونقطع السلطة ونخلص من موضوع الغداء ) وأقول له بكل بجاحة انها سلطة للغداء ولكنه يعلم انها السلطة ولا غداء سواها.
مبارك قمر الدين يندر ان تجد له مثيل كان يجيد قراءة الناس ويعرف مع من يتكلم وفيما يتكلم ويجيد الحوار بمهارة تثير الانتباه وكان محاورا ومثقفا في كل المحاور : من شعر ودين وسياسة ورياضة وحتى قضايا المرأة كان لها حظها الوافر في ثقافته ومما يجذبك للحديث معه سخريته ونكتته الحاضرة التي تتسرب لك مع خيوط الونسة العادية وحتى وسط الحديث الجاد والجميل خالد جسن بمثابة مستودع لنكات مبارك قمر الدين وأخرها نكتة شيخ العرب مع الكمساري يا ليته يتحفنا ببعض منها في هذا البوست الفريد . وكما اسلفت أخي عوض لم ولن تهزه نكبات الحياة وزوال المال بل كان شامخا كالنسر لا يجتاحه طوفان تغيرات الزمن وتغلبات الحياة وكان محبا للصوفية , وللتصوف في حياته مكانه كبيرة بالرغم من مشغولياته وعلاقاته الكثيرة كان مداوما على قراءة الاوراد الصوفية وتجده يتحفك ببعض القصائد النبوية التي تجعل الحديث معه يزداد حلاوة ... والحديث عن هذا الجميل لا ينتهي وهذا مجرد رفع تمـــــــام يا هندسة يا حاملاً لواء المحبة