للبورى معني كبير لكل من سمعة صغيرا كان او كبير فكنا نطرب له ونرقص فرحا عند سماعة , خصوصا حين يزمجر صفيرة معلنا ساعة الافطار ونحن داخل الفصل بمدرسة المصنع الابتدائية( أ) كان صوتة إعلان حريتنا ,فنتسابق الي شباك العم نور الدين وسندوتشات الفول التي تفوح منها نكهة الجرجير والعجور تسبقها رائحة الخبز الساخن من المخبز الذى يفصلة السور فقط عن بوفية العم نور الدين ,وكانت التحلية بعد افطار العم نور الدين عود قصب للشقي منا الذى يملك الشجاعة للذهاب الي شارع التريلات المقابل للمدرسة لاحضار عود قصب يتناولة بعد الافطار أوالذى يستطيع الحصول علي ثمار التمر هندى او الالوب او النبق او المسكيت تلك الخيرات التى كانت في متناول اليد ناكل منة وما فاض نملاء منة جيوبنا وحقائبنا المدرسية تلك الشنطة المصنوعة من القماش او الحديد فمنا من يأخز جالون زيت فارغ ويذهب بة الي الحلبى الحداد بالسوق خلف دكان قمر ( سوق القش فى زمنا سودا تل حاليا ) ليصنع شنطة من الحديد ويوصى الحداد بان يكون القفل متين ’ ويشترى طبله مسوجرة من دكان العم قمر ليقفل بها تلك المقتنيات الثمينة ثمار المسكيت الذهبية ,وفصوص التمرهندى الياقوتية ,
لا ابالغ ان قلت لكم ان بورى المصنع له ارتباط وجدانى ليس بانسان المصنع فقط بل حتى الحيوان,فقد كان لنا زريبة عجول داخل المنزل وكان علي واجب سقايتها كل يوم ظهرا فانشغل عنها باللعب واللهو ولكن عندما يزمجر بورى الساعة اتنين اهب مسرعا لسقايتها ليس رأفة بها , ولكن خوفا من أبشنب (الوالد) الذى سيعود الى المنزل بعد البورى مباشرة فعلى أبضنب وهو أنا الاتزام بالواجب ,الشاهد في الأمر أن تلك الحيوانت ارتبطت وجدانيا ببورى المصنع فما ان تسمعه حتي يعلو صوتها وتهز زيولها ورقابها ليس احتراما وتقديرا لى ولكن لذلك البوري العظيم
فلكل كائن حي عاش بالمصنع سبب وجية لارتباطة الوجداني ببورى المصنع ’انا شخصيا كنت احب بورى الساعة 10 اى ساعة الفطور واكرة بوري الساعة اثنين وواجباتة ,ولكن بعد ان كبرنا وعملنا كعمالة موسمية بالمصنع تحسنت علاقتنا مع بورى الساعة اتنين ذلك البورى المحبب لدى النساء والاطفال ها قد عاد الحبيب المنتظر والاب الحنون محملا بالحلوى او التسالي والفول المدمس,