أيام الصفاء

موضوع: أيام الصفاء الأحد 29 مايو 2011, 11:11 pm

في تلك الحقبة من الزمن الجميل كانت المدرسة المتوسطة من أروع مراحل التعليم حيث تكون الصداقات فيها رصينة وأبدية.
وكل ما أتذكرها اجد نفسي اردد ابياتاً من قصيدة الشاعر المخضرم
التجاني يوسف بشير التي يقول فيها :
السحر فيكَ وَفيكَ مِـن أَسبابـه دَعـةُ الـمُـدِل بِعَبقـري شَبابـه
يا مَعهدي وَمَحط عَهد صِباي من دارٍ تَطرّقُ عَـن شَبـاب نابـهِ
واليَوم يَدفَعُني الحَنيـن فَأَنثنـى وَلهان مُضطَرِبـا إِلـى أَعتابِـهِ
سَبق الهَوى عَينيّ في مِضمـاره وَجَرى وَأَجفَل خاطِري مِن بابهِ
وَدَّعت غَضّ صِباي تَحتَ ظِلاله وَدَفنت بيض سني في مِحرابـهِ
نَضّرت فَجر سنـي مِـن أَندائِـهِ وَاشتَرت ملء يَديّ مِن أَعنابِـهِ
هُوَ مَعهَدي وَلَئن حَفظت صَنيعه فأَنا ابن سرحته الذي غَنـى بِـهِ
فَأَعيذ ناشئة التُقى أَن يرجفوا بِفَتى يَمتّ إِلَيـهِ فـي أحسابـهِ
ما زِلت أَكبَر في الشَباب وَأَغتَدي وَأَروح بَينَ بخٍ وَيا مَرحى بِـهِ

وكنا نقسم انفسنا لطبقات أولاد الحلة ( بكسر الحاء وليس بفتحها ) وأنا منهم ونسمي أنفسنا بالغبش وأولاد البركس وهم أقل غباشةً منا ( ناس اسامة محمد خير ) وأولاد حي الألمان ( ناس ناصر محمد الحسن ) وهي تشمل كل الطلاب شرق الترعتين وهم الحناكيش وكل من سكن الحلة فهو أغبش وكل من سكن شرق الترعتين فهو حنكوش ولكن لكل قاعدة شواذ فمثلاً معتز الطيب ( معتز محنة ) له مني ألف تحية وسلام فالأقدار هي التي ساقته الى خمسين بيت ..... والاخ / خلف الله مفترض يكون من أولاد شرق الترعتين .
ومن ضمن النظم في المدرسة يتم تعين طالبين ( رئيسا للمدرسة ونائباً له ) وكنت وقتها نائبا لرئيس المدرسة ( أبكر ادم حسن ) وأخصة ايضا بالتحية فكانت لنا بعض الصلاحيات الدستورية ( مثل لا يحق للألفة ان يسجلنا كمهرجلين _ ولانقوم بنظافة المدرسة مع الطلاب وأنما نقوم بدور المشرفين ) وعلينا واجبات ( دق الجرس للطابور وبين الحصص وتنظيم الطابور وتقديم المهرجلين والغياب والغير ملتزمين بالزي المدرسى .......... الخ ) وللأسف كنا نستغل سلطاتنا كعادة الرؤساء والقادة في المجتمعات النامية
فتقودني ذاكرتي لبعض المواقف الطريفة : فعلى سبيل المثال وجبة الفطور بتاعت أولاد الحلة عبارة عن ساندوتش فول ( خرسانة ناشفة لو لم يكن بالقرب منك كوب ماء لسارع اليك أبو الشهيق ) طبعا هذا فطور الغبش....... اما ناس (عائد سيد ) فيتم تجهيز ساندوتشات البيض المقلي ( بيض بالطوة ) والمغلي ( المسلوق ) من البيت ويوضع في ادراج الدراسة الى حين مواعيد الافطار ونحن نصيبنا من البيض رائحته الزكية بالذات لحظة صفارة المعدة الأولى قبيل نهاية الحصة التانية وفي يوم من الايام ورائحة البيض تفوح من أركان الفصل قمت بتعين بعض البلطجية بصفتي رئيسا للمدرسة وأمرتهم بكسر درج كل من السيد / ناصر البهدير ودرج السيد/ الهادي الحلو تقريبا ومن ضمن تعليماتي لهم بأن لا يسرقو قلما ولاكراسةً ولا استيكة ( حتى ولو كانت استيكة الرائحة الجميلة ) لأننا أولاد اصول بل عليكم بالسندوتشات وأصدرت تعليماتي لكل الطلاب بالخروج من الفصل بغرض النظافة واستثنيت البلطجية وبالفعل انصاع الجميع للتعليمات بفض ساحة التحرير أقصد بالخروج من الفصل وتمت عملية السطو المسلح بنجاح ( السطو المسلح بالاسلحة البيضاء من شاكوش وقدوم لتفليس الطبل ) وتقاسمنا ساندوتشات البيض وتمسحنا بباقي الزيت المتسرب من الساندوتشات وبقينا ( نلصف)
فلكم العتبى حتى ترضوا, اخواني ناصر والهادي الحلو واحتسبوها في سبيل الله

جد طفت بنا الى ايام نواضر وزاهرات من المحنة والنعيم .. وهنا اتذكر معتز الطيب حسن الشيخ الذي كان دائما يحسب على اهل الحلة لشقاوته وجنونه وعادة كانت له طرائف كثيرة واود ان اسردها ذات يوم اذا مد الله في ايامنا ولكن ما اعرفه حقيقة بان معتز نادرا ما كان يذهب الى طابور علاء الدين وابكر ويونس محمد ادم طيب الله ذكراهه بالخير والبركة فالمهم معتز خلال فترة الطابور يكون قد عبأ بطنه من سندوتشات اولاد الموظفين باعتبارهم يسكنون بعيدا واكثر من يجلب الفطور معه للمدرسة وبالعكس في الابتدائية اولاد البركس كان يحضرون فطورهم معهم واتذكر بستلة على الطيب وباقات مجدي حسن شريف .. ولنا عودة الى تلك الايام الاكثر رونقا في حياتنا واشراقا ..

موضوع: رد: أيام الصفاء الإثنين 30 مايو 2011, 9:59 am

ناصر البهدير كتب:: جد طفت بنا الى ايام نواضر وزاهرات من المحنة والنعيم .. وهنا اتذكر معتز الطيب حسن الشيخ الذي كان دائما يحسب على اهل الحلة لشقاوته وجنونه وعادة كانت له طرائف كثيرة واود ان اسردها ذات يوم اذا مد الله في ايامنا ولكن ما اعرفه حقيقة بان معتز نادرا ما كان يذهب الى طابور علاء الدين وابكر ويونس محمد ادم طيب الله ذكراهه بالخير والبركة فالمهم معتز خلال فترة الطابور يكون قد عبأ بطنه من سندوتشات اولاد الموظفين باعتبارهم يسكنون بعيدا واكثر من يجلب الفطور معه للمدرسة وبالعكس في الابتدائية اولاد البركس كان يحضرون فطورهم معهم واتذكر بستلة على الطيب وباقات مجدي حسن شريف .. ولنا عودة الى تلك الايام الاكثر رونقا في حياتنا واشراقا ..

الاخ الفاضل ناصر لك منى الف تحية وسلااااااااااااااااااام
بحق ايام المتوسطة أيام جمليه وفيها طرائف لذيذة جدا ولكن ذاكرتنا عشش عليها غبار الزمن والغربة ولنا طلب خاص ان تعود بنا الى تلك الايام بمواضيعك الجميلة وبخاصة طرائف معتز الطيب, وعلى حسب علمي بأن ذاكرتك لم ( تكركب شديد ذي حقتنا)

التحيـــ للكل ـــة
اعودك حنين طول السنين *** الاخ الاغبش الحنكوش بفعل الاغتراب أ/ علاء الدين حسن بخيت
لك من اجمل تحية من الاعماق المعاودة للماضي وخاصة ذكريات المدرسة المتوسطة لا تمحها غبار وقائع الدهر
ولكن تقسيمك هذا غبش واخضر له ايضا خصوصيته عندنا
ولكن رغم قساوة الاغتراب والتشتت اصبح بقدة قادر من اولاد الحنكايش وانا اصالع في صورتك فوجد ان الملح كان له درو كبير رغم حبك للسافاسف
ولكن لدي موقفة مع الاخ معتز
ونحن في صبحية الاسبوع الاخير للعام 1985 وبعد المسرحية الرائعة التي قدمتها المدرسة ( سعيد بن جبير) بقيادة أ على كرنكي ) حفظه الله
في تلك الصبحية طبعا بتنا في المدرسة مع كل اللوان الطيف الذي ذكر من غبش وحناكيش وخضر
وبعد تناول الشاي توزعت الادوار للنكات وجاء دور معتز
وذكر ان هناك امرأة نفساء وبعد ان جهزت البنت الكبيرة ( المديدة نشاة الحلبة ) وجابتها لأمها ووضعتها على الطربيزه وتناولة النفساء منه قليل ووضعة الباقي على الطربيزه وقالت لبنتها ليه السكر قليل وبعد قليل مد المولود كيد ووضعها داخل ( الكورية ) ووجهها الى لسانه وكانه يتاكد من صحت ما ذهبت اليه امه
والظاهر عليه معتز اثر عليه ذلك الصباح وارتجل هذه النكتة وبعده من المطبخ الذي اعتاد عليه
وطبعا بعد اي نكته للاخ العزيز معتز لو ما ضحكت من فعلا النكتة لازم تضحك من الدارما التى يتناول بها نكتته ولا سوف تجد نفسك بين يد مستغيثا بقرب ذو يدين منك للنجاة منه
وللاخ ناصر ذاكر متقده ارجوا ان يدون لنا وثير حفيظتنا لننفض الغبار عنها توحدا وتوثيقا لهذا الجيل الجميل

موضوع: معتز دراما الإثنين 30 مايو 2011, 10:59 am

شكرا علاء واسامة على هذه الذكريات الجميلة وبحق فترة المتوسطة من اجمل الايام التي مرت بنا في صفوف التعليم والدراسة وهى بلا شك فترة مليئة بالجميل والذي لن يتكرر مرة اخرى. مسرحية (سعيد بن جبير) من اجمل المسرحيات النادرة التي عرضت على طوب مسرح مدرسة مصنع سكر حلفا الجديدة المتوسطة بنين وكان عمالقتها كثر واذكر منهم الاستاذ والكاركاتيرست الصحفي على الدويد والمشهور يومها بالثعلب العجوز بالاضافة الى الامين قس واخرين كان اغلبهم من ابناء البركس وان لم تخونني الذاكرة في ذلك. وما ذكر عن معتز الطيب حسن الشيخ صحيح كان يمثل حالة مزاجية لا تزال تلازمه في ظرفه وغرامه بالنكات واجادته لذلك بطريقة درامية رائعة تحسده عليها وبحق عشت معه ايام جميلة حتى بعد ان غادرت المصنع عند عودتي لا يحلو لي المصنع الا بوجوده لكى اجتر معه الذكريات الجميلة وكثير من الملح .. والرجل اصبح علما معروفا بالمصنع وصارت له القاب كثيرة اذكر منها في الاول لقبه المعروف به بين ابناء حى الموظفين وحى خمسين بيت على وجه الخصوص (مرور) بفتح الميم وليس ضمها، اما باقي الالقاب اذكر منها، حظ، دراما، محنة، وردي، عمو، عزو، وغيرها من الالقاب التي صبغت حياته ولا يزال بها يمشي بين الناس بسوق المصنع. واصبح الصديق العزيز علم من اعلام المدينة بظرفه ولطافته التي اشتهر بها. فالحديث عنه كثير ولن تحصره هذه العجالة والمساحة .. امل ان استطيع ان اكتب عنه توثيق كامل فالرجل يستحق اكثر من ذلك وخاصة اني اكثر من عاشره ولازمه في حله وترحاله وفي جل حياته وساكون صرحا بذكر حقائق كثيرة عنه هذا سمح لي المنتدى في ذلك وهذا تاريخ كبير لرجل عبأ ذاكرة المصنع بالجميل واللطف والبهاء وكما خصني بكل تفاصيل حياته وكرمه الذي كان لا يخص به احد سواى.
وكنت دائما اشهد مناكفاته مع الاخ اسامة وكان من اكثر الناس قدرة على تعذيب اسامة وله فنون في ذلك، وخاصة الفترة التي عمل فيها اسامة بقسم الخدمات (الدواجن) وهذا حديث طويل يا ليت اسامه سرده بنفسه حتى نقف على تلك الفترة الرائعة والتي لا زالت باقية بيننا كذكرى عطرة تعطر ارخبيل المصنع حبنا وسدرة منتهانا.

موضوع: عنوان جميل الإثنين 30 مايو 2011, 11:01 am

اجمل ما لفت انتباهى هو اختيارك للعنوان فهو بجد يعبر عن تلك الايام تعبيرا لا يضاهيه تعبيرا ففعلا هى ايام صفاء وذكراها فقط ترد الروح وتعيد اليك نشاط اياما خلت ولكنها عالقة بالذاكرة ،،،،،،حنينى يزداد لتلك الايام ولهذه المرحلة لانها بجد عالقة فى الذاكرة واحى عبرك كل دفعتى بمدرسة مصنع سكر حلفا الجديدة المتوسطة بنات واحى معلماتى الجليلات واذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الاستاذة المرحومة نفيسة الامين وفاطمة الامين والاستاذة سلوى احمد مالك ومدينة عمر احمد وآمال عبيد معلمة التاريخ الفاضلة التى ما زلت اذكرها واذكر سردها القصصى لنا وقائد الركب الاستاذ السمانى ،،،،،بجد كانت ايام جميلة وزكريات ممتعة حد الدهشة

ام تساب كتب:: اجمل ما لفت انتباهى هو اختيارك للعنوان فهو بجد يعبر عن تلك الايام تعبيرا لا يضاهيه تعبيرا ففعلا هى ايام صفاء وذكراها فقط ترد الروح وتعيد اليك نشاط اياما خلت ولكنها عالقة بالذاكرة ،،،،،،حنينى يزداد لتلك الايام ولهذه المرحلة لانها بجد عالقة فى الذاكرة واحى عبرك كل دفعتى بمدرسة مصنع سكر حلفا الجديدة المتوسطة بنات واحى معلماتى الجليلات واذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الاستاذة المرحومة نفيسة الامين وفاطمة الامين والاستاذة سلوى احمد مالك ومدينة عمر احمد وآمال عبيد معلمة التاريخ الفاضلة التى ما زلت اذكرها واذكر سردها القصصى لنا وقائد الركب الاستاذ السمانى ،،،،،بجد كانت ايام جميلة وزكريات ممتعة حد الدهشة

شكرا على هذه الذكريات وما دعاني لدخول حوش مدرسة البنات ذكرى ايام جميله رغم اني دخلته واقعا ذات يوم، تعرفت خلال ايامنا بالمصنع على الاستاذة الفاضلة والاخت الكريمة سلوى احمد مالك والتي فتحت عقولنا ومدراكنا الى افاق ارحب وكبير ة وانارت لنا دروب العتمة وانا ممتن لها بالكثير في حياتي وكانت البوصلة الاولى في تغيير مساري وساهمت بوعيها الكبير والتزامها الصارخ بمعاني الحياة الفاضلة والنبيلة .. فكانت بحق خير مرشدة ومعين لنا وساكتب عنها شيئا يليق بمقامها وما قدمته للمصنع ويكفيها فخرا تعلمنا من مكتبتها الرائعة وعبرها تعرفنا الى الدرامي قاسم ابوزيد واخرين بالمصنع لا تسعني الذاكرة لحصرهم الان .. دمتي اختي واستاذتي سلوى احمد مالك بالف خير ..
اما الاستاذة الفاضلة امال عبيد .. مهما اقول عنها لن يكفيني لرد جميلها فكانت خير معين لي لولجي معارج اللغة الانجليزية في المرحلة الجامعية ولها شكري وتقديري وامتناني ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله ..

الاخ علاء ... ازيك يا استاذنا .. دوماً احاول ان ارد علي مواضيعك ولكنني احس انني اقل قامة منك .. فمنك تعلمنا الكثير فلا يجدر لي ان اضع كتفي مع كتفك واناقشك .. ولكن لغة وطبيعة المنتديات تجعل من هذه المداخلات اثراءً للفكر وتعميقاً للعلاقة ووأد لكل الفوارق .. فلا يسعنا الا نستجيب لقوانينها ليس من اجل شيئ سوي التثاقف والتعارف ..
وبمناسبة هذه الاطباق الجميلة التي تأتي رائحتها قبل ان تري صاحبها فانا اذكر انني خرجت
ذات صباح من صباحات المدرسة المتوسطة اترنم ببعض ما كتبته لي حبيبتي .. وعادة ما امر
بقرب ( كنتين ) ( دكان علي ود ابو العول ) الذي يبيع بعض احتياجات القرية الصغيرة مثل ( البصل , الزيت ,
الفحم , القصب , الدقيق ) التي تمثل لاغلب اهل المصنع كل حياتهم .. فهم لا
يعرفون من متاع الدنيا إلا ما ذٌكر اعلاه .. فلا ماكدونالدز او كنتاكي او
بيرجر قد دنس افواههم المتعطرة بالحب وتصابيح الصباح .. وإنفراج الشفاه
بالإبتسامة هو ما جعل الحياة عند اهل المصنع تسري بسلام .. وعند مروري ( بالكنتين ) اتبادل اطراف الحديث مع الاخ علي ود ابو العول ثم اشتري منه الزيت والبصل والفحم وارسلهم مع ( بتاع الكارو ) الي البيت وبعدها اتجه صوب المدرسة المتوسطة ..
اذكر اننا كنا مقسمين الي ثلاثة اقسام ( فوارق اجتماعية ) :
ناس حي السنر
ناس البركس
ناس الحلة :
وهم ابناء العمال .. والتجار والعربجية والعواطلية والهُمَّل
والواقعين في محنة .. وهم بإختصار هم ( نحن ) مواطنون من الدرجة العشرمية
الفوارق الاجتماعية جاءت وفقاً للتدرج الوظيفي .. هناك .. و في المدارس كنا لا نميل الي الصداقات التي تمت بأي صلة لابناء السنر .. الا بعض الصداقات التي تكون قوية اكثر من غيرها بسبب الفوارق ايضاً .. ..
صاحبتُ احد من ابناء حي السنر وهو الآن صهر للنائب الاول لرئيس الجمهورية ( شُغُل أيام الصفاء Nosweat

) وبقية زمرته اصبحوا ( بقدرة قادر ) اصحاب لي .. وانا بينهم كنت اعرف نفسي انني لا اشبههم لا في لغتهم ولا في وجاهتهم ..

وذات يوم وجدتهم يشكلون دائره ... تحت اشجار المدرسة الكثيفة .. بعيدا عن
اعين الناس( الزيَّنا ) ... كأنهم يتسامرون بهمس .. دعاني صاحبي الذي رآني
انظر اليهم بخلسة .. اجبت علي استحياء دعوته .. وجلست معهم وحولت الجلسة من نضارة الي نضارة يصحبها دخن .. فقد كنت جد مميز بينهم .. كل من نظر الينا يعرف انهم رأفوا
علي حالتي واجلسوني بينهم بمجرد اشفاق علي حالي .. لم اكن اود الجلوس بينهم
.. ولكن صديقي اصر علي بأن اجلس .. سمعت احدهم يتكلم بصوت مبحوح .. صوت مفعم بالجمال اخذت نفسا عميقا .
شعرت
بأن الجميع احس بشيئ تجاهي .. ولكنهم لم يدركوا ماهية الحقيقة اضافة الي ذلك انني سمعت طائر يغرد فى هذا الفضاء بين السماء والارض .. ولا ادري هل هناك طائر ام لا ..
كان الوقت يأذن بالـ ( فطور ) وفي
الاثناء .. اخرج كل واحد منهم من حقيبته بعض اشياء لا افقهها .. كانت عبارة
عن مأكولات غريبة .. انظر الي كل ما يتم فتحه ولكنني لا افقه هذه التراجيديا
في الأكل .. وانتظر الآخر ولعابي يسيل من جوع ملم بي .. وانا فاغر فاهي مثل
ابواق العزف عند الغرب .. اخيراً تم الاستئذان بالأكل .. كل ما عرفته قطع
من ( جبنة اللفشكري ) وما ذلك الا لان الجيران كانوا يمدوننا بـبعضها .. اما بقية المائدة لا افقه
فيها شيئ .. حتي انني شعرت ان يدي اضخم من ان ادخلها في تلك الأواني ..
ومحاولة ادخال يدي تكون تماما كالذى يدخِل راسه فى عنق زجاجه.
فكرت
قليلا ومازلت فى نشوة الاكل .. فبطني تعوي .. ولكني لا اعرف ما الذي سيصيب
لساني بعد الاكل ؟؟ فقررت أن آكل .. ومددت يدي نحو تلك الآنية التي بدأوا منها و التي احسست
انها ربما تكون الاولي من غيرها والاشهي وهم يصيحون مع بعضهم بكلمات لا
افهما .. ولم افهمها .. فممدت يدي لتلك الحبيبات والتهمت منها ملء يدي
ووضعتها داخل فمي .. حينها شعرت بأن بطني تريد الخروج بأكملها .. ولساني
يتلوّي من الالم .. وعيوني تم اغماضها تماماً من هول ما ذقته من مرارة لم
اكن اعلم ان قدري سيوقعني في يوم من الايام علي مرارة مثل تلك التي تذوقتها
.. قررت ان اخرج ما بفمي في يدي .. ولكن المقام لا يسمح لي بذلك .. فضغطتُ
علي لساني ولهاتي .. وابتلعت كل تلك الحبيبات وهرولت نحو ( المزيرة ) وشربت
منها حتي زاحت مرارة اللسان .. وهم ينظرون نحوي في ذهول .. !!! وبعدها
بساعة ونصف .. ناديت صاحبي وانا خجل .. وقبل ان اتكلم معه قال لي ( مالك
؟ الزيتون ما عجبك ؟؟ ) .. فقلت له لا تؤاخذني .. فانا عمري كله لم آكل هذا الزيتون
فقلت في سري ( زيتون ؟؟ عليك الله شوف الجنه اب رويس دا .. !! )

فسبحت الله .. وحمدته ان سخر لنا ارض خصبة ولكنها لم تجود بزراعة الزيتون .. او - كما اعتقد .

</blockquote>

ام تساب كتب:: اجمل ما لفت انتباهى هو اختيارك للعنوان فهو بجد يعبر عن تلك الايام تعبيرا لا يضاهيه تعبيرا ففعلا هى ايام صفاء وذكراها فقط ترد الروح وتعيد اليك نشاط اياما خلت ولكنها عالقة بالذاكرة ،،،،،،حنينى يزداد لتلك الايام ولهذه المرحلة لانها بجد عالقة فى الذاكرة واحى عبرك كل دفعتى بمدرسة مصنع سكر حلفا الجديدة المتوسطة بنات واحى معلماتى الجليلات واذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الاستاذة المرحومة نفيسة الامين وفاطمة الامين والاستاذة سلوى احمد مالك ومدينة عمر احمد وآمال عبيد معلمة التاريخ الفاضلة التى ما زلت اذكرها واذكر سردها القصصى لنا وقائد الركب الاستاذ السمانى ،،،،،بجد كانت ايام جميلة وزكريات ممتعة حد الدهشة

أم
تساب: بعد التحية
والاحترام اشكرك على مرورك الجميل واشكر فيك
اخلاصك وأعجابك لاهلك ناس ا لمصنع وحفظك للجميل الذي قدم اليك من معلماتك
وبحق انت اصيلة كأصالة من علموك ونحن نكن لهم كل الاحترام والتقدير وربنا يجزيهم
خيرا وهم فعلا اهل لهذا التقدير والاحترام
فحدثينا عنهم أكثر عزيزتي ... ولهم منا
عاطر التحايا والاعجاب

( زيتون ؟؟ عليك الله شوف الجنه اب رويس دا .. !! )

شكرا الاخ خالد على النثر الجميل والرائع عن تلك الفترة الجميلة في حياة كل منا بحق كانت ايام لا اعتقد ان مثلها سياتي ومع ذلك دعني اختلف معك في بعض ما سردته وخاصة واقع تلك الفوراق التي تحدثت عنها لانها لم تكن موجودة في عهدنا بدليل كانت لنا علاقات ممتدة حتى خارج اطار سكنية المصنع على كل حال، ما بين الجميع كان هو الود وان ظهرت بعض الاشياء المزعجة على قلتها لم تكن تشكل هاجسا للجميع .. بالطبع كان هنالك نوع من المزاج العام الذي كان يميل الى هذه التقسيمات الوظيفية ... ويبدو ان جيلك كان مبتلى بتلك الفجائع ..

ناصر البهدير كتب:: <blockquote class="postcontent restore ">
</blockquote>
( زيتون ؟؟ عليك الله شوف الجنه اب رويس دا .. !! )

شكرا الاخ خالد على النثر الجميل والرائع عن تلك الفترة الجميلة في حياة كل منا بحق كانت ايام لا اعتقد ان مثلها سياتي ومع ذلك دعني اختلف معك في بعض ما سردته وخاصة واقع تلك الفوراق التي تحدثت عنها لانها لم تكن موجودة في عهدنا بدليل كانت لنا علاقات ممتدة حتى خارج اطار سكنية المصنع على كل حال، ما بين الجميع كان هو الود وان ظهرت بعض الاشياء المزعجة على قلتها لم تكن تشكل هاجسا للجميع .. بالطبع كان هنالك نوع من المزاج العام الذي كان يميل الى هذه التقسيمات الوظيفية ... ويبدو ان جيلك كان مبتلى بتلك الفجائع ..

شكراً ايها العملاق ..

اخي نعم الفوارق لم تكن بالحجم الذي سردته من خلال نظمي .. ولكنه كان احساس في تلك الفترة وكانت نظرتنا فيها كثير من الدهشة ربما شيئ كنا نعيشه بداخلنا ولا وجود له ارض الواقع .. وبالفعل عندما تعاملنا معهم وحتي الآن نتعامل معهم . فهم والله يشهد انهم من خيرة من عرفناهم .. وان النظم الذي نظمته كان ادبي اكثر من كونه يمثل واقع معاش .. وان كنت تراني اجحفت في حقكم او حقهم .. فلك ولهم العتبي .. حتي ترضوا جميعكم .. وان كان غير ذلك فهذا ما اصبوا اليه ..

موضوع: رد: أيام الصفاء السبت 04 يونيو 2011, 4:45 pm

يالها من ذكرى وايام قلما يجود بمثلها زمان,,, وماأروعهم من عاشوا وعاصروا اجمل ايام العمر خلال تلك المرحلة المتوسطة,,, ومااسعدنا باطلالتك علينا ايها الهرم علاء لتنبش فينا لواعج من الذكرى وكوامن الاشواق,,, فالحديث ذوشجون وبالرغم من اننا لم نتقاطع خلال تلك المرحلة الا اننا جميعا لنا شرف الانتماء لمدرسة مصنع السكر المتوسطة ذات التاريخ الحافل ويكفينا جميعا شرف اكتساب المعرفة من قمم وافذاذ منهم على سبيل المثال الاساتذة/ النور محمد احمد_كمال عبدالرحمن_ ماجد عبدالقادر ابوحامد (اوكير في المستشفى)_زمراوي_ابوحشيش_شرف_محمدسيد_سيدون_ عوض_صلاح_عبدالله اسماعيل_عبدالرؤوف_شيخ الدين_فتحي عبداللطيف_وميرغني وكل من لم تسعفنا الذاكرة لذكره...
المتوسطة بالذات لها خصوصية واثر واضح في تأسيس الملامح العامة والخواص اللازمة لتكوين الشخصية characteristics
ارجو ان يلتفت الجميع_وانا منهم_ لسرد ذكراهم خلال تلك الايام تيمنا بالاخ علاءالدين ,,, وعلى فكرة الاخوة معتز محنة واللمين قس لازال يغلب عليهم الحنين فهما متمسكان بالمصنع كخيار ثابت للعيش والحياة... اخي ناصر ارجوك ان توثق لهؤلاء الفطاحلة واخرين عبر نوتتك السوبر لتكون بوصلة وترياقا لنا ولهذا الجيل من ابنا وطني_ مصنع السكر_
معاك ياوطن كنداب حربة مابتتفلخ
صرة عين جمل ملوية, بالصاقعة مابتتجلخ
لو ايدي معاك من المسك تتملخ
السما يتكي,, وجلد النمل يتسلخ...

عائد السيد كتب:: يالها من ذكرى وايام قلما يجود بمثلها زمان,,, وماأروعهم من عاشوا وعاصروا اجمل ايام العمر خلال تلك المرحلة المتوسطة,,, ومااسعدنا باطلالتك علينا ايها الهرم علاء لتنبش فينا لواعج من الذكرى وكوامن الاشواق,,, فالحديث ذوشجون وبالرغم من اننا لم نتقاطع خلال تلك المرحلة الا اننا جميعا لنا شرف الانتماء لمدرسة مصنع السكر المتوسطة ذات التاريخ الحافل ويكفينا جميعا شرف اكتساب المعرفة من قمم وافذاذ منهم على سبيل المثال الاساتذة/ النور محمد احمد_كمال عبدالرحمن_ ماجد عبدالقادر ابوحامد (اوكير في المستشفى)_زمراوي_ابوحشيش_شرف_محمدسيد_سيدون_ عوض_صلاح_عبدالله اسماعيل_عبدالرؤوف_شيخ الدين_فتحي عبداللطيف_وميرغني وكل من لم تسعفنا الذاكرة لذكره...
المتوسطة بالذات لها خصوصية واثر واضح في تأسيس الملامح العامة والخواص اللازمة لتكوين الشخصية characteristics
ارجو ان يلتفت الجميع_وانا منهم_ لسرد ذكراهم خلال تلك الايام تيمنا بالاخ علاءالدين ,,, وعلى فكرة الاخوة معتز محنة واللمين قس لازال يغلب عليهم الحنين فهما متمسكان بالمصنع كخيار ثابت للعيش والحياة... اخي ناصر ارجوك ان توثق لهؤلاء الفطاحلة واخرين عبر نوتتك السوبر لتكون بوصلة وترياقا لنا ولهذا الجيل من ابنا وطني_ مصنع السكر_
معاك ياوطن كنداب حربة مابتتفلخ
صرة عين جمل ملوية, بالصاقعة مابتتجلخ
لو ايدي معاك من المسك تتملخ
السما يتكي,, وجلد النمل يتسلخ...

عائد ايها العزيز
طبعا بعد التحايا المتراكمة على مر السنين
أولا أشكرك على مرورك المشرف على هذا الموضوع وبالفعل ايام المتوسطة من المراحل الجميلة وأنا على علم بأننا لم نتقاطع خلال تلك الحقبة من الزمن الخالد ولكنى ذكرت أسمك في الموضوع بقصد ان يتفاعل كل منا ويسرد لنا أجمل وأطرف المواقف في تلك المرحلة لأننا بحق أنفسنا تواقة لتلك الأيام ونحب ان نخرج من معترك الحياة وهمومها بالباب السري الى ذكرياتنا الجميلة فحدثنا عن أيامكم لاننا والله في شوق اليك والى قلمك فلاتبخل علينا بما تجود به ذاكرتك ونحن منتظرنك في (شجرة يا عم)

شكرا للحضور ...
في الذاكرة الكثير من الطرائف التي مرت بنا وهى لا تحصى رغم عامل الزمن. ذات يوم من ايام درس العصر والوقت شتاء وبينما نحن في ميدان الكرة الطائرة لمحت وتيقنت تماما بان الاخ الجميل والصديق معتز الطيب (محنة) لا يرتدي قميص المدرسة بل يلبس جاكت صوف شتوي وتحته مباشرة فنيلة داخلية بيضاء وكانت هذه عادته طيلة ايام فصل الشتاء القارص ومع ذلك لم يلحظه (وما عارف دي فاتت كيف مع مدراء المدرسة .. علاء الدين حسن بخيت وابكر ويونس محمد ادم). بعد ذلك مباشرة تحدثت مع الاستاذ الرائع احمد عيسى في هذا الموضوع بحكم علاقتنا الجميلة به وكان له مزاج نادر مع الاخ معتز. فانتظر لليوم الثاني على ما اعتقد وحضر في الفصل خصيصا لهذا الموضوع. ونده على معتز بالوقوف وأمره بخلع البالطو الشتوي (بردلوبة كبيرة من زمن الانجليز اظنها حقت جدو شاويش بابوقوتة). ومعتز بطبعه لا يتحرج مننا زملائه ولكن يستحي كثيرا مع الاخرين وهذا طبعه الذي عرف به. وامام هذا الموقف لم يجد مناصا من الخروج من الورطة والمحك الا بخلع البالطو واصبح بيننا بالملابس الداخلية .. وحينها ضج الفصل بالضحك وكنا في ذلك الوقت بالصف الثالث المتوسطة. وتركه الاستاذ احمد عيسى في هذا الموقف المحرج والمضحك معا ومضى الى حال سبيله مندهشا من محن معتز الطيب وجنونه.

ابراهيم دفع السيد من العالياب كان مديرا لنا في نهاية فترتنا بالمتوسطة ولقبه(أتركه) كان مهابا وحكيما وورعا وله معنا طرائف وحكاوي اذكر منها ان احد الطلاب اشار بيده اشارة غير لائقة لاحد الاساتذة الجدد فغضب الاستاذ واصر على معرفة هوية هذا الطالب,,, فنكر كل من بالفصل واجتمع الاساتذة لعقاب كل الفصل وحينها حضر المدير (أتركه) واوقف اجراءات الجلد وذهب بالخارج جوار الشباك قاصدا مكان الحادثة وعاد الى الفصل سريعا وقال : كل واحد منكم يرفع فردة حذاءه
ومن بين العشرات اخرج الطالب الذي فعل الفعلة المشينة من خلال الاتر.... كانت له مهارة وفراسة نادرة
****
وزع لنا كراسات بعددنا فاعطى الكراسات للصف الامامي وتم توزيعها وحين الانتهاء رفع احد الطلاب يده يشكو بانه لم يستلم كراسا حينها غضب المدير وقال : كيف ؟؟ هذه الكراسات بعددكم واصبح يطوف الفصل جيئة وذهابا حتى رأى مزمل احمد يونس( اكبر تجار الرغيف بالمصنع الان) يدحرج كراسا الى زميل اخر فصاح فيه أتركه,,, أتركه) وبما ان مزمل لايفهم هذه اللغة انبهر ورد عليه لاأتركه,,,, ومن وقتها سار عليه لقب أتركه بفتح الكاف وتسكين الهاء....
****
اذكر اننا كنا شغوفين بصنع صواريخ الورق واللعب بها وذات مرة اصاب احد هذه الصواريخ الاستاذ ابوحشيش في صلعته فغضب وغادر الفصل وبعد لحظات من الصمت جاء (اتركه) وامرنا بأن نخلي ادراجنا ونذهب الى منازلنا ففعلنا وكانت فترة عصيبة جدا والامتحانات على الابواب والاجاويد من ادارة المصنع واباؤنا لم تشفع لنا محاولاتهم وتحانيسهم للسيد (اتركه) حتى يعفو عن الفصل وارجاعه الى الحقل الدراسي ,,,واذكر اننا مكثنا اكثر من اسبوع بمنازلنا حتى عدنا وتمت معاقبة الجميع بالجلد ايضا بالرغم من معرفة صاحب الصاروخ ياسر بابكر ابوزينب (ياسرجنية)
*****
لكن اكثر مااعجبني في هذا الرجل الذي كان يسكن بالبركس مع اخيه في شارع ناس صالح فداي ومحمد سالم سواق بص القرية كانت له علاقات جيدة مع اهل الصف ولايترك احدا نائما الا وايقظه لصلاة الصبح حتى نحن البعيدين كنا نخشى عتابه وتأنيبه لنا فنحضر الصبح بالمسجد ...
طرائفه وافضاله كثيرة ومثيرة هذا الرجل التقي الداهية ابراهيم اتركه والذي خرج اجيالا من ابناء المصنع ,,, اخر مرة التقيته في العالياب عندما كنا حضورا لزواج زميلنا السر احمد الجزولي وكان معنا انذاك الاخوة الاعزاء,, المهندس عصام حسن الماحي ابوقناية,,الرائد مهندس محمد بخيت الامين والصديق معتز عبدالقادر محمد خير ...
وبالرغم من عدم لقاؤنا اياه منذ 1991 لكنه عرفنا من اول وهلة وقضينا في حضرته اسعد اللحظات,,, اتمنى له_هذا الهرم العظيم_ نعمة الصحة والعافية وطولة العمر...

موضوع: عيد الأم الإثنين 06 يونيو 2011, 11:06 pm

عيد الأم :-أحلي نشيد بنقولوا ,ونرددوا يوم العيد ,يوم عيد الأم
تلك الانشودة الرائعة لم نسمعها ببرامج جنة الأطفال أو فرقة الوان الطيف حيث لا بث تلفزيوني في تلك الفترة فقط البث الروحي المليئ بالمحنة والمحبة و المبثوث من مرشدات جليلات وأمهات عظيمات أمثال الست عشوبة ,الست بدرية المصباح ,وكبيرتهم طيب الله ثراها أمنا محاسن أم الأمير وغيرهم من ألآئي جعلن من مصنع سكر حلفا وبشهادة المراقبين في تلك الفترة ؛أفضل منطقة يحتفل فيها بعيد الأم علي مستوى السودان ,وفي رأيى الشخصى ألأفضل علي مستوى العالم. لم أشهد طوال حياتي احتفالات ولا كرنفالات بروعة وجمال تلك التي شهدناها بالروضة الشرقية أو الغربية تكريما واحتفالا بعيد الأم
أمي يأاجمل كلمة بقولا يا أحلي حروف يا نغمة جميلة........................
يالها من جهود جبارة وعظيمة تلك ,المبزولة من كل مواطني المصنع ,رجال ونساء وشيب وشباب وأطفال لاإخراج ذلك اليوم فى حلتة البهية وروعتة الأبدية ,التي لازالت محفورة بزاكرتنا لأكثر من ثلاثين سنة ونيف .,
أكاد ارى العرق يتصبب من أفراد فرقة المصنع الموسيقية الذين تراصوا علي حافة مظلة مستديرة تتوسط الروضة الشرقية في منتصف النهار وبسعة صدر لامثيل لها يعلمون الأطفال الإنشاد مع الموسيقي . أمهاتنا يتكبدن مشاق السفر الي الخرطوم فى زمن ليس كل الطرق معبدة وسهلة لاحضار مستلزمات هذا اليوم يوم عيد اللأم
ملابس ملونة وأصواف وأقمشة براقة و لماعة لم أرى مثلها إلا في أعياد الميلاد في الأفلام الأمريكية ,.أذكر أن هنالك ذي لأرنب وآخر لفيل وهنالك قصة لا أزكرها تم تمثيلها بهذا الذي لكن أذكر أن هنالك حوار يدور بين الأرنب والفيل
فلفل مالك زعلان ....الفيل أرنوبة يا ارنوبة كم أمتعتنا هذه التمثيلية المصحوبة بالموسيقي والأيقاع ,أذكر أن
البنيات كانت لهم رائعة لا تنسى وهي أنشودة بيض الحمائم تصحبها الموسيقى ومجموعة كبيرة من البنات يلبسن ذى فى شكل حمائم وأجنحة بيضاء ويرفرفن باجنحتهن في تنظيم وتناسق لم أره الا في إفتتاحات كاس العالم ،وينشدن
بيض الحمائم ,,حسبهن إني أردد سجعهن ...لا أحفظ ما تبقي لكنها كانت هوس لدي بنيات تلك الفترة حتي بالبيت اذا ارسلت بنتا الي المطبخ تقفز وترفرف بيديها كالحمامة .
اما نحن الاولاد كانت لنا مدحة نبوية شاركت فيها ,تلك كانت المرة الاولي التى نلبس فيها الطاقية والعمة البيضاء أذكر من أبياتها..أنتم فروضي ونفلي ,,,أنتم حديثي وشغلي,***يا إخوتي في صلاتي ردوا ليالي وصلي
أذكر ان هنالك جهه اعلامية أظن أنها اذاعة امدرمان قامت بتسجيل هذه الاحتفالات في سنة ما وكان لهم جهاز مربع الشكل كصندوق به أزرار واسطوانة تدور لا أدرى ماهو لكنى اظن انة جهاز تسجيل ,وأدفع حياتي ثمنا لاسمع تسجيلا لهم اليوم.
أذكر أنه كان يقام معرض ضخم يضم معرض للملبوسات والمشغولات التي تصنعها نساء تلك الفترة ,معرض لمنتجات غزائية مربى وغيرة ,معرض للكتاب ,والعديد من العاب الحظ الممتعة كأن ترمي من بعيد ريالا او حلقة معدنية اذا ثبتت على سطح علبة سجائر اوسلعة تحصل عليها او لعبة الاعصاب وهي ان تمرر سلك في شكل حلقة علي سلك آخر موصول بدائرة كهربائية ولمبة بدون ان تضئ اللمبة
ومن الألعاب والمسابقات التي كانت تصاحب الاحتفال وكانت منتشرة في تلك الفترة أزكر منها لعبة القزازة :-وهي ان يكون لكل متسابق زجاجة وجردل ماء وعلب صلصة فارغة توضع الزجاجات بعيدا عن المتسابقين والفائز هو أول من يملاء زجاجتة ...لعبة جر الحبل ...,لعبة اليمونة والملعقة ,....سباق الدراجات السريع –وسباق الدراجات البطئ ,
ألاليت أيام الصفاء جديد ودهرا تولي بالمصنع يعود

» مع عثمان حسين,, كانت لنا أيام
» أشرف صالح.. عبق أيام عامرة