منقولة... للفائدة
الفكرة بعد كميات الجراد بالمصنع
هذه دراسة علمية بيئية مقارنة بين البشر والجراد من منظور قرآني وذات دلالات مصيرية شبّه فيها الله، سبحانه وتعالى في محكم تنزيله خروج الناس من قبورهم يوم القيامة بخروج الجراد من جحورهم في الأرض فقال: [فتولّ عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر، خشعاً أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر، مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر]
ما هي أوجه الشبه بين الخروجين؟
خلاصة القول فيما يتعلق بخروج البشر من قبورهم أن الله سبحانه وتعالى ينزل يوم القيامة ماءً على الأجداث (القبور) وبقدرة العلي القدير يبدأ تركيب الأجساد من عجب الذنب ومنها تبدأ عملية إنبات البشر بتجميع العظام ليتشكل الهيكل العظمي للإنسان الذي سرعان ما تغطيه عروقه ولحمه وشعره فيرجع كل عضو وجهاز إلى مكانه الذي كان فيه عندما كان الجسم حياً يرزق في الدنيا فتلتئم جميعاً ولكن بلا روح حتى ينفخ إسرافيل في الصور الذي تنزل من ثقوبه أرواح البشر فتدخل كل روح في جسدها الذي فارقته بعد الموت، فتدب الحياة في الجسد ويصبح الإنسان مكوناً من روح وجسد، ثم تبدأ عملية الخروج الجماعي للبشر من القبور، فتنشق الارض من جانب رأس الميت في قبره، فيبدأ الخروج بأن يقوم الناس على أقدامهم ينظرون، وهي عملية أشبه بعملية إنبات النبات وعملية خروج الجراد من جحورهم، فيخرج الناس ذكوراً وإناثاً حفاة عراة وغير مختونين وكل شخص بنفس طوله وعرضه وشكله ولونه وملامحه وعمره الذي كان معه في الدنيا وعلى نفس الحالة التي مات عليها، يخرجون وهم في حالة ذهول ودهشة واضطراب وزحام وتخبط.
أما خلاصة القول فيما يتعلق بخروج الجراد من جحورهم فإنه بعد أن تهطل بعض الأمطار وتصبح التربة الرملية رطبة تأتي إناث الجراد لوضع بيضها في شكل كتل سرعان ما تتحول بفعل الرغوة التي تخرج من بطنها إلى أنابيب مليئة بالبيض، وعندما تتوفر الشروط البيئية والمناخية من حرارة ورطوبة تنشق الأنبوبة كما ينشق القبر وتخرج الحوريات (صغار الجراد) من أنبوبها كما يخرج البشر واحداً بعد الآخر وبأعداد كثيفة وهم في حالة ذهول واضطراب وزحام وتخبط شديد وفي حالة تشتت ويغطي مساحات واسعة من الأرض تقدر أعدادها بالملايين في منطقة محدودة وتكثر أعدادها كلما كثرت مناطق التوالد وخروجها من باطن الأرض.
وكما يخرج البشر جميعاً من قبورهم في وقت واحد كذلك يخرج الجراد في وقت واحد والكل سواء كانوا بشراً أم جراداً تجدهم في حيرة من أمرهم وفي تخبط ظاهر مسرعين وخائفين خشّعاً أبصارهم ولا وجهة محدودة لهم.
وفي اعتقادي أن الحكمة من تشبيه خروج البشر من قبورهم يوم القيامة بخروج الجراد من جحورهم تبدأ أولاً باختيار الخالق سبحانه للجراد تحديداً لكون الجراد بحكم انتشاره الجغرافي الواسع الذي يكاد يغطي كل مناطق العالم وأصبح معروفاً للبشر منذ قديم الزمان.
وثانياً تلفت هذه المعجزة التشبيهية نظرنا إلى الكثافة العددية الخاصة بخروج مليارات مليارات البشر منذ أن خلق الله البشر إلى يوم القيامة وتشبيههم بخروج مئات المليارات من الجراد من جحورهم دفعة واحدة وفي وقت واحد عندما يكتمل فقس البيض وتخرج هذه الأعداد الضخمة من أنابيبها من باطن الأرض والتي تشبه قبور البشر كما أوضحنا ذلك.
وثالثاً يشترك الكائنان في الحالة البيولوجية والنفسية والسلوكية التي يخرجون فيها من باطن الأرض من حيث الذهول والتخبط والسرعة والخوف وعدم وضوح الرؤية والاتجاه كما أوضحنا آنفاً في كيفية خروج الناس من قبورهم والجراد من جحورهم.