الكفر السياسي ..
نتج نوع جديد من الكفر بالسودان يسمي ( الكفر السياسي ) تماشيا مع ( الإسلام السياسي ) الذي تنتهجه جماعات السياسية التي تتسلق الدين وتجعله سلما للصعود او العبور نحو أهدافها , وبذلك نتج هذا النوع الذي ألصقوه معارضوهم عليه , ونسبة لأن المتأسلمين السياسيين يبالغون في إستخدام الدين كويسلة لتنفيذ مآربهم و تحقيق أهدافهم بإستقطاب العقول العامة من الناس , و جعل ( الحاكمية لله ) بحسب زعمهم , لذلك حرص المعارضون علي معارضة الفكر الذي يجعل الدين والسياسة ذوات رابط واحد , بل و طالبوا بفصل الدين عن الدولة حتي يبقي الدين نظيفا لا تلوثه السياسة بخباثتها , ورغم ذلك فقد عارض حتي المتدينون من المعارضين بعدم فصل الدين عن السياسة وذلك لقولهم أن السياسة جزء لا تتجزأ من الدين , ولكنهم يقولون يجب أن ينفصل النفاق السياسي عن الدين وعدم استغلال الدين لخدمة السياسة بل يجب استخدام السياسة لمصلحة الدين ..
من هذا الصراع المحتدم , أصبح الساسة يعكسون الأمر فيستخدمون الدين لتقوية سياستهم , مما دعا بعض المتدينين والعامة من الناس إلي الهروب نحو آفاق أرحب , والبحث عن عظماء من غير الانبياء والاولياء , فقلدوا وجعلوا شعاراتهم كأنها ضد الدين , و هم بذلك لا يرفضون الدين ولا يكفرون بالله ورسله , ولكن كراهية في المتأسلمين من الساسة ( خاستاً ) ( الاخونجية ) ومن لف لفهم , و صار أمر التحدث في الدين شائبة يشوبها التملق والكذب , وحتي اللحية الكثة تعتبر دليلا علي العهر السياسي , رغم أن ذلك يمس المصداقية في الدين ولكنها صارت واقعا معاشا وهو ما يمكن أن نسميه بـ ( الكفر السياسي ) ..