كثيره هى الاشياء والروابط التى تربط ما بين الانسان والمكان فتجدنا نهيم فى ارض الله بحثا
ولكن دواخلنا لا تعرف سوى تلك البدايات
فكم كانت هى البدايات الجميله بارض المصنع واهله الطيبون
بدايات فرضتها الطبيعه واخرى سطرتها طبيعة العمل او طبيعة الحراك اليومى
قد تكون بسيطه ولكنها كبيره فى معناها الضمنى
من هذا الاشياء والتى لا زالت تسكن فى دواخل ذاتى برغم زحمة الاشياء
هى عملية حرق القصب والتى هى مرحله من مراحل الانتاج المتسلسله والتى هى من الاشياء
الملموسه والمعتاده
اذ اننا ونحنا اطفال نتفاعل مع هذه العمليه خصوصا فى الاحياء القريبه من مزارع القصب والتى من
ضمنها الحارة الرابعه منبع فكرنا الاول ومرتع التكوين الخالد
لا زلت اذكر فرحنا الطفولى ونحنا نشاهد انطلاقة الشرارة الاولى لعملية الحريق
ففرحتنا فى مشاهدة هذا الحريق الاسطورى الذى تتجسد غرابته فى كتلة اللهب الضخمه وسرعة الانطلاق
وحينها لم نكن نعلم شئ عن ابجديات العلوم التى توضح طبيعة مثل هذه الاحداث
وبعدها تاتى عملية الاستمتاع بمشاهدة الجنقو وهم يقومون بصيد اى حيوان يخرج او يحاول الهروب من
هذا الحريق الكبير من قطط وفئران واحيانا خنزير برى (حلوف)
وحينها لا ادرى لماذا كانت فرحتنا
وبعدها عرفت سر الفرحه وهى ان عملية الارتباط بهذا الوطن الصغير قد تمت
وتاتى مرحلة ما بعد الحريق وحينها كانت الدنيا بخيرها اذ انه وبعد خروج الاليات ياتى الجميع اطفال
ونساء وبعض الكبار لجمع مؤونة عام من القصب والريش الذى يستخدم للطبخ وغذاء الابقار
وهذا تفاعل اخر
فكم كانت فرحتنا ونحنا نشاهد هذا التفاعل الطبيعى الغير مرتب بين الجميع وبعدها عرفت لماذا كانت المحنه
تمشى بيننا والارتباط الصادق
وكم كانت هى جميله قصص العشق الطفولى التى تكون بدايتها مع هذا التجمع
وحينها لم تكن حياتنا قد عرفت السفور والانحطاط
وهكذا مرت الايام ولكنها خلفت ارتباط فى غاية المتانه ما بين ذاتنا والمكان فهى احداث تعتبر جزء من تكوين اى مصنعى
اصيل
فهل يا ترى ما زال هذا التفاعل مع عملية حرق القصب مستمر اشك فى ذلك فالزمن اصابه التغيير فى جميع الاشياء ....