منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة ترحب بالزوار من ابناء المنطقة وجميع الاحباب والمريدين داعين لمد جسور التعارف بين الجميع ودوام التواصل
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة ترحب بالزوار من ابناء المنطقة وجميع الاحباب والمريدين داعين لمد جسور التعارف بين الجميع ودوام التواصل
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولمركز تحميل المصنع     مجموعة الفيس بوك

اهلا وسهلا بناس المصنع عزيزى العضو فى منتدى مصنع سكر حلفا الجديدة تفضل بالدخول الي المنتدي واذا ما مسجل معانا تكرم بالتسجيل والتمتع معنا ولقاء الاحبة والاخوان ومن فرّقتك عنهم طرق الحياةولو ما عارف كيف تسجل في المنتدي فقط إضغط زر ( تسجيل ) واتبع الخطوات ,واحدة واحدة,(الادارة بتفعل حسابك )

 

 مشيئة الحجر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ناصر البهدير
مدير عام سابق
ناصر البهدير


عدد المساهمات : 3674
نقطة : 16604
تاريخ التسجيل : 30/01/2010
العمر : 55
الموقع : البحرين

مشيئة الحجر Empty
مُساهمةموضوع: مشيئة الحجر   مشيئة الحجر Emptyالخميس 22 أكتوبر 2015, 2:06 pm

[rtl]مشيئة الحجر
حجر قدَره أن يكتب جزءاً من تاريخ بلد مترام وممتد على جزر أرخبيل في جوف الخليج العربي، لا يبالي من موجات متوالية تتطاير كأرجوحة مجاذيب تئن نوبتها الواسعة الأطراف. وهنا نصوص جيرية صلبة تكشف عن جوانب من سيرة البحر، ومده وجزره، ومواسم هبوط النورس الناعم.
كنت أبحث عن نوع من الرصد لطقوس قدوم طائر (النورس) حتى أجد مقارنة موضوعية مع هجرة طائر (السنبر) إلى أرض الحبشة وعودته كل عام في أبريل للسودان في رحلة التناسل الطبيعي، وحشد جيل جديد يواجه نفس المصير. إنها رحلة محفوفة بالمكاره وعنفوان الطبيعة ومزاجها المتقلب. كما أزعم أنني أسمع بأذني أصوات النورس، وتلك الحيوات الغنية التي يخلقها على شواطىء البحرين، وكذلك أرى عن قرب جمال جسده الرشيق، وعينيه اللامعتين، ورمادية أجنحته، وسواد ساقيه الناحلتين.
حاولت كثيراً أنْ أظفرَ بالاقتراب منه، ولكن هيهات ذلك، وهو في بطن المياه يصون رزقه الوفير على هدوء رغم زحام الماكينات التي تجوب المكان؛ إنْ كان للتسلية والرياضة أو لصيد الأسماك أو لتأمين المنطقة الشمالية الشرقية من أرخبيل البحرين المتناثر والمتداعي على شكل بديع. 
قضيت وقتي برمته جوار الشاطىء الواقع بين جزيرة المحرق والمنامة، حتى اخترت الحجر قارعة في نهاية المطاف بعناية كافية لأنقش عليه تخيلاتي وظنوني، وبعض حالة أعيشها بين تلك العوالم المنصوبة بأغصان كثيفة من ضياء الروح، وبهاء الحياة، إذا أفرغنا بعض شَطَطِنا بين راحتيه.
حجر حقيقي مرمي كواحد من سفر السجلات المطوية لقصة بلد أكثر من رائع، ينثر فسيفساء أخلاطه وأحلامه وحضاراته تاريخاً يستجلي حقباً قديمة. فالكلمات لاتكف عن تفكيك نسيجه، تلك قصة طويلة أعجز عن فضِّ سرديتها. حقيقة أخفق عن فهم مكنون تلك الأرض الصغيرة، والتي تعيش بوتد واحد منصوب في خاصرتها على هيئة الكائن السماوي.. الدخان.
وعلى سفح أو أعلى جبل الدخان يمكن لك أن ترى البحرين بالعين المجردة دون عناء كثير، فالجبل مخلوق بقامة البلد. حقا للمكان سلطانه في الجغرافيا على مقاييس خطوط الكنتور، ولا عزاء لجبل يطول بلا حضارة، ويحتشد كالمجدار.
فالحجر كأنه منحوت بفعل فنان دلموني أو تايلوسي، وهكذا أحلم على دَعة من حسن ظن يسكنني منذ أن وطأت هنا.. شائقاً ومبهراً منظرُه، وهو في كونية التوثيق، فن جدير بالتأمل دون قيد نظر ولا مباركة أحد، وهذا ما لاينتظره، طالما أن قدره مثقف ومبسوط بين الناس، وهم يعرفون ذلك دون عويل يبذلونه كزبد البحر، وهنا لا أجده، فاليوم عيد واحتفاء بهبوط النوارس.
كلما تأملت الحجر أيقنت أن الطبيعة هي الحقيقة الغائبة، وحتماً لن تكون المطلقة، ويبقى عجز الفاشلين أمثالي في تجريد هذا النقش الطبيعي، وإحالته إلى تموضعه الأساسي في رهان إيماننا المطلق بواحدية الإله؛ سبحان الله تعالى.
اليوم، أقتنص هذه الفرصة لأعلن انحيازي لمدرسة الواحد الفنية ليس لإطلاقها، فقط في كونيتها الفلسفية الشاخصة نحو الحقيقة. وحين يكون الإنسان خالياً من نطفة الفن النوراني وفلسفته، هو الشقاء بعينه أن تحرث في بحر عتمة الذات. قاصرة هي للحد الذي يجعلك طيِّعاً بيد المادة وطينتها الآسنة. فحركة المياه وتدافعها، يوحي بالكثير على الأقل بأن هنالك حياة جديرة بالتقديس والاحترام، لو تأملنا مفاصلها على نحو متبصر.
عبثية الأشياء وتراكمها في خزاناتنا كنوع من الدمى التي نصنعها على وجل، لن تعصمنا من طوفان شهوة الاكتناز، وإنْ تحَصَّنَّا بسيولة الأشياء؛ لُواذاً. أقول إن الطبيعة لا تخفق في إدراك كُنْه الأشياء وتجليتها على بصيرة، بل إدراكنا القاصر علة لا نقف على بابها .
أكتب شيئاً يسكنني في العميق دون مواربة، وهي مشاعري الإنسانية بلا أوهام أو خزعبلات نحو المكان المصون بقدرة الخالق، ولكني قطعاً لا أدون حقائق أو غيرها أو أصبو لفوهة رهق عنيد. 
وفي بهو هذه التفاصيل العديدة، تذكرت بساط الريح علَّه حملني على يقين صراط العبور نحو الحقيقة غير الماثلة. هكذا أتخيل ومياه الخليج تَرْشَحُني بين الفينة والأخرى؛ والنورس في البعيد يلوح لي بين أشعة الشمس الغاربة، والقوارب العابرة على عجل.
حقيقة لا أستند إلا على هذا الحجر الوضِيءٌ وكلمته الباتعة. كل شيء هنا عصيٌّ على سبْر غوره. شائكة هي المفازات حتى في الماء، وكيف عبورها كما أمعن الخيال يوم أنْ عبرها شخص ما هنالك بين طيات أوراق الطبقات القديمة. هل كان الأمر محض تصور لحالة جذب سماوية فرضت نفسها وقتذاك ضمن سياق الحياة البسيطة على ضفاف الأزرق الهادر؟! فجاة قفز إلى ذهني سؤال! وهل عاون (السنبر) ذلك الصوفي في مهمة العبور الشاق، والذي جاء كلمحة البصر، كما قيل في سيرة التدوين الأولية! ربما لأن النهر في العادة هو خط سير الطائر الميمون. كان ظني غير ملتبس بغير شك.
ويبدو السؤال غير عبثي.. هل مشيئة النهر أم مشيئة الصوفي هي التي نفذت إلى بؤرة ظنوننا وسكنتها للأبد دون خجل من قصة ماض موغل في الأساطير. وقلبي دليلي في مشيئة الحجر.
الحجر واسع الحيلة، ويربكني أكثر، ويهد جسري الذي أشيِّده؛ فعقلي مشدود إلى التاريخ، بينما الحاضر يغسل الدرن المطمور، ويزيل قشرته الداكنة. وبِتُّ على قناعة بأن فن الطبيعة لا يكذب البتة، ولكن ما يفعل ذلك هي قلوبنا المتْرَفَة بصدأ المادة، وشغفها المتزايد بقطف زهرة بستان الحقيقة المطلقة.
فالحجر لايزال عندي أجيالاً منسالة من عبق التاريخ، تمر على مهل في انثيالها الاعتيادي الذي لا يحسه بعض البشر وسط انشغالاتهم اللزجة كبطن الرخويات، وهي تحيط بذكريات تعتقل الأنفاس في دائرة الوقت الراهن وفاعليته في حلْب المزيد من طاقة الثرثرة في مشاريع خلاص فاقدة القيمة والصلاحية والحميمية.
هذه حكاية فضَّلنا أن نَلِج سَمَّ خِياطِها كلما أسرفنا في لهَثِنا المحموم في عدم المعرفة. هل هي أزمة الإنسان ونفوره الطبيعي عن بئر الحياة صوب صحراء نفسه اللاهبة بلفح الرمل المتثاقل في حركته أم ظنُّنا الملتبس بالسعادة وطلب مظانها في رق القيود!
وبيني والحجر مسافة وهذا أمرُ لا يَعْدُو أن يكون مجرد تثاؤب- ربما محطة على قيد الحياة - يوثر فيَّ كما يفعل هبوط النورس أوانَ حلول خريف البحرين من كل عام، يلازمني استِرخاءُ الوسن اللذيذ. وشتان ما بين خريف هنا وهناك.
وفي أجواء طقس الهجرة كلانا نلنا النصيب؛ طيرٌ وبشرٌ، وكلانا يطرح عذاباته، كنثيث المطر يفيض عذوبة ولَطافة. 
يتوجب عليَّ أن أجلس جوار الأحجار المتناثرة كحال رفقة الطيور تؤمِّن نفسها بتلك المسافات البينية والمتفاوتة كلما أوغل المطر في سعاله ودفْقِه؛ سيان البرق في انفلاته السريع كومضة عشق ماتت قبل أنْ تصل إلى منتهاها، أو الماء في نزوله المتواصل كسرب أمنيات عجولة تراخت في صد الانتظار.
وبدأت أتداعى وأحرك موقد الذكريات، وقيد الحال والموج لا يهدأ، مثلي تماماً يرسم ألواناً من الضيق في التوِّ واللحظة.
ثمة حرب في كل قطرة ماء مالحة، موجة إثر موجة تسند بعضها بعضاً، وترسم أشكالاً متنوعة، هكذا تتلاقى الأحجار وتنتظم في سلسلة لا تَكُرُّ حباتها. 
شيء وحيد أعرفه هو أن الحجر جماد. ولكن الآن عندي الحجر كائن أسطوري يمشي كما الصوفي على سطح الماء! هو الطيران أسفل السماء بلا رسوم عبور تُدفع ولا مستندات إلكترونية. تتألف فيما بينها وتشكل نسيج وحدها. والحجر لا تهرب روحه ولطالما ظلت عيناه منتصبتين فويق الأفق بقليل ترسل إنسانها على رحابة الكون الشاسع.
منذ أيام كان عنديَ الحجر ابن سلالة التلال، علمتني سلحفاة نهر القاش بأن قدحها الخلاَّب مصنوع من فروة أعلى ما في قمة الجبل. ولكنني اليوم أبصرت حقيقة أخرى.
لعبة الحجر البيضاوي شاقة في تفاصيلها منذ أن وطِئت قدماي هذه الأرض الطيبة في ذات التوقيت، ومداخل الشتاء تبدو في خريطة المناخ مَعْلَماً جيداً وبارزاً لذلك الحضور الأكتوبري. سبعة أعوام أحاول الصعود بالحجر، وأسقط في فخ اللغز، وأستدبر أمري من جديد، وقدري المحاولة البائسة، وأنشوطة تعلق في فضاء الرهان الخاسر. حتى محاولة سيدة قبيلة شوك، زوجة الملك الفهد الدرع الثاني، وهي تمرر حبلاً معقودة فيه أحجار أوبسيديان من ثقب في لسانها، جربتها كم فعلتها السيدة في ياش‌ جيلان، بالمكسيك في عام 709م. وشتان ما بين أكتوبر 2008 وأكتوبر 2015. 
لم أَكُ أرغب في الرحيل، ولكن عزائي أن بيدي حجراً ثميناً، ولن أفرط فيه للبحر. وركضت نحو الجسر عائداً بقلب نشط، وقابض على أمل من صلب الحجر. وهذا ما أتقوى به. فصرخة الحجر لا تعني أن الحياة سهلة بلا معاناة وضجر.
ومضيت وقلبي طافح بالمسرة، ومغمور بالراحة في مساء لا شيء فيه يؤلم، كما يؤلم خلل موازنة عمر حبل الحجر السري الذي بلغ سبع سنوات ستبتلعها سبع سنوات أخر بمشيئة الله ثم الحجر.[/rtl]


[rtl][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][/rtl]

[rtl][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][/rtl]

[rtl][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[/rtl]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مشيئة الحجر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مصنع سكر حلفا الجديدة  :: المنتديات الادبية :: الحكايات والخواطر-
انتقل الى: