بسم الله الرحمن الرحيم
لقاء ودرد شه سريعة مع الأخ الكبير الجيلى بادى على. وهو من الرعيل الأول الذى قامت على أكتافهم صناعة السكر بالسود ان .. معكم إلى الحوار الشيق الذى خص به منتديات مصنع سكر حلفا ج .
*الحبيب الجيلى نرحب بك فى منتديات مصنع سكر حلفا وهى منتديات تعنى بلم الشمل وتواصل الأجيال لإستشراف غد أفضل ونقضى معك بعض اللحظات من إسترجاع الزكريات وبدايات العمل بالمصنع والورشة الزراعية ،لن أكثر عليك الأسئلة بل أتيح لك حرية الحديث والإسترسال فى إسترجاع الزكريات .
- شكراً أخونا عبد الرحمن موسى وشكراً لمنتديات المصنع على هذا الإهتمام بالتاريخ وتوثيقه وجزاكم الله كل خير.
- الإسم: الجيلى بادى على من مواليد مدينة رفاعة التحقت بمصنع سكر حلفاج فى العام 1966م فى أول موسم تشغيل للمصنع.
* من كان المدير العام فى ذلك التاريخ؟
- السيد / أبو بكر الوقيع .
* حدثنا عن الورشة الزراعية فى ذلك الزمن ؟
- أولاً الإدارة : نبدأ من فوق (موش كده).. أول مدير للورش بعد الإستلام من الشركة الألمانية كان هو الأخ المهند س /عوض عايس . وكان نائبه الأخ المهند س /حسن يعقوب وكان مهند س الكاتربلر أيضاً.وكان مهند س الجرارات الأخ مختار محمد مختار . والترلات الأخ سيد عبد الرجال..
أما العمال بالجرارات /العم قسم السيد عباس الملاحظ . الميكانيكيين : حمزة عبدالله- عوض أورصد- أبراهيم فقيرى- حسن ميرغنى- آدم محمد الحسن- محجوب كلاى- الجيلى بادى.
الترلات/ موسى أحمد سليمان- الهادى صالح شقدى- عبدالله بشير- سعدالله عبد الفراج- عبدالمنعم قسم السيد.
الكاتربلر/ إسماعيل محمد إبراهيم الملاحظ- سيد أحمد الحسن- الهادى آدم (أبو شنب) –محمد الدود أجور- جاموس كوه- كافرى عيسى.وهذه المجموعة حباها الله بقوة جسمانية مميزة وفى كل الإحتفالات كنا نفوز بجر الحبل حصرياً على كل الأقسام..
*حدثنا عن الآليات بالورشة ؟
- كان عندنا 6 جرار نوفل خاصة بالعمليات الزراعية-وتم إستيراد 60 جرار بيلاروس (روسية) ووصلت فى صناديق وقمنا بتجميعها هنا فى حلفا بأيدى سودانية خالصة وخصصت للحصاد وتم حصاد كل القصب الجاهز للحصاد فى الموسم الأول للمصنع وبلغت الإنتاجية 600000 جوال سكر زنة 100 ك.وكانت إنتاجية القصب عالية جداً.
*كيف كان السكن فى البداية ؟
-كانت هناك بيوت بناها الألمان أثناء التشييد خصصت للموظفين أما العمال كنا نسكن فى خيم فى المنطقة التى بها ميز المهندسين الحالى وحتى السكة حديد .وللبيوت الموجودة اليوم –حى الموظفين والبركس قصة أرويها لكم للتاريخ .
قابل السيد/أبوبكر الوقيع السيد الرئيس إسماعيل الأزهرى (وهو أستاذه) وطلب منه التصديق له ببناء مساكن للعاملين بالمصنع ورفع له تصور كامل بالمطلوب .طلب منه الرئيس تأجيل المشروع حالياً ولكن السيد/ الوقيع قال للرئيس إذا مابتصدق لى المبانى برسل طيارة تجيب أسرتى من حلفا ومابرجع هناك تانى .وتحت إصراره صدق الرئيس ببناء مساكن للعاملين بمصنع سكر حلفا ومنح الوقيع تفويض كامل واعتمدت الميزانية وقام السيد المدير بالتعاقد مع المقاول المعروف بمدنى حاج أحمد أبو زيد وشرع فوراً فى بناء البيوت.(ولولا قوة شخصية السيد أبوبكر الوقيع ووضوح رؤيته لما تم بناء هذه البيوت التى ننعم بها حتى اليوم).
*حدثنا قليلاً عن هذا الرجل (أبو بكر الوقيع)؟
-السيد أبوبكر الوقيع رجل إستثنائى له شخصية مهيبة وإدارى متفرد صارم جداً وعطوف لايرد سائل وكان يحرص على توفير الجو الملائم والمريح للعمل ويشجع المميزين ويحفزهم مادياً ومعنوياً .كانت مكاتب الإدارة مكان المستشفى القديم أسع ماعارفو بقى شنو.(حالياً به إدارة الدفاع المدنى).وكان يعقد لقاءات دورية مع العاملين ويوصيهم وينصحهم كان بقول لينا أكلو العدس والشرموط وحافظوا على قروشكم ما تصرفوها فى الفارغات إشتروا ليكم بهايم تنفعكم والله يجى عليكم زمن الرغيف تقيفو ليه بالصف.تقول الزول دا كان ولى..
وكان يشجع على الزواج ويساعد فيه من المال العام ومن جيبه وتمت فى منزله زيجة الأخوان من الورشة –آدم محمد الحسن وحمزة عبد الله على كريمتى رئيس الحسابات –على أبراهيم الحمامى- وكان هو وكيل الأختين وشخصى الضعيف وكيل الزوجين..وهذا قليل من كثير من أعمال هذا الرجل المحب للخير وأفضاله كتيرة والله رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
*حدثنا عن فترة إغترابك بالكمرون؟
- ياسلام ياود موسى إنت الليلة رجعتنى شباب والله. تانى نرجع للسيد / أبوبكر الوقيع بعد أن نزل المعاش أسس شركة خاصة وأصبح وكيل حصرى لشركة CAMECO لمعدات صناعة السكر وفى العام 1978 وقع له عطاء فى الكمرون لتأهيل ورشة لمصنع سكر فى مدينة تسمى (كالسكو) شمال الكمرون وقام بإختيار مجموعة تتكون من 15 شخصاً كلهم من قطاع السكر وكنا من حلفا ..المهندس حسن يعقوب و المهندس / حسن حمد نائباً له وحمزة عبدالله وعوض أورصد والجيلى بادى..ووصلنا الكمرون عام 1979م وتوجهنا للمصنع المذكور وإستلمنا الورشة التى كانت عبارة عن مقبرة للحد يد الخردة وقمنا باستخراج جرارات كامكو قديمة من وسط التراب والحشائش وقمنا بنظافتها وتجهيزها وتم تحديد الإسبيرات المطلوبة وقمنا بتركيبها وقمنا بتعديل الكثير فى هذه الجرارات القديمة وأدخلناها الموسم الإنتاجى تحت إشرافنا وقمنا بتشغيلها حتى تم حصاد كل القصب وكان موسماً ناجحاً وكان رئيس الكمرون ذلك الوقت (الرئيس أحمدو حجو) وقال فى خطاب رسمى (مايزيدنى شرفاً وإعزازاً أن سودانيون مسلمون شرفوا الكمرون بخبراتهم وأحدثوا طفرة إنتاجية فى مصنع سكر كالسكو لهم منا كل الشكر والتقدير .) بعد ذلك العام رجعت للسودان ولم أرجع للكمرون لظروف خاصة بى .وكانت تجربة جميلة لنا إستفدنا منها كثيراً.
*ونأتى لقصة سفرك بدراجة بخارية من حلفا وحتى رفاعة هل هذا صحيح؟
- نعم وكان ذلك بموتر هوندا 90 ملكتنا له إدارة المصنع بالتقسيط وسافرت به عن طريق القضارف مدنى حتى رفاعة وكان فى الخريف فى بداية الثمانينات .
غادرت حلفا فى العام 1985 م لظروف خاصة حتمت على التواجد برفاعة..إنتهى..
*خاتمة: الشكر كل الشكر للحبيب الجيلى على صبره ووقته الذى أعطانا له وهذه المعلومات الثمينة التى خصنا بها والشكر موصول لعمنا حاج أحمد إدريس صديقه الشخصى والذى حضر جانباً من هذا اللقاء بدكانه بسوق المصنع.
وختاماً أود أن أُشيد بإسمكم بكل أولئك الرجال الأفذاذ الذين قدموا لهذا الوطن كل هذه التضحيات فى تجرد ونكران للذات وعلى رأسهم السيد/ أبوبكر الوقيع المدير الأول لهذا المصنع والذين عملوا معه فى البدايات الأولى وصبروا وثابروا وتحدوا الظروف القاسية فى ذلك الزمان لننعم نحن اليوم بهذا الصرح العملاق العامر التحية والتجلة لهم ونأمل أن نتمكن من توثيق سِفر كفاحهم وحبهم لهذا الوطن..
(وما نيل الأمانى بالتمنى *** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا)
ولكم كل الود..حلفا 11/11/2015م
*الجمل بين قوسين بالخط الأحمر تعليقى للتوضيح..
[/img]
